المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(37) - (980) - باب الرمي في سبيل الله - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ١٦

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ الفرائض

- ‌(1) - (944) - بَابُ الْحَثِّ عَلَى تَعْلِيمِ الْفَرَائِضِ

- ‌(2) - (945) - بَابُ فَرَائِضِ الصُّلْبِ

- ‌(3) - (946) - بَابُ فَرَائِضِ الْجَدِّ

- ‌(4) - (947) - بَابُ مِيرَاثِ الْجَدَّةِ

- ‌(5) - (948) - بَابُ الْكَلَالَةِ

- ‌تنبيه

- ‌(6) - (949) - بَابُ مِيرَاثِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ

- ‌(7) - (950) - بَابُ مِيرَاثِ الْوَلَاءِ

- ‌(8) - (951) - بَابُ مِيرَاثِ الْقَاتِلِ

- ‌(9) - (952) - بَابُ ذَوِي الْأَرْحَامِ

- ‌(10) - (953) - بَابُ مِيرَاثِ الْعَصَبَةِ

- ‌(11) - (954) - بَابُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ

- ‌(12) - (955) - بَابٌ: تَحُوزُ الْمَرْأَةُ ثَلَاثَ مَوَارِيثَ

- ‌(13) - (956) - بَابُ مَنْ أَنْكَرَ وَلَدَهُ

- ‌(14) - (957) - بَابٌ: فِي ادِّعَاءِ الْوَلَدِ

- ‌(15) - (958) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ وَهِبَتِهِ

- ‌(16) - (959) - بَابُ قِسْمَةِ الْمَوَارِيثِ

- ‌(17) - (960) - بَابٌ: إِذَا اسْتَهَلَّ الْمَوْلُودُ .. وَرِثَ

- ‌(18) - (961) - بَابُ الرَّجُلِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ

- ‌كتابُ الجِهاد

- ‌(19) - (962) - بَابُ فَضْلِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌(20) - (963) - بَابُ فَضْلِ الْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل

- ‌(21) - (964) - بَابُ مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا

- ‌(22) - (965) - بَابُ فَضْلِ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى

- ‌(23) - (966) - بَابُ التَّغْلِيظِ فِي تَرْكِ الْجِهَادِ

- ‌(24) - (967) - بَابُ مَنْ حَبَسَهُ الْعُذْرُ عَنِ الْجِهَادِ

- ‌(25) - (968) - بَابُ فَضْلِ الرِّبَاطِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌(26) - (969) - بَابُ فَضْلِ الحَرْسِ وَالتَّكْبِيرِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌مستدركة

- ‌(27) - (970) - بَابُ الْخُرُوجِ فِي النَّفِيرِ

- ‌تنبيه

- ‌تنبيه على تنبيه

- ‌(28) - (971) - بَابُ فَضْلِ غَزْوِ الْبَحْرِ

- ‌(29) - (972) - بَابُ ذِكرِ الدَّيْلَمِ وَفَضْلِ قَزْوِينَ

- ‌(30) - (973) - بَابُ الرَّجُلِ يَغْزُو وَلَهُ أَبَوَانِ

- ‌(31) - (974) - بَابُ النِّيَّةِ فِي الْقِتَالِ

- ‌تتمة

- ‌(32) - (975) - بَابُ ارْتِبَاطِ الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌(33) - (976) - بَابُ الْقِتَالِ فِي سَبِيلِ اللهِ سبحانه وتعالى

- ‌(34) - (977) - بَابُ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌تتمة ما في أحاديث الباب من حياة الشهداء

- ‌(35) - (978) - بَابُ مَا يُرْجَى فِيهِ الشَّهَادَةُ

- ‌(36) - (979) - بَابُ السِّلَاحِ

- ‌(37) - (980) - بَابُ الرَّمْيِ فِي سَبِيلِ اللهِ

- ‌(38) - (981) - بَابُ الرَّايَاتِ وَالْأَلْوِيَةِ

- ‌(39) - (982) - بَابُ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ فِي الْحَرْبِ

- ‌(40) - (983) - بَابُ لُبْسِ الْعَمَائِمِ فِي الْحَرْبِ

- ‌(41) - (984) - بَابُ الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ فِي الْغَزْوِ

- ‌(42) - (985) - بَابُ تَشْيِيعِ الْغُزَاةِ وَوَدَاعِهِمْ

- ‌(43) - (986) - بَابُ السَّرَايَا

- ‌تتمة

- ‌(44) - (987) - بَابُ الْأَكْلِ فِي قُدُورِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌(45) - (988) - بَابُ الِاسْتِعَانَةِ بِالْمُشْرِكِينَ

- ‌(46) - (989) - بَابُ الْخَدِيعَةِ فِي الْحَرْبِ

- ‌(47) - (990) - بَابُ الْمُبَارَزَةِ وَالسَّلَبِ

- ‌(48) - (991) - بَابُ الْغَارَةِ وَالْبَيَاتِ وَقَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ

- ‌(49) - (992) - بَابُ التَّحْرِيقِ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ

- ‌(50) - (993) - بَابُ فِدَاءِ الْأُسَارَى

- ‌تتمة

- ‌(51) - (994) - بَابُ مَا أَحْرَزَ الْعَدُوُّ ثُمَّ ظَهَرَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ

- ‌(52) - (995) - بَابُ الْغُلُولِ

- ‌تتمة

- ‌(53) - (996) - بَابُ النَّفَلِ

- ‌فائدة

- ‌(54) - (997) - بَابُ قِسْمَةِ الْغَنَائِمِ

- ‌(55) - (998) - بَابُ الْعَبِيدِ وَالنِّسَاءِ يَشْهَدُونَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ

- ‌(56) - (999) - بَابُ وَصِيَّةِ الْإِمَامِ

- ‌(57) - (1000) - بَابُ طَاعَةِ الْإِمَامِ

- ‌تتمة

- ‌(58) - (1001) - بَابُ لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ

- ‌(59) - (1002) - بَابُ الْبَيْعَةِ

- ‌(60) - (1003) - بَابُ الْوَفَاءِ بِالْبَيْعَةِ

- ‌(61) - (1004) - بَابُ بَيْعَةِ النِّسَاءِ

- ‌(62) - (1005) - بَابُ السَّبَقِ وَالرِّهَانِ

- ‌تنبيه

- ‌(63) - (1006) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ

- ‌(64) - (1007) - بَابُ قِسْمَةِ الْخُمُسِ

الفصل: ‌(37) - (980) - باب الرمي في سبيل الله

(37) - (980) - بَابُ الرَّمْيِ فِي سَبِيلِ اللهِ

(92)

- 2768 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا هِشَامٌ الدَّستَوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَزْرَق،

===

(37)

- (980) - (باب الرمي في سبيل الله)

(92)

- 2768 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي، ثقةٌ متقن مصنف، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).

(حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي مولاهم الواسطي، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).

(أنبأنا هشام) بن أبي عبد الله سنبر (الدستوائي) - بفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح المثناة ثم مد - أبو بكر البصري، ثقةٌ ثبت، وقد رمي بالقدر، من كبار السابعة، مات سنة أربع وخمسين ومئة (154 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن يحيى بن أبي كثير) صالح بن المتوكل الطائي مولاهم أبي نصر اليمامي، ثقةٌ ثبت، لكنَّهُ يُدلِّس ويرسل، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن أبي سلام) الأسود الحبشي ممطور الشامي، ثقةٌ يرسل، من الثالثة. يروي عنه:(م عم).

(عن عبد الله) بن زيد (بن الأزرق) - بتقديم الزاي على الراء - قال في "الخلاصة": عبد الله بن زيد بن الأزرق عن عقبة بن عامر، يروي عنه:

ص: 308

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ اللهَ لَيُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ الثَّلَاثَةَ الْجَنَّةَ؛ صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ، وَالرَّامِيَ بِه، وَالْمُمِدَّ بِهِ"،

===

أبو سلام، وثقه ابن حبان، وقال في "التقريب": مقبول، من الرابعة. يروي عنه:(ت ق).

(عن عقبة بن عامر الجهني) الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات في قرب الستين. يروي عنه (ع).

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله) عز وجل (ليدخل بالسهم الواحد) أي: بسبب رميه إلى الكفار (الثلاثة) من الأنفار؛ وهو بالنصب على أنه مفعول به لأدخل الرباعي، وفي رواية:(ثلاثة نفر)، (الجَنَّة) مفعول فيه لأدخل.

وقوله: (صانعه) بالنصب بدل من ثلاثة؛ بدل تفصيل من مجمل؛ أي: صانع ذلك السهم، حالة كون ذلك الصانع (يحتسب) أي: يطلب (في صنعته) أي: في صنعة ذلك السهم - بفتح الصاد وسكون النون - أي: ينوي بعمله وصنعته إياه (الخير) أي: الثواب (والرامي به) أي: بذلك السهم الكفار؛ وهو بالنصب معطوف على صانعه على أنه بدل من ثلاث؛ أي: الرامي، حالة كونه محتسبًا أجر رميه على الله سبحانه، وكذا قوله:(والمُمِدَّ به) معطوف على صانعه أيضًا، وهو اسم فاعل؛ من أمدد الرباعي.

قال في "المجمع": الممد به: أي: المناول للسهم للرامي واحدًا بعد واحد؛ أي: فهو من يقوم جنب الرامي فيناوله سهمًا بعد سهم، أو يرد عليه النبل؛ أي: السهم من الهدف؛ من أمددته بكذا؛ إذا أعطيته إياه.

ص: 309

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ارْمُوا وَارْكَبُوا، وَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا، وَكُلُّ مَا يَلْهُو بِهِ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ بَاطِلٌ، إِلَّا رَمْيَهُ بِقَوْسِه،

===

والمراد به: من يقوم جنبَ الرامي أو خلْفَه فيناوله النبل واحدًا بعد واحد، أو يرد عليه النبلَ المرميَّ به.

ويحتمل أن يكون المراد به: من يعطي النبلَ مِن ماله ويَشْتَرِيهِ؛ تجهيزًا واستعدادًا للغازي وإمدادًا له بسلاحِ الغَزْوِ.

(وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارموا) الكفار بالسهام (واركبوا) الفرسان والدواب؛ لطعنهم بالرماح؛ أي: لا تقتصروا على الرمي ماشيًا، واجمعوا بين الرمي والركوب، أو المعنى: اعلموا هذه الفضيلة؛ أي: فضيلة الجمع بينهما، وتعلموا الرمي والركوب بتأديب الفرس والتمرين عليه؛ كما يشير إليه آخر الحديث، وقال الطيبي: عطف (واركبوا) يدلُّ على المغايرة، وأن الرامي يكون راجلًا والراكب رامحًا، فيكون معنى قوله:(و) لَـ (أن ترموا أحب إلي من أن تركبوا) أن الرمي بالسهم أحب إلي من الطعن بالرمح. انتهى كلام الطيبي.

وقال القاري: والأظهر أن معناه: أن معالجة الرمي ومحاولته وتعلمه أفضل من تأديب الفرس وتمرين ركوبه؛ لما فيه من الخيلاء والكبرياء، ولما في الرمي من النفع العام، ولذا قدمه تعالى في قوله:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} (1)، مع أنه لا دلالة في الحديث على الرمح أصلًا. انتهى كلام القاري.

(وكل ما يلهو) ويلعب (به المرء المسلم) ويشتغل به (باطل) لا ثواب له فيه (إلَّا رميه بقوسه) احتراس عن رميه بالحجر والخشب والكرة

(1) سورة الأنفال: (60).

ص: 310

وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ، وَمُلَاعَبَتَهُ امْرَأَتَهُ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنَ الْحَقِّ".

====

(و) إلَّا (تأديبَه) ورياضتَه (فرسَه) أي: تعليمَه إياه بالرَّكْضِ والجوَلَانِ على نية الغَزْوِ به (و) إلَّا (ملاعبتَه امرأتَه) وحليلتَه (فإنهن) أي: فإن هذه الخصالَ الثلاثة كلها (من الحق) أي: من الأمر الحق الذي له فائدة ومنفعة؛ أي: ليست من اللهو الباطل الذي لا منفعة فيه عاجلًا وآجلًا، بل هي من الحق الذي يترتب عليه الثواب الكامل.

قال القاري: وفي معنى هذه الثلاثة كلّ ما يعين على الحق من العلم والعمل إذا كان من الأمور المباحة؛ كالمسابقةِ بالرجل والخيل والإبل، والتمشيةِ لِلتَّنَزُّهِ علَى قصد تقوية البدن وتطرية الدماغ؛ ومنها: السماع إذا لَمْ يكن بالآلات المطربة المحرمة. انتهى كلام القاري.

قلت: في قوله: "ومنها السماع

" إلى آخره .. نظر؛ فإن السماع ليس مما يعين على الحق، والسماع الذي هو فاشٍ في هذا الزمان بين المتصوفة الجهلة، لا شك في أنه معين على الفساد والبطالة.

وأما الدليل على أن السماع ليس مما يعين على الحق .. فقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} (1)، قال الحافظ في "التلخيص": روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح أن عبد الله سئل عن قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} ، قال: الغناء، والذي لا إله غيره، وأخرجه الحاكم، وصححه والبيهقي. انتهي، وعبد الله هذا؛ هو ابن مسعود، وقد صرح الحافظ به فيه. انتهى من "تحفة الأحوذي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجهاد، باب في الرمي، والترمذي في كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرمي في

(1) سورة لقمان: (6).

ص: 311

(93)

- 2769 - (2) حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِث، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن،

====

سبيل الله، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب الجهاد، باب ثواب من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل، باب تأديب الرجل فرسه.

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف لحديث عقبة بن عامر بحديث عمرو بن عبسة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(93)

- 2769 - (2)(حدثنا يونس بن عبد الأعلى) بن ميسرة الصدفي أبو موسى المصري، ثقةٌ، من صغار العاشرة، مات سنة أربع وستين ومئتين (264 هـ). يروي عنه:(م س ق).

(حدثنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم المصري، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).

(أخبرني عمرو بن الحارث) بن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري أبو أمية، ثقةٌ حافظ فقيه، من السابعة، مات قديمًا قبل الخمسين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن سليمان بن عبد الرَّحمن) بن عيسى (القرشي) الأسدي مولاهم.

روى عن: القاسم بن عبد الرَّحمن، ويروي عنه:(عم)، وعمرو بن الحارث، ثقةٌ، من السادسة.

(عن القاسم بن عبد الرَّحمن) الأموي الدمشقي. روى عن: عمرو بن عبسة، ويروي عنه: سليمان بن عبد الرَّحمن القرشي، صدوق يغرب كثيرًا،

ص: 312

عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ رَمَى الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ فَبَلَغَ سَهْمُهُ الْعَدُوَّ أَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ .. فَعَدْلُ رَقَبَةٍ".

(94)

- 2770 - (3) حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى،

===

من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة ومئة (112 هـ). يروي عنه:(عم).

(عن عمرو بن عبسة) - بموحدة ومهملتين مفتوحات - ابن عامر الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، أسلم قديمًا، وهاجر بعد أحد، ثم نزل الشام. يروي عنه:(م عم).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) عمرو: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رمى العدو) أي: الكافر (بسهم فبلغ) أي: وصل (سهمه) الذي رمى به (العدو) سواء (أصاب) ذلك السهم العدو (أو أخطأ) العدو؛ بأن سقط على الأرض.

قوله: "فبلغ سهمه العدو" قال السندي: من التبليغ، وينصب السهم والعدو على أنهما مفعولان للتبليغ، أو من البلوغ، ورفع السهم على الفاعلية.

قوله: (فعدل رقبة) مبتدأ، خبره محذوف؛ تقديره: فله من الأجر والثواب عدل رقبة - بفتح العين - أي: مثل أجر عتق رقبة مؤمنة.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عقبة بن عامر.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث عقبة بن عامر بحديث آخر له رضي الله تعالى عنه، فقال:

(94)

- 2770 - (3)(حدثنا يونس بن عبد الأعلى) الصدفي المصري،

ص: 313

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِث، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} أَلَا وَإِنَّ الْقُوَّةَ

===

ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة أربع وستين ومئتين (264 هـ). يروي عنه:(م س ق).

(أخبرنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم المصري، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).

(أخبرني عمرو بن الحارث) بن يعقوب الأنصاري المصري، ثقةٌ، من السابعة، مات قبل الخمسين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن أبي علي الهمداني) الأصبحي ثمامة بن شفي - بمعجمة وفاء مصغرًا - نزيل الإسكندرية، ثقةٌ، من الثالثة، مات في خلافة هشام بن عبد الملك قبل العشرين ومئة. يروي عنه:(م د س ق).

(أنه سمع عقبة بن عامر الجهني) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(يقول) أي: قال عقبة بن عامر: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ) ويتلو حالة كونه قائمًا (على المنبر) قوله تعالى: ({وَأَعِدُّوا لَهُمْ}) أي: هيئوا لقتال الكفار ({مَا اسْتَطَعْتُمْ}) أي: ما قدرتم عليه ({مِنْ قُوَّةٍ})(1)؛ أي: من أسباب غلبة عليهم.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا) أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم في تفسير هذه الآية (وإن القوة) الواو فيه زائدة؛ كما هي ساقطة

(1) سورة الأنفال: (60).

ص: 314

الرَمْيُ"، ثَلَاثَ مَرَاتٍ.

===

في رواية مسلم، أو لتأكيد معنى الاستفتاح المفهوم من ألا؛ أي: إن القوة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالاستعداد بها للكفار هي (الرمي) بالسهام والرماح؛ أي: تَعلَّمُ الرميِ بالسهام والرمي بالرماح، وكرره (ثلاث مرات) أي: كرر قوله: "ألا إن القوة الرمي" ثلاث مرات؛ مبالغة في التأكيد، وإلا .. فالتأكيد يحصل بمرة ثانية.

قال القرطبي: القوة: التقوي بما يحتاج إليه؛ من الدروع والمجان والسيوف والرماح والسهام وسائر آلات الحرب، إلَّا أنه لما كان الرمي أنكاها في العدو وأنفعها .. فسرها به، وخصصها بالذكر، وأكدها بذكرها ثلاثًا، ولم يرد أنه كلّ العدة، بل أنفعها، ووجه أنفعيتها: أن النكاية بالسهام تبلغ الأعداء من الشجاع وغيره، بخلاف السيف والرمح؛ فإنه لا تحصل النكاية بهما إلَّا من الشجعان الممارسين للكر والفر، وليس كلّ أحد كذلك، ثم إنها، أي: إن السهام أقلّ مؤنة، وأيسر محاولةً وإنكاءً، إلا تَرى أنه قَدْ يَرْمي رَأْسَ التيبة، فينهزمُ أصحابُه؟ ! إلى غير ذلك مما يحصل منه من الفوائد، والله تعالى أعلم. انتهى من "المفهم".

قال النووي: وفي هذا الحديث والأحاديث التي بعده فضيلة الرمي والمناضلة والاعتناء بذلك بنية الجهاد في سبيل الله تعالى، وكذلك المثاقفة وسائر أنواع استعمال السلاح، وكذلك المسابقة بالخيل وغيره، والمراد بهذا كله: التمرن على القتال، والتدرب والتحذق فيه، وفي رياضة الأعضاء بذلك. انتهى منه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الإمارة، في باب فضل الرمي والحث عليه وذم من تعلمه ثم نسيه، وأبو داوود في كتاب الجهاد، باب في الرمي، والترمذي في كتاب تفسير القرآن، باب ومن تفسير سورة الأنفال.

ص: 315

(95)

- 2771 - (4) حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى الْمِصْرِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ نُعَيْمٍ الرُّعَيْنِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَهِيكٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ:

===

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث عقبة الأول بحديث آخر له رضي الله تعالى عنه، فقال:

(95)

- 2771 - (4)(حدثنا حرملة بن يحيى) بن حرملة بن عمران أبو حفص التجيبي (المصري) صاحب الشافعي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م س ق).

(أنبأنا عبد الله بن وهب) القرشي مولاهم المصري، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).

(أخبرني) عبد الله (بن لهيعة) بن عقبة الحضرمي المصري، ثقةٌ، من السابعة؛ لأنه روى عنه أحد العبادلة، مات سنة أربع وسبعين ومئة (174 هـ). يروي عنه:(م د ت ق).

(عن عثمان بن نعيم) - مصغرًا - ابن قيس (الرعيني) الذبحاني - بضم المعجمة وسكون الموحدة - نسبة إلى ذبحان؛ بطن من رعين، المصري، مجهول، من السادسة. يروي عنه:(ق).

