الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(42) - (985) - بَابُ تَشْيِيعِ الْغُزَاةِ وَوَدَاعِهِمْ
(105)
- 2781 - (1) حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَد، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيه،
===
(42)
- (985) - (باب تشييع الغزاة ووداعهم)
(105)
- 2781 - (1)(حدثنا جعفر بن مسافر) بن راشد التنيسي أبو صالح الهذلي، صدوق ربما أخطأ، من الحادية عشرة، مات سنة أربع وخمسين ومئتين (254 هـ). يروي عنه:(د س ق).
(حدثنا أبو الأسود) النضر بن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري، مشهور بكنيته، ثقة، من كبار العاشرة، مات سنة تسع عشرة ومئتين (219 هـ). يروي عنه:(د س ق).
(حدثنا) عبد الله (بن لهيعة) بن عقبة الحضرمي المصري القاضي، صدوق، من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه فترك، مات سنة أربع وسبعين ومئة (174 هـ). يروي عنه:(م د ت ق).
(عن زبان بن فائد) بالفاء، المصري أبي جوين - بالجيم مصغرًا - الحمراوي - بالمهملة - ضعيف الحديث مع صلاحه وعبادته، من السادسة، مات سنة خمس وخمسين ومئة (155 هـ). يروي عنه:(د ت ق).
(عن سهل بن معاذ بن أنس) الجهني نزيل مصر، لا بأس به إلا في روايات زبان عنه، من الرابعة. يروي عنه:(د ت ق).
(عن أبيه) معاذ بن أنس الجهني الأنصاري الصحابي الفاضل رضي الله تعالى عنه، نزل مصر، وبقي إلى خلافة عبد الملك. يروي عنه:(د ت ق).
عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَأَنْ أُشَيِّعَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللهِ فَأَكُفَّهُ عَلَى رَحْلِهِ غَدْوَةً أَوْ رَوْحَةً. . أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".
===
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأنَّ فيه ابن لهيعة، وشيخه زبان بن فائد، وهما ضعيفان.
(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن أشيع) وأجهز وأهيئ بزاده وسلاحه (مجاهدًا) أي: غازيًا واحدًا يجاهد (في سبيل الله) تعالى وطاعته وإعلاء كلمة الإيمان وإبطال كلمة البهتان (فأكفه) أي: فأحمله بكفي (على رحله) ومركوبه عند خروجه من منزله لسفر الجهاد، هو من الكفاية، قال الدميري: هو أن يحرس له متاعه إذا غدا وبكر (غدوة) أي: بكرة للجهاد (أو) إذا راح وذهب آخر النهار (روحةً) أي: مرةً من الرواح للجهاد.
وقوله: "أحب" خبر المبتدأ؛ أي: لكفايتي إياه وخدمتي إياه وقيامي بمؤنته في غدوته وذهابه إلى الجهاد أول النهار، أو في روحته إلى الجهاد آخر النهار؛ أي: لتحصيل أجر خدمتي إياه في هاتين الوقتين. . (أحب إلي) أي: أرغب عندي (من) تحصيل أجر تصدقي بـ (الدنيا وما فيها) من النعيم؛ لكون أجر خدمتي إياه أفضل وأكثر من أجر تصدقي بالدنيا وما فيها من زخارفها.
قال السندي: أراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث ترغيب الناس في خدمة المجاهدين ومعونتهم؛ كما في الحديث الآخر: "والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه المسلم".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه الإمام أحمد من حديث معاذ بن أنس، ورواه الحاكم في "المستدرك" في كتاب الجهاد من طريق يحيى بن أيوب عن زبان بن فائد، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي في "التلخيص"، والبيهقيُّ في "السنن الكبرى".
(106)
- 2782 - (2) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
===
فدرجته: أنَّه ضعيف (12)(295)؛ لضعف سنده؛ كما تقدم، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.
ثمَّ استدل المؤلف على الترجمة بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، فقال:
(106)
- 2782 - (2)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم الدمشقي، كثير التدليس والتسوية، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا) عبد الله (بن لهيعة) بن عقبة الحضرمي المصري قاضيها، صدوق مخلط بعد احتراق كتبه. يروي عنه:(م د ت ق).
(عن الحسن بن ثوبان) بن عامر الهوزني - بفتح الهاء وسكون الواو بعدها زاي ثمَّ نون - أبي ثوبان المصري، صدوق فاضل ولي إمرة رشيد، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(ق).
(عن موسى بن وردان) العامري مولاهم أبي عمر المصري مدني الأصل، صدوق ربما أخطأ، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة (117 هـ)، وله أربع وسبعون سنة. يروي عنه:(عم).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
قَالَ: وَدَّعَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ".
(107)
- 2783 - (3) حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيد،
===
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأنَّ فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، لكن لم ينفرد ابن لهيعة؛ فقد رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة"، في باب ما يقول عند الوداع عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن الليث وسعيد بن أبي سعيد، كلاهما عن الحسن بن ثوبان، والحسن قال فيه أبو حاتم: لا بأس به، فيكون حكم السند الصحة؛ لأنَّ ليث بن سعد وسعيد بن أبي سعيد المقبري تابعا ابن لهيعة في الرواية عن الحسن بن ثوبان، فكان رجال السند ثقات أثباتًا، فحكمه: الصحة.
(قال) أبو هريرة: (ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم) من التوديع حين خرجت (فقال) لي في توديعي: (أستودعك الله) أي: أَطْلُبُ من الله (الذي لا تَضِيعُ ودائعهُ) حِفْظَك من كل سوء ومكروه في سفرك؛ أَي: الإله الذي لا تكون وديعتُه ضائعةً مُعطَّلة عن الحفظ، بل تكون وديعته محفوظةً في كل مكان وفي كل زمان.
وفي الحديث مشروعية التوديع بالقول الوارد في الحديث.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له متابع، فدرجته: أنَّه صحيح بسند آخر، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثمَّ استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(107)
- 2783 - (3)(حدثنا عباد بن الوليد) بن خالد الغبري - بضم
حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
===
المعجمة وفتح الموحدة المخففة - أبو بدر المؤدب، سكن بغداد، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ)، وقيل: سنة اثنتين وستين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا حبَّان) بفتح المهملة وتشديد الموحدة (ابن هلال) أبو حبيب البصري، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة ست عشرة ومئتين (216 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا أبو محصن) الضرير حصين بن نمير الهمداني مولاهم كوفي الأصل.
روى عن: محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ ويروي عنه: حبَّان بن هلال البصري قال ابن معين: صالح، وقال العجلي وأبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبَّان في "الثقات"، وفي أكثر النسخ:(عن ابن محصن)، وهو تحريف من النساخ، والصواب ما قلناه؛ أعني:(حدثنا أبو مِحْصَنٍ) بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الصاد آخره نون (حُصَينُ بن نُمير) - بالتصغير فيهما - الواسطي الضرير كوفي الأصل، لا بأس به، رمي بالنصب، من الثامنة. يروي عنه:(خ د ت س ق).
قلت: شغلتني وعطلتني ترجمة هذا الراوي شغل يوم، ثمَّ حصَلْتُ على الصواب، فلله الحمد.
(عن) محمَّد بن عبد الرحمن (بن أبي ليلى) الأنصاري الكوفي القاضي أبي عبد الرحمن، صدوق سيئ الحفظ جدًّا، من السابعة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(عم).
(عن نافع) مولى ابن عمر، ثقة، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة، أو بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.
قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَشْخَصَ السَّرَايَا. . يَقُولُ لِلشَّاخِصِ: "أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ".
===
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأنَّ فيه ابن أبي ليلى، وهو ضعيف سيئ الحفظ جدًّا.
قلت: وحكم هذا السند: الحسن؛ لكثرة طرقه؛ لأنَّ كثرة الطرق تجبر ضعفه فيرتقي إلى درجة الحسن، والله أعلم.
(قال) ابن عمر: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أشخص السرايا) جمع سرية؛ أي: إذا أرسلهم وبعثهم للغزو. . (يقول للشاخص) أي: للذاهب منهم إلى الغزو؛ لأنَّ الشخوص يأتي بمعنى الحضور وبمعنى الذهاب: (أستودع الله) أي: أطلب من الله تعالى (دينك) أي: حفظ دينك عليك؛ بتوفيق امتثال المأمورات، واجتناب المنهيات (و) أستودع الله (أمانتك) أي: وأطلب من الله حفظ أمانتك عليك، سواء كان لله أو لغيره (و) أستودع الله حسن (خواتيم عملك) أي: أطلب منه تعالى أن يحسن أواخر أعمالك وأواخر عمرك بتوفيقك حسن الختام في كل أمورك.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه؛ ولكن له متابعات كثيرة؛ فقد رواه أبو داوود في "سننه" في كتاب الجهاد، باب في الدعاء عند الوداع من طريق قَزَعة بن يحيى عن ابن عمر به دون قوله:(إذا أشخص السرايا)، ورواه البيهقي في "سننه الكبرى" في كتاب السير، باب تشييع الغازي وتوديعه من طريق مجاهد عن ابن عمر؛ كما رواه أبو داوود في كتاب الحج، باب التوديع، والنسائيُّ في "عمل اليوم والليلة" عن يحيى بن محمَّد بن السكن عن حبَّان بن هلال به، والنسائيُّ في "الكبرى" في كتاب السير، باب ما يقول إذا ودع إنسانًا، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وروي هذا الحديث من غير وجه
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
عن ابن عمر، وأحمد في "مسنده"، وأبو يعلى في "مسنده"، وقال: إسناده حسن.
وهذا الحديث له طرق كثيرة تجبر ضعف سنده، وله شاهد من حديث أبي هريرة المذكور قبله، فهذا الحديث: حسن السند، صحيح المتن، فغرضه: الاستشهاد به لما قبله.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأوّل للاستئناس، والثاني للاستدلال، والثالث للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم