الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السادس في ذكر الصراطِ وهو قنطرة جهنَّم بين الجنّةِ والنّارِ وخُلق منْ حين خلقت جهنَّم
قال القرطبي: اْعلم رحمك الله أنَّ في الآخرة صراطين أحدهما مجاز لأهْلِ المحشر كلهم ثقيلهم وخفيفهم إلا مَنْ دخلَ الجنَّةَ بغير حساب أو تلتقطه عنق النار فإذا خلص مَن خلص مِن هذا الصراط الأكبر الذي ذكرناه ولا يخلص عنه إلا المؤمنون الذين علم الله منهم أنَّ القصاص لا يستنفذ حسناتهم حبسوا على صراط آخر خاص لهم ولا يرجع إلى النارِ من هؤلاء أحد إن شاء الله تعالى؛ لأنَّهم قد عبروا الصراط الأول المضروب على متن جهنم التي يسقط فيها من أوبقه ذنبه، وأزكى أي: زاد على الحسنات جرمه وغيّه.
وأخرجَ البخاري (1) والإسماعيلي في مشيخته عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخلص المؤمنون مِن النَّارِ فيحبسون على قنطرة بين الجنَّةِ والنارِ فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حَتَّى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى في الجنَّةِ بمنزله منه بمنزله كان في الدُّنيا".
(1) رواه البخاري (2440).
وأخرجَ أبو داود واللفظ له، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة رضي الله عنها قالت: ذكرت النَّار فبكيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يبكَيك؟ " قلت: ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامةِ؟ قال: "أمَّا في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدًا: عند الميزان حَتَّى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل، وعند تطاير الصحف حَتَّى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله أم وراء ظهره، وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم حَتى يجوز"(1).
وأخرجَ الترمذي وقال حسن غريب. والبيهقي في البعث عن أنس رضي الله عنه قال: سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يشفع لي في يوم القيامةِ فَقال: "أنا فاعل إن شاء الله". قلت: فأين أطلبك؟ قال: "أول ما تطلبني على الصراط" قلتُ: فإن لم ألقك على الصراطِ قال: "فاطلبني عند الميزان" قلت: فإنْ لم ألقك عند الميزان. قال: "فاطلبني عند الحوض فإنِّي لا أخطئ هذه الثلاثة المواطن"(2).
وأخرجَ الحاكم وصححه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه مرفوعاً: "يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعهنّ فتقول الملائكة: يا رب لَمن يزن هذا؟ فيقول الله تعالى: لمن شئتُ
(1) أبو داود (4729)، وأحمد (6/ 75، 245) قال العراقي في "تخريج الأحياء"(4/ 520) سنده جيد.
(2)
الترمذي (2433)، وأحمد (3/ 278)، قال الألباني في تخريج المشكاة (5595) سنده جيد.
من خلقي. فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك. ويوضع الصراط مثل حدّ الموسى فتقول الملائكة: مَنْ يمشي على هذا؟ فيقول: من شئتُ من خلقي. فيقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك" (1).
وأخرجَ الطبراني بإسنادٍ حسن عن عبد اللهِ رضي الله عنه: "يوضع الصراط على سواء (2) جهنّم مثل حد السيف الرهف مدحضه أي: مزلقة مزلة أي: لا تثبت عليه قدم بل تزل. عليه كلاليب من نار نحطف أهلها فممسك [هوى فيها] (3)، ومصروع ومنهم مَنْ يمر كالبرقِ فلا ينشب ذلك أن ينجو، ثم كالريح فلا ينشب ذلك أنْ ينجو، ثم كجري الفرس، ثم كرمل الرجل، ثم كمشي الرجل، ثم يكون آخرهم إنسانًا رجل قد لوحته النار ولقي فيها شرًا حَتَى يدخله الله الجنّةَ بفضل رحمته فيُقال له: تمنّ وَسَلْ. فيقول: أي رب أتهزأ مني وأنت رب العزة، فيقال له: تمنّ وسل حَتَّى إذا اْنقطعت به الأماني قال: لك ما سألت ومثله معه"(4). قال الحافظ المنذري: وليس في أصلي رفعه.
