الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالخاء فقد راجعتُ القاموس، والصِّحاحَ، ولسانَ العرب، وغريب الهروي، ونهاية ابن الأثير، وتهذيب الأسماء واللغات، والله أعلم.
وأما وجهُ تسمية سيدنا عيسى عليه السلام مسيحًا؛ لأنه لا يمْسَحُ ذا عاهةٍ إلا برئ أو لأنّه أخمص ومنه في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: "كان مسيح القدمين"(1)، أو لأنه خرج من بطن أمه ممسوحًا بالدُّهن، أو لأنه يمسحُ الأرضَ ويقطعها.
المقام الثاني في حليتهِ وسيرتِه:
أما حليتُه: فإنه رجلٌ شاب وفي رواية شيخ وسندهما: صحيحُ "جسم أحمر" وفي رواية: "أبيضُ، أمهق" وفي رواية "آدم" قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: يمكنُ أن تكون أدمته صافية، وقد يُوصَفُ ذلك بالحمرة لأن كثيرًا من الأدم قد تَحمَّر وَجنتاهُ "جَعْدُ الرأس" قَطَطٌ أعور العين اليُمنى، كأنها عِنبة طافية، وفي رواية:"أعور العين اليسرى"، وجَاء في رواية أنه "أعور العين مطموسة"، وليست جُحراء، وهذا مَعنى "طافئة" مهموزة.
قال في فتح الباري، نقلاً عن القاضي عياض: الذي روَيناه عن الأكثر وصححه الجمُهور وجزم به الأخفشُ طافيةٌ بغير همز، ومَعناهُ أنها ناتئة نتُوَء العنبة قال: وضبطه بعضِ الشيوخ: بالهمز. وأنكره بعضهم قال: ولا وَجه لإنكاره (2) ثمَّ جَمع القاضِي عِياض بين الروايات بأن عينه اليمنى طافية بغير همز وممسوحة أي ذهب ضوؤها، وهَو معنى حديث أبي داود مطموس العَينِ ليستْ بناتئة ولا جَحْرَاءَ (3) أي: ليست عالية ولا عميقة، كما في الرواية الأُخرى عنه
(1) الشمائل المحمدية (7) تح/ الزعي
(2)
"الفتح" 13/ 97.
(3)
"سنن أبي داود" كتاب: الملاحم، باب: خروج الدجال (4320).
وهي الجاحظةُ: التي كأنها كوكب، و"كأنها نخاعة في حائط": وَهي الخَضراء كما جاء ذلك في الأحاديث قال: وعلى هذا فَهُو أعورُ العينين معًا فكلُّ واحدةٍ منهما عوراء وذلك أنّ العورَ العيب، والأعور: من كُل شيء المَعِيب. وكلا عيني الدجَّال معيبة، إحداهما: بذهابِ نُورِها، والأخرى: نبئوها وخضرتها، قال النووي: وهو في غايَة الحُسن. انتهى
وقد وردَ "أن على عَينِه ظفرةٌ غليظة"، وهي: لحمة تنبتُ عند المآق، وقيل: لحمةٌ تخرجُ في العَين في الجانب الذي يلي الأنف، وهما متقاربان. قال في "فتح الباري" (1): وقدْ وَرَدَ في كلتا عينيه: "أن عليها ظفرة" وفي بعض الروايات عن أبي سعيد، عند الإمام أحمد "عينه جاحظة لا تخفى كأنّها نخامة في حائط مجَصَّصُ وعينُه اليسرى كأنها كوكبُ دُرّيٌّ"(2)، وفي حديث أُبيّ عند الإمام أحمد أيضًا، والطبراني لا إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء" (3).
قال: والذي يَتحصَّلُ من مجموع الأخبارِ: أن الصواب في طافية بغير همز وصرَّح به في حديث عبد الله بن مَغفل، وسمرة وأبي بكرة: بأنّ عينَهُ اليُسرى مَمسوحة، والطافئة غير الممسوحة، وأما الظفرة: فجائز أن يكون في كل من عينيه؛ لأنه لا يُضادُ الطمسِ، ولا النتُوء، أو يكونَ التي ذهبَ ضوءها هي المطموسة، يعني: اليسرى والمعيبة مع
(1) فتح الباري 13/ 98.
(2)
"مسند أحمد" 3/ 79.
(3)
"مسند أحمد" 5/ 124.