الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(50) - (993) - بَابُ فِدَاءِ الْأُسَارَى
(126)
- 2802 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَع، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ أَبِي بَكْرٍ هَوَازِنَ
===
(50)
- (993) - (باب فداء الأسارى)
(126)
- 2802 - (1)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقةٌ عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
(ومحمد بن إسماعيل) بن سمرة الأحمسي أبو جعفر السراج، ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة ستين ومئتين (260 هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(ت س ق).
كلاهما (قالا: حدثنا وكيع) بن الجراح.
(عن عكرمة بن عمار) العجلي الحنفي أبي عمار اليمامي، صدوق، من الخامسة، مات قبيل الستين ومئة. يروي عنه:(م عم).
(عن إياس بن سلمة ابن الأكوع) الأسلمي أبي سلمة المدني، ثقةٌ، من الثالثة، مات سنة تسع عشرة ومئة (119 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي أبي إياس المدني رضي الله تعالى عنه، شهد بيعة الرضوان، مات سنة أربع وسبعين (74 هـ). يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عكرمة بن عمار، وهو كثير الغلط.
(قال) سلمة ابن الأكوع: (غزونا مع أبي بكر) أميرًا علينا (هوازن) قبيلة
عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَفَّلَنِي جَارِيَةً مِنْ بَنِي
===
مشهورة من العرب، والصواب:(غزونا) معاشر الصحابة (مع أبي بكر) الصديق (فزارة) كما هو في رواية مسلم؛ لأن غزوة هوازن هي غزوة حنين، وغزوتها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة الفتح.
وفزارة: هو اسم أبي قبيلة من غطفان؛ كما في "القاموس" سميت القبيلة به، والذي يذكره أصحاب السير في سبب هذه الغزوة: أن زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه خرج في تجارة إلى الشام، فلما كان بقرب من وادى القرى .. لقيه ناس من بني فزارة من بني بدر، فضربوه وضربوا أصحابه، حتى ظنوا أنهم قد قتلوا وأخذوا ما كان معه من مال، فرجع زيد إلى المدينة بعد برئه، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم سريةً إلى بني فزارة، وكان ذلك في رمضان سنة ست؛ كما أخرجه الواقدي. انتهى من "سيرة ابن هشام".
(على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزمنه، والأمير علينا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أمَّره؛ أي: أمَّر أبا بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا، وهذا صريح في أن أمير السرية كان أبا بكر رضي الله تعالى عنه، ولكن لَمْ يذكر أصحاب السير إمارته، والذي يظهر من رواياتهم أن الأمير كان زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه، ولذلك سمى الواقدي هذه السرية سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة، وسماه ابن هشام في سيرته: غزوة زيد بن حارثة إلى بني فزارة.
ويمكن الجمع في هذه الروايات وحديث الباب بأن أبا بكر كان أميرًا للسرية، وكان زيد بن حارثة رائدهم؛ لكونه أعرف بمكان بني فزارة، ولما كان هو السبب لبعث هذه السرية .. سميت السرية باسمه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
(فنفلني) من التنفيل؛ أي: أعطاني أبو بكر (جاريةً) أي: بنتًا (من بني
فَزَارَةَ مِنْ أَجْمَلِ الْعَرَب، عَلَيْهَا قَشْعٌ لَهَا فَمَا كَشَفْتُ لَهَا عَنْ ثَوْبٍ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ فَقَالَ:"لِلّهِ أَبُوكَ هَبْهَا لِي"، فَوَهَبْتُهَا لَهُ، فَبَعَثَ بِهَا فَفَادَى بِهَا أُسَارَى مِنْ أُسَارَى الْمُسْلِمِينَ كَانُوا بِمَكَّةَ.
===
فزارة) نَفْلًا وزيادةً على سهمي هي (من أجمل العرب) أي: من أحسن بنات العرب جمالا (عليها) أي: على تلك الجارية (قَشْعٌ لها) أي: نطع وجلد مدبوغ عليها لباسًا لها.
والقشع - بفتح القاف وكسرها مع سكون الشين - فيهما لغتان مشهورتان؛ وهو الفَرْوُ الخَلِقُ؛ كما في "تاج العروس"، وفسره بعض رواة مسلم، فقال:(القشع) النطع؛ وهو على وزن عنب: بساط من الأديم، وهو تفسير صحيح أيضًا.
قال سلمة: (فما كشفت) أنا (لها) أي: عن تلك الجارية (عن ثوب) لها؛ أي: ما كشفت عنها ثوبها للاستمتاع بها؛ يعني: ما استمتعت بها، وفيه استحباب الكناية عن الاستمتاع بالمرأة.
(حتى أتيت المدينة) مع تلك الجارية (فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم أي: رآني (في السوق) أي: في سوق المدينة (فقال) لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا سلمة (له أبوك! ) أي: در ارتضع أبوك؛ من صيغ التعجب الغير المشهورة (هبها لي) أي: هب لي الجارية التي نفلك أبو بكر؛ وهي بنت أم قرفة (فوهبتها) أي: وهبت تلك الجارية (له) صلى الله عليه وسلم (فبعث) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بها) أي: بتلك الجارية إلى أهل مكة (ففادى) بها؛ أي: ففك رسول الله صلى الله عليه وسلم (بها) أي: بتلك الجارية من أيدي مشركي مكة (أسارى من أسارى المسلمين) أي: ناسًا من المسلمين (كانوا بـ) أيدي كفار (مكة) فيه جواز المفاداة، وجواز فداء الرجال بالنساء الكافرات، ولا خلاف في جوازه.