وفي حديث أبي هريرة عند البخاري: "فإذا جَاء ربُّنا عرَفناه فياتيهم اللهُ فيقول: أنا ربُّكم. فيقولون: أنت ربنا فيدعوهم، ويضرب الصراط بين ظهراني جهنَّم فكونُ أوَّلَ مَنْ يجوزُ مِن الرُّسل بأمَّتِهِ ولا
(1)"المستدرك"(4/ 586)، وصححه الألباني في "الصحيحة"(941).
(2)
المثبت من (أ) وفي (ب)(جسر).
(3)
ما بين المعقوفتين بياض في (أ) والمثبت من (ب).
(4)
الطبراني في "الكبير"(8992)، والمجمع 10/ 652 (18444). انظر: صحيح الترغيب (3267)
يتكلَّم أحدٌ يومئذ (1) إلا الرسل وكلام الرسل يومئذٍ: اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّم وفي جهنَّم كلاليبُ مثلُ شوكِ السَّعْدان". الحديث.
وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا عند الشيخين ولفظه لمسلم (2): "ثم يضرب الصرَاط على جسر جهنَّم، وتحل - الشفاعة، وتقولون: اللَّهُمَّ سلِّم سلِّم". قيل: يا رسول الله وما الجسر؟ قَالَ: "دحْضٌ مَزلَّة" أي: بإسكان الحاء هو الزلق، والمزلة: المكان الذي لا تثبت عليه القدم إلا زلت كما تقدم. "فيه خطاطيف، وكلاليب، وحسكة تكون بنجدٍ فيها شوكة يقال لها السَّعْدان فيمرُّ المؤمنونَ كطرف العينِ، وكالبرق، وكالرِّيح، وكالطَّيرِ، وكأجَاويد الخيل، والرِّكاب. فناج مُسَلَّمٌ ومخدوشٌ مكردس ومكدوش. أي: مدفوع في نارِ جهنَّم حَتًى إذا خلصَ المؤمنونَ من النَّارِ، فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد منا شدة في اْستيفاء الحق من المؤمنين للهِ يومَ القْيامةِ لأخوانه الذين في النار" وفي رواية: "فما أنتم بأشد منا شدة في الحق قد تبين لكم من المؤمنين يومئذ للجبار إذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم فيقولون: ربَّنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون. فيقال لهم: أخرجوا مَنْ عَرفتم فتحرم صورهم على النار" الحديث. ويأتي تمامه إن شاء الله تعالى.
قال القرطبي: معنى يخلص المؤمنون من النارِ أي: يخلصون من الصراط المضروب على النارِ. ودلّ هذا الحديث على أنَّ المؤمنين في
(1) كذا في (أ) أماني (ب)(يومئذ أحد).
(2)
مسلم (183).
الآخرةِ مختلفو الحال قال مقاتل: إذا قطعوا جسر جهنم حبسوا على قنطرة بين الجنة والنارِ فيقتص لبعضهم من بعض حَتَّى إذا هذبوا وطيبوا قال لهم رضوان وأصحابه: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73].
وفي حديث الشفاعة المارّ عند مسلم عن حذيفة، وأبي هريرة (1) رضي الله عنهما مرفوعًا وفيه:"فيأتون محمدًا صلى الله عليه وسلم فيقوم ويؤذن لهُ وترسل معه الأمانة والرحمة فيقومان جنبتي الصراط يميناً وشمالاً فيمرِّ أوّلُكُم كالبْرقِ" قال: قلْتُ: يا رسولَ الله بأبي أنت وأمي أيُّ شيء كمرِّ البْرْق؟ قال: "ألم تروا إلى البْرقِ كيف يَمُرُّ وَيرْجعُ في طَرْفَةِ عينٍ؟ ثم كمرِّ الريح، ثم كمر الطَّير وشدِّ الرحال (2) تجري بهم أعمالُهم ونبيكم صلى الله عليه وسلم قائم على الصِّراط يقول رَبِّ سلِّمْ سلم حَتَّى يعجز أعمال العباد حَتَّى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً. قَالَ: وفي حافتي الصراط كلاليب معلَّقةَ مأمورةٌ بأخْذِ مَنْ أُمِرَتْ به فمخدوش ناج ومكدوش [أي: مدفوع دفعًا عنيفًا] في النارِ" والذي نفْسُ أبي هريرةَ بيده إنَّ قعرَ جهنَّم لسبعون خريفًا.
