الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
القسم الواحد والستون: ما ورد في فضائل خالد بن الوليد بن المغيرة القرشي رضي الله عنه
-
1405 -
[1] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة، فقيل
(1)
: مَنَعَ ابنُ جميل، وخالد بن الوليد، وعباس بن عبد المطلب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا يَنْقِمُ
(2)
ابْنُ جَميْل
(3)
إلَّا أَنَّهُ كَانَ فَقيْرًا، فَأَغْنَاهُ الله، وَرَسُوْلُهُ
(4)
. وَأَمَّا خَالدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُوْنَ خَالِدًا؛ قَدْ احتَبَسَ أَدْرَاعَهُ
(5)
، وَأعْتُدَهُ
(6)
فِي سَبِيْلِ اللَّهِ.
(1)
القائل هو: عمر بن الخطاب - رضى الله عنه -. - انظر: صحيح مسلم (2/ 676)، وشرح السنة (6/ 33)، والمحلى (5/ 237)، والفتح (3/ 390).
(2)
- بكسر القاف، وفتحها، والكسر أفصح - أي: ما ينكر، ويكره بعد أن أغناه الله، وفيه التعريض بكفران النعم، وتقريع بسوء الصنيع في مقابلة الإحسان.
- انظر: المشارق (2/ 24)، وشرح النووى (7/ 56)، والفتح (3/ 390).
(3)
قيل: اسمه عبد الله، وقيل: حميد، وقيل: لم يعرف اسمه. وقيل غير ذلك. قال الحافظ: (ووقع في رواية ابن جريج: أبو جهم بن حذيفة، بدل: ابن جميل، وهو خطأ) اهـ. وحكى بعض أهل العلم أنه كان منافقًا ثم تاب بعد ذلك.
- انظر: الإصابة (1/ 356) ت/ 1835، و (2/ 290) ت/ 4592، والفتح (3/ 390).
(4)
وفيه دليل على أن مانع الصدقة إذا لم يكن ممتنعًا بقتال وقوة سلاح، فإنها تستخرج منه، ولا يعاقب عليه. وإنما كان قتال أبي بكر مانعي الزكاة؛ لأنهم امتنعوا عن أدائها، واعترضوا دونها بالسلاح. قاله الخطابي في شرحه لأبى داود (2/ 273).
(5)
- بمهملات -: جمع درع الحديد. - انظر: النهاية (باب: الدال مع الراء) 2/ 114، وشرح السيوطي على سنن النسائي (5/ 33).
(6)
- بضم المثناة -: جمع عتد - بفتحتين -. ووقع في مسلم، وغيره:(وأعتاده)، وهو جمعه - أيضًا -، وهي: ما يعده الرجل للحرب من الدواب، والسلاح. وقيل: الخيل بخاصة. =
وَأمَّا العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِب فَعَمُّ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَهِيَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، وَمِثْلُهَا مَعَهَا)
(1)
.
هذا الحديث رواه: البخاري
(2)
- عن أبي اليمان (واسمه: الحكم بن نافع) - وهذا لفظه -، والنسائي
(3)
عن عمران بن بكار عن علي بن عياش،
= ومال بعض أهل العلم أنها مصحفة عن: (وأعبده)، والأول هو المشهور من حيث الراوية - والله أعلم -.
وتأويل الكلام من أوجه، منها: أن خالدًا طولب بالزكاة عن أثمان الأدرع، والعتاد على أنها كانت عنده للتجارة، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا زكاة عليه فيها إذ قد جعلها حبسًا في سبيل الله. أو أنه صلى الله عليه وسلم اعتذر له، وأنه لا يمكن أن يمنع الزكاة المفروضة - إن كانت كذلك -، وهو الذي قد تطوع بحبس أدرعه، وأعتاده في سبيل الله.
- انظر: شرح الخطابي على أبي داود (2/ 273 - 274)، وشرح السنة (6/ 34)، والفتح (3/ 390، 392)، وتهذيب الكمال (20/ 410 - 411)، والتطريف (ص/ 61 - 62).
(1)
اختلف أهل العلم في تأويل هذا اللفظ، والذي تطمئن إليه النفس: أنه صلى الله عليه وسلم تركها له، وتحملها عنه، وسمى ذلك صدقة تجوزًا، وتسامحًا في اللفظ، ويدل على هذا ما وقع في رواية مسلم بلفظ:(وأما العباس فهي عليّ، ومثلها معها) اهـ. وذهب بعض أهل العلم إلى أن هذه الصدقة إلى منعها المذكورون صدقة تطوع، وهو الأليق بالقصة؛ لما علم من حال الصحابة رضي الله عنهم عن تمام العلم، والعمل.
- انظر: المعرفة ليعقوب (1/ 500 - 502)، وشرح الخطابي (2/ 274 - 275)، وصحيح ابن خزيمة (4/ 49)، وشرح السنة (6/ 34 - 35)، وشرح النووى (7/ 57)، والفتح وتعليق الشيخ ابن باز عليه (3/ 390 - 391).
(2)
في (كتاب: الزكاة، باب: قول الله - تعالى -: {وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله} 3/ 388 ورقمه / 1468، ورواه من طريقه: البغوي في شرح السنة (6/ 32 - 33) ورقمه/ 1578.
(3)
في (كتاب: الزكاة، باب: إعطاء السيد المال بغير اختيار المصدق) 5/ 388 - 389 ورقمه/ 2464.
كلاهما عن شعيب (وهو: ابن أبي حمزة)
(1)
، ورواه: مسلم
(2)
عن زهير بن حرب، والإمام أحمد
(3)
، كلاهما عن علي بن حفص، وأبو داود
(4)
عن الحسن بن الصباح، والترمذي
(5)
عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، كلاهما عن شبابة (هو: ابن سوار)، كلاهما عن ورقاء (هو: ابن عمر اليشكري)
(6)
، ورواه: النسائي
(7)
عن أحمد بن حفص عن أبيه عن إبراهيم بن طهمان
(8)
عن موسى (يعني: ابن عقبة)
(9)
، ثلاثتهم (شعيب، وورقاء،
(1)
وكذا رواه: ابن خزيمة في صحيحه (4/ 48) ورقمه/ 2330، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 164)، كلاهما من طريق شعيب به.
(2)
في (كتاب: الزكاة، باب: في تقديم الزكاة ومنعها) 2/ 676 - 677 ورقمه/ 983.
(3)
(14/ 39 - 38) ورقمه/ 8284، وهو في الفضائل له (2/ 929) ورقمه / 1778، ورواه من طريقه: البيهقي في السنن الكبرى (4/ 111).
(4)
في (كتاب: الزكاة، باب: في تعجيل الزكاة) 2/ 273 - 275 ورقمه / 1623، ورواه من طريقه: البيهقي في السنن الكبرى (6/ 163).
(5)
في (كتاب: المناقب، باب: مناقب العباس بن عبد المطلب) 5/ 611 ورقمه/ 3761.
(6)
وكذا رواه: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل (2/ 938) ورقمه/ 1805، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 8/ 67 ورقمه/ 3273)، والدارقطني في سننه (2/ 123)، وأبو نعيم في المستخرج (3/ 61) ورقمه/ 2207، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 111)، وَ (6/ 163 - 164)، وابن عساكر في تاريخه (26/ 312)، كلهم من طرق عن ورقاء به.
(7)
في الموضع المتقدم من سننه (5/ 34) ورقمه/ 2465.
(8)
والحديث في مشيخته (ص/ 74 - 75) ورقمه/ 23.
(9)
وكذا رواه: ابن خزيمة في صحيحه (4/ 48) ورقمه/ 2329، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 164) بسنديهما عن موسى بن عقبة به.
وموسى) عن أبي الزناد (هو: عبد الله بن ذكوان)
(1)
عن الأعرج (وهو: عبد الرحمن بن هرمز) عن أبي هريرة به. . . وليس للترمذي فيه إلَّا ما ورد في العباس فحسب. وللنسائي من حديث شعيب قال: حدثني أبو الزناد مما حدثه عبد الرحمن الأعرج مما ذكر أنه سمع أبا هريرة قال: وقال عمر: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة، فذكر الحديث.
قال الحافظ
(2)
: (والمحفوظ أنه من مسند أبي هريرة، وإنما جرى لعمر فيه ذكر فقط) اهـ.
وقال مسلم في حديثه: (وأعتاده)، و:(وأما العباس فهي عليّ، ومثلها معها)، ثم زاد: ثم قال: (يا عمر، أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه) اهـ، ونحوه لفظ أبي داود، والإمام أحمد، غير أنه لم يذكر الأعتاد.
والحديث سكت أبو داود السجستاني عنه عقب إخراجه له، وقال أبو عيسى الترمذي عقبه:(هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه من حديث أبي الزناد إلّا من هذا الوجه) اهـ.
وعلمت أن الحديث جاء عن أبي الزناد من ستة طرق أخرى.
(1)
وكذا رواه: يعقوب بن سفيان في المعرفة (1/ 501) عن إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه، و (1/ 501 - 502) عن يحيى (وهو: ابن يحيى التميمي) عن ابن أبي الزناد، وأبو بكر الشافعي في الفوائد (1/ 463) ورقمه / 268، وعبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل (2/ 930) ورقمه / 1780، والدارقطني في سننه (2/ 123) بسنده عن ابن إسحاق، وابن عساكر في تاريخه (16/ 246) بسنده عن داود بن عمرو، كلهم عن أبي الزناد به. . . وهو لبعضهم مختصرا.
(2)
الفتح (3/ 390).
وأورده محمد ناصر الدين الألباني في صحيحي سنن أبي داود
(1)
، والترمذي
(2)
.
1406 -
[2] عن أنس بن مالك - رضى الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( .. حَتَّى أخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ منْ سُيُوفِ اللهِ، حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْه) - يعني: خالد بن الوليد - في نعيه صلى الله عليه وسلم لبعض شهداء مؤتة
(3)
.
رواه: البخارى
(4)
- واللفظ له -، وأبو يعلى
(5)
، والطبراني في المعجم
(1)
(1/ 304 - 305) ورقمه/ 1429.
(2)
(3/ 222) ورقمه/ 2960.
(3)
- بضم أوله، وإسكان ثانيه، بعدها تاء معجمة باثنتين من فوقها - موضع من أرض الشأم، شرقي الديار الأردنية، على مسيرة أحد عشر كيلًا جنوب الكرك. - انظر: معجم ما استعجم (4/ 1172)، والمعالم الأثيرة (ص/ 237).
ومعركه مؤتة لاقى المسلمون فيها جيش الروم، وحوادثها مبثوثة في كتب السير، والتأريخ.
- انظر: سيرة ابن هشام (2/ 373)، وما بعدها، والسير (السيرة النبوية) 2/ 118، وما بعدها.
(4)
في (كتاب: المناقب، باب: مناقب خالد بن الوليد رضي الله عنه) 7/ 126 - 127 ورقمه/ 3757، وفي (كتاب: المغازى، باب: غزوة مؤتة من أرض الشام) 7/ 585 ورقمه/ 4262 عن أحمد بن واقد (وهو: أحمد بن عبد الملك الحراني) عن حماد بن زيد عن أيوب به.
(5)
(7/ 200 - 201) ورقمه/ 4189 عن عبيد الله بن عمر القواريري عن حماد به، بنحوه. ومن طريقه: البيهقي في السنن الكبرى (8/ 154).
الكبير
(1)
، ثلاثتهم من طرق عن أيوب
(2)
عن حميد بن هلال عن أنس به. . . ولأبي يعلى: (. . . حتى أخذ الراية بعد سيف من سيوف الله - خالد بن الوليد -)، وللطبراني:(فأخذ اللواء خالد بن الوليد، وهو سيف من سيوف الله). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وعزاه إلى الطبراني - وحده، ولم يذكر أبا يعلى -، ثم قال:(ورجاله رجال الصحيح) اهـ، وهو كما قال إلَّا أنه وهم إذ عدّه في الزوائد، وهو في البخاري - كما تقدم -.
1407 -
[3] عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (. . . ثُمَّ أخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ، - خَالِدُ بنُ الوَلِيْد -، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْه).
