الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ذكر الحرفين المتقاربين فِي كلمة [وكلمتين] )
[اعْلَم] أَنه لم يدغم أَيْضا من المتقاربين فِي كلمة إِلَّا الْقَاف فِي الْكَاف الَّتِي [تكون] فِي ضمير الْجمع المذكرين إِذا تحرّك مَا قبل الْقَاف لَا غير، وَذَلِكَ نَحْو قَوْله تَعَالَى:(- خَلقكُم ورزقكم ويخلقكم ويرزقكم [وواثقكم - 5) وَشبهه، وَأظْهر مَا عداهُ مِمَّا قبل الْقَاف فِيهِ سَاكن [وَمِمَّا] لَيْسَ بعد الْكَاف فِيهِ مِيم نَحْو قَوْله تَعَالَى:(ميثاقكم، وبورقكم، وخلقك ونرزقك) وَشبهه.
وَاخْتلف أهل الْأَدَاء فِي قَوْله تَعَالَى: (إِن طَلَّقَكُن) فِي التَّحْرِيم فَكَانَ ابْن مُجَاهِد يَأْخُذ فِيهِ [بالإظهار] . [قَالَ أَبُو عَمْرو] : وعَلى ذَلِك عَامَّة أَصْحَابه، وألزم
اليزيدي أَبَا عَمْرو إدغامه [فَدلَّ ذَلِك] على أَنه [كَانَ] يرويهِ عَنهُ بالإظهار وقرأته أَنا بِالْإِدْغَامِ وَهُوَ الْقيَاس لثقل الْجمع والتأنيث.
فَأَما مَا كَانَ من المتقاربين من كَلِمَتَيْنِ فَإِنَّهُ أدغم من ذَلِك سِتَّة عشر حرفا لَا غير وَهِي الْحَاء وَالْقَاف وَالْكَاف وَالْجِيم والشين وَالضَّاد وَالسِّين وَالدَّال وَالتَّاء والذال والثاء وَالرَّاء وَاللَّام وَالنُّون وَالْمِيم وَالْبَاء.
وَقد جمعتها فِي كَلَام مَفْهُوم [لتحفظ] وَهُوَ: (سنشد حجتك بذل رض قثم) هَذَا مَا لم يكن الأول أَيْضا منونا نَحْو: (وَلَا نصير لقد) أَو مشددا نَحْو: (الْحق كمن) أَو تَاء الْخطاب نَحْو: (خلقت طينا) أَو مُعْتَلًّا نَحْو: (وَلم يُؤْت سَعَة من المَال) وَشبهه فَأَما الْحَاء فأدغمها فِي الْعين فِي قَوْله [تَعَالَى][فِي آل عمرَان] : (فَمن زحزح عَن النَّار) لَا غير، روى ذَلِك مَنْصُوصا أَبُو عبد الرَّحْمَن بن
اليزيدي عَن أَبِيه عَنهُ وأظهرها فِيمَا عدا هَذَا الْموضع نَحْو: (فَلَا جنَاح عَلَيْهِمَا، والمسيح عِيسَى، وَمَا ذبح على النصب، وَلَا يصلح عمل المفسدين) وَشبهه.
وَأما الْقَاف فَكَانَ يدغمها فِي الْكَاف إِذا تحرّك مَا قبلهَا نَحْو قَوْله تَعَالَى: (3 - خَالق كل شَيْء [وَخلق كل شَيْء] ، وَخلق كل دَابَّة - 3) وَشبهه، فَإِن سكن مَا قبل الْقَاف لم يدغمها نَحْو:(وَفَوق كل ذِي علم عليم)[وَشبهه] .
وَأما الْكَاف فأدغمها أَيْضا فِي الْقَاف إِذا تحرّك مَا قبلهَا نَحْو قَوْله تَعَالَى: (ونقدس لَك قَالَ: وَكَانَ رَبك قَدِيرًا، وَلَك قصورا)[وَشبهه] فَإِن سكن مَا قبل الْكَاف لم يدغمها نَحْو: (إِلَيْك قَالَ، وَلَا يحزنك قَوْلهم)[وَشبهه] . وَأما الْجِيم فأدغمها فِي الشين فِي قَوْله تَعَالَى /: (أخرج شطاه) وَفِي التَّاء [فِي] قَوْله تَعَالَى (ذِي المعارج تعرج) لَا غير. وَأما الشين فأدغمها فِي السِّين فِي قَوْله تَعَالَى: (إِلَى ذِي الْعَرْش
سَبِيلا) لَا غير. روى ذَلِك مَنْصُوصا ابْن اليزيدي عَن أَبِيه عَنهُ. وَأما الضَّاد فأدغمها فِي الشين فِي قَوْله تَعَالَى: (لبَعض شانهم) . لَا غير. نَص على ذَلِك السُّوسِي عَن اليزيدي عَنهُ. وَأما السِّين فأدغمها فِي الزَّاي فِي قَوْله تَعَالَى: (وَإِذا النُّفُوس زوجت) لَا غير، وَفِي الشين بِخِلَاف عَنهُ فِي قَوْله تَعَالَى:(الرَّأْس شيبا) وبالإدغام قرأته.
