الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(33) - (976) - بَابُ الْقِتَالِ فِي سَبِيلِ اللهِ سبحانه وتعالى
(73)
- 2749 - (1) حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا سلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ يَخَامِرَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ
===
(33)
- (976) - (باب القتال في سبيل الله سبحانه وتعالى
(73)
- 2749 - (1)(حدثنا بشر بن آدم) بن يزيد البصري أبو عبد الرحمن، ابن بنت أزهر السمان، صدوق فيه لين، مات سنة أربع وخمسين ومئتين (254 هـ). يروي عنه:(د ت ق).
(حدثنا الضحاك بن مخلد) بن الضحاك بن مسلم الشيباني أبو عاصم النبيل البصري، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(حدثنا) عبد الملك بن عبد العزيز (بن جريج) الرؤاسي الكوفي، ثقة، من السادسة، مات سنة خمسين ومئة، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(حدثنا سليمان بن موسى) الأموي مولاهم الدمشقي الأشدق، صدوق فقيه في حديثه بعض لين، وخولط قبل موته بقليل، من الخامسة. يروي عنه:(م عم).
(حدثنا مالك بن يخامر) - بفتح التحتانية والمعجمة وكَسْرِ الميم - كذا في "التقريب"، وقال في "الخلاصة": بضم أوله وفتح المعجمة، الحمصي صاحبُ معاذ، ثقة مخضرم من الثانية، ويقال: له صحبة، مات سنة سبعين (70 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه (خ عم).
(حدثنا معاذ بن جبل) بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فُوَاقَ نَاقَةٍ .. وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ".
===
أبو عبد الرحمن المدني مشهور من أعيان الصحابة رضي الله تعالى عنه، شهد بدرًا وما بعدها، وكان إليه المنتهى في العلم بالأحكام والقرآن، مات بالشام سنة ثماني عشرة. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(أنه) أي: أن معاذًا (سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من قاتل في سبيل الله عز وجل من رجل مسلم) قدر (فُوَاق ناقةٍ .. وجبت له الجنة) - بضم الفاء وفتحها - أي: قدر ما بين الحَلْبتَينِ من الناقة؛ لأنها تحلب ثم تترك سُويعة ترضع الفصيل؛ لِتَدِرَّ، ثم تُحْلَب.
وقيل: يحتمل ما بين الغداة إلى المساء، أو ما بين أن تُحْلَب في ظرف فامتلأ، ثم تحلب في ظرف آخر، أو ما بَيْنَ جَرِّ الضرعِ إلى جر آخر من ضرع أخرى، وهو أليق بالترغيب في الجهاد، ونصبه على الظرفية بتقدير وقت فواق ناقة وقتًا مقدرًا بذلك، أو على إجرائه مجرى الصدر؛ أي: وقتًا قليلًا. انتهى من "السندي".
قال في "القاموس": الفواق - كغراب -: هو ما بين الحلبتين من الوقت ويفتح، أو ما بين فتح يدك وقبضها على الضرع. انتهى.
وقال في "المجمع": هو ما بين الحلبتين؛ لأنها تحلب ثم تترك سويعة ترضع الفصيل؛ لتدر، ثم تحلب. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجهاد، باب فيمن سأل الله تعالى الشهادة، والترمذي في كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الغدو والرواح في سبيل الله مطولًا.
(74)
- 2750 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا ثَابِت، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَضَرْتُ حَرْبًا، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ:
===
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث معاذ بحديث أنس رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(74)
- 2750 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان) بن مسلم بن عبد الله الباهلي أبو عثمان الصفار البصري، ثقة ثبت، من كبار العاشرة، مات بعد سنة تسع عشرة ومئتين بيسير. يروي عنه:(ع).
(حدثنا ديلم بن غزوان) العبدي أبو غالبٍ البَرَّاء - بتشديد الراء - البصري، صدوق وكان يرسل، من الثامنة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا ثابت) بن أسلم البناني أبو محمد البصري، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة بضع وعشرين ومئة (123 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن ديلم بن غزوان مختلف فيه، قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البزار في "مسنده": هو شيخ صالح، وقال الأزدي: يتكلمون فيه.
(قال) أنس: (حضرت حربًا) أي: غزوةً، ولم أر مَن عَيَّنَ تلك الغزوةَ (فقال عبد الله بن رواحة) بن ثعلبة بن امرئ القيس الأنصاري الخزرجي الشاعر المشهور أحد السابقين، شهد بدرًا، واستشهد بمؤتة، وكان ثالث
يَا نَفْسِ:
أَلَا أَرَاكِ تَكْرَهِينَ الْجَنَّهْ
أَحْلِفُ بِاللهِ لَتَنْزِلِنَّهْ
طَائِعَةً أَوْ لَتُكْرَهِنَّهْ
===
الأمراء بها في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة (8 هـ). يروي عنه: (خ س ق)(يا نَفْسِ) - بكسر السين - لأنه منادى مضاف حذفت الياء اجتزاءً عنها بالكسرة، وهي كلمةٌ كأنَّها قطعةٌ من البيت المذكور قبله:
(ألا أراك تكرهين الجنه
أحلف بالله لتنزلنه
طائعةً أو لَتكْرَهِنَّه)
قوله: (تكرهين الجنة) أي: سببَها؛ وهو القتال، وكأنه لهذا ذكر قولَه:(أو لتكْرَهِنَّه) - بكسر الهاء - أصله: لتُكْرَهِين، ثم أكد بالنون فصار لَتُكْرَهِينَنَّ، والنونُ المشددة نون التوكيد والهاء للسكت، والأبيات من الرجز.
وهذا الحديث انفرد به ابنُ ماجه، فدرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وفي "الزوائد": إسناده حسن؛ لأن دَيْلمَ بن غزوان مختلَفٌ فيه يَرُدُّ السندَ من الصحة إلى الحسن، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث معاذ بحديث عَمْرِو بن عبَسَة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(75)
- 2751 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ
===
(75)
- 2751 - (3)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا يعلى بن عبيد) بن أبي أمية الكوفي أبو يوسف الطنافسي، ثقة إلا في حديثه عن الثوري، ففيه لين، من كبار التاسعة، مات سنة بضع ومئتين (203 هـ)، وله تسعون سنة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا حجاج بن دينار) الواسطي، لا بأس به، وله ذكر في مقدمة "مسلم"، من السابعة. يروي عنه:(عم).
(عن محمد بن ذكوان) الأزدي الجهضمي، ويقال: الطاحي مولاهم، البصري، خال ولد حماد بن زيد، ضعيف، من السابعة، وقال ابن معين: ثقة، وقال النسائي: ليس بثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى عنه حديث عمرو بن عَبَسةَ:(أَيُّ الجهادِ أفضل؟ ). يروي عنه: (ق).
(عن شهر بن حوشب) الأشعري الشامي، صدوق كثير الإرسال والأوهام، من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة ومئة (112 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن عمرو بن عبسة) - بموحدة ومهملتين مفتوحات - ابن عامر بن خالد السلمي أبي نجيح ربع الإسلام، أسلم قديمًا، وهاجر بعد أحد، ثم نزل الشام رضي الله تعالى عنه. يروي عنه:(م عم).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه محمد بن ذكوان، وهو مختلف فيه.
قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ أُهْرِيقَ دَمُهُ وَعُقِرَ جَوَادُهُ".
===
(قال) عمرو بن عبسة: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت) له: (يا رسول الله، أي الجهاد أفضل؟ ! أي: أكثر أجرًا (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤالي: أفضل الجهاد جهاد (من أُهريق) وصُبَّ (دمه) على الأرض؛ من الإراقة؛ وهو صبُّ الماء، والهاء زائدةٌ، وهو كناية عن قتله شهيدًا؛ أي: جِهادُ مَن أَفْنَى نَفْسَه ومالَه في سبيل الله (وعُقر) أي: طُعن (جوادهُ) أي: فرسه الجيِّدُ.
قال الدميري: الجواد: الفرس الجيد، سمي بذلك؛ لأنه يجود بجريه، والأنثى جواد أيضًا.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد أخرجه أبو داوود في كتاب الصلاة، باب طول القيام عن عبد الله بن حُبَشِيٍّ الخَثْعَمِيِّ، وأحمد في "مسنده"، والنسائي في كتاب الزكاة، بابُ جُهْدِ المقل، وفي كتاب الإيمان، باب أفضل الأعمال، وابن الأعرابي في "معجمه"، والدارمي في "مسنده" في كتاب الجهاد، بابٌ أيّ الجهاد أفضل عن جابر، وفي كتاب الصلاة، باب أي الصلاة أفضل، عن عبد الله بن حبشي.
فهذا الحديث: سنده حسن، ومتنه صحيح بغيره، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث معاذ بن جبل.
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث معاذ بن جبل بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(76)
- 2752 - (4) حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ وَأَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مَجْرُوحٍ
===
(76)
- 2752 - (4)(حدثنا بشر بن آدم) بن يزيد البصري ابن بنت أزهر السمان، صدوق فيه لين، من العاشرة، مات سنة أربع وخمسين ومئتين (254 هـ). يروي عنه:(د ت ق).
