الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(بَاب ذكر الْوَقْف على مرسوم الْخط)
[قَالَ أَبُو عَمْرو] اعْلَم أَن الرِّوَايَة ثبتَتْ لدينا عَن نَافِع وَأبي عَمْرو والكوفيين أَنهم كَانُوا يقفون على المرسوم وَلَيْسَ [فِي ذَلِك شىء عندنَا] يرْوى عَن ابْن كثير وَابْن عَامر. وَاخْتِيَار أَئِمَّتنَا أَن يُوقف فِي مَذْهَبهمَا على المرسوم كَالَّذِين رُوِيَ عَنْهُم ذَلِك. وَقد [روى عَنْهُم الِاخْتِلَاف] فِي مَوَاضِع مِنْهُ وَأَنا أذكر ذَلِك على سَبِيل الإيجاز إِن شَاءَ اللَّهِ تَعَالَى. فَمن ذَلِك كل هَاء تَأْنِيث رسمت فِي الْمَصَاحِف تَاء على الأَصْل نَحْو: (نعمت ورحمت وشجرت وجنت وثمرت وَكلمت [وامرأت] وغيابت وَيَا أَبَت وابنت - 4) وَشبهه فَكَانَ الْكسَائي وَأَبُو عَمْرو وَيَعْقُوب يقفون على ذَلِك بِالْهَاءِ وَهُوَ قِيَاس مَذْهَب ابْن كثير لِأَن [الْحسن] بن الْحباب سَأَلَ البزي عَن الْوَقْف على (ثمرت من أكمامها) فَقَالَ: بِالْهَاءِ. ووقف الْكسَائي على قَوْله تَعَالَى: (مرضات) حَيْثُ وَقعت وعَلى (اللات والعزى وَذَات بهجة ولات حِين مناص وهيهات هَيْهَات) بِالْهَاءِ وَتَابعه البزي
على (هَيْهَات هَيْهَات) فَقَط فَوقف عَلَيْهَا مَعًا بِالْهَاءِ ووقف ابْن كثير وَابْن عَامر [وَيَعْقُوب وَأَبُو جَعْفَر] على [يَا أَبَت] بِالْهَاءِ حَيْثُ وَقع ووقف الْبَاقُونَ على هَذِه الْمَوَاضِع / كلهَا بِالتَّاءِ اتبَاعا لخط الْمُصحف ووقف أَبُو عَمْرو من رِوَايَة ابْن اليزيدي عَن أَبِيه عَنهُ وَيَعْقُوب على قَوْله: (وكأين) فِي جَمِيع الْقُرْآن على الْيَاء ووقف الْبَاقُونَ على النُّون ووقف الْكسَائي من رِوَايَة الدوري وَغَيره على قَوْله تَعَالَى: (ويكأن اللَّهِ وويكأنه) على الْيَاء مُنْفَصِلَة وروى عَن أبي عَمْرو أَنه وقف على الْكَاف، ووقف [الْبَاقُونَ] على الْكَلِمَة بأسرها ووقف أَبُو عَمْرو من رِوَايَة [أبي عبد الرَّحْمَن] عَن أَبِيه عَنهُ على قَوْله تَعَالَى:(فَمَال هَؤُلَاءِ الْقَوْم وَمَال هَذَا الرَّسُول وَمَال هَذَا الْكتاب وفمال الَّذين كفرُوا - 7) على مَا دون اللَّام فِي الْأَرْبَعَة، وَاخْتلف فِي ذَلِك عَن الْكسَائي فَروِيَ عَنهُ الْوَقْف على مَا وعَلى اللَّام ووقف الْبَاقُونَ على اللَّام مُنْفَصِلَة ووقف حَمْزَة وَالْكسَائِيّ ورويس على قَوْله (أيا مَا تدعوا)
على [أَي] دون مَا [وعوضوا] من التَّنْوِين ألفا، ووقف الْبَاقُونَ على (مَا)، ووقف أَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ وَيَعْقُوب على قَوْله:(أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ) فِي النُّور و (يَا أَيهَا السَّاحر) فِي الزخرف و (أَيهَا الثَّقَلَان) فِي الرَّحْمَن بِالْألف فِي الثَّلَاثَة ووقف الْبَاقُونَ بِغَيْر ألف، ووقف الْكسَائي على (وَاد النَّمْل) خَاصَّة بِالْيَاءِ. قلت وَكَذَلِكَ وقف يَعْقُوب على مَا كَانَ أَصله الْيَاء وحذفت رسما لالتقاء الساكنين نَحْو (وسوف يُؤْت اللَّهِ) فِي النِّسَاء (واخشون الْيَوْم) فِي الْمَائِدَة و (يقْض الْحق) فِي الْأَنْعَام و (ننج الْمُؤمنِينَ) فِي يُونُس و (الواد الْمُقَدّس) و (وَادي النَّمْل) و (لهاد الَّذين) فِي الْحَج و (الْجوَار المنشئات)[فِي الرَّحْمَن] و (الْجوَار الكنس)[فِي كورت] و (تغن النّذر)[فِي الْقَمَر] وَالله الْمُوفق. ووقف الْبَاقُونَ بِغَيْر يَاء وَقد بَقِي من هَذَا الْبَاب حُرُوف تَأتي فِي موَاضعهَا إِن شَاءَ اللَّهِ تَعَالَى.