الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(17) - (960) - بَابٌ: إِذَا اسْتَهَلَّ الْمَوْلُودُ .. وَرِثَ
(31)
- 2707 - (1) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا اسْتَهَلَّ الصَّبِيُّ .. صُلِّيَ عَلَيْهِ وَوَرِثَ".
===
(17)
- (960) - (باب: إذا استهل المولود .. ورث)
(31)
- 2707 - (1)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق مقرئ خطيب، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا الربيع بن بدر) بن عمرو بن جراد التميمي السعدي أبو العلاء البصري، يلقب عليلة - بمهملة مضمومة ولامين - متروك، من الثامنة، مات سنة ثمان وسبعين ومئة (178 هـ). يروي عنه:(ت ق).
(حدثنا أبو الزبير) المكي محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي، صدوق مدلس، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري الخزرجي رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه الربيع بن بدر، وهو متروك.
(قال) جابر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا استهل الصبي) وكذا الصبية؛ أي: رفع صوته بالبكاء عند ولادته ومات .. (صلي) بالبناء للمفعول (عليه) صلاة الجنازة (وورث) المال من مورثه؛ لتبين ولادته حيًّا، فيستحق الإرث عمن مات بعده
قوله: (إذا استهل الصبي) ورواية أبي داوود: (إذا استهل المولود) فيشمل
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
الصبية؛ أي: رفع صوته عند ولادته؛ يعني: علم حياته و (ورث) - بضم فتشديد راء مكسورة - أي: جعل وارثًا.
قال في "شرح السنة": لو مات إنسان ووارثه حمل في البطن .. يوقف له الميراث؛ فإن خرج حيًّا .. كان له، وإن خرج ميتًا .. فلا يورث منه، بل الميراث لسائر ورثة ذلك الإنسان، فإن خرج حيًّا ثم مات .. يورث منه، سواء استهل أو لم يستهل بعد أن وجدت فيه أمارة الحياة من عطاس أو تنفس أو حركة دالة على الحياة، سوى اختلاج الخارج عن المضيق، وهو قول الثوري والأوزاعي والشافعي وأصحاب أبي حنيفة رحمه الله تعالى، وذهب قوم إلى أنه لا يورث منه ما لم يستهل، واحتجوا بهذا الحديث.
والاستهلال: رفع الصوت، والمراد منه عند الآخرين: وجود أمارة الحياة، وعبر عنها بالاستهلال؛ لأنه يستهل حالة الانفصال في الأغلب، وبه يعرف حياته، وقال الزهري: أرى العطاس استهلالًا. انتهى كلامه في "شرح السنة".
قال السيوطي: قال البيهقي في "سننه": رواه ابن خزيمة عن الفضل بن يعقوب الجزري عن عبد الأعلى بهذا الإسناد، وزاد موصولًا: تلك طعنة الشيطان، كل بني آدم نائل منه تلك الطعنة إلا ما كان من مريم وابنها؛ فإنها لما وضعتها أمها .. قالت: إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، فضرب دونها حجاب فطعن فيه. انتهى كلام السيوطي.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه أبو داوود في كتاب الفرائض، باب في المولود يستهل ثم يموت، رقم (2918) بسند صحيح إلا أن فيه ابن إسحاق، فهو مدلس.
قلت: ابن إسحاق لا يقدح في السند؛ لأنه ثقة مشهور بالعلم لا سيما في
(32)
- 2708 - (2) حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،
===
المغازي؛ كما ذكره الحافظ في "التهذيب"، ورواه أيضًا البيهقي في كتاب الفرائض، باب ميراث العمل، والحاكم في "المستدرك" في كتاب الجنائز، باب إذا استهل الصبي عن جابر، وقال: لكن فيه إسماعيل بن مسلم، ولم يحتج الشيخان به.
فدرجة هذا الحديث: أنه ضعيف السند، لما قد عرفت آنفًا، صحيح المتن بما بعده وبغيره من الشواهد؛ لأن له شواهد، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث جابر هذا بحديث آخر له رضي الله تعالى عنه، فقال:
(32)
- 2708 - (2)(حدثنا العباس بن الوليد) بن صبح - بضم المهملة وسكون الموحدة - الخلال - بالمعجمة وتشديد اللام - (الدمشقي) السلمي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وأربعين ومئتين (248 هـ). يروي عنه:(ق).
(حدثنا مروان بن محمد) بن حسان الأسدي الدمشقي الطاطري - بمهملتين مفتوحتين - ثقة، من التاسعة، مات سنة عشر ومئتين (210 هـ)، وله ثلاث وستون سنة. يروي عنه (م عم).
(حدثنا سليمان بن بلال) التيمي مولاهم أبو محمد أو أبو أيوب المدني، ثقة، من الثامنة، مات سنة سبع وسبعين ومئة (177 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثني يحيى بن سعيد) بن قيس الأنصاري المدني أبو سعيد القاضي،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّب، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَرِثُ الصَّبِيُّ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صَارِخًا"، قَالَ: وَاسْتِهْلَالُهُ
===
ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن سعيد بن المسيب) بن حزن المخزومي المدني، ثقة متقن، من الثانية، من كبار التابعين، وقال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علمًا منه، مات بعد التسعين، وقد ناهز الثمانين. يروي عنه:(ع).
(عن جابر بن عبد الله) الأنصاري الخزرجي المدني (و) عن (المسور بن مخرمة) بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة الزهري المدني له ولأبيه صحبة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، مات سنة أربع وستين (64 هـ). يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قالا) أي: قال الصحابيان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرث الصبي) أي: لا يعطى المولود الميراث (حتى يستهل) أي: إلا أن يصيح ويبكي حالة كونه (صارخًا) أي: رافعًا صوته بالبكاء، و (حتى) هنا بمعنى:(إلا) نظير قولهم: لا يدخل الكافر الجنة حتى يسلم؛ أي: إلا أن يسلم.
وقوله: (صارخًا) حال مؤكدة لمعنى عاملها؛ نظير قوله تعالى: {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} (1).
(قال) الراوي: يعني جابرًا؛ لأنه الأول من الراويين: (واستهلاله) أي:
(1) سورة البقرة: (60).
أَنْ يَبْكِيَ وَيَصِيحَ أَوْ يَعْطِسَ.
===
استهلال الصبي: (أن يبكي) دمعًا (ويصيح) صوتًا (أو يعطس) أنفًا؛ أي: يخرج العطاس من أنفه، وفي "المختار": المعطس - بوزن المجلس -: الأنف، وربما جاء بفتح الطاء. انتهى.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن أخرج أصله البخاري في كتاب الفرائض، باب إذا أسلم على يديه.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم