الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الخامس خرابُ المدينة وخروج القحطاني والجهجاه والهيشم والمقعد وغيرهم، وكذا هدمُ الكعبة
ولنذكرهم على سبيل الاختصار، فَأمَّا خرابُ المدينة فقد تقدمت الإشارةُ إليه، وأخرج أبو داود عن معاذ بن جبَل مرفوعًا:"عمران بيت المقدس، خراب يثرب"(1) الحديث.
وروي الطبراني "سيبلغُ الناس سلعا ثم يأتي على المدينة زمانٌ يمُر السَّفْرُ على بعضِ أقطارها فيقول: قد كانت هذه مرة عامرة من طول الزمان، وعُفُوِّ الأثر (2).
وأخرج الإمام أحمد نحوه بإسناد حسن.
وأخرج أيضًا بسند رجالُهُ ثقات "المدينة يتركها أهلها وهي مرطبة قالوا: فمن يأكلها قال: السباعُ والعوافي"(3).
وفي الصحيحين: "لتتركن المدينة على خير ما كانت مُذَللةً ثمارُها لا يغشاها إلّا العوافي الطير والسباع وآخر من يحُشرُ راعيان من مزينة"(4)، الحديث.
(1) أحمد (5/ 232، 245) أبو داود (4294) الحاكم (4/ 420، 421) السنة للبغوي (15/ 46).
(2)
رواه الطبراني في الكبير 6/ 88 (5597)، وأورده الهيثمي 4/ 15، وقال: فيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي وهو متروك.
(3)
رواه أحمد 3/ 332 من حديث جابر، قال الهيثمي 4/ 15: رجاله ثقات.
(4)
رواه البخاري (1775)، وأحمد 2/ 234، وفي الفتح 4/ 90.
وأخرجَ ابن أبي الدنيا بسند صحيح: "أما والله لتدعُنَّها مُذَلَّلة أربعين عامًا للعوافي، أتدرون ما العوافي؟ الطيرُ والسباع"(1).
وسببُ خَرابها والله أعلم: أنهم يخرجون مع المهدي إلى الجهاد، ثم ترجُف بمُنافقيها وترميهم إلى الدجال، ولمْ يبقَ إلا المؤمنون المخلصون فيهاجرون إلى بيت المقدس عند إمامهم، فقد ورد "ستكون هجرة، وخيار الناس يومئذ ألزمهم (2) مُهاجَر إبراهيم"(3) ومَن بقي منهم تَقبضُ الريحُ الطيبة أرواحهم فتبقَي خاويةً فهذا سبب خرابها.
(1) رواه من حديث عوف بن مالك عمر بن شبة فتح 4/ 90، والحاكم 2/ 313 و 4/ 472، والبيهقي 4/ 136. قال الحافظ 4/ 90: رواه عمر بن شبة بإسناد صحيح.
(2)
ورد في هامش الأصل هذا الكلام.
ومهاجر إبراهيم قال كعب الأحبار: إن إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه خرج من كوثا هاربًا حتَّى نزل بالشام من ناحية فلسطين في الموضع المعروف الآن بواد السبع وهو شاب لا مال له فأثرى وكثر ماله وشاخ فضاق على أهل الموضع موضعهم فقالوا له: تحول عنا فتحول فقال بعضهم: أتانا بلا مال فلو شاطرنا ماله فكلموه في ذَلِكَ فقال: أتيتكم شابًا ردوا على شبابي وأرد عليكم ما اكتسبته من أرضكم فحجهم ثم سار فجف ماؤهم فلحقوه ليردوه فلم يفعل وأعطاهم سبع شياه وأمرهم أن تقف كل شاة على بئر فيرد الماء ففعلوا فرد الماء فسُمي واد السبع لذلك والله أعلم. نقل من خط مؤلف عن نسخة.
(3)
أحمد (2/ 209) أبو داود (2482).
وقد روي المرجاني في "أخبار المدينة"(1) عن جابر مرفوعًا "ليعودن هذا الأمر إلى المدينة كما بدأ منها حتى لا يكونَ إيمان إلا بها".
