المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف العين - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٥١

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الحادي والخمسون (سنة 681- 690) ]

- ‌[الطبقة التاسعة والستون]

- ‌سنة إحدى وثمانين وستمائة

- ‌[سلطان دولة المماليك]

- ‌[صاحب العراق وخُراسان]

- ‌[القبض عَلَى بيسري وكشتغدي]

- ‌[تدريس الأمينيّة]

- ‌[نيابة القضاء]

- ‌[تدريس الأمينية والفرّخشاهية]

- ‌[سلطنة الملك أَحْمَد]

- ‌[وزارة مصر]

- ‌[قضاء القاهرة]

- ‌[زيارة القدس والخليل]

- ‌[حريق الأسواق بدمشق]

- ‌[عمارة الأماكن المحترقة]

- ‌سنة اثنتين وثمانين وستمائة

- ‌[قدوم السلطان دمشق]

- ‌[مشيخة الإقراء بتربة أمّ الصالح]

- ‌[حسبة دمشق]

- ‌[تدريس الرواحيّة]

- ‌سنة ثلاث وثمانين وستمائة

- ‌[سلطنة حماة]

- ‌[السيل الهائل بدمشق]

- ‌[زيادة المطر بالصالحيّة]

- ‌[ولاية دمشق]

- ‌[درس ابن تَيْميّة]

- ‌[الرخص فِي الحجّ]

- ‌[تدريس المقصورة الحنفيَّة]

- ‌[عزل الدويدار وقتله]

- ‌سنة أربع وثمانين وستمائة

- ‌[فتح حصن المرقب]

- ‌[تزيين دمشق]

- ‌[عزل وتعيين]

- ‌[دخول الملك المظفَّر حماة]

- ‌[قضاء حلب]

- ‌[القحط والظلم في العراق]

- ‌[الغارة عَلَى بلاد الجزيرة]

- ‌[تدريس ابن الوكيل]

- ‌سنة خمس وثمانين وستمائة

- ‌[الوزارة بدمشق]

- ‌[وظيفة الشدّ]

- ‌[فتح الكَرَك]

- ‌[التدريس بالغزاليّة]

- ‌[زوبعة الغَسولة]

- ‌[استيلاء الفرنج عَلَى جزيرة ميورقة]

- ‌[غَرَقَ الحَكَم بْن سَعِيد]

- ‌سنة ست وثمانين وستمائة

- ‌[فتح صهيون وبُرْزية]

- ‌[قضاء الشام]

- ‌[التدريس بالرواحيّة]

- ‌[شراء السلطان قرية جزرما]

- ‌[التدريس بالقوصيّة]

- ‌سنة سبع وثمانين وستمائة

- ‌[مصادرة أموال جماعة]

- ‌[الانتقام من الشجاعيّ]

- ‌[قتل نصرانيّ]

- ‌[صلاة الجمعة بإمامين]

- ‌[التدريس بالقيمريّة]

- ‌[الحسبة بدمشق]

- ‌[تحويل الجسور إلى أسواق]

- ‌[قضاء المالكيّة بدمشق]

- ‌سنة ثمان وثمانين وستمائة

- ‌[فتح طرابلس]

- ‌[تاريخ طرابلس قبل الفتح]

- ‌[هرب ابن الجزري من مصادرة الشجاعي]

- ‌[مصادرة نجم الدين الجوهري]

- ‌[القبض عَلَى التقيّ توبة وإطلاقه]

- ‌[الحسبة بدمشق]

- ‌[ركب الشام]

- ‌[وعظ ابن البُزُوري]

- ‌سنة تسع وثمانين وستمائة

- ‌[ثورة عرب الصعيد]

- ‌[عودة الأفرم من السودان]

- ‌[التدريس بالدولعية والظاهرية]

- ‌[التدريس بالتقوية والعِمادية]

- ‌[خطابة ابن المرحّل بالجامع الأموي]

- ‌[قضاء الحنابلة بدمشق]

- ‌[تدريس الجوزية]

- ‌[الأجناد بطرابلس]

- ‌[إمساك جرمك الناصري]

- ‌[نظر الجامع الأموي]

- ‌[شنق ابن المقدسي]

- ‌[نيابة غزّة]

- ‌[حريق درب اللبّان]

- ‌[التدريس بأمّ الصالح]

- ‌[قتل تجار المسلمين بعكا]

- ‌[تدريس الرواحية]

- ‌[قطع الأخشاب بالبقاع]

- ‌[وفاة السلطان قلاوون]

- ‌[استخدام أخشاب البقاع بدار السلطنة والجامع الأموي]

- ‌[إمساك نائب الخزندار ومخدومه بدمشق]

- ‌[الخطبة للسلطان الأشرف]

- ‌[وكالة بيت المال بدمشق]

- ‌[إكرام الأمير بكتوت]

- ‌[تهنئة صاحب حماة للسلطان]

- ‌[تدريس التقويّة]

- ‌[البلاء بالعراق]

- ‌[خراب الحجّاج بمكة]

- ‌سنة تسعين وستمائة

- ‌[سلطان مصر ووزيره ونائبة]

- ‌فتح عكّا

- ‌[إمساك نائب دمشق]

- ‌[دخول عكا]

- ‌[تاريخ عكا قبل الفتح]

- ‌[استيلاء الفرنج عَلَى صور]

- ‌فتح صور

- ‌[نيابة صفد]

- ‌[نيابة الكَرَك]

- ‌[تزيين دمشق]

- ‌فتح صيدا

- ‌[الاستيلاء عَلَى مراكب الفرنج عند البترون]

- ‌فتح بيروت

- ‌فتح جُبَيْل

- ‌فتح عثليث

- ‌[فتح أنطرسوس]

