المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(30) - (973) - باب الرجل يغزو وله أبوان - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ١٦

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ الفرائض

- ‌(1) - (944) - بَابُ الْحَثِّ عَلَى تَعْلِيمِ الْفَرَائِضِ

- ‌(2) - (945) - بَابُ فَرَائِضِ الصُّلْبِ

- ‌(3) - (946) - بَابُ فَرَائِضِ الْجَدِّ

- ‌(4) - (947) - بَابُ مِيرَاثِ الْجَدَّةِ

- ‌(5) - (948) - بَابُ الْكَلَالَةِ

- ‌تنبيه

- ‌(6) - (949) - بَابُ مِيرَاثِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ

- ‌(7) - (950) - بَابُ مِيرَاثِ الْوَلَاءِ

- ‌(8) - (951) - بَابُ مِيرَاثِ الْقَاتِلِ

- ‌(9) - (952) - بَابُ ذَوِي الْأَرْحَامِ

- ‌(10) - (953) - بَابُ مِيرَاثِ الْعَصَبَةِ

- ‌(11) - (954) - بَابُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ

- ‌(12) - (955) - بَابٌ: تَحُوزُ الْمَرْأَةُ ثَلَاثَ مَوَارِيثَ

- ‌(13) - (956) - بَابُ مَنْ أَنْكَرَ وَلَدَهُ

- ‌(14) - (957) - بَابٌ: فِي ادِّعَاءِ الْوَلَدِ

- ‌(15) - (958) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ وَهِبَتِهِ

- ‌(16) - (959) - بَابُ قِسْمَةِ الْمَوَارِيثِ

- ‌(17) - (960) - بَابٌ: إِذَا اسْتَهَلَّ الْمَوْلُودُ .. وَرِثَ

- ‌(18) - (961) - بَابُ الرَّجُلِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ

- ‌كتابُ الجِهاد

- ‌(19) - (962) - بَابُ فَضْلِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌(20) - (963) - بَابُ فَضْلِ الْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل

- ‌(21) - (964) - بَابُ مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا

- ‌(22) - (965) - بَابُ فَضْلِ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى

- ‌(23) - (966) - بَابُ التَّغْلِيظِ فِي تَرْكِ الْجِهَادِ

- ‌(24) - (967) - بَابُ مَنْ حَبَسَهُ الْعُذْرُ عَنِ الْجِهَادِ

- ‌(25) - (968) - بَابُ فَضْلِ الرِّبَاطِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌(26) - (969) - بَابُ فَضْلِ الحَرْسِ وَالتَّكْبِيرِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌مستدركة

- ‌(27) - (970) - بَابُ الْخُرُوجِ فِي النَّفِيرِ

- ‌تنبيه

- ‌تنبيه على تنبيه

- ‌(28) - (971) - بَابُ فَضْلِ غَزْوِ الْبَحْرِ

- ‌(29) - (972) - بَابُ ذِكرِ الدَّيْلَمِ وَفَضْلِ قَزْوِينَ

- ‌(30) - (973) - بَابُ الرَّجُلِ يَغْزُو وَلَهُ أَبَوَانِ

- ‌(31) - (974) - بَابُ النِّيَّةِ فِي الْقِتَالِ

- ‌تتمة

- ‌(32) - (975) - بَابُ ارْتِبَاطِ الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌(33) - (976) - بَابُ الْقِتَالِ فِي سَبِيلِ اللهِ سبحانه وتعالى

- ‌(34) - (977) - بَابُ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌تتمة ما في أحاديث الباب من حياة الشهداء

- ‌(35) - (978) - بَابُ مَا يُرْجَى فِيهِ الشَّهَادَةُ

- ‌(36) - (979) - بَابُ السِّلَاحِ

- ‌(37) - (980) - بَابُ الرَّمْيِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌(38) - (981) - بَابُ الرَّايَاتِ وَالْأَلْوِيَةِ

- ‌(39) - (982) - بَابُ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ فِي الْحَرْبِ

