الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1039 -
وَأما قَول صَاحب " الْوَسِيط " أَنه استفتى عَائِشَة وَأَبا هُرَيْرَة. فَذكر أبي هُرَيْرَة بَاطِل، لَا أصل لَهُ.
(بَاب فِي أَحَادِيث جَامِعَة لصفة الصَّلَاة)
1040 -
عَن مَالك بن حويرث رضي الله عنه، أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ:" صلوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي " رَوَاهُ البُخَارِيّ. قَالَ أَصْحَابنَا: " رَأَيْتُمُونِي " بِمَعْنى: علمتوني.
1041 -
وَعَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء، " أَنه كَانَ جَالِسا مَعَ نفر من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ: فَذَكرنَا صَلَاة النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ، فَقَالَ أَبُو حميد السَّاعِدِيّ: أَنا كنت أحفظكم لصَلَاة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ، رَأَيْته إِذا كبر جعل يَدَيْهِ حذاء مَنْكِبَيْه، [وَإِذا ركع أمكن يَدَيْهِ من رُكْبَتَيْهِ ثمَّ هصر ظَهره، فَإِذا رفع رَأسه اسْتَوَى] حَتَّى يعود كل فقار مَكَانَهُ، فَإِذا سجد وضع يَدَيْهِ غير مفترش وَلَا قابضهما، واستقبل بأطراف أَصَابِع رجلَيْهِ الْقبْلَة، فَإِذا جلس فِي الرَّكْعَتَيْنِ جلس عَلَى رجله الْيُسْرَى وَنصب الْيُمْنَى، فَإِذا جلس فِي الرَّكْعَة الْآخِرَة قدم رجله الْيُسْرَى وَنصب الْيُمْنَى وَقعد عَلَى مقعدته " رَوَاهُ البُخَارِيّ.
1042 -
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ مطولا فَقَالَ عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء قَالَ:
" سَمِعت أَبَا حميد وَهُوَ فِي عشرَة من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ يَقُول: أَنا أعلمكُم بِصَلَاة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ " قَالُوا: فَأَعْرض. فَقَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة اعتدل قَائِما وَرفع يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي بهما مَنْكِبَيْه، فَإِذا أَرَادَ أَن يرْكَع رفع يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي بهما مَنْكِبَيْه ثمَّ قَالَ: الله أكبر، وَركع ثمَّ اعتدل، فَلم يصوب رَأسه وَلم يقنع وَوضع يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثمَّ قَالَ: سمع الله لمن حَمده، وَرفع يَدَيْهِ واعتدل، حَتَّى يرجع كل عظم فِي مَوْضِعه معتدلا ثمَّ هوى إِلَى الأَرْض سَاجِدا ثمَّ قَالَ: الله أكبر، ثمَّ جافى عضديه عَن بَطْنه وفتخ أَصَابِع رجلَيْهِ ثمَّ ثنى رجله الْيُسْرَى وَقعد عَلَيْهَا، ثمَّ اعتدل حَتَّى يرجع كل عظم فِي مَوْضِعه معتدلا، ثمَّ هوى سَاجِدا [43 / ب]، ثمَّ قَالَ: الله أكبر ثمَّ ثنى رجله وَقعد، واعتدل حَتَّى يرجع كل عظم فِي مَوْضِعه ثمَّ نَهَضَ، ثمَّ صنع فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة مثل ذَلِك حَتَّى إِذا قَامَ من السَّجْدَتَيْنِ [33 / أ] كبر وَرفع يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي بهما مَنْكِبَيْه كَمَا صنع حِين افْتتح الصَّلَاة، [ثمَّ صنع حِين افْتتح الصَّلَاة] ، ثمَّ صنع كَذَلِك حَتَّى كَانَت الرَّكْعَة الَّتِي تَنْقَضِي فِيهَا صلَاته أخر رجله الْيُسْرَى، وَقعد عَلَى شقَّه متوركا ثمَّ سلم. قَالُوا: صدقت. هَكَذَا صَلَّى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ ".
1043 -
قَالَ التِّرْمِذِيّ: " حسن صَحِيح ".
1044 -
قَالَ: وَقَوله: " إِذا قَامَ من السَّجْدَتَيْنِ رفع يَدَيْهِ، يَعْنِي إِذا قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ " أَي التَّشَهُّد الأول.
وَهَذَا التَّفْسِير الَّذِي قَالَه التِّرْمِذِيّ مَشْهُور اتّفق الْعلمَاء عَلَيْهِ.
1045 -
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد عَلَى شَرط مُسلم كَرِوَايَة التِّرْمِذِيّ، وَزَاد بعد تَكْبِيرَة الْإِحْرَام " ثمَّ يقْرَأ، وَقَالَ: ثمَّ يرْكَع وَيَضَع راحتيه عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَقَالَ: ثمَّ إِذا قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ كبر وَرفع يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي بهما مَنْكِبَيْه ".
1046 -
وَفِي رِوَايَة لَهُ فِي السُّجُود: " واستقبل بأطراف أَصَابِعه الْقبْلَة ".
1047 -
وَفِي رِوَايَة: " إِذا ركع أمكن كفيه من رُكْبَتَيْهِ وَفرج بَين أَصَابِعه ".
لَكِنَّهَا من رِوَايَة ابْن لَهِيعَة وَهُوَ ضَعِيف.
1048 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه، قَالَ: دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ الْمَسْجِد فَدخل رجل فَصَلى ثمَّ جَاءَ فَسلم عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ، فَرد عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ:" ارْجع فصل فَإنَّك لم تصل " فَصَلى، ثمَّ جَاءَ فَسلم عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ، فَقَالَ:" ارْجع فصل فَإنَّك لم تصل " ثَلَاثًا. فَقَالَ: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا أحسن غَيره، فعلمني. قَالَ:" إِذا قُمْت إِلَى الصَّلَاة فَكبر ثمَّ اقْرَأ مَا تيَسّر مَعَك من الْقُرْآن، ثمَّ اركع حَتَّى تطمئِن رَاكِعا، ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تعتدل قَائِما، ثمَّ اسجد حَتَّى تطمئِن سَاجِدا، ثمَّ افْعَل ذَلِك فِي صَلَاتك كلهَا " مُتَّفق عَلَيْهِ.
1049 -
وَفِي رِوَايَة لَهما: " إِذا قُمْت إِلَى الصَّلَاة فأسبغ الْوضُوء ثمَّ اسْتقْبل الْقبْلَة فَكبر " وَذكر تَمَامه [44 / أ] .
1050 -
[وَعَن عَلّي رضي الله عنه، عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ أَنه كَانَ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة قَالَ: " وجهت وَجْهي للَّذي فطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض حَنِيفا، وَمَا أَنا من الْمُشْركين، إِن صَلَاتي، ونسكي ومحياي، ومماتي لله رب الْعَالمين، لَا شريك لَهُ، وَبِذَلِك أمرت وَأَنا من الْمُسلمين، اللَّهُمَّ أَنْت الْملك لَا إِلَه إِلَّا أَنْت، أَنْت رَبِّي وَأَنا عَبدك ظلمت نَفسِي، وَاعْتَرَفت بذنبي فَاغْفِر لي [33 / ب] ذُنُوبِي جَمِيعًا لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت، واهدني لأحسن الْأَخْلَاق، لَا يهدي لأحسنها إِلَّا أَنْت، واصرف عني سيئها لَا يصرف عني سيئها إِلَّا أَنْت، لبيْك وَسَعْديك، وَالْخَيْر كُله فِي يَديك، وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك، أَنا بك وَإِلَيْك، تَبَارَكت وَتَعَالَيْت، أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك ".
وَإِذا ركع قَالَ: اللَّهُمَّ لَك ركعت، وَبِك آمَنت، وَلَك أسلمت، خشع لَك سَمْعِي، وبصري، ومخي، وعظمي، وعصبي. وَإِذا رفع قَالَ: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد، ملْء السَّمَاوَات وَالْأَرْض، وملء مَا بَينهمَا، وملء مَا شِئْت من شَيْء بعد. وَإِذا سجد قَالَ: اللَّهُمَّ لَك سجدت، وَبِك آمَنت، وَلَك أسلمت، سجد وَجْهي للَّذي خلقه وصوره، وشق سَمعه وبصره، تبَارك الله أحسن الْخَالِقِينَ. ثمَّ يكون من آخر مَا يَقُول: بَين التَّشَهُّد وَالتَّسْلِيم: " اللَّهُمَّ اغْفِر لي مَا قدمت وَمَا أخرت، وَمَا أسررت، وَمَا أعلنت، وَمَا أسرفت، وَمَا أَنْت أعلم بِهِ مني، أَنْت الْمُقدم وَأَنت الْمُؤخر، لَا إِلَه إِلَّا أَنْت " رَوَاهُ مُسلم.
