الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعضَ ما ذُكر، من قتل الخنزير وكسر الصليب، إذ لا مانع أن كلا منهما يفعله (1)، أي: فإنا لم نقل أن سيّدنا المهديَّ يستأصِلُ الخنازير والصليب، والله أعلم.
المقام الثاني: في علاماته التي يُعرف بها، والأمارات الدالة على خروجه:
أمَّا العلامات فمنها: أنّ معهُ قميصَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيفه، ورايتُه من مِرط مخملة معلّمة سوداء، فيها حجر لم تنشر منذ توفي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تنشر حتى يخرج المهدي، مكتوب على رأسه: البيعة لله، كذا في "الإشاعة"(2)، ومنها أنّ على رأسه عمامةٌ فيها منادٍ ينادي: هذا المهدي خليفةُ الله (3) فاتَّبِعوه، قاله ابن حجر:
(1)"القول المختصر" ص 42.
(2)
"الإشاعة" ص 90.
(3)
قال الألباني رحمه الله في الضعيفة (85) في تعليقه على أحد أحاديث ذِكر المهدي:
وهذه الزيادة: "خليفة الله"؛ ليس لها طريق ثابت، ولا ما يصلح أن يكون شاهدًا لها، فهي منكرة؛ كما يفيده كلام الذهبي السابق، ومن نكارتها أنَّه لا يجوز في الشرع أن يُقال: فلان خليفة الله لما فيه من إيهام ما لا يليق بالله تعالى من النقص والعجز، وقد بيَّن ذَلِكَ شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقال في "الفتاوى" (2/ 416):
"وقد ظن بعض القائلين الغالطين كابن عربي، أن الخليفة هو الخليفة عن الله، مثل نائب الله، والله تعالى لا يجوز له خليفة، ولهذا "قالوا لأبي بكر: يا خليفة الله! (فقال: لست بخليفة الله، ولكن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسبي ذَلِكَ)، بل هو سبحانه يكون خليفة لغيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا". وذلك لأنَّ الله حي شهيد مهيمن قيوم رقيب حفيظ غني عن العالمين، ليس له =
ومنها: أنَّه يغرسُ قضيبًا يابسًا في أرض يابسة فيخضر ويورق.
ومنها: أنَّه يُطْلُب منه آية، فيومئ بيده إلى طير في الهواء فيسقط على يده (1).
ومنها: أنَّه يُنادي منادٍ من السماء أيها الناس: إن الله قد قطع عنكم الجبارين والمنافقين وأشياعَهم، وولاكم خير أمة محمَّد صلى الله عليه وسلم، فالحقوه بمكة فإنَّه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله (2).
ومنها: أن الأرض تخرج أفلاذ كبدها، مثل الاسطوانات من الذهب، وأنه يُخرجُ كَنز الكعبة المدفون فيها، فيقسمُه في سبيل الله. رواه أبو نعيم عن علي كرم الله وجهه (3).
ومنها: أنَّه يستخرج تابوت السَّكينة من غار أنطاكية أو من بحيرة طبرية، فيخرَجُ حتى يُحمَل فَيوضَعُ بين يديه، ببيت المقدس (4). فإذا نظر
= شريك ولا ظهير، ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، والخليفة إنما يكون عند عدم المستخلف؛ بموت، أو غيبة، ويكون لحاجة المستخلف، وسمي خليفة؛ لأنه خلف عن الغزو وهو قائم خلفه، وكل هذه المعاني منتفية في حق الله تعالى، وهو منزه عنها، فإنَّه حي قيوم، شهيد، لا يموت ولا يغيب. . . ولا يجوز أن يكون أحد خلفًا منه، ولا يقوم مقامه، إنه لا سَميَّ له، ولا كفء، فمن جعل له خليفة، فهو مشرك به".
(1)
"القول المختصر" ص 54.
(2)
عقد الدرر في أخبار المنتظر (35).
(3)
انظر فتح الباري 3/ 456 و 457 و 461.
ويعارضه حديث "لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة" رواه أحمد 5/ 371 وأصحاب السنن والحاكم 4/ 500.
(4)
روى هذا الخبر نعيم بن حماد في الفتن 1/ 355 من قول كعب. وفي 1/ 360 من قول سليمان بن عيسى.