- ‌(40) - (983) - بَابُ لُبْسِ الْعَمَائِمِ فِي الْحَرْبِ

- ‌(41) - (984) - بَابُ الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ فِي الْغَزْوِ

- ‌(42) - (985) - بَابُ تَشْيِيعِ الْغُزَاةِ وَوَدَاعِهِمْ

- ‌(43) - (986) - بَابُ السَّرَايَا

- ‌تتمة

- ‌(44) - (987) - بَابُ الْأَكْلِ فِي قُدُورِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌(45) - (988) - بَابُ الِاسْتِعَانَةِ بِالْمُشْرِكِينَ

- ‌(46) - (989) - بَابُ الْخَدِيعَةِ فِي الْحَرْبِ

- ‌(47) - (990) - بَابُ الْمُبَارَزَةِ وَالسَّلَبِ

- ‌(48) - (991) - بَابُ الْغَارَةِ وَالْبَيَاتِ وَقَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ

- ‌(49) - (992) - بَابُ التَّحْرِيقِ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ

- ‌(50) - (993) - بَابُ فِدَاءِ الْأُسَارَى

- ‌تتمة

- ‌(51) - (994) - بَابُ مَا أَحْرَزَ الْعَدُوُّ ثُمَّ ظَهَرَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ

- ‌(52) - (995) - بَابُ الْغُلُولِ

- ‌تتمة

- ‌(53) - (996) - بَابُ النَّفَلِ

- ‌فائدة

- ‌(54) - (997) - بَابُ قِسْمَةِ الْغَنَائِمِ

- ‌(55) - (998) - بَابُ الْعَبِيدِ وَالنِّسَاءِ يَشْهَدُونَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ

- ‌(56) - (999) - بَابُ وَصِيَّةِ الْإِمَامِ

- ‌(57) - (1000) - بَابُ طَاعَةِ الْإِمَامِ

- ‌تتمة

- ‌(58) - (1001) - بَابُ لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ

- ‌(59) - (1002) - بَابُ الْبَيْعَةِ

- ‌(60) - (1003) - بَابُ الْوَفَاءِ بِالْبَيْعَةِ

- ‌(61) - (1004) - بَابُ بَيْعَةِ النِّسَاءِ

- ‌(62) - (1005) - بَابُ السَّبَقِ وَالرِّهَانِ

- ‌تنبيه

- ‌(63) - (1006) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ

- ‌(64) - (1007) - بَابُ قِسْمَةِ الْخُمُسِ

الفصل: ‌(30) - (973) - باب الرجل يغزو وله أبوان

(30) - (973) - بَابُ الرَّجُلِ يَغْزُو وَلَهُ أَبَوَانِ

(62)

- 2738 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ

===

(30)

- (973) - (باب الرجل يغزو وله أبوان)

(62)

- 2738 - (1)(حدثنا أبو يوسف محمد بن أحمد) بن محمد بن الحجاج بن ميسرة الكريزي - بتقديم الراء مصغرًا - الصيدلاني (الرقي) ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة ست وأربعين ومئتين (246 هـ). يروي عنه:(س ق).

(حدثنا محمد بن سلمة) بن عبد الله الباهلي مولاهم (الحراني) ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى وتسعين ومئة (191 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(م عم).

(عن محمد بن إسحاق) بن يسار المطلبي مولاهم المدني نزيل العراق إمام المغازي، ثقة؛ كما في "التهذيب" عارف، من صغار الخامسة، مات سنة خمسين ومئة (150 هـ)، ويقال بعدها. يروي عنه:(م عم).

(عن محمد بن طلحة) بن عبد الله (بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق)، صدوق، من السادسة، مات بعد المئة. يروي عنه:(س ق).

(عن معاوية بن جاهمة) - بالجيم - ابن العباس بن مرداس (السلمي) لأبيه وجده صحبة، وقيل: له هو صحبة أيضًا رضي الله تعالى عنهم. يروي عنه: (س ق).

ص: 219

قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، قَالَ:"وَيْحَكَ! أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"ارْجِعْ فَبَرَّهَا"،

===

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) معاوية بن جاهمة: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت) له: (يا رسول الله؛ إني كنت أردت) وقصدت (الجهاد معك) حالة كوني (أبتغي) وأطلب (بذلك) الجهاد (وجه الله) تعالى ورضاه (و) الفوز بالجنة في (الدار الآخرة) الباقية، فـ (قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ويحك! ) أي: ألزمك الله الويح والرحمة؛ وهي كلمة تقال لمن استحق الرحمة؛ أي: الدعاء له (أحية أمك؟ ) والهمزة فيه للاستفهام الاستخباري، (حية) خبر مقدم؛ للزومه الصدارة؛ لدخول همزة الاستفهام عليه و (أمك) مبتدأ مؤخر، والأصل: هل أمك حية أم توفيت؟

قال معاوية: (قلت) في جواب سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم: (نعم) هي حية يا رسول الله، فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاوية:(ارجع) إلى بيتها (فبرها) أي: فافعل ما هو بر وخير لها؛ يعني: اخدمها بما تحبه؛ بجلب مسرتها ودفع مضرتها.

قال السندي: قوله: "فبرها" - بفتح الباء الموحدة وتشديد الراء - صيغةُ أمر؛ من بَرَّ؛ من باب سمع.

وفي "المختار": البِرُّ - بكسر الباء الموحدة - ضد العُقوق، وكذا المبرة، تقول: برِرْتُ والدي - بكسر عين الكلمة - أبره - بفتحها - من باب سمع، فأنا بر به وبار، وجمع البر: أَبْرار، وجمع البار: بَرَرَةٌ؛ وفلان يَبَرُّ خالقَه؛ أي: يطيعه، والأم برة بولدها، وبر في يمينه: صدق. انتهى منه باختصار.

ص: 220

ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذلِكَ وَجْهَ اللهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، قَالَ:"وَيْحَكَ" أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: "فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَبَرَّهَا"، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ أَمَامِهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، قَالَ:

===

قال معاوية: (ثم أتيته) صلى الله عليه وسلم ثانيًا (من الجانب الآخر) أي: من جهة أخرى؛ بحيث لا يعرفني (فقلت) له صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؛ إني كنت أردت) وقصدت (الجهاد معك) في سبيل الله، حالة كوني (أبتغي) وأطلب (بذلك) الجهاد (وجهَ الله) تعالى (و) نَعِيمَ (الدارِ الآخرة) أي: الباقية التي لا فناء لها، فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرة الثانية أيضًا:(ويحك! ).

وفي "المختار": ويح: كلمة رحمة، وويل: كلمة عذاب، وقيل: هما بمعنىً واحد، تقول: ويح لزيد، وويل لعمرو، فترفعهما على الابتداء، ولك أن تنصبهما بفعل مضمر؛ تقديره: ألزمه الله تعالى ويحًا وويلًا، ونحو ذلك، وكذا: ويحك وويلك، وويح زيد، وويل زيد، منصوب بفعل مضمر. انتهى منه.

(أحية أمك؟ ) أي: هل أمك حية؟ قال معاوية: (قلت) له صلى الله عليه وسلم: (نعم) أمي حية (يا رسول الله)، فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه المرة الثانية أيضًا:(فارجع إليها) أي: إلى أمك في بيتها (فبرها) أي: فافعل برها وخيرها بخدمتها بما تحب وترضى (ثم أتيته) صلى الله عليه وسلم مرةً ثالثة (من أمامه) أي: من قدامه (فقلت) له: (يا رسول الله؛ إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك) الجهاد (وجه الله) تعالى ورضاه لا الغنيمة (والدار الآخرة) أي نعيمها، فـ (قال) لي في هذه المرة

ص: 221

"وَيْحَكَ! أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، قَالَ:"وَيْحَكَ" الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الْجَنَّةُ".

