المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(47) - (990) - باب المبارزة والسلب - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ١٦

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ الفرائض

- ‌(1) - (944) - بَابُ الْحَثِّ عَلَى تَعْلِيمِ الْفَرَائِضِ

- ‌(2) - (945) - بَابُ فَرَائِضِ الصُّلْبِ

- ‌(3) - (946) - بَابُ فَرَائِضِ الْجَدِّ

- ‌(4) - (947) - بَابُ مِيرَاثِ الْجَدَّةِ

- ‌(5) - (948) - بَابُ الْكَلَالَةِ

- ‌تنبيه

- ‌(6) - (949) - بَابُ مِيرَاثِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ

- ‌(7) - (950) - بَابُ مِيرَاثِ الْوَلَاءِ

- ‌(8) - (951) - بَابُ مِيرَاثِ الْقَاتِلِ

- ‌(9) - (952) - بَابُ ذَوِي الْأَرْحَامِ

- ‌(10) - (953) - بَابُ مِيرَاثِ الْعَصَبَةِ

- ‌(11) - (954) - بَابُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ

- ‌(12) - (955) - بَابٌ: تَحُوزُ الْمَرْأَةُ ثَلَاثَ مَوَارِيثَ

- ‌(13) - (956) - بَابُ مَنْ أَنْكَرَ وَلَدَهُ

- ‌(14) - (957) - بَابٌ: فِي ادِّعَاءِ الْوَلَدِ

- ‌(15) - (958) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ وَهِبَتِهِ

- ‌(16) - (959) - بَابُ قِسْمَةِ الْمَوَارِيثِ

- ‌(17) - (960) - بَابٌ: إِذَا اسْتَهَلَّ الْمَوْلُودُ .. وَرِثَ

- ‌(18) - (961) - بَابُ الرَّجُلِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ

- ‌كتابُ الجِهاد

- ‌(19) - (962) - بَابُ فَضْلِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌(20) - (963) - بَابُ فَضْلِ الْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل

- ‌(21) - (964) - بَابُ مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا

- ‌(22) - (965) - بَابُ فَضْلِ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى

- ‌(23) - (966) - بَابُ التَّغْلِيظِ فِي تَرْكِ الْجِهَادِ

- ‌(24) - (967) - بَابُ مَنْ حَبَسَهُ الْعُذْرُ عَنِ الْجِهَادِ

- ‌(25) - (968) - بَابُ فَضْلِ الرِّبَاطِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌(26) - (969) - بَابُ فَضْلِ الحَرْسِ وَالتَّكْبِيرِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌مستدركة

- ‌(27) - (970) - بَابُ الْخُرُوجِ فِي النَّفِيرِ

- ‌تنبيه

- ‌تنبيه على تنبيه

- ‌(28) - (971) - بَابُ فَضْلِ غَزْوِ الْبَحْرِ

- ‌(29) - (972) - بَابُ ذِكرِ الدَّيْلَمِ وَفَضْلِ قَزْوِينَ

- ‌(30) - (973) - بَابُ الرَّجُلِ يَغْزُو وَلَهُ أَبَوَانِ

- ‌(31) - (974) - بَابُ النِّيَّةِ فِي الْقِتَالِ

- ‌تتمة

- ‌(32) - (975) - بَابُ ارْتِبَاطِ الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌(33) - (976) - بَابُ الْقِتَالِ فِي سَبِيلِ اللهِ سبحانه وتعالى

- ‌(34) - (977) - بَابُ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌تتمة ما في أحاديث الباب من حياة الشهداء

- ‌(35) - (978) - بَابُ مَا يُرْجَى فِيهِ الشَّهَادَةُ

- ‌(36) - (979) - بَابُ السِّلَاحِ

- ‌(37) - (980) - بَابُ الرَّمْيِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌(38) - (981) - بَابُ الرَّايَاتِ وَالْأَلْوِيَةِ

- ‌(39) - (982) - بَابُ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ فِي الْحَرْبِ

- ‌(40) - (983) - بَابُ لُبْسِ الْعَمَائِمِ فِي الْحَرْبِ

- ‌(41) - (984) - بَابُ الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ فِي الْغَزْوِ

- ‌(42) - (985) - بَابُ تَشْيِيعِ الْغُزَاةِ وَوَدَاعِهِمْ

- ‌(43) - (986) - بَابُ السَّرَايَا

- ‌تتمة

- ‌(44) - (987) - بَابُ الْأَكْلِ فِي قُدُورِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌(45) - (988) - بَابُ الِاسْتِعَانَةِ بِالْمُشْرِكِينَ

- ‌(46) - (989) - بَابُ الْخَدِيعَةِ فِي الْحَرْبِ

- ‌(47) - (990) - بَابُ الْمُبَارَزَةِ وَالسَّلَبِ

- ‌(48) - (991) - بَابُ الْغَارَةِ وَالْبَيَاتِ وَقَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ

- ‌(49) - (992) - بَابُ التَّحْرِيقِ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ

- ‌(50) - (993) - بَابُ فِدَاءِ الْأُسَارَى

- ‌تتمة

- ‌(51) - (994) - بَابُ مَا أَحْرَزَ الْعَدُوُّ ثُمَّ ظَهَرَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ

- ‌(52) - (995) - بَابُ الْغُلُولِ

- ‌تتمة

- ‌(53) - (996) - بَابُ النَّفَلِ

- ‌فائدة

- ‌(54) - (997) - بَابُ قِسْمَةِ الْغَنَائِمِ

- ‌(55) - (998) - بَابُ الْعَبِيدِ وَالنِّسَاءِ يَشْهَدُونَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ

- ‌(56) - (999) - بَابُ وَصِيَّةِ الْإِمَامِ

- ‌(57) - (1000) - بَابُ طَاعَةِ الْإِمَامِ

- ‌تتمة

- ‌(58) - (1001) - بَابُ لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ

- ‌(59) - (1002) - بَابُ الْبَيْعَةِ

- ‌(60) - (1003) - بَابُ الْوَفَاءِ بِالْبَيْعَةِ

- ‌(61) - (1004) - بَابُ بَيْعَةِ النِّسَاءِ

- ‌(62) - (1005) - بَابُ السَّبَقِ وَالرِّهَانِ

- ‌تنبيه

- ‌(63) - (1006) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ

- ‌(64) - (1007) - بَابُ قِسْمَةِ الْخُمُسِ

الفصل: ‌(47) - (990) - باب المبارزة والسلب

(47) - (990) - بَابُ الْمُبَارَزَةِ وَالسَّلَبِ

(116)

- 2792 - (1) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ وَحَفْصُ بْنُ عَمْرٍو قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ:

===

(47)

- (990) - (باب المبارزة والسلب)

(116)

- 2792 - (1)(حدثنا يحيى بن حكيم) المقومي - بتشديد الواو المكسورة - أبو سعيد البصري، ثقةٌ حافظ عابد مصنف، من العاشرة، مات سنة ست وخمسين ومئتين (256 هـ). يروي عنه:(د س ق).

(وحفص بن عمرو) بن ربال - بفتح الراء والموحدة - ابن إبراهيم الربالي الرقاشي البصري، ثقةٌ عابد، من العاشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(ق).

كلاهما (قالا: حدثنا عبد الرَّحمن بن مهدي) بن حسان العنبري مولاهم أبو سعيد البصري، ثقةٌ ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث، من التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ح).

(ح وحدثنا محمد بن إسماعيل) بن سمرة الأحمسي - بمهملتين - أبو جعفر السراج، ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة ستين ومئتين (260 هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(ت س ق).

(حدثنا وكيع) بن الجراح (قالا) أي: قال عبد الرَّحمن بن مهدي ووكيع:

(حدثنا سفيان) الثوري، (عن أبي هاشم الرماني) - بضم الراء وتشديد الميم - الواسطي، قال أبو الحسن القطان:(قال) لنا (أبو عبد الله) محمد بن

ص: 373

هُوَ يَحْيَى بْنُ الْأَسْوَد، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يُقْسِمُ لَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ فِي هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ السِّتَّةِ يَوْمَ بَدْرٍ {هَذَانِ خَصْمَانِ

===

ماجة: (هو) أي: الرماني اسمه (يحيى بن الأسود) وقيل: يحيى بن دينار، وقيل: ابن نافع، ثقةٌ، من السادسة، مات سنة اثنتين وعشرين ومئة (122 هـ)، وقيل: سنة خمس وأربعين. يروي عنه: (ح).

(عن أبي مجلز) لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري أبي مجلز - بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام بعدها زاي - مشهور بكنيته، من كبار الثالثة، مات سنة ست، وقيل: تسع ومئة (109 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن قيس بن عباد) - بضم المهملة وتخفيف الموحدة - الضبعي - بضم المعجمة وفتح الموحدة - أبي عبد الله البصري، ثقةٌ، مخضرم من الثانية، مات بعد الثمانين، ووهم من عده في الصحابة. يروي عنه:(خ م د س ق).

(قال) قيس: (سمعت أبا ذر) الغفاري جندب بن جنادة الربذي المدني الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات سنة اثنتين وثلاثين (32 هـ). يروي عنه:(ع).

وهذان السندان من سباعياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات أثبات.

أي: سمعته (يقسم) ويحلف بقوله: والله؛ (لنزلت هذه الآياتِ) الكريمة (في هؤلاء الرهط) والجماعة (الستة) المشهورة؛ ثلاثة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وثلاثة من المشركين - لعنة الله عليهم - تبارزوا وتنازلوا للمضاربة والمسايفة (يوم) وقعة (بدر) يعني بالآية قوله:({هَذَانِ خَصْمَانِ}) أي: فريقان اختصموا؛ أي: سمعته يقسم على أن هذه الآية؛ يعني: قوله: (هذان) الرهطان

ص: 374

اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ

} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} : فِي حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِب، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِث، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ؛ اخْتَصَمُوا فِي الْحُجَجِ يَوْمَ بَدْرٍ.

===

(خصمان) أي: متخاصمان ({اخْتَصَمُوا فِي}) دين ({رَبِّهِمْ

} (1) الذي هو التوحيد؛ خصم أقر به، وخصم أنكره، اقرأ الآياتِ المذكورة بعد هذه الآية (إلى قوله:{إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} (2) هذا تحريف من النساخ، والصواب: اقرأ الآياتِ (إلى قوله: {نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ})(3) أي: إلى آخر هذه الآية، وإنما قلنا ذلك، لأن قوله:{إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} قبل قوله: {هَذَانِ خَصْمَانِ} ، فليست داخلة في الآياتِ المقصودة هنا؛ أي: نزلت في الفريقين من المسلمين والمشركين؛ أي: نزلت (في حمزة بن عبد المطلب) عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضيعه، (وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث) بن المطلب، وهؤلاء الثلاثة هم الفريق المؤمنون، والثلاثة الباقية مشركون (و) هم (عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة) بن عبد شمس، (والوليد بن عتبة) بن ربيعة المذكور (اختصموا في الحجج) جمع حجة؛ أي: اختلفوا في حجة دينهم؛ حجة التوحيد وحجة الشرك، فتبارزوا (يوم بدر).

والحاصل: أن الفريق الأول من الفريقين؛ وهم المسلمون ثلاثة؛ اثنان منهم من بني هاشم حمزة وعلي، والثالث منهم؛ وهو عبيدة من بني المطلب.

والفريق الثاني؛ وهو الثلاثة الباقية مشركون؛ وهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس، والوليد بن عتبة المذكور، وهؤلاء الثلاثة من بني عبد شمس بن

(1) سورة الحج: (19).

(2)

سورة الحج: (14).

(3)

سورة الحج: (25).

ص: 375

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

عبد مناف، والستة كلهم من قريش؛ ثلاثة منهم مسلمون، وثلاثة مشركون؛ كما ذكرنا وقتل كلّ واحد من المسلمين من برز له من الكفار إلَّا عبيدة؛ فإنه اختلف مع من بارزه بضربتين، فوقعت الضربة في ركبة عبيدة، ومَالَ حمزةُ وعليٌّ إليه، فأعاناه على قتله، واستشهد عبيدة من تلك الضربة بالصفراء، عند رجوعهم من بدر. انتهى "قسطلاني".

ومعنى الآية: قوله: (هذا خصمان) أي: هذا الفريقان المتنازلان من المؤمنين والمشركين (خصمان) أي: متنازعان (اختصموا) أي: تنازعوا (في) دين (ربهم) واختلفوا وتقاتلوا؛ كلّ على نصر دينه، والخصم في الأصل مصدر، فيوحد ويذكر غالبًا؛ كقوله تعالى:{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} (1)، ويجوز أن يثنى ويجمع ويؤنث؛ كهذه الآية، ولما كان كلّ خصم فريقًا يجمع طائفة .. قال: اختصموا بصيغة الجمع؛ كقوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} (2)، فالجمع مراعاة للمعنى.

وقال في "الكشاف": الخصم: صفة وصف بها الفوج أو الفريق؛ فكأنه قيل: هذان فوجان أو فريقان يختصمان.

