الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل العاشر في النار التي تخرج من قعر عدن، تحشرُ الناس إلى محَشرهم. وهي آخر العلامات
أخرج الإمام أحمد والبخاري عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: "أمّا أوّل أشراط الساعة فنارٌ تخرج من المشرقِ فتحشر الناسَ إلى المغرب، وأمّا أوّل ما يأكل أهلُ الجنة، فزيادة كبد الحوت"(1) الحديث.
وأخرج الستةُ غير البخاري عن حذيفة بن أسيد مرفوعًا: "لن تقومَ الساعةُ حتى تروا قبلها عشر آياتٍ وذكرها قال: وآخِرُ ذلك نارٌ تخرجُ من اليمن تطردُ الناسَ إلى مَحشرهم (2) "،
وُيروى: "نارٌ تخرجُ من قعر عدن تسوق الناسَ إلى المحشر"(3)، وفي
(1)"صحيح البخاري"(3329)، (3938)، (4480). "المسند" 3/ 108، 3/ 189، انظر (2) ص 689.
(2)
رواه مسلم (2901)(39)، وأبو داود (4311)، والترمذي (2183)، والنسائي في "الكبرى" 6/ 424 (11380)، (وابن ماجه (4041) مختصرًا.
(3)
رواه أحمد 4/ 7، ومسلم (2901) (40) بلفظ: ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس، وأبو داود (4311)، والترمذي (2183)، والنسائي في "الكبرى" 6/ 424 (11380)، والحميدي في "مسنده" 2/ 75 - 76 (849)، ابن حبان في "صحيحه" 15/ 257 - 258 (6843)، والطبراني 3/ 171 - 172 (3039 - 3030).
لفظ: "من قعر عدن أبين"(1) وأبين بوزن أحمر. اسم الملِك الذي بناها.
وأخرج الإمام أحمد عن ابن عمرو رضي الله عنهما وكذا أبو داود والحاكم، وأبو نعيم: ستكونُ هجرةٌ بعد هجرة فخيارُ أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم، ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم، وتقذرهم نفس الله، وتحشرهم في النار مع القردة والخنازير، تبيت مَعَهُم إذا باتُوا وتقيل مَعهم إذا قالوا، وتأكل من تخلُف (2). قوله: تقذرهم نفس الله، هُو من المتشابه والإيمان به واجبٌ بالمعنى الذي أراده الله سبحانهُ إثباتٌ بلا تمثيل، وتنزيهٌ بلا تعطيل (3).
وأخرج الإمام أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح عن ابن عُمر رضي الله عنهما مرفوعًا: "ستخرجُ نارٌ من حضرموت، أو من بحرِ حضرموت، قبل يوم القيامة تحشرُ الناس" قالوا: يا رسول الله: فما تأمرُنا؟ قال: "عليكم بالشام"(4) أي وهذا هو المراد بمهاجر إبراهيم.
(1) رواه بن ماجه (4055)، وابن أبي شيبة 7/ 500 - 501 (37531)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 2/ 258 - 257 (1012)، الطبراني 3/ 172 (3031).
(2)
رواه أحمد 2/ 199، 209، من رواية عبد الله بن عمرو وجاء من رواية عبد الله بن عمر بن الخطاب في المسند (5562) ومن رواية أبي هريرة في شطر الحديث عند البخاري (6522)، ومسلم (2861) وابن مسعود في شطر الحديث (75/ 37) وأبو داود (2482)، والحاكم 4/ 486 - 487، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 53 - 54.
(3)
إثبات النفس لله ليس من المتشابه بل هو من الصفات الثابتة لله عز وجل قال تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} وقال: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} .
(4)
رواه أحمد 2/ 8، 53، 69، 119، والترمذي (2217).
وأخرج الطبراني وابن عساكر عن حُذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "لتقصدنكم نارٌ هي اليوم خامدة في وادٍ يُقالُ له برهوت، يغشى الناس فيها عذابٌ أليم، تأكل الأنفس والأموال، تدور الدنيا كلَّها في ثمانية أيام، تطيرُ طير الريح والسحاب، حرُّها بالليل أشد من حرّها بالنهار، ولها بين السماء والأرض دويٌّ كدوي الرعد القاصف، هي من رؤوس الخلائق أدنى من العرش" قيل يا رسول الله: أسليمة يومئذ على المؤمنين والمؤمنات؟ قال: "وأين المؤمنون والمؤمنات يومئذ؟ شرٌّ من الحُمُر يتسافدون كما يتسافدُ البهائمُ وليس فيهم رجل يقول مه مه"(1).
وأخرج البغويُّ والبارودي وابنُ قانع وابنُ حبان: "يوشك أن تخرجَ نارٌ من حُبسٍ [سيل](2)، تسيرُ سيرَ بطيئة الإبل تسيرُ بالنهار،
(1)"تاريخ دمشق" 64/ 267 - 268.
(2)
في أبي يعلى وابن حبان أسقط المحققان لفظة سيل وقد وردت في مسند أحمد (3/ 443) و"مجمع الزوائد".
قال السندي رحمنا الله وإياه قوله: "من حبس سيل" ضبط بكسر الحاء وسكون باء، وفتح سين وياء، والأظهر بفتح السين، فسكون ياء، وفي النهاية الحبس بالكسر: خشب أو حجارة تُبنى في وجه الماء ليجتمع، فيشرب منه القوم، ويسقوا إبلهم. وقيل: هو فلوق في الحرة، تجمع ماء، لو وردت عليه أمة لوسعتهم، ويقال: للمضعة التي يجمع فيها الماء حبس أيضًا. وحبس سيل: اسم موضع بحرة بني سليم، بينها وبين السَّوارقيَّة مسيرة يوم، وقيل: إن حبس سيل -بضم حاء وكسر باء- هو موضع بمكة. وقال في معجم البلدان حُبْس سَيَل: روي بالفتح، إحدى حرتي بني سليم، وهما حرتان بينهما فضاء، كلتاهما أقل من ميلين. ا. هـ