الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسع وثمانين وستمائة
-
حرف الألف
-
545-
أَحْمَد بْن الطّبيب [1] الحاذق أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن سونج.
الصّالحيّ، أخو شيخ البكريّة إِسْمَاعِيل، والمحدّث عماد الدّين حسن، والفقير حسين، والفقيه مُحَمَّد العطّار وخمستهم فيهم دين وجودة.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عَبْد الدّائم. ولم يزد.
546-
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [2] بْن مُحَمَّد بْن عيّاش.
الصّالحيّ.
روى عَنْ: ابن اللّتّي.
ومات فِي شوّال [3] .
[حدّث عَنْهُ: البِرْزاليّ، وغيره][4] .
547-
أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن [5] بْن مُحَمَّد بْن أحمد بن محمد بن قدامة.
[1] انظر عن (أحمد بن الطبيب أبي إسحاق) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 165 ب.
[2]
انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 163 ب.
[3]
مولده سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
[4]
ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة المصرية.
[5]
انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في: نهاية الأرب 31/ 171، 172، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 160 أ، ونهاية الأرب 31/ 171، 172، والعبر 5/ 360، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 2/ 322، 323 رقم 430، والمنهج الأحمد 402، والبداية والنهاية 13/ 319، وفيه:«نجم الدين أبو العباس بن الشيخ شمس الدين بن أبي عمر المقدسي» ، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 88 ب، وتذكرة النبيه 1/ 64 و 129، والوافي بالوفيات 7/ 46 رقم 2977، وعيون التواريخ 23/ 51- 53، وتاريخ ابن الفرات 8/ 104، والسلوك ج 1-
قاضي القضاة، نجم الدّين، أَبُو الْعَبَّاس ابن شيخ الإِسْلَام شمس الدّين ابن أَبِي عُمَر المقدسيّ، الحنبليّ.
كَانَ مولده فِي سنة إحدى وخمسين وستّمائة.
وسمع حضورا من خطيب مردا.
وسمع من: إِبْرَاهِيم بْن خليل، وابن عَبْد الدّائم.
ولم يحدّث. رَأَيْته، وكان شابّا، مليحا، مَهيبًا، تامّ الشكل، بدينا، لَيْسَ لَهُ من اللّحية إلّا شعرات يسيرة، وكانت إلَيْهِ مَعَ القضاء خطابة الجبل والإمامة بحلقة الحنابلة، ونظر أوقاف الحنابلة.
وكان حَسَن السّيرة فِي أحكامه، مليح البِزّة، ذكيّا، مليح الدّرس لَهُ قدرة عَلَى الحفْظ، وله مشاركة جيّدة فِي العلوم. وله شعر جيّد، وفضائل.
فمن نظمه:
آيات كتب الغرام أدرسها
…
وعبرتي لا أطيق أحبسُها
لبست ثوب الضَّنَى عَلَى جسديِ
…
وحُلَّة الصّبر لست ألبسُها
وشادن ما رنا بمقلته
…
إلّا سبى العالمين نرجسُها
فوجهه جنّة مزخرفة
…
لكنْ بنبل الحتوف [1] يحرسُها
وريقه خمرةٌ معتّقة
…
دارت علينا من فيه أكوسها
يا قمرا أصبحت ملاحته
…
لا يعتريها عيبٌ يدنِّسها
صِلْ هائما [2] إنْ جرت مدامعه
…
تلحقها زفرة تُيبَّسُها [3]
وُلّي نجم الدّين القضاء فِي حياة والده لمّا عزل نفسه.
[ (-) ] ق 3/ 759، وعقد الجمان (3) 45، 46، والمنهل الصافي 1/ 310 رقم 176، والنجوم الزاهرة 7/ 385، وقضاة دمشق 273، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 16، 17 رقم 5، والمقصد الأرشد، رقم 84، والدرّ المنضد 1/ 432 رقم 1152، وشذرات الذهب 5/ 407.
[1]
في تذكرة النبيه 1/ 129 «الجفون» .
[2]
في تذكرة النبيه 1/ 129 «مدنفا» .
[3]
الأبيات في: تذكرة النبيه 1/ 129، وشذرات الذهب 5/ 408.
وتُوُفّي فِي ثالث عشر جمادى الأولى فِي أوّل اللّيل، وقيل فِي آخر نهار الثّاني عشر، ودفن بمقبرة جدّه من الغد، وشيّعه الخلْق. وعاش ثمانيا وثلاثين سنة، وخلّف ابنين: سعد الدّين الخطيب، وفخر الدّين الخطيب.
وقد حجّ مرّتين، وحضر غير غزوة. وكان يركب الخيل، ويلبس السّلاح.
548-
أَحْمَد بْن عيسى [1] بْن رضوان.
الشّيْخ كمال الدّين، أَبُو الضّياء الكنانيّ، العسقلانيّ، الشّافعيّ، قاضي المحلّة. لا أعلم مَتَى تُوُفّي [2] . وقد لقيَه الفَرَضيّ وسمع منه فِي حدود سنة سبْع وعشرين.
وحدّث عَنْ: ابن الْجُمَّيْزيّ. وكان يُعرف بالقليوبيّ. قد شرح «التّنبيه» فِي اثني عشر مجلَّدًا. وصنّف فِي علوم القرآن [3] .
وكان ديَّنًا، صالحا، مُفْتيًا.
549-
أحمد بْن عيسى [4] بْن حسن.
عَلَمُ الدّين [الزَّرْزاريّ][5] السّنْجاريّ، ابن أخي قاضي القضاة أَبِي الْعَبَّاس الخضر.
ولد بالخابور سنة تسع وعشرين وستّمائة.
[1] انظر عن (أحمد بن عيسى بن رضوان) في: طبقات الشافعية الكبرى 5/ 10، والوافي بالوفيات 7/ 274 رقم 3250، والمقفى الكبير 1/ 553 رقم 542، وحسن المحاضرة 1/ 236، وكشف الظنون 490، ومعجم المؤلفين 2/ 38.
[2]
وقال السبكي: أرّخه الذهبي سنة تسع وثمانين وستمائة، لكني وجدت فوائد بخطه تاريخها في رجب سنة إحدى وتسعين وستمائة» .
[3]
ومن مؤلفاته: «نهج الوصول في علم الأصول» وهو مختصر، و «المقدّمة الأحمدية في علم العربية» ، و «طبّ القلب ووصل الصبّ» وهو في التصوّف، و «الجواهر السحابية في النكت المرجانية» جمع به كلمات سمعها من أبي عبد الله محمد المرجاني، و «العلم الظاهر في مناقب الفقيه أبي الطاهر» ، و «الحجّة الرابضة لفرق الرافضة» .
[4]
انظر عن (أحمد بن عيسى الزرزاري) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 160 ب.
[5]
زيادة من النسخة المصرية.
وسمع من: السّاوي، وسبْط السِّلفيّ.
وحدّث. ومات بالقاهرة فِي جمادى الأولى.
550-
أَحْمَد بْن منعة [1] بْن مطرّف.
الصالح، عماد الدّين، الحَوْرانيّ، الصّالحيّ. والد شيخنا محمد.
روى عَنْ: القزوينيّ، والمجد.
كتب عَنْهُ: ابن الخبّاز، والبِرْزاليّ، وجماعة.
ومات فِي ربيع الآخر.
551-
أَحْمَد بْن ناصر [2] بْن طاهر.
العلّامة، برهان الدّين الحسينيّ، الشريف، الحنفيّ، إمام محراب الحنفيّة الَّذِي بمقصورة الحلبيّين بدمشق.
كَانَ مُفْتيًا، عالما، زاهدا، عابدا.
تُوُفّي فِي بيته بالمنارة الشرقيّة فِي شوال.
وقد صنّف تفسيرا فِي سبْع مجلّدات، وصنّف فِي أصول الدّين كتابا فِيهِ سبعون مسألة. وذكر أنّه سَمِعَ من ابن اللّتّيّ، وغيره.
وقد ساح مدّة فِي برّية الخِطا، وترك دنيا واسعة وتجارات وفرَّ بدينه وتزهَّد وتصوَّف.
552-
أَحْمَد بْن يوسف [3] بْن إِسْمَاعِيل.
الشهاب المقدسيّ، الحنبليّ، الذَّهبيّ مؤذَن المدرسة النّوريّة. أخو الموفّق الشاهد.
[1] انظر عن (أحمد بن منعة) في: المقتفي 1/ ورقة 159 ب.
[2]
انظر عن (أحمد بن ناصر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 164 ب، وتاج التراجم 11 رقم 22، والوافي بالوفيات 8/ 209 رقم 3642، والدليل الشافي 1/ 92 رقم 323، والمنهل الصافي 2/ 237، 238 رقم 325، والنجوم الزاهرة 7/ 383، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 94 رقم 88.
[3]
انظر عن (أحمد بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 161 ب.
روى عَنِ: ابن المقيّر.
ومات فِي رجب [1] .
وكان شيخا ظريفا بزيّ الفقهاء.
553-
إِبْرَاهِيم بْن أسعد [2] بْن المظفّر بْن حَمْزَة بْن أسد.
الرئيس، مجدُ الدّين ابن المولى مؤيَّد الدّين التّميميّ، الدّمشقيّ، ابن القلانسيّ.
أخو الصّاحب عزّ الدّين حمزة.
كَانَ مليح الكتابة، حَسَن الشَّكل والبِزّة، لَهُ إلمام بالأدب. وله شعر.
وخدم فِي الجهات. ومات شابّا فِي ذي القعدة ولم يُعقب.
وله وقفٌ عَلَى الصَّدَقَة.
554-
إِسْحَاق بْن جبريل [3] .
الحكيم، المنجّم، كرز الدّين الدَّيلميّ، السوريّ.
قَالَ ابن الفُوطي: عارف بالمواليد وعملها [4] ، وبالتّقاويم، دائم الاشتغال بهذا الفنّ. أكثر مواليد أهل بغداد بخطّه. لَهُ كتاب فِي التّواريخ السّماويّات والأرضيّات. سَأَلْتُهُ عَنْ مولده فقال: فِي سنة تسعٍ وستّمائة.
وتُوُفّي فِي ذي الحجّة.
555-
إسحاق الفجال [5] .
[1] ومولده سنة 262 هـ. تقريبا.
[2]
انظر عن (إبراهيم بن أسعد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 165 أ، ب، والمنهل الصافي 1/ 36، 37 رقم 17، والمختار من تاريخ ابن الجزري 337، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 31 رقم 14.
[3]
انظر عن (إسحاق بن جبريل) في: الوافي بالوفيات 8/ 408 رقم 3860، والدليل الشافي 1/ 116 رقم 403، والمنهل الصافي 2/ 357، 358 رقم 405.
[4]
في النسخة المصرية: «وعلمها» .
[5]
انظر عن (إسحاق الفجّال) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 164 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 337.
صالح، زاهد، يتكلَّم بأشياء حَسَنة وحِكَم نافعة.
تُوُفّي بدمشق فِي شوّال.
556-
إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن مكّيّ [2] .
الفقيه، مجدُ الدّين الماردينيّ. كَانَ فِي الأوّل حنبليَّا، ثمّ تحوّل شافعيّا، وأتقن المذهب. ودرّس بالأتابكيّة [3] بجبل قاسيون ثمّ ولي قضاء حلب.
وذكر أنّه قرأ «التّحصيل» بالرّوم عَلَى مصنّفه السّراج الأُرْمَويّ. وكان إماما، كثير الفضائل.
توفّي بالصّالحيّة [4] ، وصلّي عليه بجامع العقيبة. وحمل إلى مسجد فلوس فدُفن بترُبة البُرهان المَوْصليّ إلى جانب صاحبه الشّيْخ مجد الدّين محمود الكرديّ، وبينهما خمسة أيّام. ماتا فِي شوّال.
557-
إِسْمَاعِيل بْن عزّ القضاة [5] عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي اليُمْن.
[1] انظر عن (إسماعيل بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 164 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 337، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 101، وتذكرة النبيه 1/ 134، والسلوك ج 1 ق 3/ 717 و 759، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 30، رقم 12.
[2]
في تذكرة النبيه: «بن بكر» .
[3]
الأتابكية: أنشأتها بنت نور الدين أرسلان بن أتابك صاحب الموصل، وهي بصالحية دمشق. (الدارس 1/ 96) .
[4]
ومولده في أحد الربيعين سنة ست وعشرين وستمائة بماردين.
[5]
انظر عن (إسماعيل بن عز القضاة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 163 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 43 رقم 63، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 18- 23 رقم 7، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والعبر 5/ 361، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، وعقود الجمان للزركشي، ورقة 71، والبداية والنهاية 13/ 318، 319، والوافي بالوفيات 9/ 166- 168 رقم 4079، وفوات الوفيات 1/ 179- 181 رقم 69، وعيون التواريخ 23/ 54- 56، وتذكرة النبيه 1/ 130، 131، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 102، والسلوك ج 1 ق 3/ 760، والمقفّى الكبير 2/ 127، 128 رقم 778 وفيه شعر، وعقد الجمان (3) 44، 45، والمنهل الصافي 2/ 408- 411 رقم 438، والدليل الشافي 1/ 125 رقم 437، وشذرات الذهب 5/ 408، والنجوم الزاهرة 7/ 386.
الشّيْخ الزّاهد، العابد، العالم، فخرُ الدّين، أَبُو الفداء الدّمشقيّ.
كان كاتبا، أديبا، شاعرا، خدم فِي الجهات، وتزهَّد بعد ذَلِكَ.
وُلِد سنة ثلاثين وستّمائة، ودخل فِي جملة الشعراء عَلَى الملك النّاصر بدمشق، فلمّا انجفل النّاسُ ندبه هولاكو إلى مصر. دخلها وترك الخدمة وتزهّد، وأقبل عَلَى شأنه، ولزم العبادة، فاجتمع بالشيخ محيي الدّين ابن سُرَاقة فقال لَهُ: إنْ أردت هذا المعنى فعليك بتصانيف محيي الدّين ابن العربيّ. فلمّا رجع إلى دمشق انقطع ولزم العبادة، وأقبل عَلَى كتب ابن العربيّ فنسخها وتلذّذ بها. وكان يلازم زيارة قبره ويبالغ فِي تعظيمه. والظّنّ بِهِ أنّهُ لم يقف عَلَى حقيقة مذهبه، بل كَانَ ينتفع بظاهر كلامه، ويقف عَنْ مُتشابهه، لأنّه لم يُحفظ عَنْهُ ما يُشينه فِي دينه من قول ولا فعل، بل كَانَ عبدا قانتا للَّه، صاحب أوراد وتهجُّد، وخوف، واتّباع الأثر، وصدق فِي الطّلب، وتعظيم لحُرُمات اللَّه تعالى. لم يدخل فِي تخبيطات ابن العربيّ، ولا دعا إليها. وكان عَلَيْهِ نور الإِسْلَام وضوء السُّنّة. رضي الله عنه.
وكان ساكنا بالعزيزيّة، حافظا لوقته، كثير الحياء والتّواضع والسّكينة، كتب الكثير بخطّه، ولم يخلّف شيئا من الدّنيا، ولا كَانَ يملك طاسة. وفرغت نفقته يوم موته.