وفي مرفوع ابن مسعود عند ابن أبي الدُّنيا، والطبراني، والحاكم:"والصراط كحد السيف دحض مزلة" قال: "فيقولون: اْنجو على قدر نوركم فمنهم مَنْ يمر كانقضاضِ الكوكب، ومنهم من يمرّ كالطرف، ومنهم من يمر كالرّيح، ومنهم مَن يمر كشد الرجل ويرمل رملا
(1) مسلم (195) من حديث حذيفة وأبي هريرة، وأبو هريرة عند مسلم (182).
(2)
كذا في (أ) والمثبت في (ب)، وعند مسلم برقم (195)(الرِّجال).
فيمرون على قدر أعمالهم حَتَّى يمرّ الذي نوره على إبهام قدميه تخرّ يدٌ وتعلق يدٌ وتخرّ رِجل وتعلق رجل فتصيب جوانبه النار" (1).
وعن عبيد بن عمير، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:"الصراط على جهنم مثل حرف السيف بجنبتيه الكلاليب، والحسك فيركبه الناس فيختطفون فوالذي نفسي بيده إنَّه ليؤخذ بالكلوب الواحد أكثر من ربيعة ومضر". رواه البيهقي مرسلاً وموقوفًا على عبيد بن عمير أيضًا (2).
وأخرجَ الحاكم وصححه وقال: على شرط مسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه مرفوعًا: "يلقى رجلٌ أباه يومَ القيامةِ فيقول: يا أبت أي ابن كنت لك؟ فيقول: خير ابن فيقول: هل أنت مطيعي اليوم؟ فيقول: نعم فيقول: خذ بإزرتي فيأخذ بإزرته، ثم ينطلق حَتَّى يأتي الله تعالى وهو يعرض بين الخلق فيقول: يا عبدي اْدخل من أي أبواب الجنة شئت. فيقول: أي ربي وأبي معي فإنكَ وعدتني أن لا تخزني. قال: فيمسخ أباه ضبعا فيهوي في النَّارِ فيأخذ بأنفه، فيقول الله: يا عبدي أبوك هو؟ فيقول لا وعزتك"(3). قال الحافظ المنذري: وهو في
(1) رواه الحاكم 2/ 408 و 4/ 633، والطبراني 9/ (9763)، واللالكائي 3/ 486، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" 1/ 299.
(2)
كذا في "الترغيب والترهيب" 4/ 232، والتخويف من النار ص 170، وهو في "الزهد" لهناد (320) و (321)، والحلية 3/ 273 بغير هذَا اللفظ.
(3)
المستدرك 4/ 589، وأورده الهيثمي 1/ 118 وقال: رواه البزار ورجاله ثقات، وسيأتي حديث إبراهيم عليه السلام في البخاري.
البخاري إلا أنَّه قال: يلقى إبراهيم أباه آزر. فذكر القصة. اْنتهى.
قُلْتُ: في صحيح البخاري (1) في موضعين في أحاديث الأنبياء، وفي التفسير عن إسماعيل بن عبد الله قال: حَدَّثَنَي أخي عبد الحميد عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:"يلقى إبراهيمُ أبَاهُ آزَرَ يوْمَ القيامةِ، وعلى وجْهِ آزرَ قترةٌ، وغبرةٌ، فيقول لهُ إبراهيمُ: ألم أقلْ لك لا تعصني؟ فيقول: أبوه فاليوم لا أعصيكَ، فيقول إبراهيم: يا ربّ إنكَ وعدْتني أنْ لا تخزُني يومَ يبعثون فأيُّ خزي أخزى مِنْ أن يكون أبي في النارِ؟ فيقول الله: إنِّي حرَّمتُ الجنَّةَ على الكافرين ثم يُقال يا إبراهيمُ ما تحتَ رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخِ متلطخِ فيؤخذُ بقوائمه ويلقى في النَّار".
قال العلماء: والحكمة في كونه مسخ ضبعاً دون غيره من الحيوان أنَّ الضبع أحمق الحيوان ومن حمقه أنَّه يغفل عمَّا يجب له التيقظ ولذلك قال عليّ رضي الله عنه: لا أكون كالضبع يسمع الكدم فيخرج له حَتَّى يصاد والكدم الضرب الخفيف فلمَّا لم يقبل آزر النصيحة مِنْ أشفق النَّاس عليه وقبل خديعة عدوّه الشيطان أشبه الضبع الموصوفة بالحمق؛ لأنّ الصيادين إذا أرادوها رموا في جحرها بحجر فتحسبه شيئاً تصيده فتخرج لتأخذه فتصاد عند ذلك ويقال لها وهي في جحرها: اْطرقي أم طريق خامري أمّ عامر اْستتري بجراد عَطْلى وشاة هَزْلى فلا يزال يقال لها ذلك حَتَّى يدخل عليها الصياد
(1) البخاري (3350).
فيربط يديها ورجليها ثم يجرها، وحمق الضبع أشهر من أن يذكر والله سبحانه وتعالى أعلم.
قال القرطبي: روي عن بعض أهْل العلم أنَّه قال: لن يجوز أحدٌ الصراط حَتَّى يسأل عن سبع قناطر فأمَّا القنطرة الأولى فيسأل عن الإيمان باللهِ وهي شهادة أن لا إله إلا الله فإنْ جاء بها مخلصًا، والإخلاص قول وعمل جاز. ثم يسأل على القنطرة الثانية عن الصلاةِ فإنْ جاء بها تامة جاز. ثم يسأل في القنطرة الثالثة عن صوم شهر رمضان فإنْ جاء به تامًا جاز ثم يسأل في الرابعة عن الزكاة فإنْ جاء بها تامة جاز. ثم يسأل في الخامسة عن الحج، والعمرة فإنْ جاءَ بهما تامين جاز إلى القنطرة السادسة، فيسأل عَن الغَسلِ، والوضوء فإنْ جاءَ بهما تامين جاز ثم يسأل في السابعة وليس في القناطر أصعب منها فيسأل عن ظلامات النَّاس فيا مَنْ غرّه طول الأمل. ولم يتزوّد لمعادِه مِنَ العمل اْفتكر يا مسكين فيما أمامك. واغتنم في الحياةِ أوقاتك وأيامك وانظرْ إذا صرت على الصراط. هل تكون مِنْ أهْلِ الفوزِ أو الاْنحطاط؟ وإذا نظرت إلى جهنَّم تحتك سوداء مدلهمة هل يبقى لك من همه؟ والحال أنه قد لظى سعيرها، وعلا لهيبها وزفيرها، وأنت على متنها ودمعك مجرى، تمشي تارة وتزحف أخرى ولله در القائل حيث قال:
ابت نفسي تتوب فما اْحتيالي
…
إذا برزَ العبادُ لذي الجلالِ
وقاموا مِنْ قبورهم سكارى
…
بأوزار كأمثالِ الْجبالِ
قد نصب الصراط لكي تجوزوا
…
فمنهم من يكب على الشمال
ومنهم من يسير لدار عدن
…
تلقاه العرائس بالغَوَالِي (1)
يقول له المهيمن يا وليّي
…
غفرتُ لك الذّنوبَ فما تبالي
وقال الآخر:
إذا مدّ الصراط على جهنّم
…
تصول (2) على العْصاةِ وتستطيل
فقوم في الجحيم له ثبور
…
وقوم في الجنان لهم مقيل
وبانَ الحقُّ وانكشف الغطاءُ
…
وطال الويل واتصل العويل
وجاء في الحديث الشريف: "أنَّه إذا صار النَّاس على طرف الصراط نادى ملكٌ مِنْ تحت العْرشِ: يا فطرةَ الملك الجبار جوزوا على الصراط وليقف كل عاص منكم وظالم (3). فيا لها مِنْ ساعة ما أعظم خوفها (4). وما أشد حرها. يتقدم فيها مَن كان في الدُّنيا ضعيفاً مهينا. [ويدحض](5) من كان عظيما مكينا. ثمَّ [يؤمر](6) بجميعهم بعد ذلك بالجْوازِ على الصراطِ على قدرِ أعمالهم في ظلمتهم وأنوارهم، فإذا عصف بأمَّتي نادوا: وامحمداه وامحمداه. فأبارز من شدة إشفاقي عليهم، وجبريل آخذ [بحجزى] (7) فأنادي رافعاً صوتي: ربّ أمّتي لا أسألك اليومَ نفسي ولا فاطمة ابنتي والملائكة قيام عن يمين الصراط، ويساره
(1) ورد بهامش الأصل: جمع غالية وهي: أخلاطٌ من الطيب.
(2)
كذا في (أ) وهي في (ب)(تطول).
(3)
لم أقف عليه.
(4)
كذا في (أ) والمثبت في (ب)(خوفها).
(5)
في "التذكرة" ويتأخر.
(6)
في "التذكرة" يؤذن.
(7)
في "التذكرة" بحجزتي.
ينادُون: رب سلِّمْ (1) وقدْ عظمت الأهوال، واشتدت الأوجال، والعصاة يتساقطون عن اليمين وعن الشّمالِ، والزبانية يتلقونهم بالسلاسل والأغلال وينادونهم: أما نهيتم عن كسب الأوزار، أمَا خوّفتم عذاب النارِ، أما أنذرتم كلّ الإنذار، أما جاءكم النبي المختار. ذكر ذلك الإمام ابن الجوزي في كتابه "روضة المشتاق"(2).
فائدة: في قول الرسل عليهم الصلاة والسلام على الصراط "ربّ سلم" إشارة إلى عظم شأن السلامة لاسيما يومئذ، فمن سلم حينئذ فقد فاز، ومن ثَمّ قال بعضهم العاقل لا يعدل بالسلامة شيئًا. ومن ثَمَّ قيل:
وقائلة: ما لي أراكَ مجانبًا
…
أمورًا فيها للتجارةِ مربح
فقلت لها: ما لي بربحك حاجة
…
فنحن أناس بالسلامةِ نفرح
فالرسل عليهم الصلاة والسلام اْقتصروا على طلب السلامة؛ لأنَّها عينُ الغنيمةِ، والكرامة.
تنبيه: زعمَ بعضُ النَّاسِ أنَّ كون الصراط أدقّ من الشعرة، وأحدّ من السيف راجع إلى اليسرِ والعسر على قدر الطاعات والمعاصي وأنكرَ أنْ يكون الصراط بهذه الصفة، واستدلَّ على ذلك بما وصف مِنْ أنَّ الملائكة يقومون بجنبيه، وأنَّ فيه كلاليبًا وحسكا، وأنَّ مَنْ يمر عليه يقع على بطنه ومنهم مَن يبرك ثُمَّ يقوم.
(1) زيادة في "التذكرة" سلم.
(2)
ذكره القرطبي في "التذكرة"(2/ 43) تحقيق/ أبو سفيان محمود.
وهذا مردودٌ والإيمانُ بما وصفنا من صفات الصراط بأنَّه أدقُ مِنَ الشّعرة، وأحدّ منَ السيفِ واجب. والقادر على إمساك الطير في الهواء قادر أنْ يمسك عليه المؤمن فيجريه أو يمشيه وهذا بساط سيدنا سليمان عليه السلام كان يجلس عليه الملأ مِنْ جنده، وهو بين السَّماءِ والأرضِ وأي وجه يلجئنا إلى العْدولِ عن الحقيقة إلى المجازِ مع اْعترافنا بأنَّ القْدرةَ صالحةٌ ولا شيء يكثر على الله، كيف وهو الفاعل المختار؟ فالله سبحانه وتعالى قادر على كلِّ شيء فمنْ اْعترف بأنَّ اللهَ على كلِّ شيء قدير علمَ أنَّ ذلك حق وإنَّما يخيل لبعضِ النفوسِ اْستحالة ذلك لعدم إلفها ذلك مع قلة معرفتها لله سبحانه فنسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يرزقنا علمًا ربانيًا يقذفه في قلوبنا، ومعرفةً تامة، ومحبة كاملة، فمنْ رُزقَ ذلك فاز، ومَنْ لا فله الويل والثبور {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 40].
قال ابن اليمان: رأيتُ رجلاً نامَ وهو أسود الرأس واللحية، شاب يملأ العينَ، فرأى في منامِه كأنَّ النَّاسَ قدْ حُشروا وإذا بنهر من نارٍ، وبجسر يمر النَّاسُ عليه، فدعي فدخل الجسر فإذا هو كحد السيف يمور به يمينًا وشمالاً، فأصبح أبيضَ الرأسِ واللحية.
فيا مَنْ أعجبه اللهو والانبساط هلا اْفتكرتَ في شدة المرور على الصراطِ، ويا مَن نامَ ليله الطويل، ولم يرض من دنياه بالقليل هلا تزوّدت ليومٍ تشخص فيه القلوب والأبصار، واتخذت لكَ مساعدًا على ركوب تلك الأسفار فإنَّه ليس ثم مساعد ولا رفيق موادد سوى
تقوى العزيز الغفار اْنتبه لتلك الأوقات. واعتبر بمَن قبلكَ قد ماتَ هل بلغ منهم أحد الأوطار، وهل نجا منهم من الموت من أحد هدى أوطاره؟ كلا واللهِ لولا الغفلة والأمل لمَا قر لذي لب قرار وأنشدوا:
اجنب جيادًا مِنَ الدُّنيا مضمرة
…
للسبق يوم يفوز النَّاسُ بالسبق
تمرُّ مرَّ الرياح الهوج (1) عاصفة
…
أو لمحة البرقِ إذْ يلتاح بالأفق
واركضْ إلى الغايةِ القصوى وخل لها
…
عنان صدق رمى في الفتنة الصدق
كم جل عزمك منْ دنيا معوجة
…
بقصدك اليوم عن مسلوكة الطرق
وفازَ مَنْ فاز لا حزن ولا فرق
…
وخلفوك حليف الحزنِ والفرق
يا غافلاً والمنايا منه في فكر
…
وضاحكًا والرَّدى يبغيه في حنق
قطعتَ عمركَ في لهو وفي سنة
…
ومن أمامك ليل دائم الأرق
وربّ رأي تراه اليوم من سفه
…
عقلا تراه غدا في غاية الخرق (2)
فاضرعْ إلى اللهِ واطلب عفوه فعسى
…
ينجيكَ عند اْشتمال الخوف والقلق
واسأله أزكى تحيات مضاعفة
…
على النبي الوفي الطيب الخلق
عليه خير صلاة لا نفاد لها
…
يزري بقطرها بالمندَل العبق
فائدة:
أخرجَ الترمذي من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: "شعار المؤمنين على الصراط: سَلِّم سلم". وقال: حَديث غريب (3).
(1) ورد بهامش الأصل: الحمق.
(2)
ورد بهامش الأصل: جمع هوجاء وهي: الريح التي تقلع البيوت.
(3)
الترمذي (2432).
وذكر الحافظُ عبد الحق الإشبيلي في "العاقبة" أنَّه ذكره الحارث بن أبي
أسامة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم.
وذكرَ ابن عساكرَ عن الفَضل (1) بن عياض قال: "بلغنا أنَّ الصّراط مسيرة خمسة عشر ألف سنة خمسة آلات صعودًا، وخمسة آلآف هبوطًا، وخمسة آلاف مستوى أدق من الشعرة وأحدّ من السيف على متن جهنَّم لا يجوز عليه إلا ضامر مهزول منْ خشيةِ اللهِ (2) ". قالت المعتزلة: هذا لا يمكنُ العبور عليه وإنْ أمكن فهو تعذيب للمؤمنين. قلنا: أمَّا عدم إمكان المرور عليه فمردود بما مرّ، وأمَّا كونه تعذيبًا للمؤمنين فباطل إذ المؤمن لا يحصل له بذلك ألم، ولا عذاب وإنَّما العذاب على مَنْ رفض السّنَّة والكتاب، ورجعَ إلى رأيه، ونبذ السّنّة إلى ورائه. والذي أضل هؤلاء عقولهم القاصرة عن معرفة ربّهم، وقدرته الباهرة، فنسأل الله سبحانه التمسك بالكتاب والسنة، ومعرفة تمازج قلوبنا، حَتَّى يسكنَ القلبُ له لا لغيره.
وأخرج الطبراني بسند حسن عن أبي أمامة مرفوعًا: "يجر الظالم يوم القيامة حَتَّى إذا كان على جسرِ جهنَّم بين الظلمة والوعرة لقيه المظلوم فعرفه، وعرت ما ظلمه به، فما برح الذين ظُلِموا يقتصون من الذين ظَلمَوا حَتَّى ينزعوا ما في أيديهم مِنَ الحْسنات، فإنْ لمْ يكن لهم حسنات
(1) كذا في (أ)، (ب) والصحيح (الفضيل بن عياض).
(2)
قَالَ الحافظ في "الفتح" 11/ 454: هَذَا معضل لا يثبت. انظر: ص 715 ت (2).
رد عليهم من سيئاتهم، حَتَّى يوردوا الدرك الأسفل من النارِ" (1).
وأخرجَ ابن المبارك، وأبو نعيم، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود:"يؤتى بالعْبدِ والأمةِ يومَ القْيامةِ فينصبان على رءوسِ الأولين والآخرين فينادي مناد: هذا فلان ابن فلان مَن كان لَهُ حق فليأت إلى حقه فترجو المرأةُ أنْ يدورَ لها الحق على ابنها وأخيها {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] فيغفر اللهُ ما شاء من حقه، ولا يغفر مِنْ حقوق النَّاسِ شيئا فيقول: رب فنيت الدُّنيا مِنْ اْين أوتيهم حقوقهم؟ فيقال: خذوا من أعماله الصالحة فأعطوا كل ذي حق بقدرِ طلبته، فإنْ كان وليًا للهِ ففضل له مثقال ذرة ضاعفها اللهُ له حَتَّى يدخلَ الجنةَ ثم قرأ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [النساء: 45] وإنْ كان عبدًا شقيًا قال الملَك: رب فنيتْ حسناته، وبقى طالبون كثيرون قال خُذوا مِنْ سيئاتهم فأضيفوها إلى سيئاته، ثُم صكوا له صكًا إلى النَّارِ"(2).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه أيضًا: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّه ليكون للوالديَن على ولدهما دين فإذا كان يوم القيامة يتعلقان به فيقول: إنِّي ولدكما فيوَدّان أو يتمنّيان لو كان أكثر من ذلك" رواه أبو نعيم (3).
(1) رواه الطبراني في "الأوسط"(2976)، وقال الهيثمي 10/ 354: رجاله وثقوا.
(2)
الزهد لابن المبارك (1416)، والحلية 4/ 202.
(3)
رواه الطبراني 10/ (10526)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 202 وفي إسناده ضعف.
وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: "كنَّا نسمعُ أنَّ الرَّجلَ يتعلق بالرَّجلِ يومَ القيامةِ وهو لا يعرفه فيقول: مالك إلى وما بيني وبينك معرفة. فيقول: كُنتَ تراني على الخطايا وعلى المنكرِ ولا تنهاني"(1) فانظرْ رحمك الله في هذا الحديث الذي يكاد أنْ يقصم ظهر مَنْ لهُ لبّ ويعضد هذا الخبر ما رواه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إنَّ الناسَ إذا رأوا المنكرَ فلم يغيروه أوشك أنْ يعمّهم اللهُ بعقابهِ"(2).
وفي حديث عن أبي هريرةَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لتأمرن بالمعروف، ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله شراركم على خياركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم"(3).
وقال مالك بن دينار: قرأتُ في التوراة مَنْ كان له جار يعمل بالمعاصي فلم ينهه فهو شريكه.
وقال مسعر: أُمِر مَلَكٌ أنْ يخسف بقريةٍ فقال: يا رب فيها فلان العابد فأوحى الله تعالى إليه أنْ به فابدأ فإنَّه لم يتمعّر وجهه فيّ ساعةً
(1) أورده في "الترغيب والترهيب" 3/ 164 وقال: ذكره رزين ولم أره.
(2)
رواه أحمد 1/ 2 و 5، وأبو يعلى (131)، ورجح الدارقطني في "العلل" 1/ 249 وقفه.
(3)
الخطيب 13/ 92 وقال: قَالَ الدارقطني: تفرد به محمود [أبو يزيد الظفري] عن أيوب بن النجار، وأورده الترمذي (2169)، وابن أبي شيبة 7/ 460، وأحمد 5/ 388 و 390 و 391 من حديث حذيفة، وحديث عائشة رواه أبو يعلى (4914)
قطّ. فهذا يدلّ لما ذكر والله أعلم.
وأخرجَ ابن ماجه عن جابر رضي الله عنه قال: لمَّا رجعت إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مهاجرة البحر قال: "ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرضِ الحبشة؟ ". فقال فتية منهم: بَلى يا رسول الله بينما نحن جلوس مرَّتْ بنا عجوزٌ منْ عجائز رهابينهم تحملُ على رأسها قلة مِنْ ماء فمرَّت بفتى منهم فجعلَ إحدى يديه بين كتفيها، ثُمَّ دفعها فخرت على ركبتيها فانكسرت قلتها فلمَّا اْرتفعت التفتت إليه فقالت: سوف تعلم يا عدوّ اللهِ إذا وضِع الكرسي، وجُمع الأوّلين والآخرين، وتكلّمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده. قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدقت كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم مِنْ سيدهم"(1).
تنبيه: أنكرَ بعضُ المغفلة المتبعون هواهم بغير هدى من الله إعجابًا بآرائهم، ومحكماً على كتاب اللهِ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لخساسة عقولهم الضعيفة، وقلة أفَهامهم السخيفة القْصاصَ حيث زعموا أنَّه لا يجوز في حكمِ اللهِ، وعدله أنْ يضعَ سيئات من كتبها على مَنْ لم يكتبها، وتؤخذ حسنات مَنْ عملها فتعطى لمَنْ لم يعملها مع قوله تعالى:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] فقالوا: كيف تصح هذه الأحاديث مع مخالفتها الكتاب العزيز، والعقل الذي كالذهب الإبريز.
(1) رواه ابن ماجه (4010)، وأبو يعلى (2003) وأصله في البخاري.
والجواب: كما في "التذكرة"(1) وما قبله أنَّ الله سبحانه وتعالى لم يبن أمورَ الدّين على مقتضى عقول العبادِ، ولم يوعد على ما تحملته عقولهم فيدركونها بأفهامهم بل أوعدو وعد بمشيئته، وإرادته وأمرَ ونهى بحكمتِهِ ولو كان كلُّ ما لا تدركه العقولُ مردودًا لكان أكثر الشرائع مستحيلاً على موضوع عقول العبادِ وذلك أنَّ اللهَ سبحانه أوجبَ الغسلَ بخروجِ المني الذي هو طاهر عند بعضَ الصّحابة وكثير مِنَ الأئمةِ كالإمامِ أحمد، والإمام الشافعي، وغيرهما أوجب غسل الأطراف مِنَ الغائطِ الذي لا خلاف في نجاسته، وقذارته إلى أنْ قال: وكذلك القصاص بالحسنات والسيئات يعني: لا يدرك بالعقل وقد قال وقوله الحق:
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)} [الأنبياء: 47] وقال: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت: 13]، {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [النحل: 25] وهذا يبين معنى قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] أي: لا تحمل حاملة ثقل أخرى إذا لم تتعد فإذا تعدت، واستطالت بغير ما أمرت به فإنَّها تحمل عليها ويؤخذ منها بغير اْختيارها. اْنتهى.
(1)(1/ 410) وما قبله.
قُلْتُ: أيّ عقل يرد مثل هذا القصاص أفليس هذا عين العدل؟! وإلا فالعدل أن يسفكَ الدّماء، ويأخذ الأموالَ، وينتهك الْمحارم، ويظلم الضعيف ويؤلمه ثُمَّ لا يؤخذ بمثل هذه الجرائم هذا ممَّا تأباه العقولُ، وتباينه النقولُ فالعدل كلّ العدلِ في الحْسابِ والقصاص، ومن ثمَّ جعله اللهُ سبحانه وتعالى بين عبادِه ولولا ذاك لأكلَ القويُّ الضعيفَ إذ لا يخشى في هذه الدُّنيا مِنْ ضعفِه، ولا يخاف يومَ القيامةِ من ذنبه، فويل لأهْلِ الإفك، والابتكار من غضبِ الجبارِ ما أجرأهم على أحاديث المصطفى بالردِ، والتزييف، والطعن، والتضعيف، سبحان الله عمَّا يصفون! فليتربصوا فسوف يعلمون فعلى العاقل أنْ يحاسبَ نفسَهُ قبلَ يوم الحْسابِ، ويعاتبها قبل أنْ لا ينفع العتاب ومِنْ ثَمَّ قال سيدنا عمر بن الخطاب رضوان الله عليه: حاسبوا أنفسَكم قبل أنْ تُحاسبوا، وزنوها قبل أنْ توزنوا. وحساب النفسِ هو التوبة النصوح، وتدارك ما فرط من تقصير في أداءِ الفرائض، ويرد المظالم إلى أهلها حبة حبة، ويستحل ما يمكنه اْستحلاله. والله الموفق.