الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
القسم التاسع والتسعون: ما ورد في فضائل شداد بن أَسيد
(1)
السلمي رضي الله عنه
-
1494 -
[1] عن شداد بن أَسيد - رضى الله عنه - أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فبايعه على الهجرة، فاشتكى، فقال:(مَا لَكَ يَا شَدَّادُ)؟ قال: قلت: اشتكيت، يا رسول الله. ولو شربت من ماءِ بطحاء
(2)
لبرأت.
(1)
- المشهور أنه بفتح الهمزة -، أبو سليمان السلمي، معدود في المدنيين. انظر: الاستيعاب (2/ 136)، والإصابة (2/ 139) ت/ 3846.
(2)
هكذا في المطبوع من المعجم الكبير للطبراني، وفي المطبوع من الإصابة للحافظ ابن حجر (2/ 139) ت/ 3846:(بطحاء) بالهمز بعد الألف. ووقع في المطبوع من التأريخ الكبير للبخارى (4/ 225)، والمعجم للبغوى (3/ 290) رقم/ 1227، ولابن قانع (1/ 332 - 333)، والمعرفة لأبي نعيم (3/ 1458) ت/ 3692، والجامع للرعينى (ترجمة: شداد بن أَسيد السلمي)، ومجمع الزوائد - عن الطبراني - (5/ 254):(بطحان) بالنون بعد الألف. وبطحان: - بالضم، ثم السكون، كذا يقوله أهل الحديث، وغيرهم يفتح أوله ويسكن ثانيه، أو يكسرها - وادٍ بالمدينة، يأتيها من حرة المدينة الشرقية، فيمر من العوالي، ثم قرب المسحد النبوي حتى يلائم العقيق. وقد شيدت حكومة المملكة العربية السعودية اليوم عليه سدًا عظيمًا. ويعرف مكان الوادى في المدينة الآن بالسيح، في وسط المدينة. - انظر: معجم ما استعجم (1/ 258)، ومعجم البلدان (1/ 446)، ومعجم المعالم للبلادي (1/ 231 - 233)، ومعجم الأمكنة لابن جنيدل (ص/ 77 - 81).
وإن كان هو المقصود ففى الحديث استشكال ذكره ابن كثير في جامع المسانيد (4/ 183)، فإنه قال - وقد ذكر الحديث -:(هذا حديث غريب الإسناد. وقد كانت الهجرة إنما هي إلى المدينة، وبطحان بالمدينة! فكيف يلتئم هذا مع هذا؟ فليُنْظر في ذلك) اهـ! فشداد بن أوس رضي الله عنه خشي على هجرته إن هو خرج إلى بطحان، فشرب من مائه، وهو من المدينة، ومثل هذا لا يقطع الهجرة؟ والذى ظهر لي في هذا أمران، أما أحدهما فهو: ضعف سند الحديث، ومثله لا يحتج به مع ما فيه من إشكال. وأما الآخر فهو: أن يكون المحفوظ في الحديث (بطحاء) - بالهمز -، كما عند الطبراني في المعجم=
قال: (فَمَا يَمْنَعُكَ)؟ قلت: هجرتي. قال: (فَاذْهَبْ، فَأَنْتَ مُهَاجرٌ حَيْث مَا كنْتَ).
روى هذا الحديث: الطبراني في الكبير
(1)
عن معاذ بن المثني عن علي بن المديني
(2)
، وَعن أحمد بن عمرو البزار عن عبدة بن عبد الله الصفار، كلاهما عن زيد بن الحباب
(3)
عن عمرو بن قيظي بن عامر بن شداد بن أَسيد السلمى المدني قال: حدثي أبي عن جده شداد، فذكر الحديث
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(4)
، وقال - وقد عزاه إليه -:(فيه جماعة لم أعرفهم) اهـ، ورجال الإسناد معروفون جميعًا، وهو حديث لم يحدث به أحد إلَّا زيد بن الحباب
(5)
، وهو: أبو الحسين العكلي، وهو صدوق صالح الحديث - كما تقدم -، قال فيه الإمام أحمد
(6)
: (كان كثير الخطأ). وقال
= الكبير، والحافظ في الإصابة. والبطحاء في الأصل: المسيل الواسع فيه دقاق الحصى. وهو موضع بمكة، وموضع قريب من ذي قار (كما في: معجم البلدان 1/ 446)، فلعل شدادًا أراد أحدهما، أو موضعًا في باديته له صفتهما
…
وإن كان هذا الأخير لعله كان يُعرف باسم: ماء بطحاء - والله سبحانه أعلم -.