وكان شيخنا ابن تيميّة يعظّمه ويبالغ، حتّى وقف عَلَى أبيات لَهُ أوّلها:
وحياتكم ما إن أرى لكم سوى
…
إذ أنتم عين الجوارح والقوى
فَتَأَلَّمَ لَهُ وَقَالَ: هَذَا الشِّعْرُ عَيْنُ الاتِّحَادِ. قُلْتُ: إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَنْظِمَ قَوْلَهُ عليه السلام: «فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ» [1] . الحديث.
[1] رواه البخاري في الرقاق 7/ 190 «عن محمد بن عثمان بن كرامة، حدّثنا خالد بن مخلد، حدّثنا سليمان بن بلال، حدّثني شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عن عطاء، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ فيما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وبصره الّذي يبصر به ويده التي يبطش بها-
فقال: سياق الحديث يدلّ عَلَى بُطلان هذا. وهو قوله: فبي يسمع وبي يرى، وما فِي الحديث أنّ الباري تعالى يكون عين الجوارح، تعالى اللَّه عَنْ ذَلِكَ.
قلت: لم أجد هذه اللّفظة «فبي يسمع وبي يبصر» إلخ.
ومن شعره:
أوفد الله أعطاكم قبولا
…
وكان لكم حفيظا أجمعينا
إن الرَّحْمَن أذْكَرَكُم بأمري
…
هناك فقبّلوا عنّي اليمينا
فإنّي أرتجي منه جنانا
…
لأنّ إلَيْهِ فِي قلبي حنينا
وأرجو لَثْم أيْدٍ بايَعَتْهُ
…
إذا عدتم بخيرٍ آمنينا
وله:
أتريد لثم يمينه فِي بيته
…
من غير ما نَصَب وجهد يُرتضى
هيهات إلّا أنْ تخوض بعزمةٍ
…
موج الجبال إلَيْهِ فِي بحر الفضا
أتنال فرض زيارةٍ لرسوله
…
خير الأنام ولم تذُق مُرّ القضا
لم أنس هزّا للركاب بحيث لا
…
ظلّ فيمنع هيكلي أن يرمضا
وتكاد نفسي أنْ تفيض مشقّة
…
لو لم أثبت عندها فأفوّضا
وكأنّما كسر القفار مقعَّرٌ
…
إذا لم يكن [1] أحد بِهِ أن ينهضا
وكذا الأخَيْضر ذاق أصحابي بِهِ [2]
…
عند الورى وهناك موتا أبيضا
فسقاهم ربّي حلاوة رحمةٍ
…
مُزِجت ببرد العفو فِي كوب الرضا
وله:
وزهر شموع إنْ مَدَدْن بَنَانَها
…
تمحو سطور الليل نابت عَنِ البدرِ
ففيهنّ كافوريّة خِلْت أنّها
…
عمود صباح فوقه كوكب الفجر
[ () ]- ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه ولئن استعاذني لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته» .
[1]
في المصرية: «يكد» .
[2]
في المصرية: «ذاق أصحابه» .
وصفراء تحكي شاحبا شاب رأسه
…
فأدمعه [1] تجري عَلَى ضيعة العمر
وخضراء يبدو وقدُها فوق خدّها [2]
…
كنرجسةٍ تُزهى عَلَى الغصن النّضر
ولا غرو إن تحكي الأزاهير حُسْنها
…
أليس جناها النّحلُ قِدْمًا من الزَّهر؟ [3]
وله، وقد لامه بعض الفُضَلاء عَلَى إقباله الزّائد عَلَى كتب ابن العربيّ، فقال:
يقولون دع ليلى لبُثْنة كيف لي [4]
…
وقد ملكت قلبي بحُسن اعتدالها
ولكن ان اسطَعْتُم تردّون ناظري
…
إلى غيرها فالعَيْن نصب جمَالها
فأقسم ما عاينتُ فِي الكون صورة
…
لها الحُسْن إلّا قلت: طَيْف خيالها
ومن لي بليلى العامريّة إنّها
…
عظيم الغنى من نال وهْمَ وصالها
وما الشمسُ أدنى من يدي لامس لها
…
وليس السُّها فِي بُعد نُقطة خالها
وأبدت لنا مرآتُها غَيبَ حضرة [5]
…
غدَتْ هِيّ مَجلاها وسرُّ كمالها
فوا حبّها حبّي وممكن وجودها [6]
…
وصالي وعدّوا سَلْوتيّ من محالها
وحسْبيَ فخرا إنْ نُسِبْتُ لحبّها
…
وحسبي قربا أنْ خطَرتُ ببالها [7]
وله:
يا سيدي قمتُ صُعْلُوكًا على الباب
…
وطال قرعي بإلحاف وإطناب
[1] في عيون التواريخ، وفوات الوفيات:«فأدمعها» . والمثبت يتفق مع: تاريخ حوادث الزمان، والوافي بالوفيات.
[2]
في تاريخ حوادث الزمان 1/ 23 «فوق قدّها» .
[3]
الأبيات في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 22، 23، وعيون التواريخ، وفوات الوفيات، والوافي بالوفيات.
[4]
في تاريخ حوادث الزمان 1/ 23 «يقولون دع ليلي قلت: كيف لي» .
وفي فوات الوفيات: «يقولون دع ذكرى بثينة كيف لي» . والمثبت يتفق مع الوافي بالوفيات 9/ 168.
[5]
في تاريخ حوادث الزمان: «خبره» .
[6]
في تاريخ حوادث الزمان: «ومكمن جودها» .
[7]
الأبيات في تاريخ حوادث الزمان 1/ 23، والوافي بالوفيات 9/ 168، وعيون التواريخ 23/ 181.
ولو جمعت سؤال السّائلين لكم
…
لما انتهتْ فيك آلامي [1] وآرابي
وفي غناك يقلّ الكون أجمعه
…
لسائلٍ واحدٍ يا خير وهّاب
ودارُ دنيا بي ضاقتْ عَنْ نوالكم
…
لكنّها دارُ أعمال وآداب
فزوّدوني من فقرٍ ومسكنةٍ
…
ومن سجود ومن تقبيل أعتاب [2]
ومن شعره:
والنّهر قد جُنّ بالغصون هوى
…
فراح فِي قلبه [3] يمثّلها
فغار منه النّسيمُ عاشقها
…
فجاء عَنْ وصله يميّلها [4]
تُوُفّي الشّيْخ فخر الدّين بمنزل أخيه بالقرب من المدرسة الجوهريّة ليلة الأربعاء الحادي والعشرين من رمضان، وشيّعه الخلْق، ودُفن بتربة أولاد ابن الزّكيّ إلى جانب قاضي القضاة بهاء الدّين بقاسيون، وتُليت عَلَى قبره ختمات، ورئيت لَهُ منامات حسنة.
سَمِعَ منه: البِرْزاليّ، وغيره.
وله أوراد وأعمال زكيّة وخوف وورع يمنعه من جَهْرمة الاتّحاد [5] ، ويُشعر تقواه بأنّه ما دقّق في مذهب الطّائفة ولا خاض فِي بحر معانيهم. ولعلّ
[1] في تاريخ حوادث الزمان: «آمالي» .
[2]
الأبيات في تاريخ حوادث الزمان 1/ 20.
[3]
في عيون التواريخ، وعقد الجمان (3) 44 «في سرّه» .
[4]
البيتان في: تذكرة النبيه 1/ 131، والبداية والنهاية 13/ 318، 319 وفيه شعر آخر، وعقد الجمان (3) 44، 45، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 20.
ومن شعره:
لم أنت في حق الصديق مفرط
…
ترضي بلا سبب عليه وتسخط
يا من تلون في الوداد أما ترى
…
ورق الغصون إذا تلوّن يسقط
وله:
وملتثم بالشعر من فوق ثغره
…
وقد قال لي شبههما بحياتي
فقلت: سترت الصبح بالليل. قال: لا
…
ولكن سترت الدر بالظلمات
[5]
في المصرية: «الاتحادية» .