- ‌[تكليف مقدّمي الجرد وكسروان خفر بلادهم]

- ‌[تكسير تمثالين ببعلبكّ]

- ‌[القبض عَلَى علم الدين الدواداريّ]

- ‌[العمارة بقلعة دمشق]

- ‌[غضب السلطان عَلَى بعض خواصّه]

- ‌[تولية ابن جماعة قضاء مصر]

- ‌[إبطال عمائم النساء وشُرب الحشيش والخمر بدمشق]

- ‌[موت ملك التتار]

- ‌[ولاية برّ دمشق]

- ‌[خطبة ابن المرحّل أمام السلطان]

- ‌[زيارة ابن الأُرْمَوي]

- ‌[إطلاق رُسُل عكا الفرنج]

- ‌[إطلاق أسرى بيروت]

- ‌[إظهار أمر الخليفة]

- ‌[خطبة الخليفة]

- ‌[قراءة الختمة والحضّ عَلَى أخذ بغداد]

- ‌[قراءة الختمة بدمشق]

- ‌[إمساك أميرين بدمشق]

- ‌[توسعة الميدان بدمشق]

- ‌[حجّ الشاميين]

- ‌[ما قِيلَ فِي فتح عكا]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وثمانين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌الكنى

- ‌سنة اثنتين وثمانين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثلاث وثمانين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة أربع وثمانين

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وثمانين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ست وثمانين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة سبع وثمانين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثمان وثمانين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وثمانين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة تسعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف اللام ألف

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

الفصل: ‌ حرف العين

-‌

‌ حرف العين

-

90-

عَبَّاس بْن عُمر [1] بْن عبدان.

الفقيه، عفيف الدّين، أَبُو الفضل البَعْلَبَكيّ، الحنبليّ، المقرئ، الرجل الصّالح.

كَانَ إمام مسجد بالعُقَيْبَة. وقد سَمِعَ من: الشّيْخ الموفَّق، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، والمجد القزوينيّ، وزَين الأمَناء بْن عساكر.

وقرأ شيئا من الفِقْه عَلَى الشّيخ الموفَّق أيضا.

روى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن العطّار، والمزّيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.

تُوُفّي فِي ذي الحجّة.

وبلغني أنّه قرأ «العمدة» على الشّيْخ الموفَّق.

91-

عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى [2] بْن أَبِي بَكْر بْن يوسف بْن حيّون.

الغسّاني، الشّيخ جمال الدّين بن محمد الجرائريّ [3] ، نزيل دمشق.

شيخ محقّق، عالم مُتقن، كثير الرّواية، مليح الكتابة. نسخ الكثير، وعني بالحديث، مَعَ فَهْمٍ ومعرفة وديانة وعبادة وتواضع.

فسمع بمصر من جماعة من أصحاب السِّلَفيّ. وحدّث عَنْ: أَبِي الْخَطّاب بْن دحية الحافظ، وأخيه أَبِي عمرو عُثْمَان، ويوسف بْن المخيليّ، وأبي الْحَسَن السّخاويّ، وكريمة القُرشيّة، وأبي عَمرو بْن الصّلاح، وإبراهيم بْن الخُشُوعيّ.

ثمّ لم يزل يسمع ويكتب إلى أواخر عمره.

[1] انظر عن (عباس بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 115 ب، والعبر 5/ 337، 338، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، وذيل التقييد 2/ 162 رقم 1355.

[2]

انظر عن (عبد الله بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 115 أ، والعبر 5/ 338، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، والإعلام بوفيات الأعلام 285، وتذكرة الحفاظ 4/ 1402، والمعين في طبقات المحدّثين 217 رقم 2259، وعيون التواريخ 21/ 331، والوافي بالوفيات 17/ 671 رقم 568، والنجوم الزاهرة 7/ 361، وشذرات الذهب 5/ 376.

[3]

في العبر: «الجزائري» ، وكذا في الإشارة إلى وفيات الأعيان، والإعلام.

ص: 103

روى عَنْهُ: المنجّم بْن الخبّاز، وابن العطّار، والمِزّي، وابن تيميّة، وطائفة سواهم.

وأجاز لي مَرْوِيّاته، وولي مشيخة النّجيبيّة الّتي هِيّ سَكَن أَبِي الحَجّاج المِزّي، وبها تُوُفّي فِي شوّال] [1] .

92-

عَبْد الحليم [2] بْن عَبْد السّلام بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي القاسم.

الإِمَام، المفتي، المفنّن [3] شهاب الدّين ابن العلّامة شيخ الإِسْلَام أَبِي البركات ابن تيميّة الحرّانيّ، والحنبليّ، نزيل دمشق، والد شيخنا.

وُلِد سنة سبْع وعشرين وستّمائة بحرّان.

وسمع من: أَبِي المُنَجّا ابن اللّتّيّ، وأبي القاسم بْن رواحة، وحامد بْن أميرى، وعلي بْن أَبِي الفتح الكناريّ، وأبي الحَجّاج بْن خليل، وعيسى الخيّاط.

وقرأ المذهب حتّى أتقنه عَلَى والده. ودرّس، وأفتى، وصنّف، وصار شيخ البلد بعد أبِيهِ وخطيبه وحاكمه.

وكان إماما متقنا، محقّقا لما ينقله، كثير الفنون، جيّد المشاركة فِي العلوم، لَهُ يد طولى في الفرائض والحساب والهيئة.

[1] حتى هنا ينتهي الخرم في نسخة المتحف البريطاني، برقم 4810.

[2]

انظر عن (عبد الحليم) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 185، 186، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 116 أ، والعبر 5/ 338، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، والإعلام بوفيات الأعلام 284، ومرآة الجنان 4/ 197، والبداية والنهاية 13/ 303، وعيون التواريخ 21/ 338، 339، والوافي بالوفيات 8/ 69 رقم 66، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 310، 311، والنجوم الزاهرة 7/ 358- 360، والمنهل الصافي 2/ 282، وشذرات الذهب 5/ 376، وعقد الجمان (31312، وتذكرة النبيه 1/ 85، والدارس 1/ 74، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 84، والمنهج الأحمد 399، والمقصد الأرشد، رقم 648، والدرّ المنضّد 1/ 425، 426 رقم 1134، وتاريخ الخلفاء 484.

[3]

هكذا رسمها في الأصل، ولم أتبيّن المقصود، ولعلها: المتقن. أو المفنن؟!

ص: 104

وكان ديّنا، خيّرا، متواضعا، حَسَن الأخلاق، موطَّأ الأكناف، كريما جوادا، نبيلا، من حَسَنات العصر.

تفقّه عليه ولداه أَبُو الْعَبَّاس، وأبو مُحَمَّد.

وَحَدَّثَنَا عَنْهُ عَلَى المنبر ولده، أيّده اللَّه بروح منه.

وكان قدومه إلى دمشق بأهله وأقاربه مهاجرا فِي سنة سبْعٍ وستَين وستّمائة.

وتُوُفّي ليلة الأحد سلْخ ذي الحجّة، ودُفن فِي مقابر الصوفيّة.

وكان الشّيْخ شهاب الدّين من أنْجُم الهدى، وإنّما اختفي بين نور القمر وضوء الشمس.

93-

عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مفلح [1] .

المقدسيّ، الصّالحيّ، وقيّم المدرسة الشّاميّة.

روى عَنْ: ابن اللّتّيّ، وابن الزّبيديّ.

أخذ عنه: ابن الخبّاز، وابن البرزاليّ، وغير هما.

ومات في ربيع الْأَوَّل.

94-

عَبْد الرَّحْمَن بن عباس [2] بن أحمد بن كثير.

كمال الدين، أبو الفرج اللّخميّ، المصريّ، ثمّ الدّمشقيّ، المعروف بابن الفاقوسيّ.

إمام المدرسة المجاهديّة.

روى عَنْ: أَبِي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وداود بْن ملاعب، وابن البنّ.

روى عَنْهُ: ابن البِرزاليّ، وابن تيميّة، والطّلبة.

وكان لَهُ شِعر، وفيه نباهة وخطّ مليح.

[1] انظر عن (ابن مفلح) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 112 أ.

[2]

انظر عن (ابن عباس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 114 ب، والوافي بالوفيات 18/ 101، 102 رقم 113، والمنهل الصافي 2/ 286.

ص: 105

تُوُفّي فِي شعبان وله خمسٌ وسبعون سنة.

95-

عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُدَامة [1] .

شيخ الإِسْلَام، وبقيّة العلماء، شمس الدّين، أَبُو مُحَمَّد، وأبو الفرج، ابن القُدوة الشّيْخ أَبِي عمر، المقدسيّ، الْجُمّاعيليّ، ثمّ الصّالحيّ، الحنبليّ، الخطيب، الحاكم.

وُلِد فِي المحرَّم سنة سبع وتسعين وخمسمائة بالدّير المبارك بسفح قاسيون.

وسمع حضورا من ستّ الكَتَبة بِنْت الطّرّاح سنة تسع وتسعين. وسمع من أبيه، وعمّه الشّيْخ الموفَّق، وعليه تفقّه، وعرض عَلَيْهِ «المقنع» وشرحه عَلَيْهِ. وشرْحُهُ عشر مجلدات.

وسمع أيضا من: حنبل، وعُمَر بْن طَبَرْزَد، وأبي اليُمْن الكندي، وأبي القاسم بن الحرستاني، وأبي المحاسن مُحَمَّد بْن كامل، والقاضي أَبِي المعالي أسعد بْن المُنَجّا، وابن البنّاء، وابن ملاعب، وأبي الفتوح الكبريّ، وأبي الفتوح الجلاجليّ، والشيخ العماد، والشهاب بْن راجح، والشمس بن

[1] انظر عن (ابن قدامة) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 186- 191، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 114 ب، ونهاية الأرب 31/ 116، والسلوك ج 1 ق 3/ 720، ودول الإسلام 2/ 185، والعبر 5/ 338، 339، والإشارة إلي وفيات الأعيان 372، والإعلام بوفيات الأعلام 284، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492 ومعجم شيوخ الذهبي 299، 300 رقم 424، والمعجم المختص 138، 139 رقم 161، والمعين في طبقات الحفاظ 218 رقم 2260، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 304- 310، ومرآة الجنان 4/ 197، 198، والبداية والنهاية 13/ 302، وعيون التواريخ 21/ 332- 336، والوافي بالوفيات 18/ 240- 244 رقم 294، وتالي كتاب وفيات الأعيان 106، والنجوم الزاهرة 7/ 358، والمنهل الصافي 2/ 302، وتاريخ ابن الفرات 7/ 286، 287، وشذرات الذهب 5/ 376- 379، والدليل الشافي 1/ 404، وذيل التقييد 2/ 95، 96 رقم 1220، وعقد الجمان (2) 311، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 74، وتذكرة النبيه 1/ 81، والمختصر على الذيل على طبقات الحنابلة 82، والمنهج الأحمد 396، والمقصد الأرشد، رقم 1260، والدرّ المنضّد 1/ 424 رقم 1131.

ص: 106

الْبُخَارِيّ، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، والعزّ ابن الحافظ، والشمس أَبِي القاسم العطّار، وأبي الْحُسَيْن غالب بْن عَبْد الحقّ الحسينيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن سيدهم، ومحمد بْن وهب بْن الزّنف، ونصر اللَّه بْن نوح الْمَصْرِيّ، والموفّق عَبْد اللطيف اللُّغوي، وهبة اللَّه الكهْفي، ويوسف بْن أَبِي الخير الزّاهد.

