الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وله:
«لا تتركنّى معلّقا بحاجتى، فالصبر الجميل خير من المطل الطويل» .
*** وله:
«إنه يسهّل علىّ فى طلب حاجتى إليك أمران فى نفسى، وأمران فيك فأما اللذان فى نفسى فأنى لست أضيق عنك بعذرى، ولا أصون عنك شكرى. وأما اللذان فيك، فسرورك إن أجديت (1)، وصحة عذرك إن أكديت (2).
(اختيار المنظوم والمنثور 13: 393)
141 - كتاب سعيد بن موسى إلى أبى شراعة
وكتب أبو شراعة (3) إلى سعيد بن موسى بن سعيد بن مسلم بن قتيبة يستهديه نبيذا، فكتب إليه سعيد:
وأمر له بما التمس من النبيذ، فمزجه صاحب شرابه وبعث به إليه.
142 - ردّ أبى شراعة على سعيد بن موسى
فكتب إليه أبو شراعة:
«أستنسئ (4) الله أجلك، وأستعيذه من الآفات لك، وأستعينه على شكر ما وهب من النعمة فيك، إنه لذلك ولىّ، وبه ملىّ:
(1) أجدى: أعطى.
(2)
أكدى: بخل أو قل خيره أو قلل عطاءه.
(3)
هو أحمد بن محمد بن شراعة، من بكر بن وائل، شاعر بصرى من شعراء الدولة العباسية، جيد الشعر، وهو كالبدوى فى مذهبه، وكان يتعاطى الرسائل والخطب مع شعره، وكان صديقا لإبراهيم ابن المدبر أيام تقلده البصرة أثيرا عنده- انظر ترجمته فى الأغانى 20:35.
(4)
أى أسأله أن يطيل أجلك.
أتانى غلامك المليح قدّه، السعيد بملكتك (1) جدّه، بكتاب قرأته غير مستكره اللفظ ولا مزورّ (2) عن القصد، ينطق بحكمتك، ويبين عن فضلك، فو الله ما أوضح لى خنيّا، ولا زادنى بك علما، وإذا أنت تسأل فيه أن تهب، وتحبّ أن تحمد، ولا غرو (3) أن تفعل ذلك، ومن كثب (4) أخذته، وعن كلالة (5) وغير كلالة ورثته، موسى أبوك، وسعيد جدك، وعمرو عمك، ولك دار الصّلة ودار الضيافة، وصاحب البغلة الشّهباء (6)، وحصين بن الحمام (7)، وعروة بن الورد (8) قفى أىّ غلوات (9) المجد يطمع قرينك أن يستولى على المدى والأمد، والأمد دونك.
وكتابك إلىّ أن أتحكّم عليك تحكّم الصبىّ على أهله، فلشدّ ما جررت إلى معروفك، ودللت على الأنس بك، وحاشا للمحكوم له والمحكوم عليه فى ذات الحسب العتيق (10)، والمنظر الأنيق، الذى يسرّ القلب، ويلائم الرّوح، ويطرد الهمّ:
تدبّ خلال شئون الفتى
…
دبيب دبا النملة المنتعش (11)
(1) الملكة: الملك.
(2)
ازور: مال وانحرف، والقصد استقامة الطريق.
(3)
لا غرو ولا غروى: لا عجب.
(4)
أى من قرب.
(5)
الكلالة: ما لم يكن من النسب لحا، قال الفرزدق:«ورثتم قناة الملك لا عن كلالة» أى ورثتموها وراثة قرب لا وراثة بعد، قال عامر بن الطفيل:
وما سودتنى عامر عن كلالة
…
أبى الله أن أسمو بأم ولا أب
ومنه قولهم: هو ابن عم كلالة، أى بعيد النسب، فإذا أرادوا القرب قالوا هو ابن عم دنية (بكسر الدال).
(6)
شهباء ذات شهبة بالضم، وهى بياض يصدعه سواد.
(7)
كان سيد بنى سهم بن مرة، وكان يقال له: مانع الضيم، وهو شاعر جاهلى مقل- انظر ترجمته فى الأغانى 12: 118، والشعر والشعراء ص 247.
(8)
شاعر من شعراء الجاهلية، وفارس من فرسانها، وكان يلقب: عروة الصعاليك، لسخائه، وهو من بنى عبس- انظر ترجمته فى الأغانى 2: 184، والشعر والشعراء ص 260.
(9)
الغلوة: الغاية قدر رمية سهم أبعد ما يقدر عليه، ويقال: هى قدر ثلثمائة ذراع إلى أربعمائة، وقد تستعمل الغلوة فى سباق الخيل، - وهو المقصود هنا- والمدى والأمد: الغاية.
(10)
يعنى الخمر.
(11)
الدبا: أصغر النمل.
إذا فتحت فغمت ريحها
…
وإن سيل حمّارها قال: «خش (1)»
فإن كنت رعيت لها عهدا، وحفظت لها عندك يدا، فانظر ربّ الحانوت (2) فامطله دينه، واقطع السبب بينك وبينه، فقد أساء صحبتها، وأفسد بالماء جثّتها (3)، وسلّط عليها عدوها، واعلم بأن أباك المتمثّل بقوله:
يرى درجات المجد لا يستطيعها
…
فيقعد وسط القوم لا يتكلم
وقد بسطت قدرتك لسانك، وأكثرت لك الحمد، فدونك نهزة (4) البيهة منه فقال:
وبادر بمعروف إذا كنت قادرا
…
زوال افتقار أو غنى عنك يعقب
وقد بعثت إليك بقرابة (5) مع الرسول، وأنشأت فى إثرها أقول:
إليك ابن موسى الجود أعملت ناقتى
…
مجللّة يضفو عليها جلالها (6)
كتوم الوجى لاتشتكى ألم السّرى
…
سواء عليها موتها واعتلالها (7)
إذا شربت أبصرت ما جوف بطنها
…
وإن ظمئت لم يبد منها هزالها
وإن حملت حملا تكلّف حملها
…
وإن حطّ عنها لم أبل كيف حالها (8)
بعثنا بها تسمو العيون وراءها
…
إليك، وما يخشى عليها كلالها (9)
وغنّى مغنّينا بصوت فشاقنى
…
متى راجع من أم عمرو خيالها
(1) فغمه الطيب كمنع: سد خياشيمه، وسال يسال: لغة فى سأل المهموز، وخش: كلمة فارسية تفسيرها: طيب.
(2)
الحانوت: دكان الخمار، ويقال: مطله حقه، وبه.
(3)
وربما كانت «حسنها» .
(4)
النهزة: الفرصة.
(5)
أى بذى قرابة.
(6)
الجلال جمع جل بالضم والفتح: وهو ما تلبسه الدابة لتصان به، وجللها: ألبسها الجل، وثوب ضاف: أى سابغ.
(7)
الوجى: الخفى أو أشد منه، والسرى: سير عامة الليل.
(8)
يقال: ما باليته وما باليت به: أى لم أكترث به، ولم أبال ولم أبل، حذفوا الألف تخفيفا لكثرة الاستعمال.
(9)
الكلال: الإعياء.