الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
القسم الثالث والسبعون: ما ورد في فضائل ربيعة بن كعب بن مالك الأسلمي
(1)
رضي الله عنه
-
1431 -
[1] عن ربيعة بن كعب - رضى الله عنه - قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته بوضوئه، وحاجته، فقال لي:(سَلْ). فقلت: أسألك مرافقتَك في الجنة. قال: (أوَ غيرَ ذَلك)؟ قلت: هو ذاك. قال: (فَأعِني عَلى نفسِكَ بكثرَةِ السُّجُوْد).
هذا الحديث رواه: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، ونعيم بن عبد الله المجمر، وزياد بن أبي زياد - مولى: بني مخزوم -، ثلاثتهم عن ربيعة.
فأما حديث أبي سلمة فرواه: مسلم
(2)
عن الحكم بن موسى أبى صالح
(3)
، ورواه: أبو داود
(4)
- وسكت عنه -، والنسائي
(5)
، كلاهما عن
(1)
من أهل الصفة، ولم يزل مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن قُبض، وبقى إلى أيام الحرة، ومات بها سنة: ثلاث وستين، في ذى الحجة. - انظر: المعرفة (2/ 1088) ت/ 944 - الوطن -، والإصابة (1/ 511) ت/ 2623.
(2)
في (كتاب: الصلاة باب: فضل السحود والحث عليه) 1/ 353 ورقمه/ 489.
(3)
ورواه من طريق الحكم - أيضًا -: أبو نعيم في مستخرجه (2/ 102) ورقمه/ 1086، وفى الحلية (2/ 31 - 32).
(4)
في (كتاب: الصلاة، باب: وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل) 2/ 78 ورقمه/ 1320.
(5)
في (باب: فضل السجود، من كتاب: التطبيق) 2/ 227 - 228 ورقمه/ 1138، وهو في السنن الكبرى (1/ 242) ورقمه/ 724، ورواه من طريقه: الذهبى في تذكرة الحفاظ (1/ 284 - 285).
هشام بن عمار
(1)
، كلاهما (الحكم، وهشام) عن هقل بن زياد الدمشقي، ورواه: الطبراني في الكبير
(2)
عن أبي شعيب عبد الله بن الحسن الحرانى عن يحيى بن عبد الله البابلتى
(3)
، كلاهما (هقل، ويحيى) عن الأوزاعي
(4)
عن يحيى بن أبي كثير عنه به
…
وهشام هو: السلمي، الخطيب. ويحيى بن عبد الله البابلتى، اتفق النقاد على تضعيفه
(5)
- وهو متابع -. والحديث صححه: الألباني في صحيح سنن أبي داود
(6)
، وفي صحيح سنن النسائي
(7)
.
وأما حديث نعيم المجمر فرواه: الإمام أحمد
(8)
عن أبي اليمان عن إسماعيل بن عياش، ورواه - أيضًا -
(9)
عن يعقوب عن أبيه، ورواه: الطبراني
(1)
ورواه عن هشام - أيضًا -: ابن أبي عاصم في الآحاد (4/ 352) ورقمه/ 2387، وكذا رواه: ابن طولون في الأحاديث المئة (ص/ 23) برقم / 15 بسنده عن هشام بن عمار به.
(2)
(5/ 56) ورقمه/ 4570، بنحوه، مطولا.
(3)
ورواه من طريق البابلي - أيضًا -: البغوى في شرح السنة (3/ 149) ورقمه/ 655.
(4)
الحديث من طرق عن الأوزاعى رواه - أيضًا -: البيهقي في السنن الكبرى (2/ 486)، وفي الدعوات الكبير (34/ 2).
(5)
انظر: المجروحين (3/ 127)، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 199) ت/ 3736، وتهذيب الكمال (31/ 409) ت/ 6862، والميزان (6/ 64) ت/ 9563.
(6)
(1/ 245) رقم/ 1172.
(7)
(1/ 245) رقم/ 1090.
(8)
(27/ 117) ورقمه / 16578.
(9)
(27/ 118 - 119) ورقمه/ 16579.
في الكبير
(1)
عن محمد بن النضر الأزدي عن أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني عن محمد بن سلمة، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عنه به
(2)
.. وللإمام أحمد عن أبي اليمان: عن ربيعة بن كعب قال: لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سلنى أعطك). قلت: يا رسول الله، أنظرني. فنظرت، فقلت إن أمر الدنيا منقطع، فلا أرى شيئًا خيرًا من شيء آخذه لنفسى لآخري. فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:(ما حاجتك)؟ فقلت: يا رسول الله، اشفع لي إلى ربكَ عز وجل، فليعتقنى من النار. فقال:(من أمرك بهذا)؟ فقلت: لا، والله يا رسول الله ما أمرني به أحد، ولكني نظرت في أمري، فرأيت أن
(1)
(5/ 57 - 58) ورقمه/ 4576.
(2)
وهكذا روى ابن إسحاق الحديث عن محمد بن عمرو بن عطاء عن نعيم عن ربيعة
…
وخالفه: عبد العزيز بن عبيد الله الحمصي، ومحمد بن عبد الله بن مالك، فروياه عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبى فراس الأسلمي به
…
روى حديث عبد العزيز: الطبراني في مسند الشاميين (2/ 286) ورقمه/ 1353 بسنده عن هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش عنه. وعبد العزيز بن عبيد هذا ضعيف، انفرد إسماعيل بن عياش بالرواية عنه وإسماعيل مدلس، لم يصرح بالتحديث.
وروى حديث محمد بن عبد الله بن مالك: أبو نعيم في الحلية (2/ 18) بسنده عن قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة عنه. وابن لهيعة هو: عبد الله، ضعيف، ومدلس لم يصرح بالتحديث. وذكر المزى في تهذيب الكمال (26/ 210) أن محمد بن عمرو بن عطاء يروى عن ربيعة بن كعب - رضى الله عنه -، ولم أر من تكلم فيه سماعه منه. وليس إسناد الإمام أحمد، والطبراني من باب المزيد في متصل الأسانيد؛ فلعل الحديث عند محمد بن عمرو بن عطاء من الوجهين - والله تعالى أعلم -. وأبو فراس الأسلمى هو: ربيعة بن كعب نفسه - على الصحيح -. انظر: الإصابة (1/ 511) ت/ 2623، والتهذيب (3/ 262 - 263).
الدنيا زائلة من أهلها، فأحببت أن أخذ لآخرتي. قال: فأعنى على نفسك بكثرة السجود). وله عن يعقوب نحوه، أطول منه، وفيه: أسألك أن تشفع إلى ربك، فيعتقني من النار. وفيه - أيضًا -: ثم قال لي: (إني فاعل، فأعني على نفسك بكثرة السجود). ورجال إسناد الإمام أحمد عن يعقوب ثقات، رجال الشيخين عدا محمد بن إسحاق، انفرد مسلم بالرواية له
(1)
، وهو صدوق إذا صرح بالتحديث، وقد صرح به. وفي إسناد الإمام أحمد عن أبي اليمان: شيخه إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف إذا حدث عن غير أهل بلده - كما تقدم -، وهذا منه؛ فإن ابن إسحاق مدني. ثم إن ابن عياش مدلس، ولم يصرح بالتحديث - وهو متابع -. وفي إسناد الطبراني: محمد بن النضر الأزدي، لم أقف على ترجمة له، وهو متابع - أيضًا -. واسم أبي اليمان: الحكم بن نافع. ويعقوب هو: ابن إبراهيم بن سعد الزهري. ومحمد بن عمرو هو: القرشى.
وأما حديث زياد بن أبي زياد فرواه: الإمام أحمد
(2)
عن عفان عن خالد - قال: يعني الواسطى - عن عمرو بن يحيى الأنصاري عنه به
…
وفيه: زياد بن أبي زياد - مولى: بني مخزوم - عن خادم للنبي صلى الله عليه وسلم رجل - أو: امرأة - قال
…
فذكر نحوه، وفيه: تشفع في يوم القيامة. وفيه - أيضًا -: (فأعنى بكثرة السجود). والمبهم هو: ربيعة بن كعب، كما دلت عليه الروايات، والطرق المتقدمة
…
والإسناد صحيح - والله الموفق -.
(1)
انظر ما رقم له به الحافظ في التقريب (ص/ 825) ت/ 5762.
(2)
(25/ 479) ورقمه / 16076.
1432 -
1433 - [2 - 3] عن عبد الملك بن عمير قال: قال أبو مصعب: قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني معك في الجنة. قال:(أفْعَل). فلما وليت دعاني، قال:(أعِنِّي عَلى نفسِكَ بِكثرَةِ السُّجُود).
هذا حديث رواه: البزار
(1)
عن طالوت بن عبّاد عن جرير بن حازم عنه به
…
وقال: (لا نعلم روى أبو مصعب إلّا هذا، تفرد به جرير) اهـ. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وعزاه إليه، وقال:(وأوله يشبه أن يكون مرسلًا، وفي أثناء الحديث قال: قال أبو مصعب، فالظاهر أنه سمعه منه - والله أعلم -. ورجاله رجال الصحيح غير طالوت بن عباد، وهو ثقة) اهـ. والحديث مرسل، وقول عبد الملك فيه:(قال أبو مصعب)، فهذه الأداة لا تدل على الاتصال، ولعله أراد بها الأخبار - والله أعلم -. وعبد الملك بن عمير ثقة، لكنه اختلط بأخرة، ويضطرب في الحديث - وتقدم -، ولا يدرى متى سمع منه جرير بن حازم. وعبد الملك مدلس، ولم يذكر سماعًا؛ فالإسناد: ضعيف. وقال العسكري
(3)
: (وهو مرسل). وقال ابن حجر
(4)
: (رواية البزار ظاهرة الإرسال. لكن فيها أبو مصعب. وأما رواية غيره
(5)
فالوصل فيها ظاهر، ولكن عبد الملك كان يدلس) اهـ. وطالوت
(1)
كما في: كشف الأستار (3/ 273 - 274) ورقمه/ 2737.
