الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحدثته، فانطلق بها فضرب عنقها، فما أنسى عجبًا منها أنها تضحك ظهرًا وبطنًا وقد علمت أنها تقتل (1).
باب الوقت المستحب للقتال، والصفوف، والتعبئة عند اللقاء، والسيما والشعار والدعاء، والاستنصار بالله عز وجل، وبالضعفاء والصالحين، وفي المبارزة والانتماء عند الحرب
أبو داود، عن النعمان بن مقرن قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل من أول النهار أخّر القتال حتى تزول الشمس، وتهب الرياح وينزل النصر (2).
البخاري، عن ابن أسيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر حين صففنا لقريش وصفوا لنا "إِذَا أَكْثَبُوكُمْ فَعَلَيْكُمْ بِالنُّبْلِ"(3).
البزار، عن عبد الرحمن بن عوف قال: عَبَّأَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بدر ليوم بدر (4).
مسلم، عن أبي هريرة قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم مكة، فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، وبعث خالدًا على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحُسَّرِ فأخذوا بطن الوادي. . . . . وذكر الحديث (5).
(1) رواه أبو داود (2671).
(2)
رواه أبو داود (2655).
(3)
رواه البخاري (2900 و 3984 و 3985).
(4)
رواه البزار (1/ 11) وفيه عنعنة ابن إسحاق.
(5)
رواه مسلم (1780).
النسائي، عن علي بن أبي طالب قال: كان سيمانا يوم بدر الصوف الأبيض (1).
وعن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ عَدُوَّكُمْ غَدًا، فَلْيَكُنْ شِعَارُكُمْ حم لَا يُنْصَرُونَ دَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ"(2).
أبو داود، عن المهلب بن أبي صفرة قال: نا من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنْ بَيَّتُمْ فَلْيَكُنْ شِعَارُكُمْ حم لَا يُنْصَرُونَ"(3).
النسائي، عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرك شفتيه بشيء يوم حنين بعد صلاة الفجر، فقالوا: يا رسول الله إنك تحرك شفتيك بشيء، قال:"إِنَّ نَبيًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، ثم ذكر كلمة معناها أَعْجَبَتْهُ كَثرةَ أُمَّتِهِ فقال: لَنْ يَرُومَ أَحَدُ هَؤلَاءِ بِشَيْءٍ، فَأَوْحى اللهُ إِلَيْهِ أَنْ خَيِّرْ أُمًتكَ بَيْنَ إِحْدى ثَلَاثٍ إِمَّا أَنْ أسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحُهُمْ، وإمَّا أَنْ أُسَلَّطَ عَلَيْهِم الْجُوعَ، وإمَّا أَنْ أُرْسِلَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ، فَقَالُوا: أَمَّا الْجُوعُ وَالْعَدُوُّ فَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِمَا، وَلَكِن الْمَوْتُ، فَأرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ فَمَاتَ مِنْهُمْ في لَيْلَةٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، فَأَنَا أَقُولُ: اللَّهُمَّ بِكَ أُحَاوِلَ، وَبِكَ أُقَاتِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ"(4).
أبو داود، عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال: "اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي، بِكَ أُحَاوِلُ وَبِكَ أَصُولُ وَبِكَ أقاتِلُ"(5).
مسلم، عن عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلًا فاستقبل نبي
(1) رواه النسائي في الكبرى (8640).
(2)
رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (615 و 616) وأحمد (4/ 289).
(3)
رواه أبو داود (2597) والترمذي (1682) وأحمد (4/ 289).
(4)
رواه النسائي في الكبرى (8633).
(5)
رواه أبو داود (2632) والترمذي (3584) والنسائي في عمل اليوم والليلة (604).
الله صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مد يديه فجعل يهتف:"اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ ائتِنِي مَا وَعَدْتَنِي. . . . . ." وذكر الحديث (1).
وسيأتي في باب تحليل الغنائم إن شاء الله.
أبو داود، عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثِنْتَانِ لَا تُرَدَّانِ" أو قال: "قَلُّمَا تُرَدَّانِ، الدُّعَاءُ عِنْدَ الأذَانِ وَعِنْدَ الْبَأْسِ حِينَ يُلْحِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا"(2).
زاد في أخرى: "وَتَحْتَ الْمَطَرِ".
النسائي، عن سعد بن أبي وقاص أنه ظن أن له فضلًا على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّمَا يَنْصُرُ اللهُ هَذِهِ الأُمَّة بِضَعِيفِهَا بِدَعْوتِهِمْ وَصَلَاتِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ"(3).
أبو داود، عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ابْغُونِي الضُّعَفَاءَ، فَإنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتنصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ"(4).
مسلم، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يَأْتِي عَلى النَّاسِ زَمَان يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ فَيُقَالُ لَهُمْ: فِيكُمْ مَنْ رَأى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ فيقال: فِيكُمْ مَنْ رَأى مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ. ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ"(5).
(1) رواه مسلم (1763).
(2)
رواه أبو داود (2540) والدارمي (1203).
(3)
رواه النسائي (6/ 45) والبخاري (2896).
(4)
رواه أبو داود (2594) والنسائي (6/ 45 - 46) وأحمد (5/ 198) وابن حبان (4767) والحاكم (2/ 145) والطبراني في مسند الشاميين (590).
(5)
رواه مسلم (2532).
البزار، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذكر غزوة بدر قال: وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يدعو ويقول: "اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ لَا تُعْبَدُ في الأَرْضِ" فلما طلع الفجر قال: "الصَّلَاةَ عِبَادَ اللهِ" فأقبلنا من تحت الشجر والْحَجَفِ، فحث أو حض على القتال وقال:"كَأنِّي أَنْظُرُ إِلى صَرْعَاهُمْ" قال: فلما دنا القوم إذا فيهم رجل يسير في القوم على جمل أحمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للزبير:"نَادِ بَعْضَ أَصْحَابِكَ فَسَلْهُ عَنْ صَاحِبِ الْجَمَلِ الأحْمَرِ، فَإنْ يَكُ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ يَأمُرُ بِالْخَيْرِ فَهُوَ" فسأل الزبير: من صاحب الجمل الأحمر؟ فقالوا: عتبة بن ربيعة وهو ينهى عن القتال، وهو يقول: يا قوم إني أرى قومًا مستميتين، والله ما أظن أن تصلوا إليهم حتى تهلكوا. قال: فلما بلغ أبا جهل ما يقول أقبل إليه فقال: مُلِئَتْ رئتاك رعبًا حين رأيت محمدًا وأصحابه، فقال عتبة: إياي تعير يا مصفر أسته ستعلم أينا أجبن، فنزل عن جمله وأتبعه أخوه شيبة وابنه الوليد، فدعوا للبراز، فانتدب لهم شباب من الأنصار فقال: من أنتم؟ فأخبروه، فقال: لا حاجة لنا فيكم إنما أردنا بني عمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قُمْ يَا حَمْزَةُ، قُمْ يَا عَلِي، قُمْ يَا عُبَيْدَةُ بنُ الحَارِثِ" قال: فأقبل حمزة إلى عتبة، وأقبلت إلى شيبة، وأقبل عبيدة على الوليد، قال: فلم يلبث حمزة صاحبه أن فرغ منه، قال: ولم ألبث صاحبي، قال: واختلفت بين الوليد وبين عبيدة ضربتان، وانتحر كل واحد منهما صاحبه، قال: فأقبلت أنا وحمزة إليهما ففرغنا من الوليد واحتملنا عبيدة (1).
خرجه مسلم مختصرًا (2).
مسلم، عن أبي إسحاق قال: جاء رجل إلى البراء فقال: أكنتم وَلَّيْتم
(1) رواه البزار (1/ 129): وأحمد (948) وروى بعضه أبو داود (2665).
(2)
لم يخرجه مسلم لا مختصرًا ولا مطولًا من حديث علي.
يوم حنين يا أبا عمارة؟ فقال: أشهد على نبي الله ما ولَّى، ولكنه انطلق أَخِفَّاءٌ من الناس وحُسَّرُ إلى هذا الحي، الحي من هوزان وهم قوم رماة،
فرموهم برشق من نَبْلٍ كأنها رِجْلٌ من جراد، فانكشفوا فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو سفيان بن الحارث يَقُودُ بِهِ بَغْلة فنزل ودعا واستنصر وهو يقول:
"أَنَا النّبِيُّ لَا كَذِبْ
…
أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ
اللَّهُمَ نَزِّلْ نَصْرَكَ" قال البراء: كنا والله إذا احْمَرَّ البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به، يعني النبي صلى الله عليه وسلم (1).
وعن العباس بن عبد المطلب قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي، فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار، قال: وأنا آخذ بخطام [بلجام] بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها إرادة أن لا تسرع، وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَيْ عَبَّاسُ نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ" فقال عباس وكان رجلًا صيتًا، فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: والله لكان عَطْفَتَهُمْ حين سمعوا صوتي عَطْفَةَ البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك، قال: فاقتتلوا والكفار، والدعوة في الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار ثم قصرت الدعوة علي بني الحارث بن الخزرج، فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج يا بني الحارث بن الخزرج، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ" قال: ثم أخذ
(1) رواه مسلم (1776) والبخاري (2864 و 2874 و 2930 و 3042 و 4315 و 4316 و 4317) والترمذي (1688).