(وأحمد بن ثابت الجحدري) البصري، صدوق، من العاشرة، مات بعد الخمسين ومئتين. يروي عنه:(ق).
(قالا: حدثنا صفوان بن عيسى) الزُّهري أبو محمد البصري القَسَّامُ، ثقة، من التاسعة، مات سنة مئتين (205 هـ)، وقيل قبلها بقليل، أو بعدها. يروي عنه:(م عم).
(حدثنا محمد بن عجلان) المدني، صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، من الخامسة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن القعقاع بن حكيم) الكناني المدني، ثقة، من الرابعة. يروي عنه:(م عم).
(عن أبي صالح) ذكوان السمان المدني، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مجروح
يُجْرَحُ فِي سَبِيلِ اللهِ - وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِهِ - إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ جُرِحَ؛ اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ".
===
يجرح) بالبناء للمفعول أي: ما منكم مجروح يجرح (في سبيل الله) وطاعته ولو كان جرحه قليلًا.
وقوله: (والله أعلم بمن يجرح في سبيله) وطاعته .. جملة معترضة بين المستثنى والمستثنى منه، أتى بها؛ لتفخيم شأن من يكلم في سبيل الله، ونظيره قوله:{قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} (1)؛ فإن قوله: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} معترض بين كلامي أم مريم.
والمعنى: والله أعلم بالشيء الذي وضعت، وما علق به من عظائم الأمور، أفاده في "المرقاة".
قال السندي: يعني: أن المدار على الإخلاص الباطني، لا على الظاهر، وهو مما يعلم الله تعالى. انتهى.
(إلا جاء) ذلك المجروح (يوم القيامة وجرحه) أي: والحال أن جرحه (كهيئته) أي: كائن على هيئته وصورته وصفته التي كان عليها (يوم) كلم و (جرح؛ اللون) أي: لون ما يخرج منه (لون دم) أي: كلون دم (والريح) أي: ريح ما يخرج منه (ريح مسك) أي: رائحته طيبة؛ كرائحة مسك.
والحكمة في مجيئه يوم القيامة على هيئته؛ لكي يكون معه شاهدُ فضيلتِه، وبَذْلِه نفسه في طاعة الله تعالى. انتهى "نووي".
وخص المسك بذكره في التشبيه؛ لحديث "المسك أطيب الطيب". انتهى "أبي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الوضوء، وفي
(1) سورة آل عمران: (36).
(77)
- 2753 - (5) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى
===
كتاب الجهاد، وفي كتاب الذبائح، وفي أخرى، ومسلم في كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد مطولًا، والترمذي في كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في من يكلم في سبيل الله، والنسائي في كتاب الجنائز، وكتاب الجهاد، باب موارة الشهيد في دمه، ومالك في "الموطأ" في كتاب الجهاد، وأحمد في "المسند".
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث معاذ بحديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(77)
- 2753 - (5)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي، ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة أربع وثلاثين ومئتين (234 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا يعلى بن عبيد) بن أبي أمية الكوفي الطنافسي، ثقة، من كبار التاسعة، مات سنة بضع ومئتين. يروي عنه:(ع).
(حدثني إسماعيل بن أبي خالد) اسمه: سعد، وقيل: هرمز، وقيل: كثير، البجلي الأحمسي أبو عبد الله الكوفي أحد الأعلام، ثقة ثبت، من الرابعة، مات سنة ست وأربعين ومئة (146 هـ). يروي عنه:(ع).
(سمعت عبد الله بن أبي أوفى) علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، شهد الحديبية، وعُمِّرَ بعد النبي
يَقُولُ: دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْأَحْزَابِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ، مُنْزِلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ؛ اهْزِمِ الْأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ؛ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ".
===
صلى الله عليه وسلم، مات سنة سبع وثمانين (87 هـ)، وهو آخر من مات بالكوفة من الصحابة. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
حالة كون ابن أبي أوفى (يقول: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل بالهزيمة (على الأحزاب) يوم الخندق (فقال) في دعائه: (اللهم) يا (منزل الكتاب) المعهود بيننا؛ وهو القرآن الكريم، أو جنس الكتب السماوية؛ لأنها نزلت للفرق بين الحق والباطل (سريع الحساب) أي: مسرع المحاسبة لعباده على أعمالهم يوم القيامة.
خصهما بالذكر؛ لأنهما للفرق بين الحق والباطل؛ كما أن الجهاد للفرق بين الحق والباطل؛ باعلاء كلمة الله تعالى، وإبطال كلمة البهتان، فينبغي التوسل بهما على دفع أهل الباطل، وهدم بنيانهم. انتهى "سندي" بتصرف.
ولفظ "البخاري" مع "إرشاد الساري": (فقال: اللهم) أي: يا ألله، يا (منزل الكتاب) أي: القرآن.
قال الطيبي: لعل تخصيص هذا الوصف بهذا المقام تلويح إلى معنى الاستنصار في قوله تعالى: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (1)، {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ} (2)، ومثل ذلك.
يا (سريع الحساب) أي: فيه (اهزم الأحزاب) بالزاي؛ أي: اكسرهم وبدد شملهم (اللهم؛ اهزمهم) أي: شتت جمعهم، وفرق رأيهم (وزلزلهم) أي:
(1) سورة الصف: (9).
(2)
سورة الصف: (8).
(78)
- 2754 - (6) حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيَّانِ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ،
===
زلزل عقولهم بالرعب، فلا يثبتوا عند اللقاء، بل تطيش عقولهم، وقد فعل الله تعالى ذلك بهم لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ فأرسل عليهم ريحًا وجنودًا، فهزمهم الله تعالى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب الدعاء على المشركين بالهزيمة، ومسلم في كتاب الإمارة، باب استحباب طلب الشهادة، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب الاستغفار، والترمذي في كتاب الجهاد، باب فيمن سأل الشهادة، والنسائي في كتاب الجهاد، باب مسألة الشهادة.
فالحديث في أعلى درجات الصحة، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف خامسًا لحديث معاذ بحديث أبي أمامة بن سهل رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(78)
- 2754 - (6)(حدثنا حرملة بن يحيى) بن حرملة بن عمران أبو حفص التجيبي المصري صاحب الشافعي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م س ق).
(وأحمد بن عيسى) بن حسان (المصريان) راجع لكل من الشيخين، يعرف بابن التستري، من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (243 هـ). يروي عنه:(خ م س ق).
كلاهما (قالا: حدثنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم المصري، ثقة ثبت من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).
حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ أَنَّ سَهْلَ بْنَ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيه، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ سَأَلَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ مِنْ قَلْبِهِ .. بَلَّغَهُ اللهُ
===
(حدثني أبو شريح عبد الرحمن بن شريح) بن عبيد الله المعافري - بفتح الميم والمهملة - أبو شريح الإسكندراني، ثقة فاضل لم يصب ابن سعد في تضعيفه، من السابعة، مات سنة سبع وستين ومئة (167 هـ). يروي عنه:(ع).
(أن سهل بن أبي أمامة) أسعد أو سعد (بن سهل بن حنيف) - بضم المهملة مصغرًا - الأنصاري المدني نزيل مصر، ثقة، من الخامسة، مات بالإسكندرية. يروي عنه:(م عم).
(حدثه) أي: حدث سهل لأبي شريح (عن أبيه) أسعد أو سعد بن سهل بن حنيف الأنصاري أبي أمامة معروف بكنيته معدود في الصحابة، له رؤية، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة مئة (100 هـ)، وله اثنتان وتسعون سنة. يروي عنه:(ع).
(عن جده) أي: روى سهل عن أبيه أبي أمامة، وأبوه روى عن جده؛ أي: عن جد سهل؛ هو سهل بن حنيف بن واهب أو واصل بن غنم بن ثعلبة الأنصاري الأوسي المدني الصحابي الفاضل رضي الله تعالى عنه، شهد بدرًا، واستخلَفَهُ عَليٌّ على البصرة، ومات في خلافة علي بن أبي طالب. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سأل الشهادة) والموت في سبيل الله (بصدق) أي: بنية صادقة خالصة جازمة حاصلة (من قلبه .. بلغه الله) تعالى؛
مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ".
===
أي: أوصله الله وأعطاه بنيته الصادقة (منازل الشهداء) ودرجاتهم (وإن مات) في بيته (على فراشه) لمانع وعذر منعه منها.
قال القرطبي: وفي الحديث: دلالة على أن من نوى شيئًا من أعمال البر ولم يتفق له عمله لعذر .. كان بمنزلة من باشر ذلك العمل وعمله. انتهى من "المفهم".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الإمارة، باب ذم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب في الاستغفار، والترمذي في كتاب فضائل الجهاد، باب فيمن سأل الشهادة، والنسائي في كتاب الجهاد، باب مسألة الشهادة.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث:
الأول للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم