الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقعَ علينا السقف، ومع ذلك روى لهُ أبو داود، والترمذي وابن ماجه، ووفاتُه سنة ست وستين ومائة (1).
المقصد الثاني: في سيرتها:
في أواخر مستدرك الحاكم أن معها عصا موسى، وخاتم سليمان عليهما السلام، لا يُدركُها طالبُ ولا يُعجزُها هارب، تضرب المؤمنَ بالعصا، وتكتبُ في وجهه مؤمن، وتطبع الكَافر بالخاتم (2)، وتكتب في وجهه كافر. كذا رواه عن أبي هريرة رضي الله عنه (3).
قال العلماء تبعا للحديث النبوي: "أنَّ معها عصا موسى وخَاتمَ سُليمان عليهم الصلاة والسلام، وتُنادي بأعلى صوتها: إنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون، وتَسِم الناسَ المؤمن والكافر، فأما المؤمن فيَرى وجهَه كأنه كوكب دري، ويُكتَبُ بين عينيه مؤمن وأما الكافرُ فتنكتُ بين عينيه نكتة سوداء، ويكتب بين عينيه كافر" وفي رواية: "فتلقى المؤمن، فتسِمهُ في وجهه نكتة، فَيَبيضَّ لها وجهُه وتسمُ الكافرَ نكتةً يَسْوَّدُ لها وجهه" وفي رواية: "فتجلو وجهَ المؤمنِ بالعصا، وتختم أنفَ الكافر بالخاتم حتى إن أهل الخوان ليجتمعون، فيقولون لهذا: يا مؤمن ولهذا يا كافر ويتعوذ بعض الناس منها بالصلاة، فتأتيه
(1) أنظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 4/ 465 - 471. ترجمة (879).
(2)
وتطبع بالخاتم الكافر في (ب).
(3)
رواه أحمد 2/ 295 و 491، والطيالسي (2564)، والترمذي (3187)، والحاكم 4/ 485 - 486 وفي إسناده ضعف وجهالة.
من خلفه فتقولُ يا فُلان: الآن تُصلي فيُقبلُ عليها فتسمُه في وجهه، ثم تنطلق، ويشترك الناس في الأموال، ويصطَحبون في الأمصار يعرفُ المؤمنُ الكافر وبالعكس، حتى إن المؤمن ليقولُ للكافر: يا كافر، اقض حَقِّي، والكافر يقول: يا مؤمن اقض حقي، وتستقبل المشرق، فتصرخُ صرخةً تنفذه، ثم تستقبل الشام فتصرخ صرخة تنفذه، ثم المغرب واليمن كذلك، ولا يبقى مؤمنٌ إلا نَكتَتْ في مسجده، بعصا موسى نكتة بيضاء فتفشو تلك النقطة، حتى يبيض لها وجهه، ولا يبقى كافر إلا نكتت في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان، فتفشو تلك النكتة حتى يسوَدَّ لها وجهه" (1).
وأخرج نعيم بن حماد في "الفتن"(2)، والحاكم في "المستدرك"، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لا يلبثون يَعني الناس بَعْدَ يأجوج ومأجوج، حتى تطلع الشمس من مغربها، وجفَّت الأقلام وطُويَتِ الصُّحُف، لا يُقْبَلُ من أحد توبة، ويَخر إبليس ساجدًا ينادي إلهي: مُرني أنْ أسجد لمَن شئت، وتجتمعُ إليه الشياطين فتقول: يا سيدنا إلى من تفزع؟ فيقولُ: إنَّما سألتُ ربي أن يُنظرني إلى يوم البعث فأنظرني إلى يوم الوقت المعلوم، وقد طلعتِ الشمسُ من مغربها، وهذا يومُ الوقت المعلوم، وتصيرُ الشياطين ظاهرة في الأرض حتّى يقولَ الرجلُ هذا قريني الذي كان يغويني، فالحمدُ لله الذي أخزأه ولا
(1) انظر "الدر المنثور" تفسير النمل آية (82).
(2)
(1843)(2/ 654).
يزال إبليس ساجدًا باكيًا حتى تخرجَ الدابة (1) فتقتله، وهو ساجد".
تنبيه: في سؤال إبليس أن يُنظرَ ليوم البعث مكر وخداع، وجهل برب العالمين، فإنه حاول أن لا يذوق طعم الموت؛ لأن يومَ البعث ليسَ يوم موت، وإنما هو يومُ بعثٍ ونشورٍ، وبعْثر مَنْ في القبور، فإذا كانَ الأمر كذلك، فكيف يُقبض إذ ذاك إبليس أو غيره؟ وإنما ذلك يومُ الجزاء والله أعلم.
وفي "العرائس"(2) عن كعب الأحبار، أن إبليس إنما يذوقُ طعمَ الموت يوم الحشر، قال: ينزلُ إليه ملك الموت، وقد لبس ثياب السخط والغضب، ومعهُ أعوانٌ لا تُحصى كثرتهم، وله قوة لا تُطاق، وبأس لا يذاق، ومعه سبعون ألفًا من الزبانية (3) قد مُلئوا غيظًا، ومع كُلِ واحدٍ سلسلةٌ من سلاسل لظى، وغلٌ من أغلالها، فنعوذ بالله من نكالها، ويأمر الله تعالى مالكًا بفتح أبواب النيران، وبتسعيرها مع الخزان، وينزل ملك الموت في صورة لو نظر إليه أهل السموات السبع لماتوا، ولو نظر إليه أهل الأرض لتفطرت مرائرهم من الفزع.
قال: فينتهي إلى أبليس لعنَهُ الله ويزجره، فيصيح صيحةَ لو سمعَها أهلُ الدنيا لماتُوا منها فيهرُبُ إلى المشرق فيجد ملكَ الموتِ أمامه، فيغوصُ في البحر فلا يقبله، فلا يزال يهرب في الأرض
(1) رواه نعيم بن حماد 2/ 654، ورواه الحاكم بلفظ مخالف 4/ 566.
(2)
كتاب "عرائس المجالس" لأبي إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي وهو يشتمل على قصص كثيرة أكثرها غرائب وموضوعات وإسرائيليات.
(3)
في (ب): (الملائكة).