قال في "الدر المنثور": إن عنى بقوله: إن الخصم صفة بطريق الاستعمال المجازي .. فمسلم؛ لأن المصدر يكثر الوصف به، وإن أراد: أنه صفة حقيقة .. فخطؤه ظاهر؛ لتصريحهم بأن رجل خصم؛ مثل رجل عدل. انتهى "قسطلاني".

قال القرطبي: قوله: (هذان خصمان) إشارة إلى الفريقين اللذين ذكرهما أبو ذر؛ وهما: علي وحمزة وعبيدة، وهم المؤمنون، والفريق الآخر: عتبة وشيبة

(1) سورة ص: (21).

(2)

سورة الحجرات: (9).

ص: 376

(117)

- 2793 - (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ،

===

والوليد بن عتبة، التقيا يوم بدر في أول الحرب، فافتخر المشركون بدينهم، وانتسبوا إلى شركهم، وافتخر المسلمون بالإسلام، وانتسبوا إلى التوحيد، ولما خرج المشركون ودعوا إلى البراز .. خرج إليهم عوف ومعوذ ابنا عفراء، وعبد الله بن رواحة الأنصاري، فلما انتسبوا لهم .. قالوا: أكفاء كرام، ولكنا نريد من قومنا، فخرج إليهم حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعلي رضي الله عنهم، فأما حمزة وعلي .. فلم يمهلا صاحبيهما فقتلاهما، واختلفت بين عبيدة وشيبة ضربتان، كلاهما أثبت صاحبه، وكر حمزة وعلي على شيبة، فقتلاه، واحتملا صاحبهما، فمات من جرحه ذلك بالصفراء عند رجوعه.

وقال قتادة: هم أهل الكتاب افتخروا بسبق دينهم وكتابهم، وافتخر المسلمون؛ فقالوا: كتابنا مهيمن على الكتب، ونبينا خاتم الأنبياء، وقال مقاتل: هم أهل الملل في دعوى الحق. انتهى من "المفهم".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل، ومسلم في كتاب التفسير، باب في قوله تعالى:{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} (1).

فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة.

* * *

ثم استدل المؤلف على الجزء الثاني من الترجمة بحديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، فقال:

(117)

- 2793 - (2)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي

(1) سورة الحج: (19).

ص: 377

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَع، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَارَزْتُ رَجُلًا فَقَتَلْتُهُ، فَنَفَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَلَبَهُ.

===

الكوفي، ثقةٌ عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).

(حدثنا وكيع) بن الجراح، ثقةٌ، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(حدثنا أبو العميس) - بمهملتين مصغرًا - الهذلي المسعودي عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفي، ثقةٌ، من السابعة. يروي عنه:(ع).

(وعكرمة بن عمار) العجلي أبو عمار اليمامي، أصله من البصرة، صدوق يغلط ولم يكن له كتاب، من الخامسة، مات قبيل الستين ومئة. يروي عنه:(م عم).

كلاهما يرويان (عن إياس بن سلمة ابن الأكوع) الأسلمي أبي سلمة المدني، ثقةٌ، من الثالثة، مات سنة تسع عشرة ومئة (119 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبيه) سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي أبي إياس المدني رضي الله تعالى عنه، شهد بيعة الرضوان، مات سنة أربع وسبعين (74 هـ). يروي عنه:(ع).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) سلمة: (بارزت رجلًا) من المشركين (فقتلته، فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: أعطاني (سلبه) ومتاعه زيادةً على سهمي؛ أي: من صير شخصًا حيًّا قتيلًا؛ أي: مقتولًا، فله سلبه؛ والسلب - بالتحريك -:

ص: 378

(118)

- 2794 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاح، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ،

===

ما يوجد مع المحارب من ملبوس وغيره، عند الجمهور، وعند أحمد لا تدخل الدابة، وعند الشافعي يختص بأداة الحرب.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، لكن رواه أبو داوود الطيالسي في "مسنده" عن أيوب بن عتبة عن إياس بإسناده ومتنه، وله شاهد من حديث أبي قتادة، رواه الشيخان البخاري ومسلم في كتاب البيوع، باب بيع السلاح في الفتنة وغيرها والترمذي في "الجامع" في كتاب السير، باب ما جاء فيمن قتل قتيلًا فله سلبه، وقال: حسن صحيح، قال: وفي الباب عن عوف بن مالك وخالد بن الوليد وأنس وسمرة.

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده؛ ولأن له شواهد، وغرضه: الاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف لحديث سلمة بن الأكوع بحديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(118)

- 2794 - (3)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان أبو جعفر الجرجرائي التاجر، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).