وأخرج النسائي عن أبي هريرة "آخر قرية من قري الإسلام خَرابًا المدينة" ورواه الترمذي (2) بنحوه وقال: حسن غريب.
ورواه ابن حبان (3) بلفظ "آخر قرية في الإسلام خرابًا المدينة".
وصح: "إن الدين ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جُحرها"(4).
فهذه الأخبار بظاهرها، تعارض الروايات والأخبار السابقة ووجه الجمع بينهما: أن الفتن تعم الدنيا كُلّها كما مر في خروج المهدي، ويبقي أهل المدينة مع المهدي فيأرز الدين أي ينحشر ويدخل المدينة حينئذ؛ لأنهم المؤمنون الكاملون، التابعون للخليفة الحق، ثم إنها تنفي خَبثها زمنَ الدجّال، ويبقي فيها الإيمان الخالص بخلاف بيت المقدس، وغيرها من البلدان فإنه يبقي فيهم أهل ذمة، ومنافقون لأنهم إنما يؤمنون بعد نزول عيسى.
قُلْتُ: مرَّ أنّ مكة تقذفُ منافقيها إلى الدجال فالظاهر أنها كالمدينة والله أعلم. وحديثُ جابر حتى لا يكون إيمان إلا بها أي إيمانٌ خالصٌ غير مشوبٍ بنفاق، ثم إنه تجيء الريحُ الباردة فتقبضُ كل روح مؤمن ومؤمنة.
(1) هو كتاب "بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة المختار" لم يطبع بعد.
(2)
الترمذي (3919).
(3)
ابن حبان 15/ 179 (6776).
(4)
رواه البخاري (1876) ومسلم (147).
قيل: إنَ الريح تأتي من الشام فيكونُ أهل الشام يُقبضون قبل أن تصل إلى المدينة، أو من اليمن فكذلك أو من كليهما، كما جَمع به والأمر ظاهر فصدق أنه آخر من يُقبَض من المؤمنين أهل المدينة، وهذا مَحَضُ حديث أبي هريرة، فبمجرد موتهم تخربُ لأنه ليسَ فيها إلا المؤمنون، بخلاف غيرها فإنها تبقي عامرة بشرار الناس أشار إليه في "الإشاعة" وهو حسن.
وأما خروج القحطاني، والجهجاه والهيشم والمقعد وغيرهم، فأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة مرفوعًا:"ينزل عيسى بن مريم فيقتُلُ الدجال ويموتُ فيستخلفونَ -أي: بعد وفاة عيسى- بأمره رجلًا من بني تميم يُقال لهُ المقعد، فإذا مات المقعد لم يأت على الناس ثلاث سنين حتى يُرفعَ القُرآن من صدور الرجال، ويبدأ النقص ليوافق ما يأتي من بقاء الدين مدة مديدة بعد عيسى"(1).
وعند الطبراني "لا تقوم الساعة حتى يملك الناسَ رجلٌ من الموالي يقال له: الجهجاه"(2).
وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال: "لا تذهبُ الأيامُ والليالي حتى يملك الناس رجلٌ يُقال له الجهجاه"(3).
(1) أورده السيوطي في الحاوي 2/ 89.
(2)
رواه الطبراني في الكبير 18/ 85 من حديث علياء السلمي، وأورده الهيمثي في مجمع الزوائد 5/ 246 وقال: رواه الطبراني وفيه من لم أعرف.
(3)
رواه مسلم (2911).
وأخرج الشيخان عنه "لا تقومُ الساعةُ حتى يخرجَ رجل من قحطان، يسوقُ الناسَ بعصاه"(1).
وأخرج الطبراني في الكبير وابن منده وأبو نعيم وابن عساكر عن قيس بن جابر عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"ستكونُ من بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك جبابرة، ثم يخرج من أهل بيتي المهدي يملأ الأرض عدلًا كما مُلئت جورًا، ثم يُؤمَّر القحطاني، فوالذي بعثني بالحق ما هُو دونَه"(2).