(2)
(9/ 399).
(3)
كما في: الإصابة (3/ 422) ت / 8004.
(4)
المرجع المتقدم، الحوالة نفسها.
(5)
يعنى الرواية الآتية عند الطبراني.
ابن عباد - شيخ البزار - هو: أبو عثمان الصيرفي، البصرى، المختار أنه: لا بأس به
(1)
.
وهكذا روى الحديث عن جرير بن حازم، وخالفه: شيبان بن فروخ، في سند الحديث، ومتنه، فرواه عن جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن مصعب الأسلمى رضي الله عنه قال: انطلق غلام منا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أسألك سؤالًا. قال: (وما هو)؟ قال: أسألك أن تجعَلنى ممن
(2)
تشفع له يوم القيامة. قال: (من أمرك بهذا - أو: من علمك هذا) -؟ قال: ما أمرني بهذا أحد إلّا نفسي. قال: (فإنك ممن أشفع له يوم القيامة). فذهب الغلام جذلان ليخبر أهله. فلما ولى قال: (ردوا علي الغلام). فردوه كئيبًا؛ فخاف أن يكون حدث فيه شيء، قال:(أعنى على نفسك بكثرة السجود).
رواه: الطبراني في الكبير
(3)
عن عبدان بن أحمد عن شيبان بن فروخ به
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(4)
، وقال - وقد عزاه إلى الإمام أحمد -:(ورجاله رجال الصحيح) اهـ. وعبدان هو: عبد الله بن أحمد بن موسى، لم يرو له صاحبا الصحيحين. وانفرد مسلم بالرواية لشيبان بن فروخ
(5)
، وهو: الحبطي، قدمت أنه حسن الحديث، قال فيه ابن
(1)
انظر: الميزان (3/ 48) ت/ 3975.
(2)
وقع في المطبوع من المعجم: (من)، ولعلها محرفة؛ بدليل قوله صلى الله عليه وسلم فيما سيأتي:(فإنك ممن .. ).
(3)
(20/ 365) ورقمه / 851.
(4)
(10/ 369).
(5)
انظر ما رقم له به الحافظ في التقريب (ص/ 441) ت/ 2850.
حجر: (صدوق يهم). وعبد الملك بن عمير هو: الكوفي، ثقة إلّا أنه تغير حفظه بأخرة، ولا يُدرى متى سمع منه جرير بن حازم - وهو: الأزدي - كما تقدم. ولعل الاختلاف في متن الحديث، وسنده منه، قال الإمام أحمد
(1)
: (مضطرب الحديث جدًّا مع قلة حديثه، ما أرى له خمس مئة حديث، وقد غلط في كثير منها) اهـ. وقال أبو حاتم
(2)
: (ليس بحافظ، هو صالح، تغير، حفظه قبل موته) اهـ. وجرير ثقة - أيضًا - إلّا أنه يخطئ إذا حدث من حفظه، ولا يُدرى أحدّث بهذا - من الطريقين عنه - من كتابه أم من حفظه؟
والغلام المذكور - في الأشبه عندي - هو: ربيعة بن كعب رضي الله عنه المتقدم حديثه - أنفًا - بنحو هذا، وليس فيه قوله:(فإنك ممن أشفع له يوم القيامة).
والخلاصة: أن لفظ حديث الطبراني منكر، ولفظ حديث البزار معروف، لكن سنده ضعيف - كما مضى -، وهو يرتقى إلى درجة: الحسن لغيره بحديث ربيعة المتقدم، في صحيح مسلم - والله أعلم -.
وأبو مصعب الأسلمي، قال الحافظ في الإصابة
(3)
- وقد ذكره في باب الكنى -: (تقدم في مصعب) اهـ. وأورده في ترجمة مصعب الأسلمي
(4)
هذا الحديث عن الطبراني، ثم ذكر رواية البزار، ثم قال: (لكن فيها: أبو
(1)
كما في: الجرح والتعديل (5/ 361) ت/ 1700.
(2)
كما في: المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.
(3)
(4 - /180) ت/1056.
(4)
(3/ 422) ت / 8004.
مصعب) اهـ
…
والذى في رواية الطبراني - كما تقدم -: عن مصعب الأسلمي قال: (انطلق غلام منا
…
)، فانتبه! والذى يظهر أنها قصة واحدة، صاحبها: ربيعة بن كعب الأسلمي - رضى الله عنه -، وما عدا ذلك فخطأ، ويكنى ربيعة: بأبى فراس، لم أر من كناه بأبي مصعب - والله أعلم، وهو وحده الموفق للصواب -.
* خلاصة: اشتمل هذا القسم على ثلاثة أحاديث، كلها موصولة إلّا واحدًا. منها حديث رواه مسلم، وآخر حسن لغيره، وآخر منكر.