(1)
(2/ 105) ورقمه/ 1459 عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب به. ثم أورده (4/ 103) ورقمه/ 3800 عن عبد الرزاق به، ولم يذكر فيه حميد بن هلال! وهو كذلك في المصنف لعبد الرزاق (3/ 390 - 391) ورقمه / 6057، ومن طريقه - أيضًا -: الحاكم في المستدرك (3/ 298)، وقال:(هذا حديث عال صحيح غريب من حديث أيوب، ولم يخرجاه)، وتعقبه الذهبي في التلخيص (3/ 298) بأن أيوب لم يسمع من أنس، وهو كما قال له رؤية، ولم يسمع منه (انظر: جامع التحصيل ص/ 148 ت/ 54).
(2)
الحديث من طريق أيوب رواه - أيضًا -: البيهقي في الدلائل (4/ 366) بسنده عنه به.
(3)
(9/ 349).
رواه: الإمام أحمد
(1)
- ومن طريقه: الطبراني في الكبير
(2)
-، ورواه: البزار
(3)
عن محمد بن المثنى، كلاهما (الإمام أحمد، وابن المثنى) عن وهب بن جرير
(4)
عن أبيه عن محمد بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر به، في حديث طويل، وهو مختصر عند البزار، وقال:(وهذا الكلام لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلّا عبد الله بن جعفر) اهـ. وأورده نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد
(5)
، وقال - وقد عزاه إليهما -:(ورجالهما رجال الصحيح)، وأورده في موضع آخر
(6)
، وعزاه إلى الطبراني وحده، ثم قال:(ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل، وهو إمام ثبت) اهـ، وهو كما قال. وصححه الحاكم
(7)
، ووافقه الذهبي، وهو على شرط مسلم. وجرير - في الإسناد -
(1)
(3/ 278 - 279) ورقمه/ 1750.
(2)
(2/ 105) ورقمه / 1461، وَ (4/ 103) ورقمه/ 3799 عن عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه به. ومن طريق الإمام أحمد رواه - أيضًا -: الحاكم في المستدرك (3/ 298). ورواه من طريق الإمام أحمد - أيضًا -، والطبراني: الضياء في المختارة (9/ 161 - 162) ورقمه/ 137، و (9/ 163 - 164) ورقمه/ 139.
(3)
(6/ 216) ورقمه/ 2257.
(4)
الحديث من طريق وهب بن جرير رواه - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 36 - 37)، وابن أبي عاصم في الآحاد (2/ 25) ورقمه/ 695، والنسائي في السنن الكبرى (5/ 180) ورقمه/ 8604، والبغوى في المعجم (2/ 224 - 225) ورقمه/ 584.
(5)
(6/ 157).
(6)
(9/ 349).
(7)
المستدرك (3/ 298).
هو: ابن حازم، ومحمد هو: ابن عبد الله بن أبي يعقوب، والحسن بن سعد هو: الهاشمي مولاهم.
1408 -
[4] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نِعْمَ عَبْدُ اللهِ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ، سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ الله).
رواه: الترمذي
(1)
بسنده عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة به. . . وقال: (هذا حديث حسن غريب، ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعًا من أبي هريرة، وهو عندى حديث مرسل) اهـ، وهو كما قال، قال ابن الجنيد
(2)
: (زيد بن أسلم عن جابر مرسل. . . وعن أبي هريرة مرسل).
ورواه البزار
(3)
عن عبد الله بن شبيب عن إسحاق بن محمد الفروي عن أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة به، بلفظ:(خالد سيف من سيوف الله). . . وقال - عقبه -: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلّا من هذا الوجه، ولا رواه عن زيد بن أسلم بهذا الإسناد إلّا أسامة، ولا عن أسامة إلّا إسحاق بن محمد، ولم نسمعه إلّا من عبد الله بن شبيب. . .) اهـ.
(1)
في (كتاب: المناقب، باب: مناقب لخالد رضي الله عنه) 5/ 646 ورقمه/ 3846 عن قتيبة (هو: ابن سعيد) عن الليث (وهو: ابن سعد) عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم به.
(2)
كما في: المراسيل لابن أبي حاتم (ص/ 64) ت/ 97، وانظر: جامع التحصيل (ص/ 178) ت/ 211.
(3)
[143/ أ] كوبريللّي.
وهذا إسناد لا يُفرح به؛ لأن ابن شبيب - وهو: أبو سعيد الربعي - واه، يسرق الأخبار ويقلبها. وشيخه كفّ وساء حفظه، وأسامة ضعيف - وتقدموا جميعًا -.
ورواه: الإمام أحمد
(1)
بسنده عن إسحاق بن الحارث بن عبد الله بن كنانة عن أبي هريرة به، بلفظ:(نعم عبد الله هذا) - يعني: خالد بن الوليد -، ولم يقل فيه:(سَيْفٌ منْ سُيُوف الله). . . وكذا ورد في السند: إسحاق بن الحارث بن عبد الله بن كنانة، ومثله في إتحاف المهرة
(2)
، وأطراف المسند
(3)
، والصواب: إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة، وقد ينسب إلى جده الثاني
(4)
، قال البخارى
(5)
: (يتكلمون فيه، وفيه نظر)، وقال ابن حبان
(6)
: (منكر الحديث)، ووثقه أبو زرعة
(7)
، وقال
(1)
(14/ 336) ورقمه / 8720 عن مكي (هو: ابن إبراهيم) عن هاشم بن هاشم عن إسحاق به.
(2)
(14/ 396) رقم/ 17861.
(3)
(7/ 133).
(4)
انظر: الجرح والتعديل (2/ 226) ت/ 787، وثقات ابن حبان (4/ 24)، والتذكرة (1/ 95) ت/ 350.
وقد ينسب إلى جده الأول، فيقال:(إسحاق بن الحارث)، كما في: التأريخ الكبير للبخارى (1/ 384) ت / 1228، والمجروحين (1/ 133)، ولا يقول: إسحاق بن الحارث بن عبد الله إلَّا مَنْ وهم، وقلب نسبه - والله أعلم -.
(5)
الضعفاء الصغير (ص/ 36) ت/ 22.
(6)
المجروحين (1/ 133).
(7)
كما في: الجرح والتعديل (2/ 227) ت/ 787.
النسائي
(1)
: (ليس به بأس)، وقال الحافظ
(2)
: (صدوق) اهـ، وروايته عن أبي هريرة مرسلة، قاله أبو حاتم
(3)
.
وللحديث طريق أخرى عن أبي هريرة - رضى الله عنه -. . . رواها: ابن أبي شيبة في المصنف
(4)
، وفي المسند
(5)
عن يزيد بن هارون عن أبي معشر، ورواه: أبو نعيم في المعرفة
(6)
بسنده عن عبد الواحد بن أبي عون، كلاهما عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به، بنحو حديث إسحاق بن عبد الله، مطولًا. . . وأبو معشر هو: نجيح بن عبد الرحمن، ضعيف، اسّنَّ واختلط. تابعه: عبد الواحد بن أبي عون، ضعفه غير واحد
(7)
، وقال ابن حجر
(8)
: (صدوق يخطئ). والمقبرى تغير بأخرة، ولا يدرى متى سمع منه هذان. والحديث: حسن لغيره، من طرق عدة.
(1)
كما في: تهذيب الكمال (2/ 442).
(2)
التقريب (ص/ 130) ت/ 369.
(3)
كما في: الجرح والتعديل (2/ 226 - 227).
(4)
(7/ 525) ورقمها/ 2.
(5)
كما في: المطالب العالية (9/ 305 - 306) رقم/ 4439.
(6)
(2/ 927) ورقمه / 2390 - الوطن -.
(7)
انظر: الجرح والتعديل (6/ 23) ت / 118، والثقات لابن حبان (7/ 123)، وسؤالات البرقاني للدارقطني (ص/ 46) ت / 309، والتهذيب (6/ 438).
(8)
التقريب (ص/ 631) ت/ 4274.
1409 -
[5] عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خَالدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ الله عز وجل، وَنِعْمَ فَتَىَ العَشِيْرَة).
رواه: الإمام أحمد
(1)
بسنده عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي عبيدة به، مطولا. . . وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وعزاه إلى الإمام أحمد، ثم قال:(ورجاله رجال الصحيح إلَّا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة) اهـ. وهو كما قال، وعبد الملك مدلس - أيضًا -، ولم يذكر سماعًا؛ فالإسناد: ضعيف.