وطلب الحديث بنفسه، وكتب، وقرأ عَلَى الشيوخ، فقرأ عَلَى: ابن الزّبيديّ، وجعفر الهَمَذانيّ، والضّياء المقدسيّ، وطائفة.

وسمع بمكة من: أَبِي المجد القزوينيّ، والتّقيّ عَلِيّ بْن ماسوَيْه الواسطيّ.

وبالمدينة من: أَبِي طَالِب عَبْد المحسن بْن أَبِي العميد الخفيفيّ.

وبمصر من: مرتضي بْن أَبِي الجود، وبركات بْن ظافر بْن عساكر، وإبراهيم بْن الجبّاب، وجماعة.

وأجاز لَهُ: الإِمَام أَبُو الفَرَج بْن الجوزيّ، وأبو جَعْفَر الصَّيدلانيّ، وأبو سَعِيد عَبْد اللَّه بْن الصّفّار، وعفيفة الفارقانيّة، وأبو الفتح المندائيّ، وخلق كثير.

روى عَنْهُ: الائمّة أَبُو زكريّا النّواويّ، وأبو الفضل بْن قُدامة الحاكم، وأبو الْعَبَّاس ابن تيميَّة، وأبو مُحَمَّد الحارثيّ، وأبو الْحَسَن بْن العطّار، وأبو الحَجّاج الكلبيّ، وأبو إِسْحَاق الفَزَاريّ، وأبو الفداء إِسْمَاعِيل الحرّانيّ، وأبو عَبْد الله بن مسلم، والبدر أبو عبد الله التّادفيّ، والزّين عبد الرحمن اليلدانيّ، وأبو عبد الله بن أبي الفتح، وأبو مُحَمَّد البِرزاليّ، وخلق كثير.

وتفقه عَلَيْهِ غير واحد، ودرّس، وأفتى، وصنّف، وانتفع بِهِ النّاس، وانتهت إلَيْهِ رئاسة المذهب فِي عصره. وكان عديم النّظير علما، وعملا، وزاهدا، وصالحا.

ولقد بالغ نجم الدّين بْن الخبّاز المحدّث وتعب، وجمع سيرة الشّيْخ فِي مائة وخمسين جزءا، وتجيء فِي ستّ مجلّدات كبار. ولعلّ ثلثها يختصّ

ص: 107

بترجمة الشّيْخ، والباقي فِي ترجمة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لكون الشّيْخ من أُمّته، وفي ترجمة الإِمَام أَحْمَد بْن حنبل وأصحابه، وهلُمّ جَرّا إلى زمان الشّيْخ.

وذكر أنّه حجّ ثلاث مرّات، الأولى سنة تسع عشرة، والثانية سنة إحدى وخمسين، وحجّ معه شيخنا تقيّ الدّين سُلَيْمَان، وكانت وقفه الجمعة، والثّالثة سنة ثمانٍ وسبعين لأنّه رَأَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وطلبه فِي المنام، فقام بذلك.

وحضر من الفتوحات: الشّقيف فِي سنة ستٍّ وأربعين، وصفد فِي سنة أربع وستّين، والشّقيف ويافا سنة ستٍّ وستّين، وحصن الأكراد سنة تسع وستّين.

وكان كثير الذّكر والتّلاوة، وسريع الحفظ، مليح الخطّ بمرّة، يصوم الأيّام البيض، وعشر ذي الحجّة، والمحرَّم. وكان رقيق القلب، غزير الدّمعة، سليم القلب، كريم النّفس، كثير القيام باللّيل، والاشتغال باللَّه، محافظا عَلَى صلاة الضُّحى، ويصلّي بين العشاءين ما تيسّر. وكان يبلغه الأذى من جماعة فما أعرف أنّه انتصر لنفسه.

وكان تأتيه صلات من الملوك والأمراء فيرقّها عَلَى أصحابه وعلي المحتاجين.

وكان متواضعا عند العامّة، مترفَّعًا عند الملوك. حسن الاعتقاد، مليح الانقياد، كلّ العالم يشهد بفضله، ويعترف بنُبْله.

وكان حَسَن المحاورة، طريف المجالسة، محبوب الصّورة، بشوش الوجه، صاحب أناة، وحلْم، ووقار، ولُطْف، وفتوّة، وكرم. وكان مجلسه عامرا بالفقهاء والمحدّثين وأهل الدّين. وكان علّامة وقته، ونسيج وحده، وريحانة زمانه، قد أوقع الله محبّته في قلوب الخلق. ذَلِكَ فضل اللَّه يُؤتيه من يشاء.

ولم أر أحدا يصلّي صلاة أحسن منه، ولا أتمّ خشوعا. وكان يدعو بدعاءٍ حسَن بعد قراءتهم لآيات الحرس بالجامع بعد العشاء.

ص: 108

وكان ربع القامة، وليس بالقصير، أزهر اللّون، واسع الوجه، مُشْرَبًا بحُمرة، واسع الجبين، أزجّ الحاجبين، أبلج، أقنى، الأنف، كَث اللّحية، سهل الخدّين، أشهل العينين، رقيق البَشَرَة، متقارب الخُطى [1] . تَسَرى أوّلا بجارية ولم تُقم عنده، ثمّ بأخرى اسمها «خطلو» ، فولدت لَهُ أَحْمَد فِي سنة خمس وعشرين، فصلّى بالنّاس، وحفظ «المقنع» ، وعاش ستّ عشرة سنة.

ثمّ ولدت مُحَمَّدًا، فمات سنة ثلاثٍ وأربعين، وله أربع عشرة سنة. وولدت لَهُ ثلاث بنات، منهنّ فاطمة الّتي ماتت سنة خمس وثمانين. ثمّ تزوج «خاتون» بِنْت السّديد عَبْد الرَّحْمَن بْن بركات الإربليّ فِي سنة ثمانٍ وثلاثين، فولدت لَهُ الشرف عَبْد اللَّه سنة تسع وثلاثين، والعزّ، محمدا سنة ستِّ وأربعين، والقاضي نجم الدّين أَحْمَد سنة إحدى وخمسين، ثم ستّ العرب الّتي تُوُفّيت سنة اثنتين وسبعين عَنْ نحو ثلاثين سنة وخلّفت الفخر عَبْد اللَّه ابن شمس الدّين مُحَمَّد بْن الخطيب شَرَف الدّين عَبْد اللَّه بْن أَبِي عمرو. تُوُفّي الشمس أَبُو هذا سنة ثمانٍ وستّين قبل أخيه العزّ بيسير.

ثمّ تزوج الشّيْخ بحبيبة بِنْت التّقيّ أَحْمَد بْن العزّ، فولدت لَهُ عليّا، فعاش ستّ سنين ومات. ثمّ ولدت عليّا، وعمر، وزينب، وخديجة، فتُوُفّي عُمَر سنة خمس وثمانين، وقتل الفقيه علي سنة سبعمائة بأرض مارِدِين شهيدا.

وقال أَبُو الفتح بْن رجب الحافظ: سَأَلت الحافظ ابن عَبْد الواحد عَنْ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن عمر فقال: فقيه، إمام، عالم، خيّر، ديّن، حافظ، تفقّه عَلَى عمّه، وسمع عَلَى جماعة كبيرة.

قَالَ ابن الخبّاز: وكان كثير الاهتمام بأمور النّاس كلّهم، ويسأل عَنِ الأهل والجيران والأصحاب، لا يكاد يسمع بمريض إلّا افتقده، ولا مات أحد من أهل الجبل إلّا شيّعه، ولا سَمِعَ بمكانٍ شريف إلّا زاره ودعا فيه.

[1] في الأصل: «الخطا» .

ص: 109

وكان كثير التّردُد إلي مغارة الدّم، ومغارة الجوع، وكهف جبريل وكان يقصد زيارة قبر والده وجّه بعد العصر فِي كلّ جمعة، ويقرأ «يس» و «الواقعة» وما تيسَّر، ويهديه ويدعو للمسلمين.

وحدَّثني التّاج عَبْد الدائم بن أَحْمَد بن عَبْد الدائم أنّ شيخنا رحل إلى يُونين واقام بها أربعين يوما يعبد اللَّه ويسأله ويتضرّع إلَيْهِ. وكان معه العزّ أَحْمَد بْن العماد.

قَالَ: واملي علينا الإِمَام مفتي الشّام محيي الدّين يَحْيَى النّواويّ بدار الحديث، قَالَ: شيخنا الإِمَام العلّامة، ذو الفنون من أنواع العلوم والمعارف، وصاحب الأخلاق الرضيّة، والمحاسن واللّطائف، أَبُو الفَرَج، وابو مُحَمَّد، عَبْد الرَّحْمَن ابن أَبِي عُمَر المقدسيّ سَمِعَ الكثير، وسمّعه، واسمع قديما فِي حياة شيوخه.

وهو الإمام المتّفق على امامة وبراعته وورعه وزهادته وسيادته، ذو العلوم الباهرة والمحاسن المتظاهرة.

قَالَ: وثنا الإِمَام أَبُو إِسْحَاق اللّوريّ المالكيّ قَالَ: كَانَ شيخنا شيخ الإِسْلَام، قدوة الأنام، حسنة الأيّام، والرّبانيّ، شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن ابن شيخ الإِسْلَام أَبِي عُمر ممّن تفتخر بِهِ دمشق عَلَى سائر البلدان، بل يزهو بِهِ عصره عَلَى متقدَّم العصور والأزمان، لما جمع اللَّه لَهُ من المناقب والفضائل والمكارم الّتي أوجبت للأواخر الافتخار عَلَى الأوائل، منها التّواضع، مَعَ عظمته فِي الصّدور، وترك التّنازع فيما يُفضي الى التّشاجر والنّفور، والاقتصاد فِي كلّ ما يتعاطاه من جميع الأمور، لا عجرفة فِي كلامه ولا تبعة، ولا تعظُّم فِي نفسه ولا تجبُّر، ولا شَطَط فِي تلبّسه ولا تكبُّر، ومع هذا فكانت لَهُ صدور المجالس والمحافل، والي قوله المنتهي فِي الفصل بين العشائر، والقبائل مَعَ ما امدّه اللَّه تعالى بِهِ من سعة العلم [وما] فطره عَلَيْهِ من الرأفة والحلم، ألحَقَ الأصاغر بالأكابر فِي رواية الحديث، الى ان كَانَ لا يوفّر جانبه عمّن أعتمده

ص: 110

مسلما كَانَ أو ذِمّيًّا، ينتاب بابه الأمراءُ والملوك، فيساوي فِي إقباله عليهم بين المالك والمملوك.

وسمعت فخر الدّين عُمَر بْن يَحْيَى الكَرْخيّ يَقُولُ: يا اخي، الشّيْخ أشهر من ان يوصف، بل أقول تعذَّر وجُود مثله فِي أعصارٍ كثيرةٍ عَلَى ما بلغني من سيرة العلماء.

وُلّي الشّيْخ قضاء القضاة فِي جمادى الأولى سنة اربع وستّين عَلَى كُرهٍ منه، سَمِعْتُ العماد يَحْيَى بْن أَحْمَد الحَسَنيّ الشّريف يَقُولُ: الشّيْخ عندي فِي الرُتْبة عَلَى قدم أَبِي بَكْر، والشيخ زين الدّين الزّواويّ على قدم عمر، فما رأت عينيّ مثلهما.

وقال أيضا: كَانَ الشّيْخ، والله، رحمة عَلَى المسلمين، ولولاه راحت أملاك النّاس لمّا تعرَّض اليها السلطان ركُن الدّين، فقام فيها مقام المؤمنين الصّدّيقين، وأثبتها لهم، وبذل مجهوده معهم، وعاداه جماعة الحكّام، وعملوا فِي حقّه المجهود، وتحدّثوا فِيهِ بما لا يليق، ونصره اللَّه عليهم بحُسن نيّته. يكفيه هذا عندَ اللَّه تعالي.

سَمِعْتُ الإِمَام عماد الدّين مُحَمَّد بْن عَبَّاس بْن أَحْمَد الرَّبَعيّ بالبيمارستان النُّوريّ يَقُولُ: رحمة اللَّه عَلَى الشّيْخ شمس الدّين، كَانَ كبير القدْر، جعله اللَّه تعالي رحمة عَلَى المسلمين، ولولاه كانت أملاك النّاس أُخِذت منهم.

ثمّ ساق ابن الخبّاز ثناءَ جماعةٍ كبيرة من الفضلاء على الشيخ، وساق فضلا طويلا فِي نحو مائتي ورقة، فِيهِ منامات مَرْئيّة من عددٍ كثير للشيخ، كلّها يدلّ عَلَى حُسن حاله، وانّه من أهل الجنّة.

وقد اثنى عَلَيْهِ الشّيْخ قُطْبُ الدّين وقال [1] : ولي القضاء مُكرهًا، وباشرها مدّة، ثمّ عزل نفسه، وتوفّر عَلَى العبادة والتّدريس والتّصنيف. وكان أوحد زمانه فِي تعدُّد الفضائل، والتّفرُّد بالمحامد. وحجّ غير مرّة. ولم يكن

[1] في ذيل المرآة.

ص: 111

لَهُ نظير فِي خُلُقه وما هُوَ عَلَيْهِ. وكان عَلَى قدم السَّلف الصّالح فِي معظم أحواله، ورثاه غير واحد.

قلت: رثاه قريب ثلاثين شاعرا، وكانت جنازته مشهودة، لم نسمع بمثلها من دهرٍ طويل، حضرها أممٌ لا يحصَون. وكان مقتصدا فِي ملبسه، وله عمامة صغيرة بعَذَبةٍ بين يديه، وثوب مقصور، وعلي وجهه نور وجلالة.

وكان ينزل البلد عَلَى بهيمة، ويحكم بالجامع.

ولا يسع هذا الكتاب منتخب ما أورده ابن الخبّاز وربّما اختصر ذَلِكَ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ 5: 54 [1] وقد أجاز لي مَرْويّاته، وللَّه الحمد.

وتمرّض أيّاما، ثمّ انتقل الى اللَّه تعالى ليلة الثلاثاء سلْخ ربيع الآخر، بمنزله بالدّير، ودفن عند والده، رحمهما للَّه تعالي.

وقد رثاه القاضي شهاب الدّين محمود، الكاتب بقصيدةٍ طويلة أوّلها:

ما للوجود وقد علاه ظلام

أعراه خطب أم عدتاه مرامُ [2]

وهي نيّف وستّون بيتا.

ورثاه الأديب البارع شمس الدّين مُحَمَّد بْن الصّائغ بقصيدة أوّلها:

الحال من شكوى المصيبة أعظمُ

حيث الرّوى خصم بعيد يخصم

وهي ستّة وخمسون بيتا.

ورثاه المولي علاء الدّين بْن غانم بقصيدة حسنة، ورثاه الشّيْخ مُحَمَّد الأُرْمَويّ بقصيدةٍ قراتها عَلَيْهِ، ورثاه البرهان بْن عَبْد الحافظ بقصيدة قراتها عَلَيْهِ أيضا، ورثاه مجد الدّين بْن المهتار بقصيدة، ورثاه نجم الدّين عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن فُليته التّميمي الحنفيّ بقصيدة.

[1] سورة المائدة، الآية 54.

[2]

البيت من أبيات في: ذيل مرآة الزمان 4/ 187- 190، ونهاية الأرب 31/ 116، والسلوك ج 1 ق 3/ 720، وتاريخ ابن الفرات 7/ 286.

ص: 112

وقال شمس الدّين مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح رحمه الله: مرض شيخنا سبعة عشر يوما بالبطن، فهو شهيد.

اخبرني شيخنا فخر الدّين البعْلَبَكّي انّه منذ عرفه ما رآه غضب، وعرفه نحو خمسين سنة.

قَالَ ابن أَبِي الفتح: وكان مَعَ ذَلِكَ زاهدا فِي الدّنيا والمناصب، ولي القضاء أكثر من اثني عشرة سنة لم يتناول عَلَى ذَلِكَ رزقا، ثمّ تركه بعد.

حدَّث «بالمسند» عَنْ حنبل الكنانيّ، و «بأبي داود» و «التّرمذيّ» عن ابن طبرزد، و «بسنن ابن ماجة» عن الشيخ الموفّق، و «بالبخاريّ» عن الزّبيديّ، و «بالدّارميّ» عَنِ ابن اللّتّي.

96-

عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد [1] .

الحسْنَويّ، الْجَزَريّ.

شيخ، صالح، عارف، عابد، حَسَن المحاضرة.

تُوُفّي بدمشق وله نحوٌ من ثمانين سنة [2] . ورّخه الْجَزَري.

