الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووقّع إلى عامل تظلّم منه: «وما كنت متّخذ المضلّين عضدا» .
وفى قوم شكوا غرق (1) ضياعهم فى ناحية الكوفة:
ووقع إلى أبى سلمة الخلّال (2)، وقد كتب إليه يستأذنه فى تولية قوم من الحاشية والشّيعة:
«يا أبا سلمة، ما أقبح بنا أن تكون لنا الدنيا، وأولياؤنا خالون من حسن آثارنا» !
ووقّع إلى ساع: «تقرّبت إلينا بما باعدك عن الله، ولا ثواب لمن خالف الله» .
ووقع إلى أخيه فى بعض الجناة: «إذا كان الحلم مفسدة، كان العفو معجزة» .
المنصور
ووقّع المنصور فى كتابه إلى عبد الله بن على عمّه (3):
«لا تجمل للأيّام فىّ وفيك نصيبا من حوادثها» .
ووقّع إليه أيضا:
«ادفع بالّتى هى أحسن فإذا الّذى بينك وبينه عداوة كأنّه ولىّ حميم، وما يلقّاها إلّا الّذين صبروا وما يلقّاها إلّا ذو حظّ عظيم» فاجعل الحظّ لك دونى، يكن لك كلّه».
(1) فى الأصل «حرق» وأراه محرفا.
(2)
هو أبو سلمة حفص بن سليمان الخلال، أول وزير وزر لأول خليفة عباسى، وقد فوض السفاح إليه الأمور، وسلم إليه الدواوين، وكان يقال له وزير آل محمد (كما كان يقال لأبى مسلم أمين آل محمد) ثم اتهم بانحرافه عن بنى العباس، فتنكر له السفاح، وكتب مع أخيه المنصور إلى أبى مسلم بخراسان، يعلمه بما عزم عليه أبو سلمة من نقل الدولة عنهم، وما يتخوف منه، فبعث أبو مسلم قوما من أهل خراسان قتلوه وقالوا قتله الخوارج- انظر تاريخ الطبرى 9: 140 والفخرى ص 136.
(3)
انظر ص 18 من الجزء الثالث.
ووقّع إلى عبد الحميد صاحب خراسان:
«شكوت فأشكيناك (1)، وعتبت فأعتبناك (2)، ثم خرجت عن العامّة، فتأهّب لفراق السلامة» .
ووقع إلى أهل الكوفة- وشكوا عاملهم-:
«كما تكونوا يؤمّر عليكم (3)» .
وإلى قوم تظلّموا من عاملهم: «لا ينال عهدى الظّالمين» .
وفى قصة رجل شكا عيلة (4): «سل الله من رزقه» .
وفى قصة رجل سأله أن يبنى بقرية مسجدا: «فإن الصلاة على بعد ذلك، أعظم لثوابك» .
وفى رواية أخرى:
ورفع رجل من العامّة إليه رقعة فى بناء مسجد فى محلّته، فوقع:
(1) أشكاه: أزال شكايته (وأشكاه أيضا: زاده أذى وشكاية، ضد).
(2)
أعتبه: أرضاه.
(3)
أخذه من قوله صلى الله عليه وسلم: «عمالكم كأعمالكم، وكما تكونوا يولى عليكم» - انظر نهاية الأرب 3: 3 - ذكروا أن بعض النحويين أعمل ما المصدرية حملا على أن المصدرية، وخرج عليه هذا الحديث، وقيل: لا حاجة إلى جعل «ما» هنا ناصبة، بل الفعل بعدها مرفوع، ونون الرفع محذوفة للتخفيف، وقد سمع حذفها نثرا ونظما» جاء فى الحديث:«والذى نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا» وقال الشاعر:
أبيت أسرى وتبيتى تدلكى
…
وجهك بالعنبر والمسك الذكى
وقيل: الكاف مختصرة من كى، فهى الناصبة وما زائدة.
(انظر حاشية الصبان 3: 187 باب إعراب الفعل، وحاشية الخضرى على ابن عقيل 7: 100) وجاء فى حاشية يس على التصريح 2: 232: «فى فتاوى الجلال السيوطى: مسألة: هل ورد فى الحديث «كما تكونون يول عليكم» ؟ الجواب: نعم، رواه ابن جميع فى مجمعه من حديث الحسن ابن أبى بكرة، وفيها بعد ذلك: أنه سئل عن لفظ حديث «كما تكونوا يولى عليكم» حذفت النون من تكونوا دون ناصب وجازم، فأجاب: بأن هذا الحديث رواه البيهقى فى شعب الإيمان بلفظ كما تكونوا بلا نون، وقد خرج على ثلاثة أوجه: أحدها أنه على لغة من يحذف النون دون ناصب وجازم، الثانى:
وهو رأى الكوفيين والمبرد أنه منصوب أوردوه شاهدا على مذهبهم أن «ما» تنصب، الثالث: أنه من تغييرات الرواة».
(4)
العيلة: الفقر.
(24 - جمهرة رسائل العرب- رابع)
«إن من أشراط (1) الساعة أن تكثر المساجد، فزد فى خطاك يزد فى أجرك» .
وفى قصة رجل قطعت عنه أرزاقه:
«ما يفتح الله للنّاس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له من بعده، وهو العزيز الحكيم» .
وفى قصة رجل شكا الدّين:
«إن كان دينك فى مرضاة الله قضاه» .
وإلى صرورة (2) سأله أن يحجّ:
«ولله على النّاس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا» .
وإلى صاحب مصر حين كتب يذكر نقصان النيل:
«طهّر عسكرك من الفساد، يعطك النيل القياد» .
وإلى عامله على حمص- وجاء منه كتاب فيه خطأ-:
«استبدل بكاتبك، وإلّا استبدل بك» .
وإلى صاحب أرمينية:
«إن لى فى قفاك عينا، وبين عينيك عينا، ولهما أربع آذان» .
وإلى رجل استوصله (3): «لا مانع لما أعطاه الله» .
وفى كتاب أتاه من صاحب الهند، يخبره أن الجند شغبوا (4) عليه، وكسروا أقفال بيت المال، فأخذوا أرزاقهم منه:
(1) أشراط: جمع شرط كسبب، وهو العلامة، والساعة: القيامة، ورواية الطبرى:«من أشراط الساعة كثرة المساجد، فزد فى خطاك تزدد من الثواب» .
(2)
رجل صرور وصرورة: أى لم يحج.
(3)
أى طلب صلته.
(4)
شغبهم وبهم وعليهم كمنع وفرح: هيج الشر عليهم.
«لو عدلت لم يشغبوا، ولو وفيت لم ينتهبوا» .
وشكا إليه رجل من بعض عماله، فوقّع فى قصته إلى العامل:
«اكفنى أمره، وإلّا كفيته أمرك» .
وكتب سوّار (1) بن عبد الله القاضى إليه: «إن عندنا رجلا شديد الترفّض (2) يدعى السيد الحميرىّ (3)» فوقع فى كتابه:
ووقع فى كتاب بليغ استماحه (4):
«إن البلاغة والغنى إذا اجتمعا فى رجل أطغياه وقد رزقت إحداهما، فاكتف بها، واقتصر عليها» .
وكتب إليه عبد الله بن زياد بن الحارث رقعة بليغة يستمنحه فيها، فكتب عليها:
«إن الغنى والبلاغة إذا اجتمعا فى بلد أبطراه، وأمير المؤمنين مشفق عليك، فاكتف بالبلاغة (5)» .
(1) ولاه المنصور قضاء البصرة منذ سنة 138 وتوفى سنة 157 - انظر تاريخ الطبرى ج 9:
171 حوادث سنة 138 وما بعدها.
(2)
أى القول بالرفض، والرافضة: فرقة من الشيعة، وكان زيد بن على قد بايعه على إمامته خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة، وخرج بهم على والى العراق يوسف بن عمر الثقفى عامل هشام بن عبد الملك على العراقين، فلما استحر القتال بينه وبين يوسف، قالوا له: إنا ننصرك على أعدائك بعد أن تخبرنا برأيك فى أبى بكر وعمر اللذين ظلما جدك على بن أبى طالب. فقال زيد: إنى لا أقول فيهما إلا خيرا وما سمعت أبى يقول فيهما إلا خيرا، وإنما خرجت على بنى أمية الذين قتلوا جدى الحسين، وأغاروا على على المدينة يوم الحرة، ثم رموا بيت الله بحجر المنجنيق والنار. ففارقوه عند ذلك، حتى قال لهم:
رفضتمونى، ومن يومئذ سموا رافضة- انظر الفرق بين الفرق ص 25، ومقدمة ابن خلدون ص 219.
(3)
كان السيد الحميرى من شيعة محمد بن الحنفية، وكان يعتقد أن ابن الحنفية لم يمت، وأنه فى جبل رضوى (جبل بالحجاز) بين أسد ونمر يحفظانه، وعنده عينان نضاختان تجريان بماء وعسل، ويعود بعد الغيبة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، انظر الملل والنحل 1:155.
(4)
استماحه: سأله العطاء.
(5)
كان المنصور يرمى بالبخل، وكان يلقب أبا الدوانق (والدانق بكسر النون وفتحها والداناق:
سدس الدرهم) لقب بذلك لأنه لما بنى بغداد كان ينظر فى العمارة بنفسه، فيحاسب الصناع والأجراء، فيقول لهذا: أنت نمت القائلة، ولهذا: أنت لم تبكر إلى عملك، ولهذا: أنت انصرفت لم تكمل اليوم.