الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حالى (إذا شمّرت بى عنك مبتكرا
…
دهم البغال أو الهوج المراسيل) (1)
إلّا رعاياتك اللاتى يعود بها
…
حدّ الحوادث عنى وهو مفلول
(الأغانى 20: 55)
26 - كتاب ابن الزيات إلى الحسن بن وهب
واستسقى الحسن بن وهب من محمد بن عبد الملك نبيذا ببلاد الروم، وهو مع المعتصم، فسقاه وكتب إليه:
لم تلق مثلى صاحبا
…
أندى يدا وأعمّ جودا
يسقى النّديم بقفرة
…
لم يسق فيها الماء عودا
صفراء صافية كأنّ
…
بكأسها درّا نضيدا
وأجود حين أجود لا
…
حصرا بذاك ولا بليدا
وإذا استقلّ بشكرها
…
أوجبت بالشكر المزيدا (2)
خذها إليك كأنما
…
كسيت زجاجتها عقودا
واجعل عليك بأن تقو
…
م بشكرها أبدا عهودا
(الأغانى 20: 5)
27 - كتاب الحسن بن وهب إلى ابن الحسن بن سهل
وكتب الحسن بن وهب، يعزى ابن الحسن بن سهل، عن أبيه (3) الحسن:
«إن أحقّ النعم المرتجعة، والعوارىّ المستردّة، بأن تودّعها النفوس بالسكون عليها، والرضا عن الله عز وجل فيها، والسخاء عما ارتجع واستردّ منها، نعمة عاريّة
(1) ابتكر: بكر. والدهم جمع أدهم: وهو الأسود. والهوج جمع هوجاء: وهى الناقة المسرعة حتى كأن بها هوجا. والمراسيل جمع مرسال: وهى الناقة السريعة السير.
(2)
استقل: نهض.
(3)
فى الأصل «عن ابنه» وهو تصحيف.
أعظم الله قدرها (1)، وأجلّ خطرها، وفسح فى مدّتها، وأطال الانتفاع بها، حتى إذا حداها (2) طول الثّواء بأهلها، وتقادم الإلف بينهما، فجرى مجرى أخلق الأشياء بالدوام، إن (3) كان الدوام فى شىء مأمولا- وأبعدها من النّفاد- إن (4) كان النفاد على شىء مأمونا- فكانوا لذلك من حالها [فى غرّة (5)] عنها، وإغفال لموقعها، أمضى (6) الله أمره الذى هو فناء كلّ ما دونه وهلاك كل شىء إلا وجهه، فكان ذلك قضاءه القضاء الفصل، وحكمه الحكم الذى ليس له مردّ، ثم نبّه به على فقد ما منح منه، حتى عاد مشكورا، وعلى ما يجب به التسليم، حتى عاد مطاعا.
وإن أميرنا وسيدنا وموئل نعمتنا، ومبتدى أسلافنا، وكافل أعقابنا، وعامر مجدنا، وبانى مكارمنا، بالبرّ الذى هو كان المعتدّ له، ثم بالأدب الذى رفع مناره وأعلامه، وأثمن (7) به لأهله، وأقام له سوقه، فلم يقرّب إلا عليه، ولم يحظ إلا من ناحيته، فالنمسه الناس حين التمسوه من جهتيه اللتين: إحداهما الرغبة فيه لفضله، والأخرى طلب المتحيّر لمعرفته أبا محمد، رضى الله عنه كلّ الرضا، ورحمة الله كلّ الرحمة عليه، كان ذلك النعمة التى دامت أحسن دوام، وتلك العاريّة التى ثوت أطول الثّواء، فما أحقّك- بموضعك من ولادته- وأحقّنا- بموقعنا من جميل بلائه- أن نكون على ما وفّاه من أمره شاكرين، وعنه تبارك وتعالى راضين، وأن نقول قول المحسنين المجملين المسلمين «إنّا لله وإنّا إليه راجعون» وأنا أسأل الله أن يصلى على محمد وعلى آل محمد ويسلم تسليما، وأن يحسن لنا ولك العزاء، ويوفّر علينا وعليك
(1) فى الأصل «فقدها» .
(2)
من حدا الليل النهار أى تبعه، وحدا الإبل أى ساقها، والمعنى: صحبها ولازمها، والثواء:
الإقامة، وفى الأصل «حتى إذا حراهما طول الثواء أهلهما» وهو تحريف.
(3)
فى الأصل «وإن» .
(4)
فى الأصل «وإن أيضا» .
(5)
فى الأصل «لعرمرمهم» وقد أصلحته كما ترى.
(6)
جواب إذا.
(7)
فى الأصل «وأثمر» وأرى أن صوابه «وأثمن» يقال: أثمنه سلعته وأثمن له. أعطاه ثمنها.
والمعنى: أجاز أهل الأدب وحباهم، ويؤيد هذا التصويب، قوله بعد «وأقام له سوقه» وربما كان «وآثر به أهله» .