وأخرج نعيم (3) بن حماد عن سليمان بن عيسى قال: بلغني أنَّ المهديَ يملك أربعة عشر سنة ببيت المقدس، ثم يموتُ ثم يكونُ من بعده رجلٌ من قوم تُبّع يقال له المنصور أي: وهو القحطاني، يمكثُ ببيت المقدس إحدى وعشرين سنة، ثم يُقتل ثم يملك المولي ويمكث ثلاث سنين، ثم يُقتل ثم يملكُ بعده [هيشم](4) المهدي ثلاث سنين وأربعة أشهر وعشرة أيام.
والحاصل أن الواجب اعتقاده ما دَلت عليه الآثار الصحيحة من وجود المهديّ المنتظر، الذي يخرج الدجال، وعيسي في زمانه ويُصلي عيسى خَلفه وأنه المراد حيث أطلق المهدي والمذكورون قبله لم يصح
(1) رواه البخاري 6/ 545 (فتح)، ومسلم (2910).
(2)
رواه الطبراني 22/ 375، وأورده الهيثمي 5/ 190 وقال: فيه جماعة لم أعرفهم.
(3)
(1/ 293)1181.
(4)
في الفتن (هيم) وما أثبت من مخطوط ج ومن الإشاعة (159).
فيهم شيء، والذين بَعده أمراء صالحون أيضًا لكن ليسوا مثله، فهو الأخير منهم، كلهم في الحقيقة وهو إمامُهم وأفضلهم، ويجب اعتقاد خروج الدجال، ونزول سيدنا عيسى عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، والله الموفق.
وأما هدمُ الكعبة وسلبُ حُليّها وإخراج كَنزها، فقد أخرج الشيخان والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:"يخربُ الكعبة ذو السويقتين من الحبشة"(1).
وأخرج الإمام أحمد عن ابن عمر نحوه، وزاد "ويسلبها حليها ويجردها من كسوتها، فلكأني أنظر إليه أُصَيْلعَ أُفَيدِع يضرب عليها بمِسْحاتِه أو معوله"(2).
وأخرج الأزرقي عنه "يجيش البحر بمن فيه من السودان، ثم يسيلون سيل النمل حتى ينتهي إلى الكعبة فيخربونها، والذي نفسي بيده إني لأنظر في صفتُه في كتاب الله تعالى: أفيحج أصيلع أفيدع قائمًا يهدمُها بمسحاته أو معوله"(3).
وفي الصحيحين: "كأني به أسودَ أفحج يهدمُها حَجرا حَجرًا"(4) أي ويتداولها أصحابه بينهم حتى يطرحوها في البحر"، كما ورد في حديث حذيفة مرفوعًا: "كأني أنظر إلى حبشي أحمرَ الساقين أزرق
(1) رواه البخاري (1596)، ومسلم (2909).
(2)
"المسند" 2/ 220.
(3)
"أخبار مكة" للأزرقي 1/ 276 عن ابن عمر.
(4)
رواه البخاري (1595) وليس عند مسلم.
العينين، أفطس الأنف كبير البطن وقد صفَّ قدميه على الكعبة، هو وأصحابٌ له فينقضونهَا حَجرًا حجرًا، ويتداولونها بينهم حتى يَطرحُوها في البحر" الحديث. قوله السُوَيقتين: تصغيرُ الساقين أي: -دقيق الساقين- والأصيلع: تصغير أصْلَع -وَهُو مَنْ ذهب مقدمُ رأسه- والأفَيْدع: تصغير أفدَعْ -وهو من في يديه اعوجاجٌ- وورد في بعض الروايات "أصعل" أي: صغير الرأس، وفي بعضها أصمع أي صغير الأذنين، وقيل: كبير الأذن والأفحج المتباعد الفخذين.
وأخرج الإمام أحمدُ عن أبي هريرة "يبايَعُ لرجلُ بين الرُكنِ والمقام، ولن يستحلَ هذا البيت إلا أهلهُ، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تجيء الحبشة فيخربونه خرابًا لا يَعمَّرُ بعده أبدًا وهم الذين يستخرجون كنزه"(1).
