الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(55) - (998) - بَابُ الْعَبِيدِ وَالنِّسَاءِ يَشْهَدُونَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ
(135)
- 2811 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرًا مَوْلَى آبِي اللَّحْم، قَالَ وَكِيعٌ: كَانَ لَا يَأْكُلُ اللَّحْمَ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ مَوْلَايَ يَوْمَ خَيْبَرَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ
===
(55)
- (998) - (باب العبيد والنساء يشهدون مع المسلمين) المعارك
(135)
- 2811 - (1)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي.
(حدثنا وكيع) بن الجراح.
(حدثنا هشام بن سعد) المدني أبو عباد أو أبو سعيد، صدوق له أوهام ورمي بالتشيع، من كبار السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ)، أو قبلها. يروي عنه:(م عم).
(عن محمد بن زيد بن مهاجر بن قنفذ) - بضم القاف والفاء بينهما نون ساكنة - التيمي المدني، ثقة، من الخامسة. يروي عنه:(م عم).
(قال) محمد بن زيد: (سمعت عميرًا مولى آبي اللحم) الغفاري صحابي، شهد خيبر رضي الله تعالى عنه، وعاش إلى نحو السبعين (70 هـ). يروي عنه:(م عم) وأما آبي اللحم - بالمد بلفظ اسم الفاعل - من الإباء صحابي غفاري رضي الله تعالى عنه، يقال: إن اسمه خلف، وقيل: غير ذلك، استشهد بحنين. يروي عنه:(ت س).
(قال وكيع) بن الجراح: سمي بأبي اللحم؛ لأنه (كان لا يأكل اللحم، قال) عمير: (غزوت مع مولاي) الغفاري (يوم خيبر وأنا) عبد (مملوك) له لم
فَلَمْ يَقْسِمْ لِي مِنَ الْغَنِيمَة، وَأُعْطِيتُ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ سَيْفًا، وَكُنْتُ أَجُرُّهُ إِذَا تَقَلَّدْتُهُ.
===
يعتقني في ذلك الوقت (فلم يقسم لي) سيدي أو رسول الله (من الغنيمة) أي: لم يعط لي شيئًا من الغنيمة (وأعطيت) بالبناء للمفعول؛ أي: أعطاني سيدي أو غيره (من خُرْثِيِّ المتاع) - بضم الخاء المعجمة وسكون الراء المهملة وكسر الثاء المثلثة وتشديد الياء - أي: أثاثِ البيت ومتاعه؛ كالقدر والصحن مثلًا (سيفًا) طويلًا على قدي (وكنت أجره) - بتشديد الراء - أي: أجر على الأرض ذلك السيف؛ من قصر قامتي، أو لصغر سني (إذا تقلدته) أي: إذا علقته على عنقي بعلاقته، ويمكن أنه كنى بذلك من كونه لا يحسن تقليد السيف ولم يكن له من أهل وقريب، وموضع الترجمة من الحديث قوله:(فلم يقسم لي من الغنيمة).
ولفظ أبي داوود: (حدثنا أحمد بن حنبل، أخبرنا بشر بن المفضل) بن لاحق الرقاشي البصري، ثقة ثبت عابد، من الثامنة (عن محمد بن زيد بن مهاجر) ثقة، من الخامسة، وفيه اجتمع سند ابن ماجه وسند أبي داوود (قال: حدثني عمير مولى آبي اللحم) اسم فاعل من أبي اللحم يأبى، قال أبو داوود: قال أبو عبيد: سمي بذلك؛ لأنه كان حرم اللحم على نفسه فامتنع منه.
(قال شهدت) أي: حضرت (خيبر مع ساداتي) وفي بعض النسخ (مع سادتي) أي: مع كبار أهلي (فكلموا) أي: فكلم ساداتي (في) أي: في شأني وحقي بما هو مدح لي، أو بأن يأخذني للغزو (رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بي) أي: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجهادي معهم، وفي بعض النسخ:(فأمرني) أي: فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أحمل السلاح وأكون مع المجاهدين؛ لِأَتعلَّمَ المجاهدةَ.
