الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(52) - (995) - بَابُ الْغُلُولِ
(128)
- 2804 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ،
===
(52)
- (995) - (باب الغلول)
(128)
- 2804 - (1)(حدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي مولاهم المصري، ثقةٌ ثبت، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(م ق).
(أنبأنا الليث بن سعد) بن عبد الرَّحمن الفهمي المصري، ثقةٌ إمام، من السابعة، مات سنة خمس وسبعين ومئة (175 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن يحيى بن سعيد) بن قيس الأنصاري المدني، ثقةٌ، من الخامسة، مات سنة أربع وأربعين ومئة أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن محمد بن يحيى بن حبان) - بفتحِ المهملة وتشديد الموحدة - ابن منقذ الأنصاري المدني، ثقةٌ فقيه، من الرابعة، مات سنة إحدى وعشرين ومئة (121 هـ). يروي عنه:(ع).
وفي بعض النسخ (عن) عبد الرَّحمن (بن أبي عمرة) الأنصاري النجاري، يقال: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن أبي حاتم: ليست له صحبة، واسم أبي عمرة: عمرو بن محصن، وقيل: ثعلبة بن عمرو بن محصن، وقيل: أسيد بن مالك. روى عن: زيد بن خالد الجهني، وأبي سعيد الخدري، ويروي عنه:(ع)، ومحمد بن يحيى بن حبان، وكان عبد الرَّحمن هذا قاصًا بالمدينة، راجع "التهذيب"، والصواب (عن أبي عمرة) مولى زيد بن خالد الجهني، كما ذكر المزي في "تحفة
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ بِخَيْبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ"، فَأَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ وَتَغَيَّرَتْ لَهُ وُجُوهُهُمْ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ .. قَالَ:"إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللهِ"،
===
الأشراف"، وفي "تهذيب الكمال"، من الثالثة. يروي عنه:(د س ق).
(عن زيد بن خالد الجهني) المدني الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات بالمدينة، وقيل: بالكوفة سنة ثمان وسبعين (78 هـ). يروي عنه: (ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) زيد بن خالد: (توفي) ومات (رجل من) قبيلة (أشجع) لَمْ أر من ذكر اسمه (بخيبر) يوم وقعتها، وفي رواية أبي داوود زيادة:(أن رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر، فذكروا ذلك) أي: موته اللنبي صلى الله عليه وسلم
…
) إلى آخره.
(فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (صلوا على صاحبكم) الذي توفي صلاة الجنازة؛ والمعنى: أنا لا أصلي عليه (فأنكر الناس ذلك) أي: امتناعه صلى الله عليه وسلم من الصلاة عليه؛ حيث لَمْ يعرفوا سببه (وتغيرت له) أي: لأجل امتناعه صلى الله عليه وسلم من الصلاة عليه؛ أي: تغيرت ألوان (وجوههم) من الحمرة إلى السواد تأسفًا على امتناعه من الصلاة عليه (فلما رأى) النبي صلى الله عليه وسلم (ذلك) أي: تغير وجوههم تأسفًا على ذلك.
(قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (إن صاحبكم) هذا الذي توفي (غل) أي: أخذ من الغنيمة، وسرق خفيةً وهو في الجهاد (في سبيل الله) وطاعته، وهذا الغلول لا يليق به؛ لأنه معصية.
قَالَ زَيْدٌ: فَالْتَمَسُوا فِي مَتَاعِهِ فَإِذَا خَرَزَاتٌ مِنْ خَرَزِ يَهُودَ مَا تُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ.
(129)
- 2805 - (2) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
===
(قال زيد) بن خالد الجهني: (فالتمسوا) أي: فالتمس الناس وطلبوا ما غله وأخذه من الغنيمة (في متاعه) أي: في متاع ذلك الرجل (فإذا خرزات من خرز يهود).
و(ما) في قوله: (ما تساوي درهمين) نافية، والجملة صفة ثانية لخرزات، وإذا فجائية؛ والمعنى: فالتمسوا في متاعه ما غله من الغنيمة، ففاجأهم وجدان خرزات لا تساوي درهمين؛ لقلتها، كائنات من خرز يهود.
والخرز - بفتحتين مع تقديم الراء على الزاي -: ما ينتظم من جوهر ولؤلؤ وغيرهما. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجهاد، باب في تعظيم الغلول، والنسائي في كتاب الجنائز، باب الصلاة على من غل، وأحمد بن حنبل، والحاكم في كتاب الجهاد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وأظنهما لَمْ يخرجاه، ووافقه الذهبي في "التلخيص"، والبيهقي في "السنن الكبرى" في كتاب السير، باب الغلول قليله وكثيره حرام.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد؛ كما ذكرناها، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث زيد بن خالد بحديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(129)
- 2805 - (2)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْد، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍ وقَالَ: كَانَ عَلَى ثَقَلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: كِرْكِرَةُ
===
صدوق، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا سفيان بن عيينة) الهلالي الكوفي، ثقةٌ، من الثامنة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عمرو بن دينار) الجمحي المكي، ثقةٌ ثبت، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن سالم بن أبي الجعد) رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي، ثقةٌ وكان يرسل كثيرًا، من الثالثة، مات سنة سبع أو ثمان وتسعين (98 هـ)، وقيل: مئة، أو بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص بن وائل القرشي السهمي رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) عبد الله بن عمرو: (كان) رقيبًا (على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم وضعفة أهله (رجل يقال له: كركرة) بكسر الكافين بينهما راء ساكنة.
قوله: (على ثقل) - بفتح المثلثة والقاف - أي: على عياله وما يثقل حمله من الأمتعة (رجل يقال له: كركرة) بكسر الكافين بينهما راء ساكنة، والراء الأخيرة مفتوحة، وقيل: بفتحهما، وهو الأكثر.
وقال النووي: بفتح الكاف الأولى وكسرها، وأما الثانية .. فمكسورة فيهما، وكان أسود، وكان يمسك دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال.
فَمَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هُوَ فِي النَّارِ"، فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ فَوَجَدُوا عَلَيْهِ كِسَاءً أَوْ عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا.
(130)
- 2806 - (3) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ عِيسَى بْنِ سِنَانٍ،
===
وفي "شرف المصطفى": أنه كان نوبيًّا، أهداه له هوذة بن علي الحنفي، صاحب اليمامة. انتهى "قسطلاني".
(فمات) ذلك الرجل (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هو) أي: ذلك الرجل (في النار) على معصيته إن لَمْ يعف الله عنه (فذهبوا) أي: شرع الناس الذي سمعوا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم (ينظرون) أي: يبحثون عن متاعه وعن لباسه، فبحثوه (فوجدوا عليه كساءً) وهو برد مخطط يلبسه الأعراب (أو) قال الراوي أو من دونه: فوجدوا عليه (عباءةً قد غلها) وأخذها من الغنيمة، والعباء: ثوب واسع يعم جميع البدن، وقيل: هما مرادفان.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الجهاد، باب القليل من الغلول.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث زيد بن خالد بحديث عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(130)
- 2806 - (3)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي الكوفي، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة إحدى ومئتين (201 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي سنان عيسى بن سنان) الحنفي القسملي - بفتح القاف وسكون
عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ إِلَى جَنْبِ بَعِيرٍ مِنَ الْمَقَاسِم، ثُمَّ تَنَاوَلَ شَيْئًا
===
المهملة وفتح الميم وتخفيف اللام - الفلسطيني نزيل البصرة، لين الحديث، من السادسة. يروي عنه:(ت ق).
(عن يعلى بن شداد) بن أوس الأنصاري أبي ثابت المدني، صدوق، نزل الشام، من الثالثة. يروي عنه:(د ق).
(عن عبادة بن الصامت) بن قيس الأنصاري الخزرجي أبي الوليد المدني أحد النقباء، البدري المشهور رضي الله تعالى عنه، مات سنة أربع وثلاثين، وقيل: عاش إلى خلافة معاوية. يروي عنه: (ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عيسى بن سنان، وهو لين مختلف فيه.
(قال) عبادة: (صلى بنا (صلاة الفرض (رسول الله صلى الله عليه وسلم إمامًا لنا (يوم) غزوة (حنين): وهو واد بين مكة والطائف إلى جنب ذي المجاز بينه وبين مكة بضعة عشر ميلًا، من جهة عرفات.
سمي باسم حنينِ بنِ قَابِشةَ بن مَهْلائيل، خرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم لست خلون من شوال لما بلغه أن مالك بن عوف النصري جمع القبائل من هوازن، ووافقه على ذلك الثقفيون، وقصدوا محاربة المسلمين، وكان المسلمون الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم: اثني عشر ألفًا، وهوازن وثقيف: أربعة آلاف.
وقوله: (إلى جنب بعير) متعلق بصلي، وإلى بمعنى: عند؛ أي: صلى بنا عند جانب بعير كان (من المقاسم) أي: من أموال الغنيمة التي قسمت بين المسلمين (ثم) بعد فراغه من الصلاة (تناول) وأخذ (شيئًا)
مِنَ الْبَعِيرِ فَأَخَذَ مِنْهُ قَرَدَةً - يَعْنِي: وَبَرَةً - فَجَعَلَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّ هَذَا مِنْ غَنَائِمِكُمْ، أَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمِخْيَطَ، فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ فَمَا دُونَ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ الْغُلُولَ عَارٌ
===
قليلًا (من) شعر ذلك (البعير) وقوله: (فأخذ منه) أي: من ذلك البعير (قردة) - بفتحات - عطف تفسير على تناول.
وقوله: (يعني) أي: يعني عبادة بقوله: قردة: (وبرة) تفسير من يعلى بن شداد لكلام عبادة؛ والوبرة - بفتحات أيضًا - واحد من الوبر - بفتحات - وهو شعر سنام البعير، والقردة كالوبرة وزنًا ومعنىً.
(فجعل) النبي صلى الله عليه وسلم الشيء الذي أخذ من شعر البعير (بين إصبعيه) أي: جعل بين الإبهام والمسبحة حالة كونه يفتله بينهما (ثم) بعدما جعله بين الإصبعين (قال) النبي صلى الله عليه وسلم لمن عنده من الحاضرين: (يا أيها الناس؛ إن هذا) الشعر الذي جعلته بين إصبعي شيء (من غنائمكم) وحقوقكم من الغنائم، ولو كان أقلّ قليل؛ لأن الغنيمة قليلها وكثيرها سواء في حرمة غله (أدوا) أي: ادفعوا إلي ما أخذتم منها خفيةً حتى (الخيط) الذي يخاط به (والمخيط) أي: الإبرة؛ وهو اسم آلة الخياطة، معروف، وهو غاية في القلة (في) كان (فوق ذلك) المذكور من الخيط والمخيط؛ أي: أكبر منه، فهو معطوف على الخيط والمخيط؛ أي: وحتى ما فوق ذلك.
وقوله: (في دون ذلك) معطوف على الخيط والمخيط؛ أي: وحتى ما دون ذلك المذكور من الخيط والمخيط؛ كالشعرة والشعيرة.
والفاء في قوله: (فإن الغلول
…
) إلى آخره .. علة لمعلول محذوف؛ تقديره: وإنما أمرتكم بأداء ما أخذتم منها؛ لأن الغلول؛ أي: لأن الشيء الذي أخذ وسرق من الغنيمة (عار) أي: سبب عار وعيب وفضيحة على رؤوس