ورواه الأزرقي بهذا اللفظ في "تاريخ مكة"، والحاكم وصححه. فَإنْ قُلْتَ: قد تقدم أن المهدي هو الذي يُخرج كنز الكعبة، وهنا في هذا الحديث: أن ذا السويقتين هو الذي يُخرج كنزها؟
قُلْتُ: لعمري إنَّه لسؤالٌ وارد، ولم أرَ من تعرَّضَ لهذا الآعزاض، ولا مَن نبَّه عليه من العلماء والحفاظ.
ولعل الجواب عن هذا: أن المهدي يستخرج الكنز المذكور، ثم بعد استخراجه له يجمع ما فيه من الحجاج في مُدَّته، ومدة
(1) رواه ابن أبي شيبة 15/ 52، والطيالسي (2373)، وأحمد 2/ 291 و 312، والحاكم 4/ 452 - 453.
سيدنا عيسى عليه السلام إلى حين خُروج هذا الخبيث، فإن المدة قابلة لجمع أضعاف ذلك، سيما مع كثرة المال وكثرة الحجاج حينئذ، والله أعلم.
فَإِنْ قُلْتَ: هدم الكعبة وتسليط هذا الخبيث عليها يُنافي قوله تعالي: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا} [العنكبوت: 67]، وقد حمي اللهُ هذا البيتَ من أصحابِ الفيل، ولم يكن قِبْلة، فكيفَ يُسلط عليه الحبشة بعد أن صارَ قِبَلةً للمسلمين؟
فالجواب: ما ذكره في "فتح الباري"(1) وهو أن يُقال قد أشار النبي صلى الله عليه وسلم للجواب في الحديث بقوله: "ولن يَستَحلَ هذا البيت إلا أهله"، ففي أصحاب الفيل: ما كان أهله استحلوه فمنعه منهم، وأما الحبشة: فلا يهدمونه إلا بعد استحلال أهله مرارًا، وقد استحله أهل الشام زمن يزيد بأمره، ثم الحجاج زمن عبد الملك بأمره ومرَّت الإشارة إلى ذلك، ثم سلط الله القرامطة فقتلوا من المسلمين في المطافِ ما لا يُحصي، وقلعوا الحجر ونقلوه إلى بلادهم، فلما وقع استحلاله من أهلهِ مرارًا، مكن غيرَهُم من ذلك عقوبةً لهم، على أنه ليس في الآية استمرارُ الأمن المذكور فيه. والله أعلم.
خاتمة: اختلف العلماء في هدم الكعبة: هل هو في زمن سيدنا عيسى عليه السلام أو بعده عند قيام الساعة، حيثُ لا يبقي أحد يقول: الله؟
(1)"فتح الباري" 3/ 461.
فعن كعب أنَّه زمن عيسى. وقيل: زمنه وبعد هلاك يأجوج ومأجوج يحجُ النَّاسُ ويعتمرونَ كما ثبت، وأن عيسى عليه السلام يحج أو يعتمر أو يجمع بينهما، والظاهرُ أنه بعد سيدنا عيسى عليه السلام.
وذكر الحافظ ابن حجر (1) أنه وجدَ في كتاب "التيجان" لابن هشام: أن عمر بن عامر كان ملكًا متوجًا وكان كاهنا معمرًا، وأنه قال لأخيه عمرو بن عامر المعروف: بمزيقيا، لمَّا حضرته الوفاة إن بلادَكم ستُخربُ، وأن لله في أهل اليمن سَخَطين ورحمتين: فالسخطة الأولى: هدمُ سد مأرب وخراب البلاد بسببه، والثانية: غلبة الحبشة على اليمن. والرحمة الأولى: بعثة نبي من تُهامة اسمه محمد، يرسَلُ بالرحمة ويَغلب أهل الشرك، والثانية: إذا خرب بيتُ الله يبعثُ الله رجُلًا يقُالُ له شُعيب بن صالح، فيهلك من خرَّبهُ ويُخرجهم، حتى لا يكون بالدنيا إيمان إلا بأرض اليمن.
قال الحافظ: إن ثبت هذا عُلمَ منه اسم القحطانيّ وسيرتهُ وزمانه.
واعترضه في "الإشاعة"(2) بأنه ليس فيما ذُكر أن ذلك هو القطحاني، ولم لا يجوز أن يكون شعيب بنُ صالح التميمي القادم بالرايات السود إلى المهدي؟ وأنه يرسلُ عيسى إليه حين يأتيه الصريخ، ويؤيده كون لقبه المنصور، وبتقدير أن يكون هو إيّاه، فجائز أن يكون قبل خلافته، ويكون فيمن أرسله عيسى أميرًا عليهم، أي: فإنه ورد
(1)"فتح الباري" 13/ 78.
(2)
"الإشاعة" ص 162 - 163.
أن الصريخ يأتي عيسى بذلك، فيبعث إليه طائفة ما بين الثمانية إلى التسعة، فيكون هو أميرهم، وكونه رحمة لأهل اليمن، لا يلزم أن يكون منهم.
ويكفي [في كونه](1) رحمة لهم، كونه يدفع الحبشة عنهم بحيث لا يبقي إيمان إلا [في أرض](2) اليمن، [ثم](3) إن الحجازَ من اليمن ولذا يُقال الكعبة يمانية، وأقولُ كونُ ذلك زمن عيسى عليه السلام، وأنه هو الذي أرسله مع كون لا إيمان إلّا في اليمن في غاية البعد. كيف وزمن عيسى لا يكونُ إلا إيمان خالص؟ والدين متحد كما مر فليحرَّر. فإنْ قِيلَ قد مَرَّ أنّ آخر ما يُوجد الإيمان في المدينة، وهنا قلتم في اليمن.
قُلت: المدينة من اليمن، وقيل إن هدم الكعبة بعد خروج الدابة.
وقيل: بعد الآيات كلها قرب قيام الساعة، حتى لا ينقطع الحاج، ولا يبقي في الأرض من يقول الله، ويؤيد هذا: أن زمن عيسى عليه السلام كُله زمن سلم وبركة وأمان وخير. قُلْتُ: وهذا أليقُ بكرم الله سبحانه وتعالى، سيما والبيت قبلةُ الإسلام والحج إليه أحد أركان الإسلام، فينبغي أن يبقي ببقاء المسلمين، فإذا جاءت الريحُ الباردة الطيبة، وقد قبضت المؤمنين فحينئذ يُهدم البيت، ويرتفع القُرآن، ولا يبقي في الأرض لا دين ولا إيمان. قال العلامة في "البهجة" (4): وعن الثقات من الحُفاظ يمكثُ الناس ما شاء الله في
(1) و (2) زيادة من "الإشاعة".
(3)
ساقطة من "الإشاعة".
(4)
البهجة ص 217 - 218.
الخضب والدعة بعد يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس وخروج الدابة.
قالوا: ثم يخرجُ الحبشة وعليهم ذو السويقتين فيخربون مكة ويهدمون الكعبة، ثم لا تَعْمُرُ بعدها أبدًا، وهم الذين يستخرجون كنز فِرعونَ وقارون بمصر (1).
قالوا: فيجتمع المسلمون فيقاتلونهم، فيقتلونهم ويسبونهم حتى يُباعَ الحبشيُ بعباءة (2)، فهذا بيَّن أنَّ هدمَ الكعبة بعد الآيات كلها. تتمة.
تتمة: ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم، قال:"حُجوا قبل أن لا تحجُّوا فوالذي خلّق الحبّة وبرأ النسمة، ليُرفعنَّ هذا البيت من بين أظهركم، حتى لا يَدري أحدُكم أين مكانه بالأمس"(3) والله أعلم.
(1)"الفتن" لأبي نعيم (1887، 1888)(2/ 672، 673).
(2)
"الفتن" لأبي نعيم (1878، 1894)(2/ 672، 674).
(3)
رواه الحاكم 1/ 449، وأبو نعيم 4/ 131، والبيهقي 4/ 340 من حديث على. قال الألباني في الضعيفة (544): موضوع.
وروي نحوه الدارقطني 2/ 302 وأبو نعيم في أخبار أصبهان 2/ 76، والبيهقي 4/ 341 من حديث أبي هريرة: قال الألباني (543): باطل.