فعلى رواية أبي داوود؛ يكون سند هذا الحديث من الرباعيات، وحكمه:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
الصحة والرفع، فيكون السند صحيحًا؛ لأن رجاله كلهم ثقات؛ ومرفوعًا؛ لأنه مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فعلى رواية ابن ماجه؛ فالسند من خماسياته، وحكمه: الحسن والقطع؛ لأن فيه راويًا مختلفًا فيه؛ وهو هشام بن سعد، ولكن له متابع ثقة، وهو بشر بن المفضل، ولأنه موقوف على الصحابي الراوي له؛ وهو عمير.
فالحديث على رواية أبي داوود: صحيح مرفوع؛ لصحة سنده، وعلى رواية ابن ماجه؛ فالحديث: صحيح المتن بغيره، حسن السند؛ لما مر آنفًا.
(فقلدت) بالبناء للمجهول؛ من التقليد؛ أي: علقت في عنقي (سيفًا) لأجاهد معهم (فإذا أنا أجره) أي: أجر السيف وأسحبه على الأرض؛ من صغر سني أو قصر قامتي (فأخبر) بالبناء للمجهول، وضمير النائب للنبي صلى الله عليه وسلم، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بـ (أني عبد مملوك) للناس، كأنه أخبره مولاي (فأمر لي) النبي صلى الله عليه وسلم بأن أعطى (بشيء من خرثي المتاع) أي: من أسقاط متاع البيت وخسائسه؛ كالقدر والسطل والدلو؛ لأنه اللائق بي؛ لأني خادم لمالكي وسيدي.
فدل الحديث بظاهره على أن العبيد وكذا النساء لا سهم لهم وإن شهدوا المعارك.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجهاد، باب في المرأة والعبد يحذيان من الغنيمة؛ أي: يعطيان من الغنيمة؛ والحذوة: العطية، والترمذي في كتاب السير، باب هل يسهم للعبد، وللحاكم في كتاب قسم الفيء، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في "التلخيص".
(136)
- 2812 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ
===
فدرجته: أنه حسن السند، صحيح المتن بغيره، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث عمير بحديث أم عطية رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(136)
- 2812 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان) الكناني المروزي، نزيل الكوفة أبو علي الأشل، ثقة له تصانيف، من صغار الثامنة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن هشام) بن حسان الأزدي القردوسي - بضم القاف والدال بينهما واو ساكنة - أبي عبد الله البصري، ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال؛ لأنه قيل: كان يرسل عنهما، من السادسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن حفصة بنت سيرين) أم الهذيل الأنصارية البصرية، ثقة، من الثالثة، ماتت بعد المئة. يروي عنها:(ع).
(عن أم عطية) نسيبة - بالتصغير، ويقال: بفتح أولها - بنت كعب، ويقال: بنت الحارث (الأنصارية) المدنية، سكنت البصرة الصحابية المشهورة رضي الله تعالى عنها. يروي عنها:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
قَالَتْ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ؛ أَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ وَأَصْنَعُ لَهُمُ الطَّعَامَ، وَأُدَاوِي الْجَرْحَى وَأَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى.
===
(قالت) أم عطية: (غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم) أي: أخلف وأقوم مقام الغزاة (في رحالهم) ومنازلهم وأمتعتهم؛ لحفظها إذا خرجوا للقاء العدو (وأصنع) أي: أصلح وأطبخ (لهم الطعام) أي: المآكل والمشارب؛ ليأكلوا ويشربوا إذا رجعوا بلا اشتغالهم بإصلاحه (وأداوي الجرحى) أي: أعالج المجروحين، جمع جريح؛ كمريض ومرضى (وأقوم على المرضى) بخدمتهم وتمريضهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الجهاد، باب النساء الغازيات يرضخ لهن.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم