الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبا العباس (1) محمد بن يزيد جيسا يجمع إلى تأديب ولده الإمتاع بإيناسه (2)، فندبنى لذلك وكتب إليه معى:
«قد أنفذت إليك- أعزك الله- فلانا وجملة أمره أنه كما قال الشاعر:
إذا زرت الملوك فإن حسبى
…
شفيعا عندهم أن يخبرونى»
(زهر الآداب 1: 144)
127 - كتاب إبراهيم بن المدبر إلى أبى عبد الله بن حمدون
قال صاحب الأغانى:
وكتب إبراهيم بن المدبّر إلى أبى عبد الله بن حمدون فى أيام نكبته يسأله إذ كان المتوكل والفتح بن خاقان بأمره:
كم ترى يبقى على ذا بدنى؟
…
قد بلى من طول همّ وضنى
(1) هو أبو العباس المبرد النحوى المشهور صاحب كتاب الكامل، كان إماما فى النحو واللغة، روى عنه الأخفش المذكور، وتوفى سنة 285 - انظر ترجمته فى وفيات الأعيان 1: 495 والفهرست لابن النديم ص 87، ونزهة الألباء- ص 279.
جاء فى وفيات الأعيان 1: 497 «والمبرد بضم الميم وفتح الباء والراء المشددة لقب عرف به، واختلف العلماء فى سبب تلقيبه بذلك، فالذى ذكره ابن الجوزى فى كتاب الألقاب أنه قال: سئل المبرد لم لقبت بهذا اللقب؟ فقال: كان سبب ذلك أن صاحب الشرطة طلبنى للمنادمة والمذاكرة فكرهت الذهاب إليه، فدخلت إلى أبى حاتم السجستانى، فجاء رسول الوالى يطلبنى، فقال لى أبو حاتم: ادخل فى هذا، يعنى غلاف مزملة (وهى البرادة التى يبرد فيها الماء) فارغا، فدخلت فيه وغطى رأسه، ثم خرج إلى الرسول، وقال: ليس هو عندى، فقال: أخبرت أنه دخل إليك، فقال: أدخل الدار وفتشها، فدخل فطاف كل موضع فى الدار ولم يفطن لغلاف المزملة، ثم خرج فجعل أبو حاتم يصفق وينادى على المزملة المبرد المبرد، وتسامع الناس بذلك فلهجوا به، وقيل إن الذى لقبه به شيخه أبو عثمان المازنى، وقيل غير ذلك» وجاء فى المزهر للسيوطى 2: 267 فى «فصل فى معرفة الألقاب وأسبابها» : «قال السيرافى: لما صنف المازنى كتابه الألف واللام سأل المبرد عن دقيقه وعويصه فأجابه بأحسن جواب: فقال له: قم فأنت المبرد بكسر الراء أى المثبت للحق، فغيره الكوفيون وفتحوا الراء» .
(2)
ذكر صاحب الأغانى فى ترجمة ابن المدبر أنه كان يتولى البصرة (ج 19: ص 124) فالظاهر أن ذلك الاستهداء كان إبان توليه إياها، وقد كان المبرد من أئمة النحويين البصريين.
أنا فى أسر وأسباب ردى
…
وحديد فادح يكلمنى (1)
يابن حمدون فتى الجود الذى
…
أنا منه فى جنى ورد جنى (2)
ما الذى ترقبه، أم ما ترى
…
فى أخ مضطهد مرتهن؟
وأبو عمران موسى حنق
…
حاقد يطلبنى بالإحن (3)
وعبيد الله أيضا مثله
…
ونجاح بى مجدّ ما ينى (4)
ليس يشفيه سوى سفك دمى
…
أو يرانى مدرجا فى كفنى
والأمير الفتح إن أذكرته
…
حرمتى قام بأمرى وعنى
قال: صدق حين أدعو باسمه
…
وسرور حين يعرو حزنى
قل له: يا حسن ما أوليتنى
…
ما لما أوليتنى من ثمن
زاد إحسانك عندى عظما
…
أنّه باد لمن يعرفنى
لست أدرى كيف أجزيك به
…
غير أنّى مثقل بالمنن
ما رأى القوم كذنبى عندهم
…
عظم ذنبى أننى لم أخن
ذاك فعلى وتراثى عن أبى
…
واقتدائى بأخى فى السّنن
سنّة صالحة معروفة
…
هى منّا فى قديم الزمن
ظفر الأعداء بى عن حيلة
…
ولعلّ الله أن يظفرنى
ليت أنى وهم فى مجلس
…
يظهر الحقّ به للفطن
فترى لى ولهم ملحمة
…
يهلك الخائن فيها والدّنى (5)
والذى أسأل أن ينصفنى
…
حاكم يقضى بما يلزمنى
(1) فدحه كمنعه: أثقله. وكلمه كضربه: جرحه.
(2)
الجنى كفتى: كل ما يجنى، وثمر جنى كغنى: جنى من ساعته.
(3)
فى الأصل «حاقن» وأراه محرفا، والإحن: جمع إحنة بالكسر: وهى الحقد.
(4)
أى ما يفتر. وفى الأصل «ونجاح فى
…
» وهو تحريف.
(5)
الملحمة: الوقعة العظيمة القتل.