الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(38) - (981) - بَابُ الرَّايَاتِ وَالْأَلْوِيَةِ
(97)
- 2773 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ،
===
(38)
- (981) - (باب الرايات والألوية)
والرايات جمع راية، وكذا الألوية جمع لواء، قيل: هما مترادفان لا فرق بينهما، وقيل: بينهما فرق؛ بأن اللواء: هو العلم الصغير، والراية: هي الكبير، ومقتضى حديث الترمذي وأحمد عن ابن عباس:(كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء، ولواؤه أبيض) .. ثبوت الفرق بينهما.
وذكر ابن إسحاق عن عروة أن أول ما حدث الرايات يوم خيبر، وما كانوا يعرفون قبل ذلك إلَّا الألوية، وبالجملة: فكلام المصنِّف مبني على الفرق بينهما، والله أعلم.
* * *
(97)
- 2773 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو بكر) محمد (بن عياش) بن سالم الأسدي الكوفي مشهور بكنيته، وفي اسمه عشرة أقوال، ثقةٌ عابد، من السابعة، مات سنة أربع وتسعين ومئة، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).
(عن عاصم) ابن بهدلة، اسم أمه؛ وهو ابن أبي النجود الأسدي مولاهم الكوفي، أبي بكر المقرئ، صدوق له أوهام حجة في القراءة، وحديثه في "الصحيحين" مقرون، من السادسة، مات سنة ثمان وعشرين ومئة (128 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي وائل) شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي، ثقةٌ مخضرم، من الثانية،
عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا عَلَى الْمِنْبَرِ وَبِلَالٌ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَقَلِّدٌ سَيْفًا، وَإِذَا رَايَةٌ سَوْدَاءُ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ.
===
مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مئة سنة. يروي عنه:(ع). هكذا هو الصواب بإثبات هذه الترجمة، ولعل الناسخ أسقط هنا أبا وائل، والصواب إثباته؛ لأنَّ عاصمًا لم يدرك الحارث بن حسان.
(عن الحارث بن حسان) بن كلدة البكري الذهلي الربعي، ويقال: العامري، ويقال: اسمه حريث، ويقال: الحارث بن يزيد، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل البادية، وكان يقدم الكوفة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويروي عنه: أبو وائل في السنن حديثًا واحدًا، وهو هذا الحديث، راجع "التهذيب"، وهو صحابي فاضل رضي الله تعالى عنه. يروي عنه:(ت س ق).
وهذا السند من خماسياته على الصواب لا على ما في المتن، والذي في المتن بإسقاط راوٍ؛ كما أوضحناه في ترجمة أبي وائل، وحكمه: الحسن؛ لأنَّ في رجاله عاصم بن بهدلة سيئ الحفظ، له أوهام، ليس حجة في الحديث.
(قال) الحارث بن حسان: (قدمت المدينة) المنورة (فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قائمًا على المنبر) خطيبًا (وبلال) بن رباح الحبشي (قائم بين يديه) صلى الله عليه وسلم؛ أي: قدامه والحال أن بلالًا (متقلد) أي: جاعل (سيفًا) له؛ كالقلادة على عنقه حراسةً له صلى الله عليه وسلم (وإذا راية سوداء) تخفق وتتحرك بين يديه صلى الله عليه وسلم في يد رجل قائم بها فاجأتني، قال الحارث:(فقلت) لمن هناك: (من هذا) القائم بالراية؟ (قالوا) أي: قال الحاضرون هناك: (هذا) القائم بالراية (عمرو بن العاص) بن وائل السهمي (قدم) الآن (من غزاة) مع سريته، وموضع الترجمة قوله:(وإذا راية سوداء).
(98)
- 2774 - (2) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ وَعَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ،
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب تفسير القرآن، باب ومن تفسير سورة الذاريات، ولفظ الترمذي: أخبرنا عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن الحارث بن يزيد البكري قال: (قدمت المدينة، فدخلت المسجد؛ فإذا هو) أي: المسجد (غاص) أي: ممتلئ (بالناس، وإذا رايات) جمع راية؛ وهي العلم (سود) جمع سوداء (تخفق) من بابي ضرب ونصر (وجهًا) أي: جانبًا (وإذا بلال متقلد السيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجهًا) أي: جانبًا. . . فذكر الحديث بطوله، وأخرجه النسائي وأحمد.
فدرجة هذا الحديث: أنَّه حسن؛ لما تقدم، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثمَّ استشهد المؤلف لحديث الحارث بحديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(98)
- 2774 - (2)(حدثنا الحسن بن علي) بن محمَّد الهذلي أبو علي (الخلال) الحلواني - بضم الحاء المهملة - نزيل مكة، ثقة حافظ له تصانيف، من الحادية عشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(خ م د ت ق).
(وعبدة بن عبد الله) الصفار الخزاعي أبو سهل البصري كوفي الأصل، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ)، وقيل في التي قبلها. يروي عنه:(خ عم).
كلاهما (قالا: حدثنا يحيى بن آدم) بن سليمان الكوفي أبو زكريا الأموي
حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضُ.
===
مولاهم، ثقة حافظ فاضل، من كبار التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا شريك) بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي بواسط ثمَّ بالكوفة، صدوق يخطئ كثيرًا تغير حفظه بعدما ولي القضاء، وكان عادلًا فاضلًا، من الثامنة، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومئة (178 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن عمار) بن معاوية (الدهني) - بضم المهملة وسكون الهاء بعدها نون - أبي معاوية البجلي الكوفي، صدوق يتشيع، من الخامسة، مات سنة ثلاث وثلاثين ومئة (133 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن أبي الزبير) محمَّد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم المكي، صدوق، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن جابر بن عبد الله) الأنصاري رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأنَّ فيه شريك بن عبد الله، وهو كثير الخطأ.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح ولواؤه أبيض) قوله: (ولواؤه أبيض) واللواء - بكسر اللام والمد - قال في "المغرب": اللواء: علم الجيش، وهو دون الراية؛ لأنه شقة ثوب يلوى ويشد إلى عود الرمح؛ والراية: علم الجيش، ويكنى أم الحرب؛ وهو فوق اللواء.
وقال أبو بكر بن العربي: اللواء غير الراية؛ فاللواء: ما يعقد في طرف الرمح ويلوى عليه، والراية: ما يعقد فيه ويترك حتى تصفقه الرياح.
وقال التوربشتي: الراية: هي التي يتولاها صاحب الحرب ويقاتل عليها
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وتميل المقاتلة إليها، واللواء: علامة، كبكبة الأمير تدور معه حيث دار.
وفي "شرح مسلم": الراية: العلم الصغير، واللواء: العلم الكبير، كذا في "المرقاة".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجهاد، باب في الرايات والألوية، والترمذي في كتاب الجهاد، باب في الألوية، قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك، وقال: سألت محمدًا عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك، وقال: حدثنا غير واحد عن شريك عن عمار عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء، قال محمَّد: وهذا هو الحديث المحفوظ.
وأما حديث يحيى بن آدم عن شريك بلفظ: (دخل مكة ولواؤه أبيض). . فليس بمحفوظ؛ لتفرد يحيى بن آدم به، ومخالفته لغير واحد من أصحاب شريك.
وقوله: (عن عمار الدهني) نسبة إلى الدهن؛ والدهن - بضم أوله وسكون ثانيه آخره نون - بطن من بجيلة، وعمار هذا؛ هو عمار بن معاوية الدهني، ويكنى أبا معاوية، وهو كوفي ثقة عند أهل الحديث، وأخرجه النسائي أيضًا في كتاب مناسك الحج، باب دخول مكة باللواء.
فدرجة هذا الحديث: أنَّه حسن؛ لكون سنده حسنًا، ولتفرد يحيى بن آدم بلفظ: دخل مكة ولواؤه أبيض، ومخالفته لغير واحد من أصحاب شريك، وغرضه: الاستشهاد به.
(99)
- 2775 - (3) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَاسِطِيُّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، سَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَايَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ سَوْدَاءَ
===
ثمَّ استشهد المؤلف ثانيًا لحديث الحارث بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(99)
- 2775 - (3)(حدثنا عبد الله بن إسحاق) أبو جعفر (الواسطي الناقد)، نزيل بغداد صدوق، من الحادية عشرة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا يحيى بن إسحاق) السيلحيني - بفتح السين المهملة ثمَّ ياء ساكنة ثمَّ لام مفتوحة وكسر حاء مهملة ثمَّ تحتانية ساكنة ثمَّ نون - أبو زكريا نزيل بغداد، صدوق، من كبار العاشرة، مات سنة عشر ومئتين (210 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن يزيد بن حيان) النبطي - بفتح النون والموحدة - البلخي نزيل المدائن أخي مقاتل، صدوق يخطئ. يروي عنه:(ت ق).
قال يزيد: (سمعت أبا مجلز) - بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام بعدها زاي - لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري مشهور بكنيته، ثقة، من كبار الثالثة، مات سنة ست، وقيل: تسع ومئة (109 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(يحدث عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأنَّ فيه يزيد بن حيان، قال البخاري: عنده غلط كثير، وذكره ابن حبَّان في "الثقات"، فهو مختلف فيه.
قوله: (أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: أن لونها وكيفيتها (كانت سوداء).
وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضَ.
===
قال القاضي: أراد بالسوداء: ما غالب لونه سواد؛ بحيث يرى من البعيد أسود لا ما لونه سواد خالص؛ لأنه قال في بعض الرواية: (سوداء مربعة من نمرة) والنمرة - بفتح فكسر - وهي بردة من صوف يلبسها الأعراب، فيها تخطيط من سواد وبياض، ولذلك سميت نمرة؛ تشبيهًا لها بالنمر، ذكره القاري.
قوله: (ولواؤه أبيض) بالنصب على أنَّه خبر كان، ويجوز رفعه على الخبرية.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجهاد، باب الرايات والألوية، والترمذي في كتاب الجهاد، باب ما جاء في الألوية.
قال السندي: اللواء: هو العلم الكبير للجيش كله، ولكل فرقة منه راية، وراية الرسول صلى الله عليه وسلم كانت سوداء؛ أي: راية كتيبة المهاجرين التي كانت حول الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه، أما اللواء. . فكان لجيش الفتح كله، ولا يجتمع اللواء والراية إلا لقائد الجيش كله؛ إذ تكون له كتيبة قيادةٍ وحمايةٍ لها راية، إضافة لكون لواء الجيش بجانبه. انتهى منه.
فدرجة هذا الحديث: أنَّه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأوّل للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم