الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(15) - (1244) - بَابُ نَبِيذِ الْجَرِّ
(37)
- 3351 - (1) حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيه، حَدَّثَتْنِي رُمَيْثَةُ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَعْجِزُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَتَّخِذَ كُلَّ عَامٍ مِنْ جِلْدِ أُضْحِيَّتِهَا سِقَاءً؟ !
===
(15)
- (1244) - (باب نبيذ الجر)
(37)
- 3351 - (1)(حدثنا سويد بن سعيد) بن سهل الهروي الأصل ثم الحدثاني، صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، من قدماء العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(م ق).
(حدثنا المعتمر بن سليمان) بن طرخان التيمي البصري، ثقة، من كبار التاسعة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع). (عن أبيه) سليمان بن طرخان التيمي البصري، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئة (143 هـ). يروي عنه:(ع).
(حَدَّثتني رُمَيْثَةُ) - مصغرًا - عن عائشة رضي الله تعالى عنها في النبيذ، لا تعرف، من الثالثة. يروي عنها:(ق).
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه رميثة، وهي مجهولة الحال.
(أنها) أي: أن عائشة (قالت: أتعجز إحداكن) يا نساء المؤمنات من (أن تتخذ) وتصلح (كل عام) وسنة (من جلد أضحيتها سقاءً؟ ! ) أي: قربة تنتبذ فيها، والهمزة في قولها:(أتعجز) للاستفهام الإنكاري بمعنى النفي؛ أي: لا تعجز.
ثُمَّ قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُنْبَذَ فِي الْجَرّ، وَفِي كَذَا وَفِي كَذَا إِلَّا الْخَلَّ.
===
(ثم قالت) عائشة: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينبذ في الجر) أي: أن يجعل النبيذ في الجر (وفي كذا) أي: وفي الحنتم (وفي كذا) أي: (وفي المزفت) مثلًا (إلا الخل) أي: ولم يمنع من اتخاذ الخل في الأوعية الأربعة السابقة؛ لأنه ليس في الخل اشتداد ولا إسكار.
قال الجزري في "النهاية": النبيذ: هو ما يعمل من الأشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير والذرة وغير ذلك، يقال: نبذت التمر والزبيب والعنب؛ إذا صببت عليه الماء وتركته ليصير نبيذًا، فحول من مفعول إلى فعيل، فهو فعيل بمعنى مفعول، وانتبذته؛ إذا اتخذته نبيذًا، سواء كان مسكرًا أو غير مسكر انتهى.
والنبيذ حلال اتفاقًا ما دام حلوًا ولم ينته إلى حد الإسكار؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر حرام".
والجر - بفتح الجيم وتشديد الراء - جمع جرة؛ كتمر جمع تمرة؛ وهو بمعنى الجرار، الواحدة جرة؛ وهو كل ما يصنع من مدر؛ أي: تراب وطين، قال في "النهاية": الجر والجرار جمع جرة؛ وهو الإناء المعروف من الفخار، وأراد بالنهي عن الجر النهي عن الجرار المدهونة بالزفت؛ لأنها أسرع في الشدة والتخمير انتهى.
وهذا يدخل فيه جميع أنواع الجرار من الحنتم وغيره، وهذا النهي منسوخ؛ كما مر.
وقوله: (في كذا وفي كذا) كناية عن الدباء والنقير؛ أما الدباء .. فبضم الدال المهملة وتشديد الموحدة؛ وهو القرع اليابس؛ كما مر، وهو من الآنية التي
(38)
-3352 - (2) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْخَطْمِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ،
===
يسرع الشراب فيها إلى الشدة والإسكار إذا وضع فيها.
وأما النقير .. فبالنون المفتوحة والقاف، وهو فعيل بمعنى مفعول؛ من نقر ينقر، وكانوا يأخذون أصل النخلة، فينقرونه في جوفه، ويجعلونه إناءً ينتبذون فيه؛ لأن له شدةً وتأثيرًا في الشراب.
وأما الحنتم .. فبحاء مهملة مفتوحة ثم نون ساكنة ثم تاء مثناة من فوق مفتوحة ثم ميم، الواحدة حنتمة. انتهى، انتهى من "تحفة الأحوذى".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث ابن عمر وجابر بن عبد الله رواه مسلم في "صحيحه" في كتاب الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في الأوعية، والترمذي في كتاب الأشربة، باب ما جاء في نبيذ الجر عن ابن عمر، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي في "الكبرى".
فدرجة هذا الحديث: أنه حسن؛ لما مر، صحيح المتن بالشواهد، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث عائشة بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(38)
- 3352 - (2)(حدثنا إسحاق بن موسى) بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد (الخطمي) الأنصاري أبو موسى المدني قاضي نيسابور، ثقة متقن، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م ت س ق).
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم الدمشقي، ثقة مدلس، من
حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُنْبَذَ فِي الْجِرَارِ.
===
الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا الأوزاعي) عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو الدمشقي، ثقة متقن، من السابعة، مات سنة سبع وخمسين ومئة (157 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن يحيى بن أبي كثير) صالح بن المتوكل الطائي اليَمَامِيّ، ثقة، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو هريرة: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينبذ) أي: أن يعمل النبيذ (في الجرار) جمع جرة؛ وهو الإناء المعروف من الفخار؛ لأنها أسرع في الشدة والتخمير، ومثلها المزفت والدباء والنقير، قال أبو هريرة: هي الجرار الخضر، وقال ابن عمر: هي الجرار كلها، وقال أنس بن مالك: هي جرار يؤتى بها من مصر مقيرات الأجواف، وقالت عائشة: هي جرار حمر أعناقها في جنوبها، يجلب فيها الخمر من مصر، وقال ابن أبي ليلى: هي جرار أفواهها في جنوبها، يجلب فيها الخمر من الطائف، وقال عطاء: هي جرار كانت تعمل من طين وشعر وأدم، والله أعلم. انتهى "عيني"، "كوكب".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت والدباء والحنتم والنقير، والنسائي في كتاب الأشربة، باب النهي عن نبيذ الدباء والحنتم والمقير والنقير.
(39)
- 3353 - (3) حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ صَدَقَةَ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الله،
===
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث عائشة بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(39)
- 3353 - (3)(حدثنا مجاهد بن موسى) الخوارزمي وهو الختلي - بضم المعجمة وتشديد المثناة المفتوحة - أبو علي نزيل بغداد، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ) وله ست وثمانون. يروي عنه:(م عم).
(حدثنا الوليد) بن مسلم القرشي مولاهم الدمشقي، ثقة مدلس، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن صدقة) بن عبد الله السمين (أبي معاوية) الدمشقي، ضعيف، من السابعة، مات سنة ست وستين ومئة (166 هـ). يروي عنه:(ت س ق).
(عن زيد بن واقد) القرشي أبي عمر، وقيل: أبي عمرو الدمشقي، ثقة، من السادسة. يروي عنه:(خ دس ق)، وقال أحمد وابن معين ودحيم والعجلي والدارقطني: ثقة، قال الحسن بن محمد بن بكار: مات سنة ثمان وثلاثين ومئة (138 هـ) له في "صحيح البخاري" حديث واحد في فضل أبي بكر رضي الله تعالى عنه.
(عن خالد بن عبد الله) بن حسين الأموي مولاهم الدمشقي، وقد ينسب إلى جده. روى عن: أبي هريرة، ويروي عنه:(د س ق)، وزيد بن واقد، قال البخاري: سمع أبا هريرة، وقال إسحاق بن يسار: أظنه لم يسمع من أبي هريرة،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بنَبيذِ جَرٍّ يَنِشُّ فَقَالَ: "اضْرِبْ بِهَذَا الْحَائِطَ؛ فَإِنَّ هَذَا شَرَابُ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ".
===
وقال في "التقريب": مقبول، من الثالثة، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو هريرة: (أتي) بالبناء للمفعول (النبي صلى الله عليه وسلم وجيء (بنبيذ جر) - بفتح الجيم - أي: بنبيذ نبذ في جرة (ينش) - بفتح التحتانية وكسر النون - أي: يغلي ذلك النبيذ، يقال: نشت الخمر تنش نشيشًا؛ إذا غلت ونشفت الرطوبة منها ويبست (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم لمن أتى به: (اضرب بهذا الحائط) أي: اضرب بهذا النبيذ هذا الحائط؛ فإني لا أشربه (فإن هذا) النبيذ (شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر) لكونه مسكرًا، فهو كناية عن عدم شربه.
وقوله: (الحائط) بالنصب مفعول به لاضرب؛ أي: اصببه وأرقه في الحائط وأفرغه فيه؛ وهو البستان؛ لأنه حرام شربه؛ لتخمره وإسكاره.
ولفظ رواية أبي داوود متنًا وسندًا: (حدثنا هشام بن عمار، قال: أخبرنا صدقة بن خالد، قال: أخبرنا زيد بن واقد عن خالد بن عبد الله بن حسين عن أبي هريرة، قال: علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم، فتحينت فطره بنبيذ صنعته في دباء، ثم أتيته به، فإذا هو ينش، فقال: "اضرب بهذا الحائط؛ فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر") فدل هذا اللفظ الذي روى به أبو داوود على أن الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم بالنبيذ الناشف هو أبو هريرة رضي الله تعالى عنه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأشربة، باب
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
في النبيذ إذا غلى، والنسائي في كتاب الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر كثيره.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاسشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم