المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

والحاكم عن جابر وصححه بلفظ: "إنَّ العرق ليلزم المرء في - البحور الزاخرة في علوم الآخرة - جـ ٢

[السفاريني]

فهرس الكتاب

- ‌الكتاب الثاني في أشراط الساعة واقترابها وما يتعلق بذلك

- ‌الباب الأول في الأمارات البعيدة التي ظهرت وانقضت

- ‌ومنها كثرة الزلازل

- ‌الباب الثالث في العلامات العظام، والأمارات القريبة الجسام، التي تعقبها الساعة وفيه اثنا عشر فصلا

- ‌الفصل الأوّل: في المهدي وما يتعلق به

- ‌المقام الأوّل: في اسمه ونسبه، ومولده ومبايعته، وهجرته وحليته وسيرته

- ‌المقام الثاني: في علاماته التي يُعرف بها، والأمارات الدالة على خروجه:

- ‌ومنها: أنَّه يجتمع بسيدنا عيسى، ويصلي سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام خلفه

- ‌ومن الأمارات الدالة على خروجه:

- ‌المقام الثالث: في الفتن الواقعة قبل خروجه:

- ‌منها أنَّه يُحسر الفرات عن جبل من ذهب

- ‌تنبيه:

- ‌الفصل الثاني في الدجَّال وما يتعلق به، والكلام عليه في أربع مقامات

- ‌المقامُ الأول في اسمه ونسبه ومولده:

- ‌المقام الثاني في حليتهِ وسيرتِه:

- ‌ومن صفاته:

- ‌وأما سيرته:

- ‌المقام الثالث: في خروجه وما يأتي به من الفِتن والشبهات [ومعرفة سيره في الأرض]

- ‌أما خروجه:

- ‌المقام الرابع: في سرعة سيره في الأرض ومدّة لبُثه فيها، وكيفيّة النّجاة منه

- ‌أما سيره:

- ‌وأما كيفية النجاة منه:

- ‌الفصل الثالث في نزول سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام

- ‌المقامُ الأوّل: في سيرته وحليته:

- ‌وأما سيرته:

- ‌المقام الثاني: في وقت نزوله ومحله

- ‌المَقام الثالث: في مدته ووفاته:

- ‌الفصل الرابع في ذكر يأجوج ومأجوج وخروجهم من الفتن العظام والمصائب الجسام

- ‌المقام الأول: في نسبهم

- ‌المقام الثاني: في حليتهم وكثرتهم:

- ‌المقام الثالث: في خروجهم وإفسادهم وهلاكهم

- ‌الفصل الخامس خرابُ المدينة وخروج القحطاني والجهجاه والهيشم والمقعد وغيرهم، وكذا هدمُ الكعبة

- ‌الفصل السادس في طلوع الشمس من مغربها

- ‌تنبيهات:

- ‌الفصل السابع في خروج الدابَّة

- ‌المقصدُ الأوّل: في حليتها

- ‌المقصد الثاني: في سيرتها:

- ‌المقصد الثالث: في خروجها

- ‌الفصل الثامن خروج الدخان

- ‌الفصل العاشر في النار التي تخرج من قعر عدن، تحشرُ الناس إلى محَشرهم. وهي آخر العلامات

- ‌تتمة

- ‌خاتمة

- ‌الفصل الحادي عشر في نفخة الفزع، وما يكون فيها من تغير انتظام هذا العالم، وفساد انتظامه

- ‌الفصل الثاني عشر في نفخة الصعق وفيها هلاك كُل شيء

- ‌الكتاب الثالث في المحشر وما يتعلق به إلى أن يدخل أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ وأهلُ النارِ النَّارَ

- ‌البابُ الأول في نفخة البعث

- ‌الباب الثاني في الحَشْرِ

- ‌فصل

- ‌البابُ الثالث في الوقوف في المحشر، في شدة ما يلقاهُ الناس من الأهوال في تلك الحال

- ‌لطيفة

- ‌لطيفة

- ‌فائدة

- ‌فصلٌ في الشفاعة العظمى

- ‌فصل

- ‌الباب الرابع في ذكر الحساب، وما يليقاه العالم من شدةِ البأسِ والعقابِ

- ‌فصل في حسَابِ البْهَائم

- ‌فصل فى حساب النَّاس والإتيان بالشهود

- ‌فصل في شهادة الأعضاءِ والأزمنة والأمكنة

- ‌فصل في حساب المؤمِن ومَنْ يكلمه الله، ومن لا يكلمه

- ‌فصل في سرعة الحساب، وفيمن يدخل الجنَّة بغيرِ حساب

- ‌الباب الخامس في الميزان

- ‌فائدتان:

- ‌لطيفة:

- ‌فصل

- ‌الباب السادس في ذكر الصراطِ وهو قنطرة جهنَّم بين الجنّةِ والنّارِ وخُلق منْ حين خلقت جهنَّم

- ‌الباب السابع في الحوضِ، والكوثرِ وهما ثابتان بالكتابِ والسُّنّةِ وإجماع أهْل الحق

- ‌فصل

- ‌فصل في شفاعةِ الأنبياءِ، والملائكة، والعلماء والشهداء، والصالحين، والمؤذنين، والأولاد

- ‌فصل في سعة رحمة الله تعالى

الفصل: والحاكم عن جابر وصححه بلفظ: "إنَّ العرق ليلزم المرء في

والحاكم عن جابر وصححه بلفظ: "إنَّ العرق ليلزم المرء في الموقف حَتَّى يقول: يا ربِّ إرسالك ب إلى النَّارِ أهون مما أجد وهو يعلم ما فيها من شدةِ العذاب"(1).

وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه مرفوعًا: "يومَ يقومُ النَّاسُ لربِّ العالمينَ مقدارُ نصفِ يومٍ مِنْ خمسِينَ ألفَ سنةِ فيهونُ ذلك على المؤمنِ كتدلِّي الشمسِ للغروبِ إلى أن تغربَ"(2) رواه أبو يعلى بإسناد صحيح، وابنُ حبان في صحيحه.

قُلتُ: وهو سابعُ الأقوالِ لأنَّه أفادَ أنَّ مدّةَ الوقوفِ نصفُ يومٍ من خمسين ألف سنة فيكون مقدارُ الوقوفِ خمس وعشرين ألف سنة والله أعلم.

‌فائدة

قال الحافظ المنذري رحمه الله: قد صَحَّ أنَّ الفقراء يدخلون الجنَّة قبلَ الأغنياءِ بخمسمائة عام انتهى (3). فيكونون قد سلموا من تلك الأهوالِ الشَّديدة، والأحوال المكيدةِ، وفي ذلك مزية للفقر وأهلِه، ففي مسندِ الإمامِ أحمد عن أسامة بنِ زيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قمتُ عَلىَ بابِ الجنةِ فإذا عامَّةُ من يَدخلهَا الفقراءِ إلا أنَّ أصحابَ الجدِّ أي: الحظِّ والثروةِ والمَالِ محبُوسونَ إلا أهلَ النَّارِ فقد أُمِرَ

(1) رواه الحاكم 4/ 620 وصححه، وأورده الهيثمي 10/ 336 وقال: رواه البزار وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو ضعيف جدًا.

(2)

رواه أبو يعلى (6025)، وابن حبان (7333). وقد مر بنا الحديث ت (1) ص 754.

(3)

"الترغيب والترهيب" 4/ 211.

ص: 759

بِهَمَ إلى النَّار" الحديث متفق عليه (1).

وأخرجَ مسلمٌ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"إن فُقراءَ المهَاجرينَ يسبقونَ الأغنياءَ إلى الجنَّةِ بأربعينَ خريفًا"(2) وروى أبو هريرة، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:"يدخلُ فقراءُ المؤمنينَ الجنةَ قبلَ أغنيائهمْ بخمسمائةِ عام"، وقال صلى الله عليه وسلم:"الفقرُ أزينُ بالمؤمنِ مِن العُذَارِ الحَسَنِ عَلىَ خَذ الفرسِ"(3)، وقال صلى الله عليه وسلم:"مَا من ذِي غنًى إلّا سيودُ يومَ القيامةِ لو كانَ إنَّما أوتيَ قُوتًا"(4)، وقال صلى الله عليه وسلم:"يُؤتى بالعبدِ يومَ القيامةِ فيعتذرُ الله عز وجل كَمَا يعتذرُ الرجلُ إلى الرجل في الدُّنيا، فيقول: وعزتي وجلالي ما زَوَيتُ الدُّنيا عنك لهوانِكَ عليَّ ولكن لمِا أعدَدْتُ لَكَ من الكرامةِ، اخرجْ يا عبدِي إلى هذه الصُّفوفِ فمن أطعَمكَ، أو كساكَ يريدُ بذلك وجهي فخُذ بيدهِ فهُوُ لَكَ". ذكر ذلك جميعَه الإمامُ ابن الجوزي في "التبصرة". [وقال فيها: قيل لموسى عليه السلام: إذا رأيت الفقر مقبلًا فقل: مرحبًا شعار الصالحين](5).

(1) رواه أحمد 5/ 209، والبخاري (5196) و (6547)، ومسلم (2736)، وابن حبان (675).

(2)

رواه أحمد 2/ 69 (6578)، ومسلم (2979)، وابن حبان (677)، والبيهقي في "البعث والنشور"(455).

(3)

رواه هناد في "الزهد"(588)، والطبراني في الكبير 7/ (7181).

(4)

رواه أحمد 3/ 117 و 167، وهناد في "الزهد"(596)، وأبو يعلى (3713) و (4339) و (4341)، والبيهقي في "الشعب"(10378)، وأبو نعيم 15/ 69 واسناده ضعيف جدًا.

(5)

ما بين معقوفتين من (ب).

ص: 760

وأخرج ابن أبي الدُّنيا، والطبراني من طرقٍ أحدها صحيح واللفظ له، والحاكم، وقال صحيح الإسنادِ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يجمعُ الله الأوّلينَ، والآخرين لميقَاتِ يومٍ معلوم قيامًا أربعينَ سنة، شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء .. " قال: "وينزل عز وجل" أي: نزولًا يليق بذاته المقدسة عن الشبيه، والمثيل.

فمذهبُ أهل الحق التسليمُ بما أخبرَ، لا كما يخطر للبشر، ومرور نحو هذا كما جاء من غيرِ تشبيه، ولا تعطيل، ولا تأويل، ولا تمثيل. كما قال شيخُ الإسلامِ قدَّسَ الله رُوحَه: إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل فالمشبه يعبد صنمًا، والمعطل يعبد عدمًا. انتهى.

في ظللٍ من الغمام من العرش إلى الكرسي، ثم ينادي منادياً أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم، ورزقكم، وأمركم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا أنْ يولي كل أُناسٍ منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا أليس ذلك عدلًا من ربكم؟ قالوا: بلى، فينطلق كلُّ قوم إلى ما كانوا يعبدون، ويتولون في الدنيا قال: فينطلقون، وبمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون فمنهم من ينطلق إلى الشمس، ومنهم من ينطلق إلى القمر، والأوثان مِن الحجارة، وأشباه ما كانوا يعبدون.

قال: ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطانٌ، ولمن كان يعبد عزيرا شيطانٌ، ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم وأمّته فيتمثل لهم الربُّ تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول: ما لكم لا تنطلقون كلما انْطلق النَّاس؟ قال: فيقُولون: إنّ لنا إلها ما رأيناه فيقول: هل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناه قال: فيقول: ما هي؟ فيقولون:

ص: 761

يكشف عَن سَاقه، فعند ذلك يكشف عن ساقه، فيخر كل من كانَ يسجد للهِ في الدُّنيا، ويبقى قومٌ ظهورهم كصياصي أي: قرون البقرِ يريدونَ السجودَ فلا يستطيعون، وقد كانوا يُدعُون إلى السجودِ وهم سَالمون، ثم يقول: أرفعوا رءوسكم، فيرفعون رءوسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم" الحديث (1).