(1)
(7/ 271 - 272) - ورقمه / 7109.
(2)
وعن علي رواه - أيضًا -: البخاري في تأريخه الكبير (4/ 225) ت/ 2594.
(3)
وكذا رواه: البغوى (3/ 290) ورقمه/ 1227، وبن قانع في معجميهما (1/ 333 - 332)، وأبو نعيم في المعرفة (3/ 1458) ورقمه/ 3692، كلهم من طرق عن زيد به.
(4)
(5/ 254).
(5)
قاله ابن عبد البر في الاسيتعاب (2/ 136).
(6)
كما في: تأريخ بغداد (8/ 444).
ابن حبان - وقد ذكره في الثقات
(1)
-: (وكان ممن يخطئ، يعتبر حديثه إذا روى عن المشاهير، وأما روايته عن المجاهيل ففيها المناكير)، وقال أحمد بن صالح المصري
(2)
: (كان معروفًا بالحديث صدوقًا إلّا أنه كان يأنف أن يخرج كتابه، فكان يملى من حفظه، فربما وهم في الشئ) اهـ. وشيخاه عمرو بن قيظى، وأبوه، ترجم لهما البخارى
(3)
، وابن أبي حاتم
(4)
، ولم يذكرا فيهما جرحًا، ولا تعديلًا. وانفرد ابن حبان بذكرهما في الثقات
(5)
- فيما أعلم -، وقال في قيظى بن عامر بن شداد:(يروي عن شداد المقاطيع) اهـ، وهذا يدل على أنه كان يرى أنه لم يسمع منه ..
والإسناد: ضعيف، مختلف فيه، فقد وقع في إسناد الحديث في رواية ابن مندة: عن عمرو بن قيظى حدثني جدي عن أبيه. قاله ابن حجر في الإصابة
(6)
. جعله عن جده عامر عن أبيه شداد بن أَسيد، بدلًا من أبيه قيظى عن جده شداد بن أَسيد. ووقع عند ابن قانع
(7)
: عمرو بن قيظي بن عامر
(8)
بن شداد بن أَسيد قال: حدثنا أبي عن جدي عن جده شداد
(1)
(8/ 250).
(2)
كما في: إكمال مغلطاي (5/ 146) ت/ 1766.
(3)
التأريخ الكبير (6/ 364) ت / 2650، وَ (7/ 200) ت/ 876 على التوالي -.
(4)
الجرح (6/ 256) ت / 1411، وَ (7/ 147) ت/ 821.
(5)
(8/ 479)، وَ (7/ 247).
(6)
(2/ 139) ت/ 3846.
(7)
(1/ 333 - 332).
(8)
وقع في المطبوع: (ساهر)،. وكذلك هو في المخطوط - كما أفاده المحقق -، وهو تحريف.
ابن أَسيد، فذكره
…
هكذا رواه ابن قانع من حديث ابن منيع - وهو أحد شيخيه في الحديث -، وقال:(وقال ابن بكار: عن أبيه عن جده فقط) اهـ، وابن بكار هو شيخه الآخر في الحديث، وقوله هو الصواب. وما ساقه ابن منيع وهم، كما قاله الحافظ ابن حجر
(1)
. والحديث عزاه الحافظ
(2)
إلى البزار - أيضًا -
…
وكما تقدّم هو حديث انفرد به زيد بن الحباب - والله الموفق -.
(1)
الإصابة (2/ 139) ت/ 3846.
(2)
كما في الموضع المتقدم نفسه من الإصابة.