(أخبرنا سفيان بن عيينة) الهلالي الكوفي ثم المكي، ثقةٌ ثبت، من الثامنة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن يحيى بن سعيد) بن قيس الأنصاري المدني أبي سعيد القاضي، ثقةٌ ثبت، من الخامسة، مات سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).

ص: 379

عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَفَّلَهُ سَلَبَ قَتِيلٍ قَتَلَهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ.

===

(عن عمر بن كثير بن أفلح) المدني، ويقال فيه: عمرو مولى أبي أيوب الأنصاري. روى عن: نافع مولى أبي قتادة، ويروي عنه: يحيى وسعد ابنا سعيد الأنصاري، وابن عوف.

قال النسائي: ثقةٌ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن سعد: كان ثقةٌ له أحاديث، وقال ابن المديني والعجلي: ثقةٌ. انتهى من "التهذيب" باختصار، وقال في "التقريب": ثقةٌ، من الرابعة. يروي عنه:(خ م د ت ق).

(عن أبي محمد) نافع بن عباس - بموحدة ومهملة، أو تحتانية ومعجمة - الأقرع المدني (مولى أبي قتادة) الأنصاري، قيل له ذلك؛ للزومه إياه، وكان مولى عقيلة الغفارية، ثقةٌ، من الثالثة. يروي عنه:(ع).

(عن أبي قتادة) الأنصاري الحارث بن ربعي - بكسر الراء وسكون الموحدة بعدها مهملة - ابن بلدمة - بضم الموحدة والمهملة بينهما لام ساكنة - السلمي - بفتحتين - المدني شهد أحدًا وما بعدها، ولم يصح شهوده بدرًا رضي الله تعالى عنه، ومات سنة أربع وخمسين (54 هـ). يروي عنه:(ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفله) - بتشديد الفاء - من التنفيل؛ أي: أعطاه زيادةً على سهمه (سلب) ومتاع (قتيل قتله) أبو قتادة (يوم) غزوة (حنين).

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في مواضع كثيرة؛ ومنها: كتاب البيوع، باب بيع السلاح في الفتنة، ومنها كتاب فرض الخمس، باب من لَمْ يخمس الأسلاب، ومنها كتاب المغازي، ومسلم في كتاب الجهاد والسير،

ص: 380

(119)

- 2795 - (4) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ،

===

باب استحقاق القاتل سلب القتيل، وأبو داوود في كتاب الجهاد، باب في السلب يعطى القاتل، والترمذي في كتاب السير، باب ما جاء في من قتل قتيلًا فله سلبه، وسعيد بن منصور وابن حبان في كتاب السير، باب الغنائم وقسمتها بإسناد صحيح على شرط الشيخين.

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث سلمة بحديث سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(119)

- 2795 - (4)(حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي، ثقةٌ عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).

(حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا أبو مالك الأشجعي) سعد بن طارق بن أشيم بن مسعود الكوفي، ثقةٌ، من الرابعة، مات في حدود الأربعين ومئة (140 هـ). يروي عنه:(م عم).

(عن نعيم بن أبي هند) اسمه النعمان بن أشيم الأشجعي الكوفي، ثقةٌ، من الرابعة، رمي بالنصب، مات سنة عشر ومئة (110 هـ). يروي عنه:(م، س ق).

ص: 381

عَنِ ابْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُب، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَتَلَ .. فَلَهُ السَّلَبُ".

===

(عن) سليمان (بن سمرة بن جندب) الفزاري، مقبول، من الثالثة. يروي عنه:(د ق)، وفي تعيين كون الراوي عن سمرة بن جندب سليمان خلاف، فقد روى عنه سعد بن سمرة بن جندب أيضًا كما في "التاريخ الكبير" للبخاري.

(عن أبيه) سمرة بن جندب بن هلال الفزاري حليف الأنصار الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات بالبصرة سنة ثمان وخمسين (58 هـ). يروي عنه:(ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه سليمان بن سمرة، وهو مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان: حاله مجهول.

(قال) سمرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل) قتيلًا .. (فله السلب) أي: فله سلب ذلك القتيل ومتاعه.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح بما قبله، وسنده حسن؛ لما مر آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث سلمة.

* * *

وجملة ما ذكره في هذا الباب: أربعة أحاديث:

الأول للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة، والثاني للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة، والأخيران للاستشهاد بهما للحديث الثاني.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 382