الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحلبيّة. كَانَ أبوها وعمّها عَبْد اللَّه من شيوخ الدّمياطيّ. وهي سَمِعْتُ حضورا من ثابت بْن مشرّف.
أخذ عَنْهَا الطَّلَبة. وكانت تسكن بالمِزّة.
وهي شيخة رباط هناك.
تُوُفّيت فِي ذي القعدة.
337-
فاطمة بِنْت الشّيْخ شمس الدين عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَر المقدسيّ [1] .
زوجة العماد إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الماسح.
كانت ديّنة عابدة صالحة.
روت عَنْ جَعْفَر بْن عليّ الهمدانيّ.
وتُوُفّيت فِي شعبان.
-
حرف الميم
-
338-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2] بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سجمان [3] .
[1] انظر عن (فاطمة بنت المقدسي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 128 ب.
[2]
انظر عن (محمد بن أحمد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 292- 300، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 128 أ، ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، 375، والمعين في طبقات المحدّثين 219 رقم 2269، ومعجم شيوخ الذهبي 468، 469 رقم 687، والعبر 5/ 360، والمعجم المختص 219، 220 رقم 262، ودول الإسلام 2/ 187، ومرآة الجنان 1/ 201، 202، والبداية والنهاية 13/ 308، والوافي بالوفيات 2/ 131 رقم 480، وتاريخ ابن الفرات 8/ 46، والمقفى الكبير 5/ 268، 269 رقم 1831، ونفح الطيب 2/ 131 رقم 73، 217 رقم 134، وشذرات الذهب 5/ 392، والديباج المذهب 326، والسلوك ج 1 ق 3/ 733، وتذكرة النبيه 1/ 107، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 86، وعيون التواريخ 21/ 374، وعقد الجمان (2) 355، وتاريخ الخلفاء 505، وتاريخ ابن الوردي 4/ 233.
[3]
في ذيل المرآة: «سمحان» ، وفي العبر:«سحمان» بالحاء المهملة ومثله في تاريخ ابن الفرات وتذكرة النبيه وغيره وفي البداية والنهاية: «بحمان» . وقد ضبطه المقريزي فقال:
سجمان: بسين مهملة مضمومة ثم جيم ساكنة. وفي الديباج المذهب بحاء مهملة ساكنة.
وفي عيون التواريخ: بجمان.
العلّامة جمال الدّين، أَبُو بَكْر البكريّ، الوائليّ، الأندلسيّ، الشَّريشيّ، المالكيّ.
وُلِد بشَرِيش [1] سنة إحدى وستّمائة. وسمع بالإسكندريّة من مُحَمَّد بْن عماد.
وببغداد من: أَبِي الْحَسَن القَطيعيّ، وأبي الْحَسَن بْن روُزبة، وأبي بَكْر بْن بهروز، وابن اللّتّي، وياسمين بِنْت البيطار، وأبي صالح الجيليّ، والأنجب بْن أَبِي السّعادات، ومحمد بْن السّبّاك، وعبد اللّطيف بْن القُبّيطيّ، وطائفة.
وبدمشق من: مكرم، وابن الشّيرازيّ، وجماعة.
وبإربل من: الفخر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الإربليّ.
وتفقّه حتّى برع فِي المذهب، وأتقن العربيّة والأصول، والتّفسير، وتفنّن فِي العلوم، ودرّس وأفتى، وقرأ الحديث وعُني بِهِ، وقال الشعر.
ودرّس بالرباط النّاصريّ بحضور السّلطان واقفه، وثمّ دخل الدّيار المصريّة ودرّس بالفاضلية، وتخرَّج بِهِ جماعة كثيرة، منهم ولده العلّامة شيخنا كمال الدّين، فَسَحَ اللَّه فِي مدّته.
ثمّ إنّه قدِم القدسَ وأقام بِهِ مدّة، ثمّ قدِم دمشقَ وأخذ النّاس عَنْهُ. وكان من أدعية العلم. صنَّف «لألفية ابن مُعطٍ» [2] شرحا وافيا.
وقد مدحه شيخه عَلَمُ الدّين السَّخاويّ بقصيدةٍ مشهورة، وطُلِب لقضاء دمشق فامتنع زُهدًا وورعا، وبقي المنصب شاغرا من أجله إلى أن مات.
ودرَّس بالمدرسة النّوريّة وبالحلقة الّتي بالجامع مع مشيخة الرباط ومشيخة أمّ الصالح.
[1] شريش: بفتح المعجمة وكسر الراء. بلدة بقرب اشبيلية من بلاد الأندلس.
[2]
في النسخة المصرية «معطي» . وهو يحيى بن عبد المُعطي بن عبد النور (مرت ترجمته في تاريخ الإسلام 621- 630 ص 331، رقم 486) .
روى عَنْهُ: ابنه، وابن تيميَّة، والمِزّيّ، وابن العطّار، والبِرْزاليّ، والصَّيْرفيّ، وابن الخبّاز، وخلق سواهم.
وأجاز لي مَرْويّاته فِي سنة أربع وسبعين. وقد سَأَلت أَبَا الحجّاج الحافظ عَنْهُ فقال: هُوَ أحد الأئمّة الأعلام المتبحّرين فِي علوم متعدّدة.
قلت: وأنبأني أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد الوائليّ الحافظ قَالَ: لمّا أتى شهر رمضان الكائن فِي سنة أربعين وأنا بدمشق أردت أن أُريح نفسي من كدّ المطالعة والتكرار وأصرف همّتي، إذ كنت كثير البطالة، إلى المواظبة عَلَى نوافل الصّلوات والأذكار، فحين شرعتُ فِي ذَلِكَ وجدت من قلبي قسوة، ورأيت فِي صارم عزيمتي من المضاء فيها نبْوة، وقدْت نفسي بزمام الحرص فحزنَتْ وما انقادت، فضربتُها بسَوط الاجتهاد، فتمادت عَلَى حرانها بل زادت، فلمّا رَأَيْت ذَلِكَ علمت أنّ داءها صار عُضالًا، وأنّ ما رُمتُهُ من الهُدى صار ضلالا، فسألت عَنْ عالم بهذه الأمور خبير، وطبيب بدواء هذه العلّة بصير، فدُللت عَلَى أوحد دهره، وأفضل علماء عصره، أحسنهم هدْيًا وسَمْتًا، وأوردَهم نُطقًا وصمتا، وأوسعهم فِي جميع العلوم عِلمًا، وأتقنهم فِي جميع المعاني فَهْمًا، وهو شيخنا العلّامة، سيّد القرّاء، وحُجّة الأدباء، وعُمدة الفُقهاء، عَلَم الدّين، أَبُو الْحَسَن السَّخاويّ، فكتبت إلَيْهِ بهذه الأبيات أشكو إلَيْهِ فيها بثّي وحُزني، وما استولت عَلَيْهِ هذه النفسُ العدوّة منّي، وأسأله كيف خلاص أسيرها من وثاقه، وكيف السّبيل إلى هربه من جورها وإباقه وهي:
أيا عالما فِي النّاس ليسَ لَهُ مِثْلُ
…
وحَبرًا عَلَى الأحبار أضحى لَهُ الفضلُ
أيا عَلَم الدّين [1] الّذي ظلّ عِلْمه
…
بُحُورًا عذابا منه يغترف الكُلُ
لقد حزْتَ من بين الأنام فضائلا
…
فمنها التُّقى والعِلْم والخُلُق السَّهلُ
فأنشأ ربّي فِي حياتك إنّها
…
حياةٌ لها نفْعٌ من الخير ما تخلو
وبعدُ فإنّي سيّدي لك ذاكرٌ [2]
…
أمورا قد أعيتني وعندي لها ثقل
ولا بدُ من شكوى إلى ذي بصيرةٍ
…
يُريك سبيلَ الرُّشْد إنْ حادت السُّبُلُ
واصْغ إلى قولي أبثُّ صَبَابتي
…
إليك وأحزاني فقد مضّني الثّكلُ
أخي ما لقلبي قد قسا فكأنّما
…
عَلَيْهِ لذي [1] وعْظٍ وتذكرة قفلُ
فلا هُوَ للقرآن يخشع إنْ تلا
…
ولا لأحاديث أتتنا بها الرُّسُلُ
ولا يرعوي يوما إلى وعظِ واعظِ
…
ولا عَذَلِ ينهى وإنْ كثُر العذلُ
يُسوف بالطّاعات مهما أردتها
…
ويُسرع فِي العصيان والغيّ ما يسلُ [2]
جبانٌ عَنِ الخيرات [3] وقتَ حضورها
…
وإنْ حضر العصيانُ فالبطلُ الفحلُ
وكلّ عباداتي رياءٌ وسُمعة
…
مَشُوب جميع القول فيهنّ والفعلُ
وإنْ رُمتُ صوما كَانَ لَغْوًا جميعُهُ
…
وعند صلاتي يعتري السَّهْوُ والخَبَلُ
وكلُّ الَّذِي آتي من العُرف مُنْكَرٌ
…
فماذا دهى عقلي أليس لَهُ عُقْلُ
إذا قلتُ يا نفسي إلى اللَّه فارجعي
…
تراجعُني فِي القول من عنده الكلُّ
فإنْ شاء يهديني اهتديتُ وإنْ يشا
…
يضلّ فمن ربّي الهداية والعدلُ
وإن قلت للجنّات والحُور فاعملي
…
تقُلْ لي: وهل مُعطي الجنان هُوَ الفعلُ
بل اللهُ يُعطيني الجنانَ تفضُّلًا
…
فمن ربّي الإحسان والْجُود والبذلُ
وقد قهرتني ثمّ أصبحتُ عندها [4]
…
أسيرا أخا قيْدٍ وفي عُنقي غُلُّ
فكلّ الَّذِي تبغيه منّي حاصل
…
وما ابتغي منها فمِن دونه المطْلُ
فكيف خلاصي يا أخي من وثاقها
…
وهل لأسير النّفس من قَيْدها حَلّ
لقد خبْتُ إنْ لم يدْركْني بلُطفْه
…
ورحمته ربٌ له اللّطف والفضلُ
وها أَنَا مُسْتهدٍ فكُنْ لي راشدا
…
أَبَا حَسَن فالرُشْد أنت لَهُ أهلُ
وجملتها أربعون بيتا خفّفت منها [5] .
قَالَ: فكتب إليّ رحمه الله على كبره وضعفه:
[1] في الأصل: «لدى» .
[2]
في ذيل المرآة 4/ 294 «وللغي ما يسلو» .
[3]
في ذيل المرآة 4/ 294 «جبان عن الطاعات» .
[4]
في ذيل المرآة 4/ 294 «عبدها» .
[5]
هي في ذيل المرآة 4/ 293- 295.
إلى اللَّه أشكو ما شكوتْ من الّتي
…
لها عَنْ هدى عدلٌ وليس لها عدلُ
تجور عَنِ التّحقيق جور أخي عمرٌ
…
وقد وضحت منه لسالكها السُبُلُ
وكيف أرجى أنْ تتوب وللهوى
…
عليها يد سلطانه ما لها عزلُ
وقد سُترت عَنْهَا العُيُوب فما لها
…
بما هِيّ فِيهِ خبرة [لا][1] ولا عقلُ
تحيل عَلَى المكروه [2] فِي ترك طاعة
…
فما بالها فِي الرّزْق لَيْسَ لها مهلُ
وتكذب إنْ قَالَتْ: أتغضب تارة
…
وتحرص أحيانا ومن شأنها البُخلُ
بذلتُ لها نُصْحي وحاولتُ رشْدَها
…
وبالغْتُ فِي عذلي فما نفع العذلُ
وناولتها حبل التّقى فتقاعست
…
إلى أن تفانى [3] العمر وانقطع الحبلُ
وأوشك [4] ربّ الدّار يطلب نقلها [5]
…
وليس لها زاد فقد أعجل النّقل
فيا ويحها إن لم تسامح بعفوه
…
ويا ويلها إن لم تجد من له البذل
أبتغي أبا بكر هدى عند مثلها
…
وأنت الّذي أضحى وليس له مثل
ومثلك يرجى أن يعمر برهة
…
فدونك فاغْنَمْها فأنت لها أهلُ
ولست كمثلي ذا ثمانين حَجّةٍ
…
بها فاتت الأيامُ وانقطع الوصلُ
ولم يبق للتأخير وجهُ وهكذا
…
مَتَى انتهت الآجالُ لم يسع المطلُ [6]
فِي أبيات آُخَر، وجُملتها ثلاثون بيتا، قَالَ لنا الشّيْخ جمال الدّين أَبُو بَكْر: أنشدنيها ناظمُها فِي الخامس والعشرين من رمضان سنة أربعين.
تُوُفّي فِي رابع وعشرين [7] رجب.
[1] إضافة من ذيل المرآة 4/ 295.
[2]
في ذيل المرآة: «على المقدور» .
[3]
في ذيل المرآة 4/ 296 «إلى أن نفانا» .
[4]
في ذيل المرآة: «وأرسل» .
[5]
في ذيل المرآة: «ثقلها» .
[6]
في ذيل المرآة 4/ 297 «لم يسع الأجل» . والأبيات من قصيدة طويلة في ذيل المرآة 4/ 295- 297.
[7]
في ذيل المرآة 4/ 292 «يوم الاثنين ثامن عشر رجب» .
339-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يُمْن [1] .
الصَّدْرُ، جمال الدّين العُرْضيّ، ثمّ الدّمشقيّ.
كَانَ رئيسا محتشما، وافر الحُرمة، كثير الأموال والعَقار، ذا ثروةٍ وتَوَاضُع وبرّ. وقد تمزّقت نعمتُه وذهب منها دفائن تحت الأرض. وصودر ولدُه شمس الدّين.
تُوُفّي فِي سلْخ جمادى الآخرة [2] .
340-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسفنديار.
أَبُو الفضل الكازرونيّ، البزّاز، المعروف بابن العجميّ.
بغداديّ ثقة.
روى عن: ابن اللتي.
ومات في رجب [3] .
341-
مُحَمَّد بْن شِبْل [4] .
جمال الدّين النشائيّ.
شيخ من أبناء التّسعين.
روى عَنِ ابن المقيّر.
مات في شعبان [5] .
[1] انظر عن (ابن يمن) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 291، 292، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 127 ب، وعيون التواريخ 21/ 386.
[2]
وقال البرزالي: «ورأيت اسمه في إجازة من إجازات بني القواس فيها عمر بن كرم الدينَوَريّ، وابن القطيعي، وابن الزبيدي، وأخوه، والسهروردي، وابن روزبه. ولم يحدّث» .
[3]
هذه الترجمة وردت بالمصرية أولا، ثم تكررت بلفظ:«محمد بن أحمد بن محمد إسفنديار الكازروني مجد الدين بن خرنك، سمع الأربعين الطائية والدارميّ من ابن اللتي، ومات في رجب ببغداد» .
[4]
انظر عن (محمد بن شبل) في: المقفى الكبير 5/ 717 رقم 2341 وفيه: «محمد بن شبل بن بدر بن عاصم، أبو عبد الله التركماني، النشائي» .
[5]
قال المقريزي: ولد بالقاهرة سنة ست وتسعين وخمسمائة، ومات بها يوم الجمعة سابع عشرين شعبان.
342-
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن سلامة بْن نصر.
أَبُو عَبْد اللَّه المقدسيّ، ابن السّرّاج.
روى عن: جعفر الهمدانيّ.
كتب عَنْهُ عَلَمُ الدّين وقال: مات فِي جُمَادَى الآخرة [2] .
343-
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن المبارك بْن مُسلَّم بْن أَبِي الْحَسَن بْن أَبِي الجود.
شمس الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه الفارسيّ، البغداديّ، المشهور بابن مسلّم.
سَمِعَ: أَبَا عَلِيّ بْن الجواليقيّ، وابن بهروز، وجماعة.
ومن سماعه «مغازي مُوسَى بْن عُقْبة» ، عَلَى ابن الجواليقيّ، أنْبَأَ ابن المقرّب.
وكان من كبار العدول. ولد سنة اثنتي عشرة وستّمائة.
ومات رحمه الله فِي شهر رمضان.
344-
مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم [3] بْن مُحَمَّد.
الشّهاب، ابن الخَيْميّ، الأَنْصَارِيّ، اليَمَنيّ الأصل، المصريّ، الصّوفيّ، الشّاعر.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 127 ب.
[2]
ومولده سنة 622 هـ. وهو جدّ برهان الدين ابن قاضي الحصن الحنفي لأمّه.
[3]
انظر عن (محمد بن عبد المنعم) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 300- 306، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 128 ب والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، والعبر 5/ 354، 355، والمختار من تاريخ ابن الجزري 319، 320، والوافي بالوفيات 4/ 50 رقم 1508، وفوات الوفيات 3/ 413- 424 رقم 475، وعيون التواريخ 21/ 375- 386، والبداية والنهاية 13/ 308، 309، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 79، وتذكرة النبيه 1/ 106، وتاريخ ابن الفرات 8/ 42- 46، والسلوك ج 1 ق 3/ 733، والنجوم الزاهرة 7/ 369، 370، وحسن المحاضرة 1/ 569 رقم 68، وشذرات الذهب 5/ 393، ونهاية الأرب 31/ 135- 143، وذيل التقييد 1/ 167، 168 رقم 294، والدليل الشافي 2/ 649، رقم 2233، والمقفى الكبير 6/ 143، 144 رقم 2602، ونفح الطيب 2/ 619، ومسالك الأبصار 18/ ورقة 195، والسلوك ج 1 ق 3/ 733، وعقد الجمان (2) 356، 357، وبدائع الزهور ج 1 ث 1/ 355، 356 وفيه:«شهاب الدين أحمد بن الخيمي» .
حدّث ب «جامع» أَبِي عيسى التَّرْمذي، عَنْ عَلِيّ بْن البنّاء المكيّ.
سَأَلت عَنْهُ أَبَا الحجّاج المِزّي فقال: هُوَ أَبُو عَبْد اللَّه الشّاعر، شيخ جليل، فاضل، حَسَن النّظم. سَمِعَ من ابن البنّاء وغير واحد.
وأجاز لَهُ عَبْد الوهّاب بْن سُكَيْنة، وغيره. وعَلَتْ سِنُّه، وحدّث بكثير من مَرْويّاته. لقِيتُه وسمعت منه بالقاهرة.
قلت: وروى عَنْهُ الدَّمياطيّ فِي «مُعجمة» .
وسمع منه: قُطْبَ الدّين ابن منير، وفخر الدّين بْن الظاهريّ، وخلْق من المصريّين.
وكان هُوَ المقدَّم عَلَى شعراء عصره، مَعَ المشاركة فِي كثير من العلوم.
وكان يعاني بالخدم الدّيوانية، وباشر وقف مدرسة الشّافعيّ، ومَشْهد الْحُسَيْن.
وفيه أمانة ومعرفة. وكان معروفا بالأجوبة المُسْكِتة، ولم يُعرف منه غضب.
وطال عُمُره، وعاش اثنتين وثمانين سنة أو أكثر [1] .
وتُوُفّي بالقاهرة فِي التّاسع والعشرين من رجب.
وروى أيضا عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عتيق بْن باقا [2]، وأبي عَبْد اللَّه بْن عبدون البنّاء [3] ومن شعره:
قسما بكم يا جيرة البطْحاءِ
…
ما حال عمّا تعهدون وفائي
حُبّي لكم حُبّي وشوقي نحوكم
…
شوقي وأدْوائي بكم أدوائي
ما خانكم كَلَفي ولا نسيتكُم
…
روحي ولم تتعدكم [4] أهوائي
وجْدي بكم مجدي وذُلّي عزّتي
…
والافتقارُ إليكم استغنائي
يا أهل ودّي يا مكان شِكايتي
…
يا عزّ ذلّي يا ملاذ [5] رجائي
[1] ولد سنة 604 هـ.
[2]
في النسخة المصرية: «عن: عتيق بن باقا» .
[3]
في النسخة المصرية: «وأبي عبد الله بن عبدون السلفي» .
[4]
في ذيل المرآة 4/ 301 «ولم يعهدكم» .
[5]
في ذيل المرآة 4/ 301 «يا ملاء» .
كيف الطّريق إلى الوصال فإنّني
…
من ظُلْمة التّفريق فِي عمياء
روحي تذود عَلَى الورود ظما [1]
…
وقد جاءتكم [2] تمشي عَلَى استحياءِ [3]
فِي أبيات.
وله القصيدة البديعة الّتي سارت، وهي:
يا مطلبا لَيْسَ لِي فِي غيره أربُ
…
إليك آل التّقصّي [4] وانتهى الطلبُ
وما طمحت لمرأى أو لمستمع
…
إلّا لمعنى إلى علْياكَ ينتسبُ
وما أراني أهلا أنْ تُوَاصلني
…
حسبي عُلُوا بأنّي فيك مكتئبُ
لكنْ ينازع شوقي تارة أدبي [5]
…
فأطلب الوصل لما يضعف الأدب [6]
ولست أبرح فِي الحالين ذا قلق
…
بادٍ وشوق لَهُ في أضلعي لهب
وناظر كلّما كفكفت أدمعه [7]
…
صونا لحبّك يعصيني وينسكبُ [8]
ويدّعي فِي الهوى دمعي مقاسمتي
…
وجْدي وحُزني فيجري [9] وهو مختضبُ
كالطَّرْف يزعمُ توحيدَ الحبيب ولا
…
يزال فِي ليله للنّجم يرتقبُ
يا صاحبي قد عدمتُ المسعدين فساعدني
…
[10] عَلَى وَصَبي لا مسَّكَ الوصَبُ
باللَّه إن جزت [11] كُثبانًا بذي سَلَمٍ
…
قف بي عليها وقُلْ لي هذه الكُثُب
ليقضي الخد من [12] أجراعها وطرا
…
من تُربها وأؤدّي بعضَ ما يجبُ
[1] في ذيل المرآة: «روحي تدور على الورد نظما» .
[2]
في ذيل المرآة: «وقد حباتكم» .
[3]
الأبيات وغيرها في ذيل المرآة 4/ 301، 302.
[4]
في ذيل المرآة 4/ 302 «آل التقضي» . والمثبت يتفق مع النجوم الزاهرة 7/ 370، ونهاية الأرب 31/ 136.
[5]
في ذيل المرآة 4/ 302: «لكن تنازع شوقي ناره أربي» .
[6]
في ذيل المرآة 4/ 302: «الأرب» .
[7]
في ذيل المرآة 4/ 302: «كلما انكفت بأدمعه» .
[8]
في ذيل المرآة 4/ 302: «وينكسب» .
[9]
في ذيل المرآة: «ويجري» ، وفي تاريخ ابن الفرات 8/ 42 «ونجوي وهو متخضب» .
[10]
في ذيل المرآة: «فساعدي» .
[11]
في ذيل المرآة: «تاللَّه إن جئت» ، وفي تاريخ ابن الفرات:«إن جيت» .
[12]
في ذيل المرآة: «ليقضي الحرفي» .
ومِلْ إلى البان من شرقيّ كاظمةٍ
…
فلي إلى البان من شرقيّها [1] طربُ
وخُذْ يمينا لمغنى تهتدي بشذا
…
نسيمه الرطْب إنْ ضلتْ بك النُّجُبُ
حيث الهضابُ وبطْحاها يروَّضها
…
دمعُ المُحِبّين لا الأنواء [2] والسُّحُبُ
أكرِمْ بِهِ منزلا تحميه هيبته
…
عنّي وأنواره لا السُّمرُ والقُضُبُ
دعني أعلّلُ نفْسًا عَزَّ مطْلبُها
…
فِيهِ وقلبا لغدرٍ لَيْسَ ينقلب [3]
ففيه عاهدت قدما حبّ من حَسُنَتْ
…
بِهِ الملاحة واعتزْت بِهِ الرُتَبُ
دان وادنى وعزّ الحُسْن يحجبُه
…
عنّي وذلّي والإجلالُ والرَّهَبُ
أحيا إذا متُّ من شوقي لرؤيته
…
لأنّني بهواه فِيهِ منتسبُ
ولست أعجب من جسمي [4] وصحّته
…
من صحّتي إنّما سَقَمي هُوَ العجبُ
يا لَهف نفسي لو يْجدي تلهّفها
…
غوثا ووا حربى [5] لو ينفع الحربُ
يمضي الزّمانُ وأشواقي مضاعفة
…
يا للرجال ولا وصْلٌ ولا سببُ
هبّتْ لنا نسماتٌ من ديارهم
…
لم تُبْقِ فِي الركْب من لا هزّه الطَّربُ
كدنا نطير [6] سرورا من تذكُرهم
…
حتّى لقد رقصت من تحتنا النُّجُبُ
يا بارقا بأعالي الرُقْمتَيْن بدا [7]
…
لقد حكيت [8] ولكنْ فاتَكَ الشَّنَبُ
أما خفوق فؤادي فهو عَنْ سبب
…
فعَن خفوقك قل لي [9] ما هُوَ السببُ
ويا نسيما سرى من جوّ كاظمةٍ
…
باللَّه قل لي كيف البانُ والعذب [10]
وكيف جيرة ذاك الحيّ هَلْ حفظوا
…
عهدا أراعيه إنْ شطّوا وإنْ قربوا
[1] في ذيل المرآة: «من شرقها» .
[2]
في ذيل المرآة: «الأنداء» : ومثله في تاريخ ابن الفرات.
[3]
في تاريخ ابن الفرات 8/ 43 «يتقلب» .
[4]
في تاريخ ابن الفرات: «من حبي» .
[5]
في ذيل المرآة 40/ 303 «وأجزنا» ، وفي تاريخ ابن الفرات:«عونا ووا حربا» .
[6]
في ذيل المرآة 4/ 303 «كدنا نظهر» .
[7]
في ذيل المرآة 4/ 303: «بأعلى الرقمتين إذا» .
[8]
في ذيل المرآة 4/ 303: «لقد حلبت» .
[9]
في ذيل المرآة 4/ 303 «وعن جفونك لي» .
[10]
في ذيل المرآة 4/ 303: «والغرب» .
أم ضيّعوا ومرادي منك ذِكرهمُ
…
هُمُ الأحبّة إنْ أعطوا وإنْ سلبوا [1]
فاتّفق أنّ نجم الدّين بْن إسرائيل الحريريّ الشّاعر حجّ، فلقي ورقة ملقاة، ففتحها فإذا فيها هذه القصيدة فادّعاها.
قَالَ الشّيْخ قُطْبُ الدّين [2] : فحكى لي صاحبنا الموفّق عَبْد اللَّه بْن عُمَر أنّ ابن إسرائيل وابن الخَيْميّ اجتمعا بعد ذَلِكَ بحضرة جماعة من الأدباء، وجرى الحديث فِي الأبيات المذكورة، فأصرّ ابن إسرائيل عَلَى أنّه ناظمها، فتحاكما إلى الشّيْخ شَرَف الدّين عُمَر بْن الفارض فقال: ينبغي لكلّ واحد منكما أنْ ينظم أبياتا عَلَى هذا الرَّويّ والوزْن استدلُّ بها، فنظم ابن الخَيْميّ:
للَّه قوم بجرعاء الحِمَى غُيُّبُ
…
جنوا عليّ ولما أنْ جنوا [3] عتبوا
يا قوم هُمْ أخذوا قلبي فلم سخطوا
…
وأنّهم غصبوا عيشي فلم غضبوا
هُمُ العُريبُ بنَجْدٍ مُذ عرفتهم [4]
…
لم يبق لي معهم مالٌ ولا نشبُ [5]
شاكون للحرب لكن من قُدودهم
…
وفاترات اللّحاظ السُّمْر والقضبُ
فما ألَمُّوا بحيَّ أو ألمّ بهم
…
إلّا أغاروا عَلَى الأبيات وانتهبوا [6]
عهدت فِي دمن البطْحاء عهد هوى
…
إليهم وتمادت بيننا الحقبُ [7]
فما أضاعوا قديمَ العهد بل حفظوا
…
لكنْ لغيري ذاك العهد قد نسبوا
من منصفي من لطيف فيهم عنج
…
لَدْن القوام لإسرائيل ينتسبُ
مبدل القول ظلما لا يفي بمواعيد
…
الوصال ومنه الذّنب والغصب [8]
[1] الأبيات وغيرها في: ذيل المرآة 4/ 302، 303، وتاريخ ابن الفرات 8/ 42، 43، ونهاية الأرب 31/ 136- 138، وفوات الوفيات 2/ 231.
[2]
في ذيل المرآة 4/ 303.
[3]
في ذيل المرآة 4/ 304 «حنوا علي ولما أن حنوا» .
[4]
في ذيل المرآة 4/ 304: «هم الكريب بنجد منذ أعرفهم» .
[5]
في ذيل المرآة 4/ 304: «ولا نسب» .
[6]
هذا البيت ليس في ذيل المرآة.
[7]
في ذيل المرآة: «بيننا حقب» .
[8]
في ذيل المرآة: «الغضب» ومثله في تاريخ ابن الفرات.
فِي لثْغة الراء منه صِدْق نسبته
…
والمَنُّ منه يزور [1] الوعد والكذبُ
موحدٌ فيرى كلَّ الوجود لَهُ
…
مُلكًا ويبطل ما تقضي [2] بِهِ النسَبُ
فعن عجائبه حدّث ولا حَرَج
…
ما ينقضي [3] فِي المليح المطْلق العجبُ
بدرٌ ولكن هلالا لاح إذ هُوَ
…
بالورديّ من شَفَق الخَدَّين منتقِبُ
فِي كأس مَبْسَمه من خمر ريقته
…
خمرٌ ودُرُّ ثناياه بها حَبَبُ
بلفظه أبدا سكران يُسمعنا
…
من مُعرب اللَّحْن ما ينسى له [4] الأدب
تجني لواحظه فينا ومنطقه
…
جنايةُ يُجتنى من مرّها الضَرب [5]
قد أظهر السّحر فِي أجفانه سقما [6]
…
البُرْءُ منه إذا ما شاء والعطبُ
حُلْو الأحاديث والألفاظ ساحرها
…
تُلقي إذا نطق الألواح والكُتبُ
فداؤه [7] ما جرى فِي الدّمع من مهج
…
وما جرى في سبيل الحبّ محتسبُ
وَيْح المتيَّم شام البرْق من أضمٍ
…
فاهتزه [8] كاهتزاز البارق الحربُ
وأسكن [9] البرق من وجْدٍ ومن كلفٍ
…
فِي قلبه فهو فِي أحشائه لهبُ
فكلّما لاح منه بارقٌ بعثت
…
قطْر المدامع من أجفانه سُحبُ
وما أعاد نسيمات الغوير لَهُ [10]
…
أخبار ذي الأثل إلّا هزّه الطَّربُ
واها لَهُ أعرض الأحباب عَنْهُ وما
…
أجدن [11] رسائله الحُسنى ولا القرب [12]
[1] في تاريخ ابن الفرات: «برور» .
[2]
في ذيل المرآة: «ما يقصى» .
[3]
في ذيل المرآة: «ما ينتهي» ، ومثله في تاريخ ابن الفرات.
[4]
في ذيل المرآة: «ما ينشى لها» .
[5]
في ذيل المرآة: «الطرب» .
[6]
في ذيل المرآة: «طربا» .
[7]
في تاريخ ابن الفرات: «مداده» .
[8]
في ذيل المرآة: «فهزه» ، ومثله في تاريخ ابن الفرات.
[9]
في ذيل المرآة: «وانسكف» .
[10]
في ذيل المرآة: «وما أعادت نسمات الغوار له» .
[11]
في ذيل المرآة: «أخذت» .
[12]
الأبيات في ذيل المرآة 4/ 304، 305، ونهاية الأرب 31/ 139، 140، وفوات الوفيات 2/ 232، وتاريخ ابن الفرات 8/ 44.
ونظَمَ نجم الدّين ابن إسرائيل هذه الأبيات:
لم يقض من حبّكم بعض الَّذِي يجبُ
…
قلبٌ مَتَى ما جرى تذكاركم يجب
ولي وفيُّ [1] لرسم الدّار بعدكم دمع
…
مَتَى جاد ضنّت [2] بالحيا السُّحُبُ
أحبابنا والمُنَى تُدْني مزاركمُ
…
وبها [3] حال من دون المُنَى الأَربُ
ما رابكم [4] من حياتي بعدَ بعدكم
…
وليس لي فِي حياة بعدكم أربُ
أطعتموني فأحزاني [5] مواصلة
…
وحلمَ فحلا لي [6] فيكم التّعبُ
يا بارقا ببراق الحُزن لاح لنا
…
أأنت أم أسلمت أقمارها النَقْبُ [7]
ويا نسيما سَرَى والعِطْر يَصْحبُهُ
…
أجزت حيث يشين [8] الخُردُ العُرُبُ
أقسمت بالقسمات الزّهر [9] يحجبها
…
سُمْر العوالي والهنديّة القُضبُ
لَكِدْتَ تُشبه بَرْقًا من ثغورهم
…
يا درَّ [10] دمعي لولا الظّلم والشَّنبُ
وجيرة جار فينا حُكم معتدل
…
منهم ولم يعتبوا لكنّهم عتبوا
ما حيلتي قرّبوني من محبّتهم
…
وحال دونهم التّقريب والخَبَبُ [11]
ثمّ عُرِضت القصيدتان عَلَى ابن الفارض فأنشد مخاطبا لابن إسرائيل عجز بيت ابن الخيميّ:
لقد حكيت ولكن فاتك الشّنب
[1] في ذيل المرآة: «ولي دمي» .
[2]
في ذيل المرآة: «صيب» .
[3]
في تاريخ ابن الفرات: «وربما» .
[4]
في ذيل المرآة: «ما رأيكم» .
[5]
في ذيل المرآة: «فاطعتموني فأجراني» ، وفي تاريخ ابن الفرات:«قاطعتموني» ، ومثله في نهاية الأرب.
[6]
في ذيل المرآة: «محلا لي» .
[7]
هذا البيت ليس في ذيل المرآة.
[8]
في ذيل المرآة: «أحرت حين مشين» ، وفي تاريخ ابن الفرات:«أجزت حين مشين» ،
[9]
في ذيل المرآة: «أقسمت بالمقسمات الدهر» ، وفي تاريخ ابن الفرات:«بالمقسمات» .
[10]
في ذيل المرآة: «بادر» ، وفي تاريخ ابن الفرات:«مادر» .
[11]
ذيل مرآة الزمان 4/ 305، 306، تاريخ ابن الفرات 8/ 44، 45، نهاية الأرب 31/ 140- 142، وفوات الوفيات 2/ 232، 233.
وحكم بالقصيدة لابن الخَيْميّ.
واستجود بعض الحاضرين أبيات ابن إسرائيل وقال: من ينظم مثل هذا من الحامل لَهُ عَلَى ادّعاء ما لَيْسَ لَهُ؟ فبدر ابن الخَيْميّ وقال: هذه سرقة عادة لا حاجة.
وانفصل المجلس، وسافر ابن إسرائيل لوقته من الدّيار المصريّة.
وقد طلب القاضي شمس الدّين بْن خَلِّكان، وهو نائب الحكم بالقاهرة، الأبيات من ابن الخَيْميّ، فكتبها لَهُ، وذيّل فِي آخرها أبياتا، وسأله الحكم أيضا بينه وبين من ادّعاها. ووصل بها الذَّيْل، وهو:
والهجر إنْ كَانَ يُرْضيهم بلا سبب
…
فإنّه من لذيذ الوصْل محتسبُ
وإنْ هُمُ احتجبوا عنّي فإنّ لهم
…
فِي القلب مشهود حُسْن لَيْسَ يحتجبُ
قد نزه اللُّطْفُ والإشراقُ بهجَتَه
…
عَنْ أنْ تمنِّعها الأستارُ والحُجُبُ
لا ينتهي نظري منهم إلى رُتَبٍ
…
فِي الحُسن إلّا ولاحت فوقها رُتَبُ
وكلّما لاح مَعْنى من جمالهم
…
لبّاهُ شوقٍ إلى معناه ينتسبُ
أظلُ دهري ولي من حبّهم طربٌ
…
ومن أليم اشتياقي نحوهم حَرَبُ
فالقلب يا صاح منّي بين ذاك وذا
…
قلبٌ لمعروف شمس الدّين يُنتهب
إنّ الحديث شجون فاستمعْ عَجَبًا
…
حديث ذا الخبر حُسنًا كلّه عَجبُ [1]
بحر محيط بعلم الدّين ذو لَجَج
…
أمواجه بذكاء الحُسن تنتهبُ
حقيقة الحكم والحكّام سائرهم
…
دون الخليفة هذا الفخر والحسبُ
ينأى عُلُوًّا ويُدْنيه تواضعه
…
والشُمُس للنَّفْع تَنْأَى ثمَ تقتربُ
زكيّ الأصول لَهُ بيت علا وغنى
…
وطاب لا صَخَبٌ فِيهِ ولا نَصَبُ
إلَيْهِ ترتفع الأبصار خاشعة
…
مَهيبةً وهو للأحكام منتصبُ
مولاي أوصافك الحُسْنى قد اشتهرت
…
فينا تسير بها الأشعار والخطبُ
وما ذكرت غريبا فِي الثّناء على
…
علياك لكنّها العادات والدّرب
[1] حتى هنا في تاريخ ابن الفرات 8/ 45، 46، ونهاية الأرب 31/ 142، 143.