وأخرجَ الإمامُ أحمد، والطبراني بسند جيد عن أنسٍ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"لمْ يلق ابن آدمَ شيئًا مُنذ خَلقهُ الله أشد عليه من الموتِ، ثم إنَّ الموت أهونُ عليهِ ممّا بعده وإنّهم ليلقون من هولِ ذلك اليوم شدة حَتَّى يلجمهم العرق حَتَّى إنَّ السفنَ لو أجريت فيه لجرت"(2).

وأخرَجَ الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النّبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "سَبعة يظلهم الله في ظله يَوم لا ظَل إلا ظله إمام عادل، وشاب نشا في عبادةِ الله، ورجل قلبه مُعَلقٌ بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك، وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجَمال فقال: إنّي أخافُ الله، ورجل تصَدق بِصَدَقَةٍ فأخفاها حَتَّى لا تعلم

(1) رواه الطبراني 9/ (9763) و (9764)، والشاشي (410)، واللالكائي (842) مطولًا، والحاكم 2/ 376 - 377 وصححه، ووافقه الذهبي، وأورده الهيثمي 10/ 340 وقال: رواه كله الطبراني من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة.

(2)

رواه أحمد 3/ 154 بأوله، والطبراني في الأوسط (1976) بلفظه، وأورده الهيثمي 10/ 334 وقال: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد ورواه أحمد باختصار.

ص: 762

شمالُه ما أنفقت يمينه، ورجل ذكرَ اللهَ خَاليًا ففاضت عيناه" (1). وقد نظم بعضهم هذا وأحسنَ فقال:

رَوينا حديثًا في الصحيحينِ سَبْعَةٌ

يُظِلّهم المْولى بخيرِ ظلالِ

إمامٌ له عدل وَمَنْ في عبادة

نشأ بالتُّقَى للهِ لا بضلالِ

وَمَن قلبُه يهوَى المساجدَ دائمًا

تَعَلُّقُه فيها بغير زوالِ

وشخصانِ في اللهِ الكريمِ تَحاببا

بحالِ افتراق منهما ووصالِ

ومتصدقٌ أخفى التصدقَ لم يكن

بما أنفَقَتْ يمناهُ علم شمالِ

وإنّي أخافُ اللهَ من قال عندما

دعتْ ذات مالٍ منصب وجمال

ومن ذكر الربَّ المهيمن خَاليًا

ففاضت به عيناه خوفَ نكمال

فأكرم بهم مِنْ سبعة طيب الثنا

وأكرم بهم في القومِ سبع خصال (2)

وأخرجَ الإمام أحمد، والحاكم عن سهل بن حنيف مرفوعًا:"مَنْ أعانَ مجاهدًا في سبيل الله، أو غارمًا في عسرته، أو مكاتبًا في رقبته أظلَّه الله يومَ لا ظل إلا ظله"(3). وأخرج الطبراني عن جابرٍ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن أطْعم الجائعَ حَتَّى يشبع أظله الله صلى الله عليه وسلم ظلِ

(1) رواه أحمد 2/ 439، والبخاري (660) و (1423) و (6479) و (6806)، ومسلم (1031)، والترمذي (2391)، والنسائي 8/ 222، وابن خريمة (358)، وابن حبان (4486).

(2)

هذه الأبيات للشيخ عفيف الدين اليافعي. انظر: "الازدهار فيما عقده الشعراء من الأحاديث والآثار" للسيوطي 1/ 77 - 78.

(3)

رواه أحمد 3/ 487، وابن أبي شيبة 4/ 230، والحاكم 2/ 99 و 236، والطبراني (5590) و (5591)، والبيهقي 10/ 320.

ص: 763

عرشهِ" (1) وفي الحديث: "من أنظر معسرًا أظله الله يومَ القيامة" (2). أو كما قال، وفي حديث جابر عند الطبراني مرفوعًا: "من كفل يتيمًا، أو أرملة أظلّه اللهُ في ظله يوم القيامة" (3).

وأخرج الطبراني، وابنُ عدي، والأصبهاني عن أبي هريرةَ مرفوعًا:"أوحى اللهُ إلى إبراهيم الخليل عليه السلام: يا خلِيلي حَسُنَ خُلُقَكَ ولو مع الكفارِ تَدْخُلْ منازِلَ الأبرارِ، وإنّ كلمتي سبقتْ لمن حَسُنَ خُلُقُهُ أن أُظِلَّه تحت عرشي، وأن أسقيه من حظيرةِ قدسي وأدنيه في جَوَارِي"(4).

وأخرجَ الإمامُ أحمد، والبيهقي عن عائشةَ رضي الله عنها مرفوعًا:"أتدرون مَن السَّابِقُون إلى ظلِّ الله يومَ القيامة؟ الَذينَ إذا أعطوا الحق قبلوه، ويحكمون للنَّاس حكمهم لأنفسهم"(5).

وفي الحديث: "الحزين يعني: في الدنيا في ظل الله"(6) قُلْتُ والمراد الحزين من أجل الله لأن قلبَه محزونٌ، ولبه خاضع لجلالِ الله،

(1) رواه الطبراني في "مكارم الأخلاق "(164).

(2)

رواه مسلم 4/ 2302 (3006).

(3)

رواه الطبراني في الأوسط (9292) بإسناد ضعيف.

(4)

رواه الطبراني في الأوسط (6506)، والرافعي في التدوين 2/ 331، وأورده الهيثمي 8/ 21 وقال: فيه مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي وهو ضعيف

(5)

رواه أحمد 6/ 67 و 69، وأبو نعيم في الحلية 1/ 16 و 2/ 187، والبيهقي في الشعب 7/ (11139)، وهو حسن بطرقه.

(6)

رواه الطبراني في الأوسط (9292) بإسناد ضعيف

ص: 764

وعظمته، وأما المحزون على الدُّنيا فهو ساخطٌ على الله لأنّه غيرُ راضٍ بما قسم له فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرضينا بقضائه فإنّ العبدَ ليس له حيلة في دفعِ القضاء إلا التسليم والرضى ولي في المعنى

ما لي على مُرِّ القَضَا

من حَيلَةٍ غَيرُ الرِّضَا

أنا في الهوى عبدٌ وما

للعبدِ أنْ يتعرضا

فنسأل الله الرِّضاء بالقضاء.

وفي الحديث: "ثلاثة في ظلّ العرشِ: واصل الرحم يزيدُ الله في رزقه، ويمد في أجله، وامرأة مات زوجها وترك عليها أيتامّا صغارًا فقالت: لا أتزوج أقيم على أيتامي حَتى يموتوا، أو يغنيهم، وعبد صَنع طعامًا فأضاف ضيفه، وأحسن نفقته فدعا عليه اليتيم، والمسكين فأطعمه"(1).

وأخرج الطبراني، والدّيلمي عن أبي أمامةَ رضي الله عنه مرفوعًا:"ثلاثة في ظلَّ اللهِ يومَ القيامة رجل حيث توجه علم أنَّ الله تعالى [معه] (2)، ورجل دعته امرأة إلى نفسِها فتركها مِنْ خشيةِ الله، ورجل يحب الناس لجلالِ الله"(3). وأخرج الديلمي عن عليّ كرّم اللهُ وجهه مرفوعًا: "حَمَلَةُ القُرْآنِ في ظلّ اللهِ يومَ لا ظلَّ إلاّ ظِلُّه مع أنبيائه وأصفيائه"(4).

(1) رواه الديلمي كما في مسند الفردوس 2/ (2526) من حديث أنس كنز العمال (43243).

(2)

ساقطة من (أ).

(3)

رواه الطبراني في الكبير 8/ (7935) وفي إسناده بشر بن نمير: متروك.

(4)

ذكره العجلوني في كشف الخفاء 1/ 76 (174) وقال: رواه أبو النصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي في فوائده وابن النجار في تاريخه عن على رفعه قال المناوي: ضعيف.

ص: 765

وأخرج الأصبهاني، والديلمي عن أنس مرفوعًا:"التاجر الصدوق تحت ظلِّ العرشِ يومَ القيامة"(1) والديلمي، وابن شاهين، عن عمرَ ابن الخطاب رضي الله عنه مرفوعًا:"يصيح صائح يومَ القيامة أينَ الذين عادوا المرضى في الدنيا؟ فيجلسون على منابر من نور يحُدثون الله والنَّاس في الحساب"(2).

والطبراني عن أبي أمامةَ مرفوعًا: "بشر المدلجين في الظلم بمنابر من نورٍ يومَ القيامة يفزع النّاسُ ولا يفزعون"(3).

ومسلم عن ابن عمرَ مرفوعًا: "إنّ المقسطينَ عند اللهِ يوم القيامة على منابر من نورٍ عن يمينِ العرشِ هم الذين يعدلون في حكمهم، وأهلهم، وما وَلُوا"(4) وعنده عن أبي هريرةَ مرفوعًا: "يقول اللهُ يومَ القيامة أينَ المْتحابونَ لجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يومَ لا ظلَّ إلا ظلي"(5).

(1) أخرجه الأصبهاني في ترغيبه (794) كما في تحفة الأحوذي 4/ 336.

(2)

الفردوس 5/ 486 (8811).

(3)

رواه الطبراني في الكبير 8/ (7633) و 8/ (8125) وفي مسند الشاميين 2/ 123، وأورده الهيثمي 2/ 31 وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه سلمة العبسي عن رجل من أهل بيته ولم أجد من ذكرهما.

(4)

صحيح مسلم (1827).

(5)

صحيح مسلم (2566)، وهو عند الإمام أحمد 2/ 237 و 338 و 370 و 523 و 535 =

ص: 766

والإمام أحمد، وابن حبان، والترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعًا:"المتحابونَ في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظلّ إلا ظلّه يغبطهم بمكانِهم النَّبيون، والشُّهداء"(1).

وفي مرفوع ابن عمر: "إذا كانَ يوم القيامة وضعت منابر من نورِ عليها قباب مِن در، ثمّ ينادي منادٍ أين الفقهاء؟ وأينَ الأئمة، والمؤذنون؟ اجلسوا على هذه فلا روعَ عليكم، ولا خوفَ حَتَّى يفرغ الله فيما بينه وبين العبادِ من الحساب"(2).

وأخرج الطبراني، وأبو نعيم عن ابن عمر مرفوعًا: "إنّ لله عبادًا اختصهم لقضاء حَوائج الناس، وآلى اللهُ على نفسه أنْ لا يعذبهم بالنَّار، فإذا كان يوم القيامة أجلسوا على منابر منْ نورٍ يحادثون اللهَ، والنَّاس في الحسابِ (3).

تنبيه: قال صاحبُ "مطامح الأفهام" إِظْلَالُ اللهِ لهم عبارةٌ عن أنَّه سبحانَهُ يقيهم أهوالَ المحشر، ويعصمهم من حَير الشّمسِ

(1) رواه أحمد 5/ 239 وابنه عبد الله في 5/ 328، والترمذي (2390)، وابن حبان (577)، والطبراني 20 / (144 - 151).

(2)

ذكره الديلمي في "الفردوس" 1/ 254 - 255 (978).

(3)

رواه أبو نعيم في الحلية 3/ 225 بإسناد ضعيف جدًا، وهو في فيض القدير 2/ 477، وعزاه للطبراني وقال الهيثمي فيه شخص ضعيف، وله شاهد ضعيف جدًا لا يقوى به، وأورده الألباني في الضعيفة (3196) وهو في الروض البسام (1284) وانظر تعليق المصنف عليه في الروض.

ص: 767

حينئذ، ويحميهم من شدة العطشِ الذي يصيبُ الخلقَ يومئذَ، والله أعلم (1).

(1) يترك على ظاهره كما أفادني بذلك الشيخ صالح الفوزان نقلًا عن الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.

ص: 768