وَأما الدَّال فأدغمها إِذا تحرّك مَا قبلهَا فِي خَمْسَة أحرف، فِي التَّاء [فِي] قَوْله تَعَالَى:(فِي الْمَسَاجِد تِلْكَ حُدُود اللَّهِ) لَا غير، وَفِي الذَّال [فِي] قَوْله تَعَالَى:(والقلائد ذَلِك) لَا غير وَفِي السِّين [فِي قَوْله تَعَالَى] : (عدد سِنِين) لَا غير، وَفِي الشين فِي قَوْله تَعَالَى:(وَشهد شَاهد) فِي يُوسُف والأحقاف لَا غير، وَفِي الصَّاد فِي قَوْله تَعَالَى:(نفقد صواع الْملك، وَفِي مقْعد صدق) لَا غير، فَإِن سكن مَا قبلهَا وتحركت هِيَ بِالْكَسْرِ أَو الضَّم أدغمها فِي تِسْعَة أحرف: فِي التَّاء فِي قَوْله تَعَالَى: (من الصَّيْد تناله، وتكاد تميز) لَا غير، وَفِي الذَّال [نَحْو] قَوْله تَعَالَى:(من بعد ذَلِك والمرفود ذَلِك) وَشبهه، وَفِي الثَّاء فِي قَوْله تَعَالَى: (من كَانَ يُرِيد ثَوَاب
الدُّنْيَا [و](لمن نُرِيد ثمَّ) لَا غير، وَفِي الظَّاء فِي قَوْله تَعَالَى:(يُرِيد ظلما) فِي آل عمرَان وغافر، و (من بعد ظلمه) فِي الْمَائِدَة لَا غير، وَفِي الزَّاي فِي قَوْله تَعَالَى:(تُرِيدُ زِينَة، ويكاد زيتها يضىء) لَا غير، وَفِي السِّين فِي قَوْله تَعَالَى:(فِي الأصفاد سرابيلهم من) ، (ويكاد سنا برقه)[وَكيد سَاحر] ) لَا غير، وَفِي الصَّاد فِي قَوْله تَعَالَى:(فِي المهد صَبيا، وَمن بعد صَلَاة الْعشَاء) لَا غير، وَفِي الضَّاد [فِي قَوْله تَعَالَى](من بعد ضراء) فِي يُونُس [وَفِي] فصلت، و (من بعد ضعف قُوَّة فِي الرّوم لَا غير، وَفِي الْجِيم فِي قَوْله تَعَالَى: (دَاوُد جالوت، وَدَار الْخلد جَزَاء) لَا غير. قَالَ أَبُو عَمْرو: وَكَانَ ابْن مُجَاهِد لَا يرى الْإِدْغَام فِي الْحَرْف الثَّانِي
لِأَن السَّاكِن فِيهِ غير حرف مد ولين وَذَلِكَ وَمَا أشبهه / عِنْد النَّحْوِيين والحذاق من المقرئين إخفاء وَكَذَلِكَ أَخذ عَليّ فَإِن سكن مَا قبل الدَّال وتحركت بِالْفَتْح لم يدغمها إِلَّا فِي التَّاء لِأَنَّهُمَا من مخرج وَاحِد، وَذَلِكَ فِي قَوْله تَعَالَى:(مَا كَاد تزِيغ)(وَبعد توكيدها) لَا غير.
وَأما التَّاء فأدغمها مَا لم تكن اسْم الْمُخَاطب فِي عشرَة أحرف؛ فِي الطَّاء نَحْو قَوْله [تَعَالَى] : (الصَّلَاة طرفِي النَّهَار، والصالحات طُوبَى لَهُم) وَشبهه فَأَما قَوْله تَعَالَى: (ولتأت طَائِفَة) فَقَرَأته بِالْوَجْهَيْنِ، وَابْن مُجَاهِد يرى الْإِظْهَار لِأَنَّهُ معتل وَغَيره يرى الْإِدْغَام لقُوَّة [الكسرة] وَفِي الذَّال نَحْو:(عَذَاب الْآخِرَة ذَلِك، والذاريات ذَروا) وَمَا أشبهه.
وَأما قَوْله تَعَالَى: (فَآت ذَا القربي حَقه) فَابْن مُجَاهِد يرى الْإِظْهَار فِيهِ وقرأته بِالْوَجْهَيْنِ وَفِي التَّاء [نَحْو] قَوْله [تَعَالَى] : [بِالْبَيِّنَاتِ ثمَّ، والنبوة ثمَّ، وَالْمَوْت ثمَّ] وَشبهه.
وَأما قَوْله تَعَالَى: {وَآتوا الزَّكَاة ثمَّ، وحملوا التَّوْرَاة ثمَّ} فَابْن مُجَاهِد [لَا] يرى إدغامه [لخفة الفتحة] وقرأته بِالْوَجْهَيْنِ.
وَفِي الظَّاء [فِي] قَوْله تَعَالَى: (الْمَلَائِكَة ظالمي أنفسهم) فِي النِّسَاء والنحل لَا غير وَفِي الضَّاد فِي قَوْله تَعَالَى: (وَالْعَادِيات ضَبْحًا) لَا غير وَفِي الشين فِي قَوْله تَعَالَى (14 - إِن زَلْزَلَة السَّاعَة شىء عَظِيم) وَفِي قَوْله تَعَالَى: (بأَرْبعَة شُهَدَاء) فِي
الْمَوْضِعَيْنِ لَا غير - 14) وأقرأني أَبُو الْفَتْح [فِي](لقد جِئْت شَيْئا فريا) بِالْإِدْغَامِ لقُوَّة الكسرة [وقرأته] أَيْضا بالإظهار لِأَنَّهُ مَنْقُوص الْعين، وَفِي الْجِيم نَحْو قَوْله تَعَالَى:(الصَّالِحَات جنَاح، وَمِائَة جلدَة وتصلية جحيم) وَشبهه.
وَفِي السِّين نَحْو قَوْله تَعَالَى: (بالساعة سعيرا، والصالحات سندخلهم، والسحرة ساجدين) وَشبهه. وَفِي الصَّاد [فِي] قَوْله تَعَالَى: (وَالصَّافَّات صفا، وَالْمَلَائِكَة صفا، فالمغيرات صبحا) لَا غير. وَفِي الزَّاي فِي قَوْله تَعَالَى: (بِالآخِرَة زينا، وفالزاجرات زجرا، وَإِلَى الْجنَّة زمرا) لَا غير.
وَأما الذَّال فأدغمها فِي السِّين فِي قَوْله تَعَالَى (وَاتخذ سَبيله) فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَفِي الصَّاد فِي قَوْله تَعَالَى: (مَا اتخذ صَاحبه) لَا غير. وَأما الثَّاء فأدغمها / فِي خَمْسَة أحرف فِي الذَّال فِي قَوْله تَعَالَى: (والحرث ذَلِك) لَا غير، وَفِي التَّاء فِي قَوْله
[تَعَالَى] : (حَيْثُ تؤمرون، والْحَدِيث تعْجبُونَ) لَا غير وَفِي الشين فِي قَوْله [تَعَالَى] : (حَيْثُ شِئْتُم، وَحَيْثُ شئتما) حَيْثُ وَقعا، وَفِي قَوْله تَعَالَى:(ثَلَاث شعب) لَا غير، وَفِي السِّين [نَحْو] قَوْله تَعَالَى:(وَورث سُلَيْمَان، وَمن حَيْثُ شكنتم، وَبِهَذَا الحَدِيث سنستدرجهم وَشبهه وَفِي الضَّاد فِي قَوْله تَعَالَى: (حَدِيث ضيف إِبْرَاهِيم) لَا غير.
وَأما الرَّاء فأدغمها فِي اللَّام إِذا تحرّك مَا قبلهَا نَحْو (سخر لنا)(وليغفر لَك اللَّهِ) وَشبهه، فَإِن سكن مَا قبلهَا وانكسرت هِيَ أَو انضمت أدغمها أَيْضا فِيهَا نَحْو [قَوْله تَعَالَى] :(الْمصير لَا يُكَلف، وَكتاب الْفجار لفي) وَشبهه فَإِن انفتحت لم يدغمها نَحْو: (وَالْحمير لتركبوها)(وَإِن الْفجار لفي) وَشبهه.
قَالَ أَبُو عَمْرو: والإمالة [فِيهِ] بَاقِيَة مَعَ الْإِدْغَام [فِي][نَحْو] [قَوْله
تَعَالَى: (إِن كتاب الْأَبْرَار لفي، وَعَذَاب النَّار رَبنَا) وَشبهه لكَونه عارضا.
وَأما اللَّام فأدغمها فِي الرَّاء إِذا تحرّك مَا قبلهَا أَيْضا نَحْو: (سبل رَبك، وَقد جعل رَبك) وَشبهه، فَإِن سكن مَا [قبلهَا أَو انْكَسَرت] أَو انضمت أدغمها أَيْضا نَحْو:(إِلَى سَبِيل رَبك وَمن يَقُول رَبنَا) وَشبهه، فَإِن انفتحت [لم يدغمها] نَحْو قَوْله تَعَالَى:(فَيَقُول رب وَرَسُول رَبهم) وَشبهه، إِلَّا قَوْله تَعَالَى:(قَالَ رب، وَقَالَ رَبنَا، وَقَالَ ربكُم) مُتَّصِلا بضمير وَغير مُتَّصِل فَإِنَّهُ [أدغمها] نصا [وَأَدَاء] لقُوَّة [مُدَّة] الْألف [وَقِيَاسه](قَالَ رجلَانِ وَقَالَ رجل) وَلَا خلاف بَين أهل الْأَدَاء فِي [إدغامهما] .
وَأما النُّون فأدغمها إِذا تحرّك مَا قبلهَا فِي اللَّام وَالرَّاء نَحْو قَوْله [تَعَالَى] : (زين للنَّاس، وَلنْ نؤمن لَك، وَإِذ تَأذن رَبك، وخزائن رَحْمَة رَبِّي) وَشبهه، فَإِن سكن مَا قبلهَا لم يدغمها بِأَيّ حَرَكَة تحركت هِيَ نَحْو [قَوْله تَعَالَى] :(مُسلمين لَك، وبإذن رَبهم وَشبهه إِلَّا فِي قَوْله تَعَالَى: (وَنحن لَهُ، وَمَا نَحن لَكمَا، وَنحن لَك) حَيْثُ وَقع فَإِنَّهُ أدغم ذَلِك للُزُوم ضمة نونه.
وَأما الْمِيم فأخفاها عِنْد الْبَاء إِذا تحرّك مَا قبلهَا قَوْله نَحْو تَعَالَى: (بِأَعْلَم بِالشَّاكِرِينَ، وَيحكم بِهِ)[وَشبهه] والقراء يعبرون عَن هَذَا بِالْإِدْغَامِ وَلَيْسَ كَذَلِك لِامْتِنَاع الْقلب فِيهِ وَإِنَّمَا تذْهب الْحَرَكَة [فتخفى] الْمِيم، فَإِن سكن مَا قبلهَا لم يخفها نَحْو قَوْله تَعَالَى:(إِبْرَاهِيم بنيه، والشهر الْحَرَام بالشهر الْحَرَام) وَشبهه. وَأما الْبَاء فأدغمها فِي الْمِيم فِي قَوْله تَعَالَى: (ويعذب من يَشَاء) حَيْثُ وَقع لَا غير.
قَالَ أَبُو عَمْرو: فَهَذِهِ أصُول الْإِدْغَام ملخصة يُقَاس عَلَيْهَا مَا يرد من أَمْثَالهَا وأشكالها إِن شَاءَ اللَّهِ [تَعَالَى] .
وَقد حصلنا [جَمِيع] مَا أدغمه أَبُو عَمْرو من الْحُرُوف المتحركة فوجدناه على مَذْهَب ابْن مُجَاهِد وَأَصْحَابه ألف حرف [ومائتي حرف] وَثَلَاثَة وَسبعين حرفا وعَلى مَا أقرئناه ألف حرف وثلاثمائة حرف وَخَمْسَة أحرف وَجَمِيع مَا وَقع الِاخْتِلَاف فِيهِ بَين أهل الْأَدَاء اثْنَان وَثَلَاثُونَ حرفا.