1051 -
وَعنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ:" مِفْتَاح الصَّلَاة الطّهُور، وتحريمها التَّكْبِير، وتحليلها التَّسْلِيم " حَدِيث حسن، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ، وَآخَرُونَ.
1052 -
عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه، قَالَ: " كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة يكبر حِين يقوم، ثمَّ يكبر حِين يرْكَع، ثمَّ يَقُول: سمع الله لمن حَمده حِين يرفع صلبه من الرُّكُوع، ثمَّ يَقُول وَهُوَ قَائِم: رَبنَا وَلَك الْحَمد، ثمَّ يكبر حِين يهوي سَاجِدا، ثمَّ يكبر حِين يرفع رَأسه، ثمَّ يكبر حِين يسْجد، ثمَّ يكبر حِين يرفع رَأسه،
ثمَّ يفعل ذَلِك فِي الصَّلَاة كلهَا حَتَّى يَقْضِيهَا، وَيكبر حِين يسْجد، ثمَّ يكبر يقوم من الثِّنْتَيْنِ بعد الْجُلُوس " مُتَّفق عَلَيْهِ.
1053 -
وَعَن حُذَيْفَة رضي الله عنه قَالَ: " صليت مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ ذَات لَيْلَة فَافْتتحَ الْبَقَرَة فَقلت: يرْكَع عِنْد المئة، ثمَّ مَضَى، فَقلت: يُصَلِّي بهَا فِي رَكْعَة، فَمَضَى، فَقلت: يرْكَع بهَا، ثمَّ افْتتح النِّسَاء فقرأها. ثمَّ افْتتح آل عمرَان فقرأها، يقْرَأ مترسلا إِذا مر بِآيَة فِيهَا تَسْبِيح سبح، وَإِذا مر بسؤال سَأَلَ، وَإِذا مر بتعوذ تعوذ، ثمَّ ركع فَجعل يَقُول: سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيم، فَكَانَ رُكُوعه نَحوا من قِيَامه، ثمَّ قَالَ: سمع الله لمن حَمده، رَبنَا لَك الْحَمد [34 / أ] ثمَّ قَامَ قيَاما طَويلا قَرِيبا مِمَّا ركع، ثمَّ سجد فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى فَكَانَ سُجُوده قَرِيبا من قِيَامه " رَوَاهُ مُسلم.
1054 -
وَعَن عَائِشَة رضي الله عنها: " كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يستفتح الصَّلَاة بِالتَّكْبِيرِ، وَالْقِرَاءَة بِالْحَمْد لله رب الْعَالمين، وَكَانَ إِذا ركع لم يشخص وَلم يصوبه لَكِن بَين ذَلِك، وَكَانَ إِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع لم يسْجد حَتَّى يَسْتَوِي قَائِما، وَكَانَ إِذا رفع رَأسه من السَّجْدَة لم يسْجد حَتَّى يَسْتَوِي جَالِسا، وَكَانَ يَقُول فِي كل رَكْعَتَيْنِ التَّحِيَّة، وَكَانَ يفرش رجله الْيُسْرَى، وَينصب رجله الْيُمْنَى، وَكَانَ يُنْهِي، عَن عقبَة الشَّيْطَان، وَيُنْهِي أَن يفترش الرجل ذِرَاعَيْهِ افتراش السَّبع، وَكَانَ يخْتم الصَّلَاة بِالتَّسْلِيمِ " رَوَاهُ مُسلم.
1055 -
وَفِي رِوَايَة: " عقب الشَّيْطَان ". وَالْمرَاد بِهِ الإقعاء الْمَكْرُوه الَّذِي سنوضحه؛
1056 -
فِي بَاب " الإقعاء " إِن شَاءَ الله تَعَالَى.