===

الثالثة أيضًا: (ويحك! أحية أمك؟ ) أي: هل أمك حية أم متوفاة؟

(قلت) في جواب سؤاله: (نعم) هي حية (يا رسول الله) فـ (قال) لي في هذه المرة الثالثة أيضًا: (ويحك! ) أي: ألزمك الله الرحمة (الزم رجلها) وقدمها حتى تغسل رجلها إن كانت محتاجةً إلى ذلك؛ لكبر سنها، وهذا كناية عن ملازمتها بالخدمة والبر ليلًا ونهارًا حتى تموت (فثم) أي: فعند رجلها (الجنة) التي تريدها بالجهاد.

قوله: "الزم رجلها فثم الجنة" قال الدميري: هو بالحاء المهملة (رحلها) يعني: دارها ومسكنها، ومنه حديث:"إذا ابتلت النعال .. فالصلاة في الرحال" أي: في الدور والمساكن والمنازل، ويقال لمنزل الإنسان ومسكنه: رحله. انتهى كلامه.

قلت: المشهور: أنه بالجيم؛ بمعنى: القدم، وهو الموافق لرواية النسائي وغيره، وعليه مشى السخاوي في "المقاصد الحسنة"؛ فقد أورد الحديث بلفظ:"الجنة تحت أقدام الأمهات"، قال: رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم، ثم ذكر ابن ماجه هذه الرواية التي بالجيم، قال السخاوي: إن التواضع للأمهات سبب لدخول الجنة.

قلت: ويحتمل أن المعنى: أن الجنة؛ أي: نصيبك منها لا يصل إليك إلا برضاها؛ بحيث كأنه لها وهي قاعدة عليه، فلا يصل إليك إلا من جهتها؛ فإن الشيء إذا صار تحت رجل أحد .. فقد تمكن منه واستولى عليه؛ بحيث لا يصل إلى آخر إلا من جهته. انتهى "سندي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب الجهاد، باب

ص: 222

(62)

- 2738 - (م) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ،

===

الرخصة في التخلف من له والدة، وأحمد في "المسند"، والحاكم في "المستدرك".

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث معاوية رضي الله تعالى عنه، فقال:

(62)

- 2738 - (م)(حدثنا هارون بن عبد الله) بن مروان البغدادي أبو موسى (الحمال) - بالمهملة - البزاز، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (243 هـ) وقد ناهز الثمانين. يروي عنه:(م عم).

(حدثنا حجاج بن محمد) المصيصي الأعور أبو محمد، ترمذي الأصل، نزل بغداد ثم المصيصة، ثقة ثبت، لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته، من التاسعة، مات ببغداد سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا) عبد الملك بن عبد العزيز (بن جريج) الرؤاسي الكوفي، ثقة، من السادسة، مات سنة خمسين ومئة، أو بعدها. يروي عنه:(ع).

قال ابن جريج: (أخبرني محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق) الخليفة الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم التيمي المدني، صدوق، من السادسة، مات بعد المئة. يروي عنه:(س ق).

(عن أبيه طلحة) بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق التيمي المدني، مقبول من الثالثة. يروي عنه:(س ق).

ص: 223

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ أَنَّ جَاهِمَةَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ مَاجَهْ: هَذَا جَاهِمَةُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ الَّذِي عَاتَبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ.

===

(عن معاوية بن جاهمة) بن العباس بن مرداس (السلمي) المدني (أن جاهمة) بن العباس (أتى النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنه، له ولأبيه صحبة.

وهذا السند من سداسياته، غرضه: بيان متابعة ابن جريج لمحمد بن إسحاق في رواية هذا الحديث عن محمد بن طلحة، غرضه بهذه المتابعة: تقوية السند الأول؛ لأن محمد بن إسحاق مختلف في وثوقه، وابن جريج متفق على وثوقه.

(فذكر) ابن جريج (نحوه) أي: نحو حديث ابن إسحاق؛ أي: قريبه لفظًا ومعنىً.

قال أبو الحسن بن بحر تلميذ المؤلف: (قال) لنا شيخنا (أبو عبد الله) محمد بن يزيد (ابن ماجه: هذا) الصحابي الذي روى ابنه معاوية عن إتيانه النبي صلى الله عليه وسلم هو (جاهمة بن عباس بن مرداس السلمي الذي) صفة لجاهمة (عاتب النبي صلى الله عليه وسلم ولامه حين منعه النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد (يوم حنين) وأمره بخدمة والدته.

قال ابن عبد البر في "الاستيعاب": جاهمة السلمي والد معاوية بن جاهمة، ويقال: هو جاهمة بن العباس بن مرداس السلمي حجازي، حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا سفيان بن حبيب، حدثنا ابن جريج عن محمد بن طلحة عن معاوية بن جاهمة عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستشيره في

ص: 224

(63)

- 2739 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاء، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِب، عَنْ أَبِيه، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو

===

الجهاد، فقال:"ألك والدة؟ " قلت: نعم، قال:"اذهب فأكرمها؛ فإن الجنة تحت رجليها". انتهى كلامه.

* * *

ثم استشهد المؤلف لحديث جاهمة بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(63)

- 2739 - (2)(حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء) الهمداني الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومئتين (247 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا) عبد الرحمن بن محمد بن زياد (المحاربي) أبو محمد الكوفي، لا بأس به وكان يدلس، قاله أحمد، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عطاء بن السائب) أبي محمد الثقفي الكوفي، صدوق اختلط، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(عن أبيه) السائب بن مالك، أو ابن زيد، أو ابن يزيد الكوفي، ثقة، من الثانية. يروي عنه:(عم).

(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات؛ لأن المحاربي الذي قلنا فيه: لا بأس به تابعه سفيان بن عيينة في الرواية عن عطاء بن السائب؛ كما في رواية أبي داوود، فسند ابن ماجه حسن، ولكنه قُوِّيَ بسندِ أبي داوود، فحكمنا له بالصحة.

ص: 225

قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنِّي جِئْتُ أُرِيدُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي وَجْهَ اللهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، وَلَقَدْ أَتَيْتُ وَإِنَّ وَالِدَيَّ لَيَبْكِيَان، قَالَ:"فَارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا".

===

(قال) عبد الله بن عمرو: (أَتَى) وجاء (رجل) من المسلمين، لم أر من ذكر اسمه (رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال) له:(يا رسول الله؛ إني جئت) إليك حالة كوني (أريد الجهاد معك) حالة كوني (أبتغي) وأطلب بذلك الجهادِ (وَجْهَ الله) تعالى ورضاه (و) ثوابَ (الدار الآخرة، و) وأقسمت لك بالإله الذي أرسلك بالحق (لقد أتيت) ك (و) الحال (إنَّ والديَّ) أي: أبوَيَّ (لَيبكيان) بسبب إرادتي الجهاد، فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:(فارجع إليهما) أي: إلى والديك (فأضحكهما) برجوعك إليهما (كما أبكيتهما) بذهابك من عندهما للجهاد.

قال الخطابي: استئذان الوالدين في الخروج إلى الجهاد إذا كان الخارج فيه متطوعًا؛ فإن ذلك لا يجوز إلا بإذن الوالدين، فأما إذا تعين عليه فرض الجهاد .. فلا حاجة إلى إذنهما، هذا إذا كانا مسلمين، فإن كانا كافرين .. يخرج بدون إذنهما؛ فرضًا كان الجهاد أو تطوعًا. انتهى ملخصًا. انتهى من "العون".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجهاد، باب في الرجل يغزو وأبواه كارهان، والنسائي في كتاب البيعة، باب البيعة على الهجرة.

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده؛ كما مر آنفًا، وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ص: 226

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:

الأول للاستدلال، والثاني للمتابعة، والثالث للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 227