وليس لي عادةٌ بالمدْح سالفة
…
ما كنت قَطُّ بهذا الفنّ اكتسبُ
حسْبي قبولٌ وإقبالٌ منحتهما
…
منك ابتدأهما من خير ما تهبُ
وإنّ شعري لا يسوى السّماع بلى
…
بالقصْد أعمالنا تُلْغى وتُحتسب
فإنْ أقصّر فجهدي قد بذلتُ لكم
…
وباذلُ الجهد قد أدّى الَّذِي يجبُ
وما تجاسر نقصي بالمديح سُدَى
…
ما من عبيدك إلّا مَن لَهُ أدبُ
ولكن تفاصيل أبياتي الّتي سُرقت
…
منّي الإذن من مولاي والسّببُ
وكنت أحجمت إجلالا فأقدم بي
…
أمرٌ مُطاعٌ وعَفْوٌ منك مُرتَقَبُ
وقد أتيتكُ بالأبيات مُلحقَةً
…
بأختها لَيبينَ الصِّدْقُ والكذِبُ
إذا تناسبت الأوصافُ بينهما
…
فاحْكُم هُديتَ بما قد تشهد النَّسبُ
ولي شهودٌ من المولى فراستُهْ
…
ونور إيمانه والفضلُ والأدبُ
والله إنّي مُحِبٌّ فيك معتقِدٌ
…
محبّتي قُربة من دونها القُربُ
وكيف لا وهي تُنشِئ بيننا نَسَبًا
…
إنّ المودّة فِي أهل النُّهَى نَسبُ
لا زلتَ فِي نِعمةٍ غرّاءَ سابغةٍ
…
تستوجب الفوزَ فِي الأخرى وتعتتبُ
[ومن شعره رحمه الله][1] وكتب بِهِ إلى والده تقيّ الدّين إلى الصّعيد:
دوامُ الصّبر صيّرني بعيدا
…
وبُعْدُ الدّار حسّن لي الصُّدودا
وغيبة من يناسب صيَّرتْني
…
بحضرة من ينافيني وحيدا
أظنّ الطَّرفَ لما غبتُ عَنْهُ
…
وقد ذكروا تيمُمَكَ الصّعيدا
توهّم أن ذا لفقْد ماءٍ
…
فأجرى دمعه بحرا مديدا [2]
وحقّك يا بخيلا بالتّلاقي
…
لقد علّمت طَرْفي أن يجودا
وإنّي ميتٌ بالبَيْن حيٌّ
…
لأنّي قد قُتِلتُ بِهِ شهيدا
وله رحمه الله من قصيدة:
خُذْ من حديث أنيني المتواتر
…
ندب الفؤاد بما تجن ضمائري
[1] ما بين الحاصرتين من نسخة دار الكتب المصرية.
[2]
هذا البيت والّذي قبله فقط في المختار من تاريخ ابن الجزري 320.
وافهم فمنهم مُضْمري قد أعربت
…
عَنْهُ إشارات السّقام الظاهر
وأعِدْ حديثَكَ يا عَذُول فإنّ فِي
…
أثناء عذْلك ما يسُرّ سرائري [1]
وأمرتني بسُلُوَّهِ وبتَرْكه
…
حاشاك ما أَنَا طائع يا آمري
رشا نَفْورٌ صائد ألبابنا
…
وعقولنا فاعجبْ لصيد النّافر
يدع الدجى صبحا ضياء جبينه
…
والصّبح ليلا بالسّناء الباهر
واحَرَّ أحشائي لشهر بارد
…
فِي فِيهِ يحميه بلحظٍ فاتر
حجز الكَرَى عنّي ونام مُهَنّأ
…
فلهذا أحنّ إلى ليالي حاجر
وأحب سَفْكَ دمي فما عارضتُهُ
…
فِي ملْكه وأعَنْتُهُ بِمَحَاجِري
[ومن شعره أيضا:
يرى حُسْنها قلبي فإنْ رام وصْفَهُ
…
لساني ولو أنّي لَبيد تبلّدا
جَلَتْ لي غداةَ الْجَزع قدّا مُهفهفًا
…
وجيدا غزاليّا وخدّا مورّدا
وطرُفًا بثّ الوجدُ فِي النّاس لحُظَهُ
…
فُنُونًا وكلّ منه فِي السُّكْر عربدا
فكم حزْتُ فيها للخلافة بَيْعة
…
وكم زرت فيها للملاحة مشهدا
أَبَى الحبُّ أنْ أنسى عهودا قديمة
…
عَلَى حِفْظها أعطيت أهل الهوى وعدا] [2]
وكتب إلى ابنه وقد سافر وما ودَّعه:
أفدي الّذي قد سار كاتم سِرّه
…
ضنّا عليَّ بوقفةِ التّوديعِ
يا مانعي ضمَّ الوداع أسلَمْ ودعْ
…
نارَ الصَّبابةِ كلَّها بضُلُوعي
345-
مُحَمَّد بْن عمّار.
الفقيه، شمس الدّين، قاضي التّلّ. وجيه عسّال.
تُوُفّي بالتّلّ فِي رمضان. وهو والد أصحابنا الشّهود، رحمه الله.
346-
مُحَمَّد بْن عُمَر [3] بْن عبد الملك.
[1] هذا البيت في بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 356، وفيه بيت آخر لم يذكر هنا.
[2]
ما بين الحاصرتين من نسخة دار الكتب المصرية، والأبيات في: المختار من تاريخ ابن الجزري 320.
[3]
انظر عن (محمد بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 127 ب، والإشارة إلى وفيات-
الخطيب، جمال الدّين، أَبُو البركات الدَّينَوريّ، الصّوفيّ، الشّافعيّ، خطيب كفْربَطْنا.
وُلِد سنة ثلاث عشرة وستّمائة بالدَّينَورَ، وقدم مَعَ والده الزّاهد القُدْوة من البلاد، وسكن بسفح قاسيون، واشتغل جمال الدّين فِي صباه بالخُطَب ونسْخ الأجزاء.
وسمع من: النّاصح بْن الحنبليّ، وأبي عَبْد اللَّه بْن الزّبيديّ، والفخر الإربليّ، والضّياء المقدسيّ، وطائفة.
وكان شجاعا، عالما، فاضلا، مَهيبًا، مليح الشكل، حَسَن الأخلاق، حُلْو المجالسة، محبَّبًا إلى أهل كفْربَطْنا، وله أصحاب ومُحِبْون يعتقدون فِيهِ.
وكان خيِّرًا، حَسَن الدّيانة. أقام فِي خطابة القرية بضعا وعشرين سنة، وتأهّل، وجاءته الأولاد، ونسخ الكثير بخطّه. وكان حَسَن العقيدة، مُقبلًا عَلَى الأثر والسُّنّة.
سَمِعَ منه: الشّيْخ علي المَوْصليّ، وابن الخبّاز، وابن العطّار، والبِرْزاليّ، وابن مُسْلِم، وطائفة.
تُوُفّي فِي رجب. وولي الخطابة بعده ولده عزّ الدّين إِبْرَاهِيم، فبقي المؤذّن ينوب عَنْهُ إلى أن بلغ، ثمّ عُزِل بكمال الدّين بْن خَلَّكان.
347-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد القادر بْن الصّائغ.
عمادُ الدّين، ابن عماد الدّين الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، المعروف بالسَّبْتيّ.
كَانَ شابّا رئيسا.
توفّي في شعبان.
[ (-) ] الأعيان 375، والعبر 5/ 355، والوافي بالوفيات 4/ 262.
[1]
انظر عن (محمد بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 128 ب.
348-
مُحَمَّد بْن أَبِي الفَرَج [1] مُحَمَّد بْن عَليّ بْن أَبِي الفَرَج بْن أَبِي المعالي.
ابن الدَّبّاب [2] ، الإِمَام العدْل، الواعظ، جمال الدّين، أَبُو الفضل البغداديّ، البابَصْريّ، الحنبليّ. ويُعرف أيضا بابن الرّزّاز، ولكنّه بابن الدّبّاب أشهر. سُمّي جدُّه [3] بذلك لكونه كَانَ يمشي عَلَى تُؤدة وسْكون.
وُلِد جمال الدّين سنة ثلاث وستّمائة فِي صفر. وسمع الكثير. وأجاز لَهُ خلق. وأوّل سماعه سنة ستّ عشرة، فسمع «المهروانيّات الخمسة» من أَحْمَد بْن صَرْما، وسمع «جزء ابن الطّلّاية» من الشيخين ابن أَبِي الجود وعبد السّلام بْن المبارك الردغوليّ. وسمع السّادس والسّابع من «أمالي ابن ناصر» عَلَى عُمَر بْن أبي السّعادات. وسمع «مداراة النّاس» لابن أَبِي الدُّنيا، عَلَى ثابت بْن مشرّف. وسمع «الغُنْية» على ابن مطيع الباجسرائيّ، وسمع كتاب «التّفكّر والاعتبار» من علي بن محمد بن علي بن السّقّاء، قَالَ: أَنَا المبارك بْن أَحْمَد الكنديّ.
وسمع من الفتح بْن عَبْد السّلام الثاني من «أمالي الوزير» . وسمع من أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن المكرَّم «صفة المنافق» ، و «أمالي طراد» .
وسمع من النّفيس الزّعيميّ «الزُهد» لابن فضيل، بسماعه من ابن غبرة. وسمع من ابن صَرمًا أيضا «جزء أَبِي بَكْر الصَّيْدلانيّ» ، والتّاسع من «فضائل الصحابة» للدّارقُطْني، والثّالث من «الحربيّات» ، والأوّل من «صحيح الدّارقُطْني» ، و «جزء ابن شاهين» ، والثّالث من «البرّ والصِّلَة» ، وثلاثة «مجالس الخالديّ» بسماعه للجميع من الأرمويّ.
[1] انظر عن (محمد بن أبي الفرج) في: العبر 5/ 355، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 318 رقم 425، والمشتبه في الرجال 1/ 282، وتوضيح المشتبه 4/ 16 وذكره مرتين، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 86، والمنهج 401، والمقصد الأرشد، رقم 1067، والدر المنضد 1/ 430 رقم 1145، وشذرات الذهب 5/ 393.
[2]
في ذيل طبقات الحنابلة: «ابن الزيات» ، وكذا في الدر المنضد، وغيره.
[3]
انظر: الإكمال لابن ماكولا 3/ 307.
وسمع من أَبِي الفتح عَبْد الملك بْن أبي الفتح الدّلّال «جزء ابن هزارمرد الصَّريفينيّ» سنة ثمان عشرة، أَنَا المبارك بْن علي السّمنديّ، ثنا الصَّريفينيّ.
قَالَ أَبُو العلاء الفَرَضيّ فِي حقّ شيخه ابن الدّباب: ثقة، فاضل، صحيح السّماع. وسمع منه هُوَ وجمال الدّين أَحْمَد بْن القلانسيّ المحدث، وجمال الدّين عبد الرّزّاق بن الفوطيّ، وجماعة.
وقد وعظ فِي شيبته، وأجاز لطائفة من أهل دمشق منهم: علم الدّين البِرْزاليّ.
وتُوُفّي لليلتين بقيتا من ذي الحجّة سنة خمسٍ، ودُفن بمقبرة الشُّونيزيّ رحمه الله.
349-
مُحَمَّد بْن يَحْيَى [1] بْن أَبِي مَنْصُور بْن أَبِي الفتح.
الرئيس، فخر الدّين بْن الإِمَام جمال الدّين ابن الصّوفيّ، الحرّاني، الحنبليّ.
سَمِعَ حضورا من عُمَر بْن كرم.
وسمع من: ابن روُزبة، وأبي الْحَسَن القَطِيعيّ، وأبي إِسْحَاق الكاشغريّ، وجماعة.
وكان حفظة للحكايات والشعر والأخبار، حُلْو المجالسة. توكّل للأمير عَلَم الدّين سَنْجر أمير جَنْدار. وكان ملازما للافتخار الحرّانيّ، ثمّ لولده ناصر الدّين الوالي. وكان حَسَن البِزّة، ظريف الشكْل.
سَمِعَ منه: المِزيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.
وأجاز لي مرويّاته، ولم يكن بالمكثر.
[1] انظر عن (محمد بن يحيى) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 306، 307، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 131 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 586 رقم 870.
350-
مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بْن علي.
المَهْدويّ، المحدّث، موفَّقُ الدّين العثمانيّ، ثمّ الرّياحيّ.
خطيب المَنْشِيّة.
سَمِعَ من: ابن المقيّر، وجماعة.
ومات فِي شوال.
351-
مظفَّر بْن مُحَمَّد [1] بْن أَبِي الفضل.
أَبُو نصر بْن قُصيبات السُّلَمي، الدّمشقيّ.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
وكان ممّن روى الحديث عَنْ: عُمَر بْن كرم، وابن صباح، والنّاصح بْن الحنبليّ.
وكان عدْلًا كبيرا، ديّنا. سَمِعَ منه الجماعة، وعاش ستّا وسبعين سنة.
لَقَبُه شَرَفُ الدّين.
352-
مظفَّر بْن أَبِي بَكْر.
الحموي الحنفيّ [2] ، مدرّس البشيريّة، أبو الميّاس.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر وله ثلاثٌ وسبعون سنة.
353-
منصور بْن عُقبة [3] بْن منصور.
أَبُو المظفَّر الشيبانيّ، قاضي هِيت. [شاعر فصيح][4] .
حدّث عَنْ: أَبِي طَالِب بْن القُبِّيطي، وغيره.
ومات في جمادى الآخرة.
[1] انظر عن (مظفر بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 130 ب.
[2]
في النسخة المصرية: الجوسقي الحنبلي، ولا يوجد فيه «الحموي الحنفي» .
[3]
في النسخة المصرية: عقبة، بدل عتبة.
[4]
زيادة من النسخة المصرية.