97-

عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر بْن عُمَر.

المَوْصِليّ، شيخ صالح.

وُلِد ببلد المَوْصل سنة ستّمائة، وكتب فِي الإجازات.

وتُوُفّي فِي شوّال بدمشق. وكأنّه الّذي قبله، فإنّ ذاك تُوُفّي أيضا فِي شوّال.

98-

عَبْد الرحيم بْن أَحْمَد [3] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سلطان.

العدل، كمال الدّين، القرشيّ، الدّمشقيّ.

[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 313.

[2]

لم يذكر ابن الجزري عمره، بل قال:«وأصله من قرية ثمانين بنواحي الجزيرة» .

[3]

انظر عن (عبد الرحيم بن احمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 112 أ.

ص: 113

روى عَنْ: ابن اللّتّي.

سَمِعَ منه: البِرْزاليّ، وغيره.

ومات فِي ربيع الآخر.

99-

عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد الملك بْن عيسى بْن درباس.

شمس الدّين، أَبُو علي المارانيّ، المصريّ، الشّافعيّ.

ولد سنة تسع وتسعين وخمسمائة.

وسمع من: أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن البتيت، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مجلّي.

وتفرّد بالسّماع منهما. وأجاز لَهُ مشايخ نَيْسابور، وأصبهان، وبغداد، وكتب عَنْهُ المصريّون وله شعر جيّد. وهو والد شيخنا إِسْحَاق.

تُوُفّي بالقرافة فِي خامس شوّال.

100-

عَبْد الرّزاق بْن أسعد [2] بْن مكيّ بْن وَرْخِزْ.

أَبُو بَكْر البغداديّ، حنبليّ. التّاجر، المعروف بالكوّاز.

ثقة، صالح، حنبليّ. عاش ثلاثا وثمانين سنة.

روى عَنْ: محاسن الخزائنيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن كندرتا المسيريّ.

وتُوُفّي فِي رمضان.

101-

عَبْد الصّمد [3] .

المغربيّ، الزّاهد.

كَانَ صوفيّا، عارفا، كبير القْدر.

تُوُفّي بدمشق بمنزله بقرب المنكلائيّة. وحضره ملك الأمراء والخلق.

[1] انظر عن (عبد الرحيم بن محمد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 191، 192، وعيون التواريخ 21/ 327، 328 وله فيه شعر، وتذكرة النبيه 1/ 83، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 75، 76.

[2]

انظر عن (عبد الرزاق بن أسعد) في: المنهج الأحمد 399، والمقصد الأرشد، رقم 606، والدرّ المنضّد 1/ 425 رقم 1133.

[3]

انظر عن (عبد الصمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 116 أ.

ص: 114

مات فِي ذي الحجّة.

102-

عَبْد القاهر بْن مظفَّر [1] بْن المبارك.

البغدادي، الحنفيّ، سيف الدّين، أَبُو النّجيب. من بيت الفقه والعدالة.

وكان أعرف النّاس بأحوال أهل العراق. عاشر النّبلاء، وسمع من أبيه «امائة الشّريحيّة» ، ومن خال أبِيهِ عُمَر بْن الْحَسَن بن عمر بن السّهرورديّ، بسماعهما من أَبِي الوقت.

عَنْهُ: ابن الفُوَطيّ.

تقدّم ذكره سنة ثمانية.

وقال ابن الفُوَطي: سنة اثنتين وثمانين.

103-

عَبْد القويّ بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد القويّ بْن عَبْد العزيز بْن الحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن الجبّاب.

أَبُو البركات التّميميّ، السّعْديّ، الْمَصْرِيّ.

تُوُفّي بمصر فِي ربيع الآخر.

104-

عَبْد الهادي بْن عَبْد الحميد بْن عَبْد الهادي بْن يوسف بْن مُحَمَّد بْن قدامة.

تُوُفّي بالجبل فِي شعبان.

يروي عن أصحاب يَحْيَى الثّقفيّ. ومات شابّا. وهو والد العماد أَحْمَد، والشمس المحتسب.

105-

عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن مُحَمَّد بْن عطاء.

الصّالح، نور الدّين الأذْرعي، الحنفيّ، أمام مسجد خاتون بالجبل.

روى عَنْ: الزّبيديّ، وابن اللّتّي.

ومات في رمضان.

[1] لم يذكره ابن أبي ألوفا القرشي في الجواهر المضيّة، فهو ممّن يستدرك عليه.

[2]

انظر عن (علي بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 114 ب.

ص: 115

106-

عَلِيّ بْن عُمَر [1] بْن الجمّال أَبِي حمزة أَحْمَد بْن عُمَر بْن الشيخ أبي عمر المقدسيّ.

بدر الدّين.

كَانَ رجلا جيّدا، ديّنا، معروفا بالأمانة.

روى عن: ابن الزبيدي، وابن اللتي.

كتب عَنْهُ: ابن الخبّاز، والبِرْزاليّ.

وتُوُفّي فِي رمضان.

107-

عَلِيّ بْن مُحَمَّد [2] بْن نصر اللَّه بْن أبى سراقة.

علاء الدّين الهمدانيّ، الكاتب الأعرج.

سَمِعَ من: ابن الزّبيدىّ، وجعفر الهمدانيّ.

وعاش ستّين سنة.

تُوُفّي فِي العشرين من جمادى الآخرة.

108-

عَلِيّ بْن يعقوب [3] بْن شجاع بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن زَهْرَان.

الشّيْخ، عماد الدّين، أَبُو الْحَسَن المِوْصليّ، المقرئ، المجوّد، الشّافعيّ.

