الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«إذا كان الإكثار أبلغ كان الإيجاز مقصّرا، وإذا كان الإيجاز كافيا كان الإكثار عيّا» .
ويروى أن جعفر بن يحيى قال لكتّابه: «إن قدرتم أن تجعلوا كتبكم كلها توقيعات فافعلوا (1)» .
وقال ابن خلدون فى مقدمته (2): «وقد كان جعفر بن يحيى يوقّع فى القصص بين يدى الرشيد، ويرمى بالقصة إلى صاحبها، فكانت توقيعاته يتنافس البلغاء فى تحصيلها، للوقوف فيها على أساليب البلاغة وفنونها، حتى قيل إنها كانت تباع كل قصة منها لدينار» .
وقال ابن خلّكان فى وفيات الأعيان (3): «ويقال إن جعفر بن يحيى وقّع ليلة بحضرة هرون الرشيد زيادة على ألف توقيع، ولم يخرج فى شىء منها عن موجب الفقه» .
وقال الجاحظ فى البيان والتبيين (4): «وخبرنى جعفر بن سعيد رضيع أيوب بن جعفر وحاجبه قال: ذكرت لعمرو بن مسعدة توقيعات جعفر بن يحيى قال:
قد قرأت لأم جعفر توقيعات فى حواشى الكتب وأسافلها، فوجدتها أجود اختصارا، وأجمع للمعانى».
الفضل بن يحيى
ووقّع أخوه الفضل: «بئس الزاد إلى المعاد، التعدّى على العباد» .
(1) انظر الكامل للمبرد 1: 144 وأدب الكتاب ص 134 وص 228 والصناعتين ص 166 وجاء فى الصناعتين أيضا (ص 181) إنه مع إعجابه بالإيجاز قال: «متى كان الإيجاز أبلغ كان الإكثار عيا، ومتى كانت الكناية فى موضع الإكثار كان الإيجاز تقصيرا» .
(2)
انظر باب ديوان الرسائل والكتابة ص 240.
(3)
انظر ج 1: ص 101.
(4)
انظر ج 1: ص 61.