الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(43) - (986) - بَابُ السَّرَايَا
(108)
- 2784 - (1) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْعَامِلِيُّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
===
(43)
- (986) - (باب السرايا)
(108)
- 2784 - (1)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق مقرئ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا عبد الملك بن محمَّد) الحميري البرسمي - بفتح الموحدة والمهملة بينهما راء ساكنة - (الصنعاني) من أهل صنعاء دمشق، لين الحديث، من التاسعة. يروي عنه:(د س ق).
(حدثنا أبو سلمة العاملي) الأزدي الشامي، اسمه الحكم بن عبد الله بن خطَّاف - بضم المعجمة وتشديد الطاء المهملة - وقيل: اسمه عبد الله بن سعد، متروك، ورماه أبو حاتم بالكذب، من السابعة. يروي عنه:(ق).
(عن) محمَّد بن مسلم (ابن شهاب) الزهري المدني، ثقة حافظ مشهور، من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأنَّ فيه أبا سلمة العاملي وعبد الملك الصنعاني، وهما ضعيفان.
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَكْثَمَ بْنِ الْجَوْنِ الْخُزَاعِيِّ: "يَا أَكْثَمُ؛ اغْزُ مَعَ غَيْرِ قَوْمِكَ. . يَحْسُنْ خُلُقُكَ، وَتَكْرُمْ عَلَى رُفَقَائِكَ، يَا أَكْثَمُ؛ خَيْرُ الرُّفَقَاءِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِئَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ".
===
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأكثم بن الجون الخزاعي: يا أكثم؛ اغز مع غير قومك) وكأن وجهه أن الإنسان يراعي التحفظ مع غير قومه، ما لا يراعيه معهم من الأخلاق الحسنة. . (يحسن خلقك، وتكرم على رفقائك) أي: أحسن إليهم وجد عليهم ما عندك؛ أي: كن كريمًا عليهم محسنًا إليهم (يا أكثم؛ خير الرفقاء أربعة) خيرية هذه الأعداد بالنسبة إلى ما دونها (وخير السرايا أربع مئة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب) بالبناء للمفعول (اثنا عشر ألفًا من قلة) قاله ترغيبًا لهم في التعب، وأنه ليس لهم أن يروا أنفسهم قليلين، فيفروا لذلك.
قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة": قد أخرجه ابن منده من طريق أخرى عن أكثم بن الجون الخزاعي نفسه، وأشار إليها ابن عبد البر، وفي بعض روايات ابن عساكر:"يا أكثم؛ اغز مع قومك. . يحسن خلقك" قال ابن عساكر: المحفوظ: "مع غير قومك". انتهى.
قلت: وكأن وجهه أن الإنسان يراعي التحفظ على الأخلاق الحسنة مع غير قومه ما لا يراعيه مع قومه من هذا النمط، أخرجه ابن عساكر عن أبي أيوب قال "من أراد أن يكثر علمه، وأن يعظم حلمه. . فليجالس مع غير عشيرته". انتهى كلام السيوطي.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه ابن أبي عاصم وابن فاختة من طريق النهري عن أنس، وله شاهد من حديث ابن عباس، رواه ابن حبَّان في
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
"صحيحه موارد الظمآن"(1663)، ورواه أيضًا أبو داوود في كتاب الجهاد، باب فيما يستحب من الجيوش والرفقاء والسرايا، ولفظه في "أبي داوود": حدثنا زهير بن حرب، أخبرنا وهب بن جرير، أخبرنا أبي قال: سمع يونس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربع مئة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفًا من قلة"، قال أبو داوود: والصحيح أنَّه مرسل.
وقول أبي داوود في الترجمة: (والرفقاء) جمع رفيق؛ أي: ما يستحب من الرفقاء والصحبة في السفر، ورواه الترمذي أيضًا في كتاب السير، باب ما جاء في السرايا، وقال: حسن غريب، وأحمد في "المسند"، وابن خزيمة في "صحيحه"، وعبد بن حميد في "مسنده"، والمتن أورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" من طريق ابن ماجه، وضعفه بأبي سلمة العاملي، ورواه البيهقي في "سننه الكبرى" عن أكثم بن الجون عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" في كتاب الجهاد عن ابن عباس من أول قوله:"خير الصحابة. . ." إلى آخره، وقال: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ لخلاف بين الناقلين عن الزهري.
والحاصل: أن أسانيد هذا الحديث؛ لكثرة طرقها تجبر بعضها بعضًا، فترقى إلى درجة الحسن.
ودرجته: أنَّه صحيح؛ لكثرة شواهده، فيكون هذا الحديث: حسن السند، صحيح المتن، وغرضه: الاستدلال به، والله أعلم.