الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عند أهل المودّة، فما ظنّك بمعروف صادف حاجة، وصنيعة كان إلباسها بلا ذلّة ولا بذلة (1)، ومعونة جاءت بلا مئونة، وغيث جاء بلا عارض ولا مخيلة (2)، وأمل أدرك بلا تعب، وحقّ أوجب بلا حرمة ولا سبب؟ ما كان إلا كالقطر، فى الأرض القفر، أغفلها الزمان، وجفاها العمران، وكلّ معروف وإن كثر فأكثر منه فضلك، وكل صنيعة وإن كبرت فأكبر منها الأمل فيك، وكل شكر بلغ غاية محمودة فأقلّ كرمك يستغرقه، وكبيره يقصر عن تطوّلك به، فتّ والله المادح المطنب، وقصّر عنك لسان الشاكر المعترف، والحامد المجتهد، وأنفد فضلك المحاسن، واستوفى أقلّك جميع الفضائل، وكلّ دونك لسان الخطيب والشاعر، وتزيّنت بك الأيام، وازدحمت عليك الآمال، وامتثل مكارمك الكرام، وقصّر عنك الجياد والأجواد، فإلى الذى زيّننا بإخائك، نرغب فى بقائك، ونسأله أن يهبك لفاقتنا إليك، واتّكالنا بعده عليك».
(اختيار المنظوم والمنثور 13: 382)
225 - كتابه إلى على بن يحيى
وله إلى على بن يحيى:
(المنظوم والمنثور 13: 38)
(1) البذلة: اسم من الابتذال: وهو امتهان النفس وعدم صيانتها.
(2)
العارض: السحاب المعترض فى الأفق، والسحابة المخيلة (بياء مشددة مكسورة) والمخيلة (بكسر الخاء): التى تحسبها ماطرة.