الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتحصّل لنا سِتَّةُ أقوال في المسألة: أربعون عاما، أو سبعون، أو ألف، أو خمسون ألفًا، أو مائة عام، أو ثلاثمائة، والظاهرُ أن ذلك يختلفُ باختلاف الأشخاص على حسب الأعمال، بدليل كونه على المؤمن أخفُّ من الصلاة المكتوبة، واللهُ سبحانه وتعالى أعلم.
لطيفة
. سُئل ابن عباس (1) رضي الله عنهما عن يوم القيامة، أمن الدّنيا هُو أم من الآخرة قال: صَدْر ذلك اليوم من الدنيا، وآخره من الآخرة، والله الموفّق. وأخرج ابن المبارك عن كعب قال: لو أنّ رَجُلًا كان له مثل عمل سبعين نبيًا لخشي أن لا ينجو من ذلك اليوم (2).
وأخرج الإمام أحمد عن عتبة بن عبد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن رجُلًا يجُرُ على وجهِه من يوم ولد إلى يوم يموت، هرمًا في مرضاة الله تعالى، لحقَرَّهُ يومَ القيامة"(3).
وأخرج البيهقي عن قتادة في قوله {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42] قال تشخصُ فيه فلا ترد إليهم {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} عامدين إليه {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ
= الزبيدي، وهو ثقة.
ورواه ابن أبي شيبة 7/ 128، وابن المبارك في الزهد (643) موقوفًا عن ابن عمرو أيضًا وجاء في الأصل هنا (ابن عمر).
(1)
ذكر في "الدر المنثور" في تفسير آية (24) الفرقان عن عكرمة وأيضًا في "تاريخ ابن عساكر"(41/ 150).
(2)
رواه ابن المبارك في "الزهد" ص: 52 (159).
(3)
رواه أحمد 4/ 185.
وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)} [إبراهيم: 43] قال: انتزُعت قلوبُهم حتى صارت في حناجرهم، لا تخرج من أفواههم، ولا ترجع إلى أماكنها، وأخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا:"يَعْرقُ الناس يوم القيامة، حتى يذهبَ عرقُهم في الأرض سبعين ذِراعًا ويلجمهم حتَّى يبلغَ آذانهم"، وفي بعض ألفاظ الصحيح:"سبعين باعا"(1).
وأخرج مسلمٌ (2) عن المقداد رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"إذا كانَ يومُ القيامة أدنيت الشمسُ من العباد، حتى تكونَ قيدَ ميل أو ميلين، قال فتصهرهُم الشمس فيكونون في العرق، كقدر أعمالهم منهم، منْ يأخذه إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومن يُلجمه إلجاما".
وفي رواية له "تُدَنَّى الشمس يومَ القيامة من الخلق، حتى تكونَ منهم كمقدارِ ميل" قال سُلَيمُ بنُ عامر: واللهِ ما أدري ما يُعنَى بالميل مسافة الأرض؟ أو الميل الذي تكحل به العين؟ قال: "فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهمُ من يكونُ إلى كعبَيهِ، ومنهم من يكونُ إلى ركبتيه، ومنهم من يكونُ إلى حقويه، ومنهم من يُلجمُه العرقُ إلجامًا" وأشارَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فيه.
وأخرج الإمام أحمد والطبراني وابن حبّان في صحيحه،
(1) مسلم (2863).
(2)
رواه مسلم (2864)، والترمذي (2421)، وأحمد 6/ 3 - 4، وابن حبان (7330).
والحاكم، وقال صحيح الإسناد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: حمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تدنو الشمسُ من الأرضِ، فيعرقُ الناس، فمن الناس من يبلغُ عرقَه عقبيه، ومنهم من يبلُغ نِصفَ الساق، ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم مَن يبلغُ إلى العجز، ومنهم من يَبلغُ الخاصِرة، ومنهم من يبلغُ منكبيه، ومنهم من يبلغ عنقه، ومنهم من يبلغ وسط فيه، وأشار بيده ألجَمَها فَاه"، رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشير هكذا، "ومنهم من يُغطيه عرقه"، وضَرَب بيده وأشار وأمرَّ يده فوقَ رأسه مِنْ غير أن يُصيبَ الرأسَ دوَّرَ راحتهُ يمينًا وشمالاً (1).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: الأرض كُلُّها نارٌ يومَ القِيامة والجنَّةُ من ورائها كواعِبُها وأكوابُها، والذي نَفْسُ عبدَ الله بيده، إنَّ الرجلَ ليفيضُ عرقا، حتَّى يَسيحَ في الأرض قامته ثم يرتفعَ حتى يبلغَ أنَفَه، وما مسَّهُ الحساب، قالوا: مما ذاك يا أبا عبد الرحمن قال: مما يَرى النَّاس. رواه الطبراني بإسنادٍ جيد قوي (2).
وعنه مرفوعًا "إنَّ الرجل ليلجمه العرق يومَ القيامة فيقول: يا رب أرحني ولو إلى النَّار" رواه الطبراني في الكبير بإسنادٍ جيد وأبو يعلى وابن حبان بلفظ: "إنَّ الكافرَ ليلجمه العرق"(3) الحديث.
(1) رواه أحمد 4/ 157، وابن حبان (7329)، والطبراني 17/ (834) و (844)، والحاكم 4/ 571.
(2)
رواه الطبراني 9/ 154 (8771).
(3)
رواه الحاكم 4/ 620 وصححه، وأورده الهيثمي 10/ 336 وقال: رواه البزار وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي هو ضعيف جدًا.