الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
القسم الخامس ومئة: ما ورد في فضائل صهيب بن مالك الرومي، من بني النمر بن قاسط رضي الله عنه
-
1498 -
[1] عن صهيب - رضى الله تعالى عنه - قال - في حديث فيه طول -: فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج بعث أبا بكر - رضى الله عنه - مرتين - أو ثلاثًا - إلى صهيب، فوجده يصلي. فقال أبو بكر - رضى الله عنه - للنبى صلى الله عليه وسلم: وجدته يصلى، فكرهت أن أقطع عليه صلاته. قال:(أصبت). وفيه: وربحني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:(رَبِحَ البَيْع، أبَا يَحْيَى).
هذا الحديث رواه عن صهيب: سعيد بن المسيب، وزياد بن صيفي بن صهيب.
فأما حديث زياد فرواه: الطبراني في الكبير
(1)
- واللفظ له - عن محمد بن إبراهيم بن شبيب الأصبهاني عن هارون بن عبد الله الحمال عن محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي عن علي بن عبد الحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده عن صهيب به
…
وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(2)
، وعزاه إليه، ثم قال:(وفيه: محمد بن الحسن بن زبالة، وهو متروك) اهـ، وابن زبالة كذبه جماعة - وتقدم -. وعلي بن عبد الحميد لم
(1)
(8/ 36 - 37) ورقمه / 7308.
(2)
(6/ 64).
أقف على ترجمة له. وأبوه ضعيف
(1)
، وقال البخاري
(2)
: (عبد الحميد بن زياد بن صيفى بن صهيب عن أبيه عن جده، ولا يعرف سماع بعضهم من بعض). وساق له العقيلى
(3)
حديثًا في فضل صهيب - غير هذا -، ثم قال:(ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلّا به) اهـ
…
فالحديث موضوع بهذا الإسناد.
وأما حديث سعيد بن المسيب فاختلف فيه عنه
…
فرواه: الطبراني في الكبير
(4)
عن أحمد بن محمد القين
(5)
الأصبهاني عن زيد بن الحريش عن يعقوب بن محمد عن حصين بن حذيفة عن أبيه وعمومته عنه عن صهيب به، بقوله:(يا أبا يحيى، ربح البيع) - ثلاثًا -، فحسب
…
ورواه الحاكم في المستدرك
(6)
بسنده عن عبدان الأهوازي عن زيد بن الحريش به، وقال:(هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي في التلخيص
(7)
. وفي الإسناد عدة علل، الأولى: زيد بن الحريش هو: الأهوازي، فيه جهالة. والثانية: يعقوب بن محمد هو: الزهري، كثير الوهم، والرواية عن الضعفاء - وتقدما -. والثالثة: حصين بن حذيفة هو:
(1)
انظر: تهذيب الكمال (16/ 429) ت / 3713، والميزان (3/ 254) ت / 4773، والتقريب (ص / 564) ت / 3784.
(2)
كما في: الضعفاء للعقيلي (3/ 47) ت / 1005.
(3)
الموضع المتقدم نفسه، من الضعفاء.
(4)
(8/ 31 - 32) ورقمه / 7296، ورواه عنه: أبو نعيم في الحلية (1/ 152).
(5)
وقع في المطبوع من المعجم: (المعين)، وهو تحريف.
(6)
(3/ 400).
(7)
(3/ 400).
ابن صيفي بن صهيب، قال أبو حاتم
(1)
، والذهبي
(2)
: (مجهول). والرابعة، والخامسة: أبو حصين، لم أقف على ترجمة له. وعمومته لم أعرفهم. ولعلهم من يعنيهم الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
بقوله - وقد أورد الحديث، وعزاه إليه الطبراني -:(وفيه من لم أعرفهم) اهـ. والسادسة: أن علي بن زيد قد خالف حصين بن حذيفة في روايته عن أبيه وعمومته عن ابن المسيب
…
فرواه: ابن سعد
(4)
، والحارث بن أبي أسامة
(5)
، والواحدي
(6)
، ثلاثتهم من طريق علي بن زيد عن ابن المسيب به، مرسلًا، لم يذكر صهيبًا
…
وعلى بن زيد هو: ابن جدعان، ضعيف الحديث - وتقدم -.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: (ربح البيع) طرق أخرى
…
فرواه: ابن سعد
(7)
عن هوذة بن خليفة، ورواه: الإمام أحمد في الفضائل
(8)
عن محمد بن جعفر، كلاهما عن عوف عن أبي عثمان النهدى به
…
وهذا مرسل حسن الإسناد؛ أبو عثمان هو: عبد الرحمن بن مُل، تابعي. وهوذة بن خليفة صدوق. وعوف هو: الأعرابي.
(1)
كما في: الجرح والتعديل (3/ 191) ت/ 827.
(2)
الميزان (2/ 75) ت / 2077
…
وانظر: التأريخ الكبير للبخاري (3/ 10) ت/ 33، والثقات لابن حبان (8/ 208).
(3)
(6/ 60).
(4)
الطبقات الكبرى (3/ 228).
(5)
المسند (كما في: بغية الباحث 2/ 693 - 694 ورقمه/ 679)، ورواه من طريقه: أبو نعيم في الحلية (1/ 151).
(6)
أسباب النزول (ص/ 39).
(7)
الطبقات الكبرى (3/ 227 - 228).
(8)
(2/ 828) ورقمه / 1509.
ثم رواه
(1)
- أيضًا - عن محمد بن عمر عن عبد الله بن جعفر عن عبد الحكيم بن صهيب عن عمر بن الحكم به
…
وهذا مرسل واه الإسناد؛ لأن محمد بن عمر هو: الواقدى، متروك الحديث.
ورواه: الحاكم في المستدرك
(2)
عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد عن إسماعيل بن إسحاق القاضي عن سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس به
…
وقال: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه) اهـ، وسكت الذهبي عنه في التلخيص
(3)
. والإسناد صحيح، لكنه ليس على شرط مسلم؛ لأن شيخ الحاكم، وشيخه لم يرو لهما مسلم، ولا غيره من أصحاب الكتب الستة، وهما ثقتان.
1499 -
[2] عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منْ كانَ يُؤمِنُ بالله، وَاليومِ الآخِرِ فليُحِبَّ صُهَيْبًا حُبَّ الوَالِدَة لِوَلَدِهَا).
هذا الحديث غريب، رُوي من طريق جماعة من ولد صهيب.
فرواه: أبو بكر البزار
(4)
عن إبراهيم بن عبد الله عن يوسف بن عدي عن يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده عن أبي جده عنه به
…
ويوسف بن محمد بن يزيد قال فيه أبو عبد الله
(1)
(3/ 228 - 229).
(2)
(3/ 398).
(3)
(3/ 398).
(4)
(6/ 32 - 33) ورقمه / 2102.
البخاري
(1)
: (فيه نظر)
(2)
، وأورده: العقيلى
(3)
، وابن عدي
(4)
، والذهبي
(5)
في الضعفاء. وسئل أبو حاتم
(6)
عنه، فقال:(لا بأس به). وأبوه: محمد بن يزيد، قال البخاري - وقد ترجمه في التأريخ الكبير
(7)
، وقد ذكر له حديثًا غير هذا -:(وهو مختلف في إسناده). وترجمه ابن أبي حاتم
(8)
، وقال عن أبيه:(لا أعلم روى عن محمد بن يزيد هذا إلّا ابنه يوسف. ولا أعلم روى محمد بن يزيد عن أحد)، ثم ذكر أن أباه ضرب عليه. وأورده: العقيلي
(9)
، والذهبي
(10)
في الضعفاء
(11)
. وأبوه: يزيد بن صيفي ذكره ابن حبان في الثقات
(12)
- ولم يتابعه أحد، فيما أعلم -. وأبوه: صيفى بن صهيب، روى عنه جماعة
(13)
، وترجم له البخاري
(14)
، وابن أبي
(1)
التأريخ الكبير (8/ 380) ت / 3390.
(2)
قال الذهبي في الموقظة (ص/ 83): (إذا قال: "فيه نظر" بمعنى أنه متهم، أو ليس بثقة. فهو عنده أسوأ حالًا من الضعيف) اهـ. وانظر: ضوابط الجرح (ص/ 150).
(3)
الضعفاء (4/ 450 - 451) ت / 2079، وقال:(ولا يتابع على حديثه).
(4)
الكامل (7/ 169).
(5)
المغني (2/ 764) ت/ 7251.
(6)
كما في: الجرح والتعديل (9/ 229) ت/ 959.
(7)
(1/ 259 - 258) ت/ 825.
(8)
الجرح (8/ 126) ت/ 566.
(9)
الضعفاء (4/ 146) ت/1713.
(10)
المغني (2/ 643) ت/ 6083.
(11)
وانظر: اللسان (5/ 430) ت/ 1405.
(12)
(7/ 624).
(13)
انظر: تهذيب الكمال (13/ 253) ت/ 2911.
(14)
التأريخ الكبير (4/ 323) ت/ 2992.
حاتم
(1)
، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في الثقات
(2)
- ولم يتابع، فيما أعلم -، وقال ابن حجر في التقريب
(3)
: (مقبول) - يعني: حيث يتابع، وإلّا فليّن الحديث، كما هو اصطلاحه -، ولا أعلم له، ولا لمن رواه ممن دونه متابعًا، إلَّا أن الذهبي
(4)
ذكره عن أبي زرعة الرازى عن يوسف بن عدي.
والحديث: منكر، لم أقف عليه إلّا من هذا الوجه. ويوسف بن عدي هو: ابن زريق التيمي. وإبراهيم بن عبد الله - شيخ البزار - هو: ابن الجنيد الختلى.
1500 -
[3] عن صهيب رضي الله عنه قال - في قصة له مع أبي بكر رضي الله عنه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فلعَلَّكَ آذيْتَه)؟ فقال: لا، والله. فقال:(لَو آذيتَهُ لآذَيْتَ الله، وَوسُولَه) - يعني: صهيبا -.
هذا حديث رواه: الطبراني في الكبير
(5)
عن محمد بن إبراهيم بن شبيب الأصبهاني عن هارون بن عبد الله الحمال عن محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي عن علي بن عبد الحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده عن صهيب به
…
وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(6)
،
(1)
الجرح والتعديل (4/ 447) ت/ 1969.
(2)
(4/ 384).
(3)
(ص/ 456) ت/ 2977.
(4)
السير (2/ 24)، والميزان (6/ 148) ت/ 9886.
(5)
(8/ 36) ورقمه / 7307.
(6)
(9/ 306).
وقال - وقد عزاه إلى الطبراني -: (وفيه: محمد بن الحسن بن زبالة، وهو ضعيف) اهـ، وابن زبالة تقدم أنه كذاب. وعلى بن عبد الحميد بن زياد لم أقف على ترجمة له. وأبوه ضعيف، وقال البخاري:(عبد الحميد بن زياد بن صيفى بن صهيب عن أبيه عن جده، ولا يعرف سماع بعضهم من بعض). وساق له العقيلي
(1)
حديثًا في فضل صهيب - غير هذا -، ثم قال:(ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلَّا به) اهـ. والحديث: موضوع.
* وتقدمت عدة أحاديث في فضائله في المطلبين: الثالث عشر، والرابع عشر، من هذا الفصل
…
فانظرها.
* وتقدم - أيضًا - حديث عائذ بن عمرو: أن أبا سفيان أتى على صهيب - في جماعة آخرين -، فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها. فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش، وسيدهم؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال:(يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم؟ لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك)
…
الحديث، رواه مسلم، وغيره
(2)
.
* وروي من طرق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (السباق أربعة
…
) وفيه قال: (وسلمان سابق الفرس)، أمثلها: طريق أنس، عند البزار، وغيره، وسنده ضعيف - وتقدمت -
(3)
.
(1)
الموضع المتقدم نفسه، من الضعفاء.
(2)
في فضائل: صهيب، وبلال، وسلمان، برقم/ 743.
(3)
في الموضع المتقدم نفسه برقم/ 745 وما بعده.
* وروى الطبرني في الكبير من حديث عبادة مرفوعًا أن صهيبًا ممن يحبهم النبي صلى الله عليه وسلم
…
وهو حديث لم يصح من حيث الإسناد
(1)
.
* خلاصة: اشتمل هذا القسم على ستة أحاديث، كلها موصولة. منها حديث رواه مسلم. وحديثان ضعيفان. وحديث منكر. وحديثان موضوعان - بت أحدهما بإسناد آخر -. وذكرت فيه ثلاثة أحاديث من خارج كتب نطاق البحث طرقًا، وشواهد - والله تعالى أعلم -.
(1)
تقدم في فضائل: جماعة من العشرة، وغيرهم، ورقمه/ 573.