الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
القسم التاسع والسبعون: ما ورد في فضائل زيد بن أرقم الأنصاري رضي الله عنه
-
1439 -
[1] عن زيد بن أرقم - رضى الله عنه - قال: كنت في غزاة
(1)
، فسمعت عبد الله بن أُبيّ يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فذكرت ذلك لعمى - أو لعمر -، فذكره للنبى صلى الله عليه وسلم، فدعاني، فحدثته، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أُبيّ، وأصحابه، فحلفوا ما قالوا. فكذبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدقه؛ فأصابي همّ لم يصبني مثله قط، فجلست في البيت. فقال لي عمى: ما أردت إلى أن كذبك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومقتك. فأنزل الله - تعالى -:{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ}
(2)
.
فبعث إليَّ النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ، فقال:(إِنَّ الله قَدْ صَدَّقَكَ يَا زَيْدُ).
هذا الحديث رواه عن زيد بن أرقم: أبو إسحاق السبيعى، ومحمد بن كعب القرظى، وأبو سعد الأزدي، وأبو حمزة طلحة بن يزيد - مولى: الأنصار -.
(1)
الذي عليه أهل المغازي أنها غزوة بن المصطلق، ووقع في بعض الروايات أنها غزوة تبوك. - انظر: المغازي للواقدى (2/ 415 وما بعدها)، والفتع (8/ 512 - 513).
(2)
يعني السورة - سورة: المنافقين -.
فأما حديث أبي إسحاق فرواه: البخاري
(1)
عن عبد الله بن رجاء - وهذا حديثه -، وعن
(2)
آدم بن أبي إياس، وعن
(3)
عبيد الله بن موسى، والترمذي
(4)
عن عبد بن حميد
(5)
عن عبيد الله بن موسى - وحده -، والإمام أحمد
(6)
عن يحيى بن آدم ويحيى بن أبي بكير، والطبراني في الكبير
(7)
عن أحمد بن عبد الوهاب الحوطي عن أحمد بن خالد الوهبي، جميعًا عن إسرائيل (هو: ابن يونس بن أبي إسحاق)
(8)
عن جده به
…
وللبخاري من طريقى آدم وعبيد الله، وللترمذي، وللإمام أحمد، وللطبراني:(إن الله قد صدّقك)، دون قوله:(يا زيد).
وقال أبو عيسى الترمذي عقب حديثه: (هذا حديث حسن صحيح) اهـ.
(1)
في (كتاب: التفسير، باب: سورة المنافقون) 8/ 512 ورقمه/ 4900.
(2)
في (باب: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً}، من الكتاب المتقدم نفسه) 8/ 514 ورقمه/ 4901.
(3)
في (باب: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا}، من الكتاب المتقدم نفسه) 8/ 516 ورقمه/ 4904.
(4)
في (كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة المنافقون) 5/ 387 ورقمه/ 3312.
(5)
والحديث في مسنده (المنتخب ص/ 113 ورقمه/ 262).
(6)
(32/ 82) ورقمه / 19333.
(7)
(5/ 189 - 190) ورقمه/ 5051.
(8)
وروى الحديث من طريقه - أيضًا -: ابن عساكر في تأريخه (19/ 269).
وأما حديث محمد بن كعب فرواه: البخاري
(1)
عن آدم (هو: ابن أبي إياس)، والترمذي
(2)
عن محمد بن بشار عن ابن أبي عدى، والإمام أحمد
(3)
عن هاشم (يعني: ابن القاسم)، والطبراني في الكبير
(4)
عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن جعفر، وعن عبد الله بن الإمام أحمد
(5)
عن عبيد الله بن معاذ
(6)
عن أبيه، كلهم عن شعبة بن الحجاج عن الحكم بن عتيبة عنه به، بلفظ:(إن الله قد صدّقك). وللطبراني: (إن الله قد صدّقك، وعذرك).
وقال البخاري عقب حديثه: (وقال ابن أبي زائدة عن الأعمش عن عمرو عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم) اهـ، وعلق الحافظ
(7)
عليه بقوله: (كذا رواه الأعمش عن عمرو بن مرة عنه. وقد رواه شعبة عن عمرو بن مرة، فقال: عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم. فكان لعمرو بن مرة فيه شيخين) اهـ.
(1)
في (باب: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ} ، من كتاب: التفسير (8/ 515 ورقمه/ 4902.
(2)
في الموضع المتقدم من جامعه (5/ 389) ورقمه / 3314.
(3)
(32/ 50) ورقمه/ 19295، ورواه من طريقه: ابن عساكر في تأريخه (55/ 131).
(4)
(5/ 199 - 200) ورقمه/ 5082.
(5)
والحديث في زياداته على المسند لأبيه (32/ 51) ورقمه/ 19297.
(6)
والحديث رواه من طريق عبيد الله بن معاذ - أيضًا -: أبو نعيم في الحلية (3/ 218).
(7)
الفتح (8/ 515).
وحديث أبى حمزة عن زيد سيأتي. وحديث ابن أبى زائدة رواه جماعة منهم: النسائي في التفسير
(1)
، والطبراني في الكبير
(2)
دون الشاهد من الحديث هنا.
وأما حديث أبي سعد الأزدي فرواه: الترمذي
(3)
عن عبد بن حميد، ورواه: الطبراني في الكبير
(4)
بسنده عن علي بن المديني، وأبي بكر بن أبى شيبة
(5)
، كلهم عن عبيد الله بن موسى
(6)
عن إسرائيل عن السدى عنه به، مطولًا، وفيه: أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك
(7)
أذني، وضحك في وجهى، فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا. ثم إن أبا بكر لحقى، فقال: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: ما قال شيئًا إلَّا أنه عرك أذني، وضحك في وجهى. فقال: أبشر. ثم لحقى عمر، فقلت له مثل قولي لأبي بكر. فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين
…
وقال الترمذي عقبه: (هذا حديث حسن.
(1)
(2/ 431) ورقمه / 614.
(2)
(5/ 169) ورقمه/ 4979.
(3)
في (كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة المنافقون) 5/ 387 ورقمه/ 3312.
(4)
(5/ 186 - 187) ورقمه / 5041.
(5)
وكذا ابن عساكر في تأريخه (19/ 271 - 272) بسنده عن أبى بكر بن أبي شيبة به.
(6)
وكذا رواه: الحاكم في المستدرك (2/ 488 - 489)، وابن عساكر في تأريخه (19/ 269) بسنديهما عن عبيد الله بن موسى (وهو: العبسى) به.
(7)
أي: دلكه. - انظر: لسان العرب (حرف: الكاف، فصل: العين المهملة) 10/ 464.
صحيح) اهـ، واللفظ المتقدم له. وللطبراني أن زيد بن أرقم قال في حديث فيه طول: فبينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر قد خفقت برأسى من الهمِّ، وإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرك أذني، وضحك في وجهي، فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا .. ثم ذكر نحو الحديث المتقدم.
والسدى اسمه: إسماعيل بن عبد الرحمن، وهو ضعيف. وأبو سعد هو: الكوفي - ويقال: أبو سعيد - قدمت أن ابن حبان انفرد بذكره في الثقات، وهو متسامح في تعديل الرواة، ولم يتابع - في ما أعلم -؛ فالإسناد: ضعيف. خلافًا لما ذهب إليه الحاكم من تصحيحه في المستدرك عقب إخراجه له بسنده عن عبيد الله بن موسى به، وموافقة الذهبي له في التلخيص
(1)
.
وتقدّم الحديث من طرق كثيرة عن إسرائيل عن أبى إسحاق عن زيد ابن أرقم، عند البخاري، وغيره، وهو الأشبه بالصواب سندًا، ومتنًا - والله سبحانه تعالى أعلم -.
وأما حديث أبي حمزة فرواه: الطبراني في الكبير
(2)
عن عبد الله بن الإمام أحمد
(3)
عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة (وهو: ابن الحجاج) عن عمرو بن مرة عنه به، بنحوه
…
وفيه: (إن الله قد صدّقك،
(1)
(2/ 489 - 488).
(2)
(5/ 177) ورقمه/ 5003.
(3)
والحديث في زياداته على المسند لأبيه (32/ 50 - 51) ورقمه/ 19296.
وعذرك)
…
وهذا إسناد صحيح رجاله رجال البخاري عدا عبد الله بن الإمام أحمد، روى له النسائي
(1)
، وهو ثقة.
1440 -
[2] عن أنس بن مالك - رضى الله عنه - قال: هو الذي يقول فيه رسول الله - صلَّى الله عليه وسفم -: (هَذَا الذي أَوْفَى الله لَهُ بِأُذُنِه)
(2)
.
هَذا طرف من حديث رواه: البخاري
(3)
عن إسماعيل بن عبد الله (يعني: ابن أبي أويس) عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى بن عقبة
(4)
عن عبد الله بن الفضل عن أنس به
…
وتقدم طرف آخر منه في فضائل الأنصار
(5)
عن أنس عن زيد بن أرقم - رضى الله عنهما -.
(1)
انظر ما رقم له به الحافظ في التقريب (ص/ 490) ت / 3222.
(2)
- بضم الهمزة والذال المعجمة، ويجوز فتحهما - أي: أظهر الله صدقه في إخباره عما سمعت أذنه
…
وذلك أن زيد بن أرقم لما حكى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال عبد الله بن أبى سلول، وحلف عبد الله أنه ما قال شيئًا مما ذكره زيد بن أرقم نزل من القرآن ما يصدق قول زيد كما تقدم في الحديث ذي الرقم/ 1439، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك ما ورد في هذا الحديث.
- انظر: النهاية (باب: الهمزة مع الذال) 1/ 34، وعمدة القارئ للعيني (19/ 242)، والفتح (8/ 519).
(3)
في (كتاب: التفسير، باب: {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ}) 8/ 518 ورقمه / 4906. ورواه في تأريخه الكبير (3/ 385) ت / 1283 معلقًا عن ابن أبى أويس به.
(4)
وكذا رواه: ابن عساكر في تأريخه (19/ 257) بسنده عن محمد بن فليح بن سليمان عن موسى بن عقبة به.
(5)
ورقمه/ 405.
* خلاصة: اشتمل هذا القسم على حديثين موصولين، رواهما البخاري.