وللمتن شواهد كحديث أنس بن مالك عند البخاري في صحيحه، وأبي بكر، وأبي عبيدة هو بها: حسن لغيره.
1410 -
[6] عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (نعْمَ عَبْدُ الله، وَأَخُو العَشيْرَة: خَالدُ بنُ الوَلِيْد، وَسَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ الله، سَلَّهُ
(3)
الله عز وجل عَلَى الكُفَّارِ، وَالمُنَافِقِيْن).
(1)
(28/ 26 - 27) ورقمه/ 16823 عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة به.
(2)
(9/ 349 - 348).
(3)
أي: جعله مغيرًا عليهم، معانا.
- انظر: غريب الحديث للخطابي (3/ 64)، والنهاية (باب: السين مع اللام) 2/ 392.
رواه: الإمام أحمد
(1)
عن علي بن عياش، والطبراني في الكبير
(2)
عن الحسين بن إسحاق التستري عن علي بن بحر، كلاهما عن الوليد بن مسلم
(3)
حدثني وحشي
(4)
بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده عن أبي بكر به. . . وليس للطبراني فيه: (سله الله على الكفار، والمنافقين). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(5)
، وعزاه إليهما، ثم قال:(ورجالهما ثقات) اهـ. ووحشي بن حرب - الحفيد - لين. وأما أبوه، فتقدم فيه قول صالح جزرة، ولم يرو عنه غير ابنه، وذكره ابن حبان في الثقات على عادته، وهو معروف بالتسامح.
وقال البزار في مسنده
(6)
: وروى وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خالد بن الوليد سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ الله). قال: (وأبو وحشي لا نعلم حدث عنه
(1)
(1/ 216) ورقمه/ 43. وهو في الفضائل (2/ 815 - 816) ورقمه / 1480 سندًا، ومتنا.
(2)
(4/ 103) - ورقمه/ 3798.
(3)
الحديث من طريق الوليد بن مسلم رواه - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات (7/ 418 - 419)، وابن أبي عاصم في الآحاد (2/ 25 - 26) ورقمه/ 696، والمروزى في مسند أبي بكر (ص / 171 - 172) ورقمه/ 138، وأبو نعيم في المعرفة (2/ 926) ورقمه/ 2387 - الوطن -، والحاكم في المستدرك (3/ 298)، وسكت هو، والذهبي في التلخيص (3/ 298) عنه.
(4)
بفتح أوله، وسكون المهملة، ثم معجمة. قاله ابن حجر في التقريب (ص/ 1035) ت/ 7449.
(5)
(9/ 348).
(6)
(1/ 161) ورقمه/ 83.
إلّا ابنه، وعنده أحاديث مناكير، لم يروها غيره، وهو مجهول في الرواية، وإن كان معروفًا في النسب) اهـ؛ فالإسناد: ضعيف. ولا يلزم من قول الهيثمي المتقدم صحته. وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على مسند الإمام أحمد
(1)
: (إسناده صحيح) اهـ، وهذا تساهل بيّن.
وهكذا روى على بن بحر، وابن عياش، وغيرهما الحديث عن الوليد بن مسلم. ورواه: إسماعيل بن عبد الله بن خالد السكري عن الوليد به، ولم يذكر فيه أبا بكر، رواه ابن عبد البر في الاستيعاب
(2)
بسنده عنه به.
ولقوله في الحديث: (نعم عبد الله، وأخو العشرة) شاهد صحيح من حديث أبي عبيدة - رضى الله عنه - هو به: حسن لغيره. ولقوله: (نعم عبد الله) شاهد منقطع عند الترمذي، والإمام أحمد من حديث أبي هريرة، وهو بمجموعها وما قبلها: حسن لغيره. ولقوله: (سله الله على الكفار) شاهد من حديث ابن أبي أوفى، الأشبه أن الصحيح فيه الإرسال، فيتقوى اللفظ من طريقيه، فهو حسن لغيره - أيضًا - وأما قوله:(إنّ خالد سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ الله) فصحّ من غير وجه.
1411 -
[7] عن قيس بن أبي حازم رحمه الله قال: أُخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا تَسُبُّوا خَالِدًا؛ فإنه سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ الله، سَلَّهُ الله عَلَى الكُفَّار).
(1)
(1/ 45) رقم / 43.
(2)
(1/ 408).
رواه: أبو يعلى
(1)
عن سريج عن يحيى عن إسماعيل
(2)
عن قيس به. . . وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وعزاه إلى أبي يعلى، ثم قال:(ولم يُسمِّ الصحابي، ورجاله رجال الصحيح) اهـ، وهو كما قال في أن قيسًا لم يسم شيخه، ولكن شيخه قد يكون صحابيًا، وقد لا يكون. ومرسله صححه الحافظ في المطالب العالية
(4)
، ولعله قصد تصحيح السند إلى قيس.
وقيس تابعي
(5)
. وحديثه هذا يجرى يجرى المراسيل. والمراسيل من الأنواع الضعيفة عند المحدثين. ولكن ورد الحديث موصولًا من طرق أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بها: حسن لغيره. فهو مرسل صحيح الإسناد. وسريج هو: ابن يونس، ويحيى هو: ابن زكريا، وإسماعيل هو: ابن خالد.
ورواه: ابن أبي شيبة في المصنف
(6)
عن ابن الفضيل عن نيار عن قيس به، مرسلًا. . . وابن الفضيل هو: محمد، ونيار لم أعرفه
(7)
.
(1)
(13/ 143 - 144) ورقمه/ 7188.
(2)
ورواه: الإمام أحمد في الفضائل (2/ 815) ورقمه / 1479 عن يحيى بن زكريا به. وكذا رواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (7/ 395) عن يعلى ومحمد ابني عبيد وَعبد الله بن نمير قالوا: حدثنا إسماعيل به.
(3)
(9/ 350).
(4)
(9/ 306) ورقمه/ 4440.
(5)
انظر: الثقات لابن حبان (5/ 370).
(6)
(7/ 525) ورقمه/ 1.
(7)
وانظر: السير (1/ 373 - 374).
* وتقدم في هذا: ما رواه الطبراني في الكبير، وفي الصغير، والبزار من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه ينميه:(لا تؤذوا خالدًا؛ فإنه سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ الله، صبه الله على الكفار). . . والصواب فيه: الإرسال، وهو حسن لغيره بشواهده
(1)
.
1412 -
[8] عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: (مَا عَدَلَ بِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وَبخَالِدِ بنِ الوَلِيْد أحَدًا مِنْ أصْحَابِه مُنْذُ أسْلَمْنا).
رواه: الطبراني في الأوسط
(2)
عن محمد بن ياسر الدمشقي عن هشام بن عمار عن الوليد مسلم: حدثنا أبو شيبة يحيى بن عبد الرحمن الكندي عن جبار بن أبي جبلة عن عمرو بن العاص به. . . وقال: (لا يروى هذا الحديث عن عمرو بن العاص إلّا بهذا الإسناد، تفرد به هشام بن عمار). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وعزاه إلى الطبراني في الأوسط، والكبير
(4)
، ثم قال:(ورجاله ثقات) اهـ.
وهشام بن عمار هو: أبو الوليد الدمشقي، صدوق إلّا أنَّ علته أنه صار يتلقن؛ لكبر سنِّه، وحديث القدماء عنه أصح. والراوي عنه: محمد بن ياسر الدمشقي، لم أقف على ترجمة له، وليس ممن يذكر في قدماء
(1)
تقدم برقم/ 150.
(2)
(7/ 439 - 440) ورقمه/ 6855.
(3)
(9/ 350).
(4)
أحاديث عمرو بن العاص - رضى الله عنه - من المعجم الكبير لا زالت في حكم المفقود.
أصحابه. وفي السند: حبار بن أبي جبلة، لم أقف على ترجمته - أيضًا -؛ فالحديث ضعيف، ومما ينكر على هشام بن عمار
(1)
، ولا أعرف له متابعًا، ولا لمتن حديثه شاهدا.
* خلاصة: اشتمل هذا القسم على تسعة أحاديث، كلها موصولة إلّا واحدًا. منها ثلاثة أحاديث صحيحة - أحدها متفق عليه، وأحدها انفرد به البخاري -. وخمسة أحاديث حسنة لغيرها. وحديث ضعيف - والله أعلم -.
(1)
انظر: الميزان (5/ 427) ت/ 9234.