إمامٌ بارعٌ فِي القراءات وعِللها ومُشْكلها، بصيرٌ بالتّجويد والتّحرير، حاذقٌ بمخارج الحروف. انتهت إليه رئاسة الإقراء بدمشق.

[1] انظر عن (على بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 114 ب.

[2]

انظر عن (على بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 113 أ.

[3]

انظر عن (على بن يعقوب) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 192- 194، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 111 ب، ودول الإسلام 2/ 185 وفيه:«علي بن أبي زهران» والعبر 5/ 339، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، ومعرفة القراء الكبار 2/ 687، 688 رقم 657، ومرآة الجنان 4/ 198، وتذكرة النبيه 1/ 83، 84. ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 70، وغاية النهاية 1/ 584، ونهاية الغاية، ورقة 173، والنجوم الزاهرة 7/ 360، والأعلام بوفيات الأعلام 285، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، وعيون التواريخ 21/ 338، والوافي بالوفيات 22/ 333 رقم 236، وشذرات الذهب 5/ 379.

ص: 116

أخذ القراءات عَنْ أَبِي إِسْحَاق بْن وثيق الأندلسيّ، وغير واحد.

وكان فقيها مبرِّزًا، يكرّر عَلَى «الوجيز» للغزّاليّ، وحفظ «الحاوي» فِي آخر عُمْره. وكان جيّد المنطق والأصول، فصيحا، مفوَّهًا، مُناظِرًا، وفيه عزّة ومردكة عَلَى الوجود وبأوٌ وتيه، اللَّه يعفو عَنْهُ ويغفر لَهُ. صنَّف «للشاطبيّة» شرحا يبلغ أربع مجلّدات، ولكنّه لم يُكمله ولا بيّضه.

وَلي الإقراء بتُربة أمّ الصّالح بعد وفاة الشّيْخ زين الدّين الزّواويّ. وكان الشيخ زين الدّين يعظّمه ويقدّمه على نفسه.

ولد سنة إحدى وعشرين وستّمائة بالموصل، واقرأ بدمشق، فممّن قرأ عَلَيْهِ علاء الدّين الجند. وكان والده فقيها، فاضلا، شاعرا، وكذا جدّه شجاع لَهُ شعر.

تُوُفّي العماد المَوْصليّ فِي سابع عشر صفر، ودُفِن بمقبرة باب الصّغير ومات فِي عشْر السّبعين، رحمه اللَّه تعالى.

109-

عَلِيّ بْن أَبِي بَكْر بْن حسن.

أَبُو الْجُود الكُرديّ، الشَّهْرَزُوريّ، البغداديّ، الحريميّ.

كَانَ زاهدا، عابدا كبير القدر، كثير الصّمت. صحب الشّيْخ عُثْمَان القصير وسمع من: ابن بهروز، وابن اللّتّي، ومحمد بن واثلة.

ومات فِي ذي القعدة عَنْ سبعين سنة.

كتب عَنْهُ: الفَرَضيّ، وغيره.

110-

عُمَر بْن مُحَمَّدِ [1] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هبة اللَّه بْن عَلِيّ بْن المطهّر بْن أَبِي عصرون.

الشّيْخ محيي الدّين، أَبُو الخطّاب ابن قاضي القضاة محيي الدّين أبي

[1] انظر عن (عمر بن محمد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 194، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 115 ب، والعبر 5/ 339، 340، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، وذيل التقييد 2/ 253 رقم 1558، والنجوم الزاهرة 7/ 382، وشذرات الذهب 5/ 379، وتذكرة النبيه 1/ 85، والدارس 1/ 403.

ص: 117

حامد بن العلّامة قاضي القضاة شَرّف الدّين أَبِي سعد التّميميّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ.

وُلِد سنة تسع وتسعين وخمسمائة.

وسمع فِي الخامسة من: عُمَر بْن طَبَرْزَد.

وسمع من: التّاج الكِنْديّ، ومحمد بْن الزنف، وعبد الجليل بْن مندوّيْه، والشمس أَحْمَد بْن عَبْد الصمد السُّلَميّ، وغيرهم.

وتعانى الْجُنْديّة فِي شبابه، ثمّ لبس زيّ الفقهاء وبعد وفاة أخيه شرف الدّين عُثْمَان. وتُوُفّي فجأة فِي ثالث ذي الحجّة.

روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، وابن تيميّة، والمِزّي، والبِرزاليّ، وأبو مُحَمَّد الحارثيّ، وجماعة.

وأجاز لي مَرْوِيّاته. وكان قليل الفقْه، ومع ذَلِكَ فدرّس بمدرسة جدّه بدمشق إلى أن مات.

وكان وقورا، مَهِيبًا، حَسَن الشَّكْل والبِزة.

111-

عُمَر بْن مُحَمَّد [1] بْن أَبِي بَكْر.

الشّيْخ نجم الدين الكُرَيْديّ، قاضي الصّلت.

سمع بإربل من: عبد الرحمن بن المسيريّ، وابن المُكرم الصّوفيّ.

وتُوُفّي فِي الثّالث والعشرين من ذي الحجّة.

وهو أخو مُحَمَّد، وكان رفيقه فِي السّماع. وحدّث بمصر، وناب فِي أوّل سنة تسعٍ وسبعين وستّمائة.

112-

عيسى بْن الخضر [2] بْن الْحَسَن بْن علي.

الصّدر، شمس الدّين ابن الوزير بُرهان الدّين السّنْجاريّ.

[1] انظر عن (عمر بن محمد) في: المقتفى للبرزالي 1/ ورقة 116 أ.

[2]

انظر عن (عيسى بن الخضر) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 194، 195، ونهاية الأرب 31/ 117، 118، والسلوك ج 1 ق 3/ 721، وتاريخ ابن الفرات 7/ 285.

ص: 118