(عن المغيرة بن نهيك) - مكبرًا - الحجري - بفتح المهملة وسكون الجيم - المصري، مجهول، من الرابعة. يروي عنه:(ق).

(أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول) رضي الله تعالى عنه.

ص: 316

سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ .. فَقَدْ عَصَانِي".

====

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن فيه عثمان بن نعيم، وهو مجهول، وفيه شيخه المغيرة بن نهيك، وهو أيضًا مجهوله.

(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تعلم الرمي) بالسهام أو الرماح استعدادًا للجهاد (ثم تركه) ونسيه .. (فقد عصاني) أي: خالفني وترك سنتي ورغب عن سنتي؛ لأن ترك الطاعة معصية؛ أي: أثم وأذنب؛ ففيه تشديد عظيم على من نسي الرمي بعد تعلمه، وهو مكروه كراهةً شديدةً لمن تركه بلا عذر.

وبالجملة: فهو مكروه، فالحديث ظاهر في ذم من ترك الرمي بعد أن تعلمه، وسبب هذا الذم أن هذا الذي تعلم الرمي حصلت له أهلية الدفاع عن دين الله تعالى، والغناء فيه، والنكاية في العدو، فقد تعين عليه أن يقوم بوظيفة الجهاد، فإذا ترك ذلك حتى يعجز عنه .. فقد فرط في القيام بما تعين عليه، فذم على ذلك، وأما قوله:"فقد عصاني" .. فهو نص في الوجوب.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الإمارة، باب فضل الرمي والحث عليه، وأحمد في "المسند".

فدرجته: أنه صحيح المتن بغيره، ضعيف السند، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث عقبة بن عامر بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم، فقال:

ص: 317

(96)

- 2772 - (5) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاق، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْن، عَنْ أَبِي الْعَالِيَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِنَفَرٍ

===

(96)

- 2772 - (5)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد الذهلي النيسابوري، ثقةٌ، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا عبد الرزاق) بن همام الحميري الصنعاني، ثقةٌ ثبت، من التاسعة، مات سنة إحدى عشرة ومئتين (211 هـ). يروي عنه:(ع).

(أخبرنا سفيان) بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، ثقةٌ حجة، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن) سليمان بن مهران (الأعمش) الأسدي الكاهلي الكوفي، ثقةٌ حافظ عارف بالقراءة ورع، لكنه يدلس، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن زياد بن الحصين) بن قيس الحنظلي، أو الرياحي، أبي جهمة البصري، ثقةٌ يرسل، من الرابعة. يروي عنه:(م س ق).

(عن أبي العالية) رفيع - مصغرًا - ابن مهران الرياحي - بكسر الراء والتحتانية - ثقةٌ كثير الإرسال، من الثانية، مات سنة تسعين (90 هـ)، وقيل: ثلاث وتسعين، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) ابن عباس: (مر النبي صلى الله عليه وسلم بنفر) أي: بجماعة من

ص: 318

يَرْمُونَ فَقَالَ: "رَمْيًا بَنِي إِسْمَاعِيلَ؛ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا".

===

الناس؛ والنفر: - بفتحتين -: عدة رجال من ثلاث إلى عشرة، وكذا النفير والنفر والنفرة - بسكون الفاء فيهما - انتهى من "المختار".

(يرمون) السهام إلى الهدف للتدرب (فقال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حثًّا لهم على الرمي: (رميًا) أي: ارموا رميًا، أو الزموا رميًا يا (بني إسماعيل) بن إبراهيم الخليل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام؛ فرميًا إما منصوب بعامل محذوف وجوبًا؛ لنيابته عنه؛ تقديره: ارموا رميًا، أو منصوب على الإغراء بعامل محذوف وجوبًا؛ تقديره: الزموا رميًا؛ (فإن أباكم) وجدكم الأعلى (كان راميًا) أي: ملازمًا رمي السهام؛ لأنه كان يصيد بها.

فهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولكن له شاهد من حديث سلمة ابن الأكوع رواه البخاري.

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شاهدًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عقبة بن عامر الأول.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: خمسة أحاديث:

الأول منها للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 319