المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(33) - (1262) - باب الحبة السوداء - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢٠

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الأشربة

- ‌(1) - (1230) - بَابٌ: الْخَمْرُ مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ

- ‌(2) - (1231) - بَابٌ: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا .. لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ

- ‌(3) - (1232) - بَابُ مُدْمِنِ الْخَمْرِ

- ‌(4) - (1233) - بَابٌ: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ .. لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ

- ‌(5) - (1234) - بَابُ مَا يَكُونُ مِنْهُ الْخَمْرُ

- ‌(6) - (1235) - بَابُ لُعِنَتِ الْخَمْرُ عَلَى عَشَرَةِ أَوْجُهٍ

- ‌(7) - (1236) - بَابُ التِّجَارَةِ فِي الْخَمْرِ

- ‌تتمة

- ‌(8) - (1237) - بَابُ الْخَمْرِ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا

- ‌تتمة

- ‌(9) - (1238) - بَابٌ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ

- ‌ملحقة

- ‌(10) - (1239) - بَابٌ: مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ .. فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ

- ‌(11) - (1240) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْخَلِيطَيْنِ

- ‌(12) - (1241) - بَابُ صِفَةِ النَّبِيذِ وَشُرْبِهِ

- ‌(13) - (1242) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَبِيذِ الْأَوْعِيَةِ

- ‌(14) - (1243) - بَابُ مَا رُخِّصَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ

- ‌(15) - (1244) - بَابُ نَبِيذِ الْجَرِّ

- ‌(16) - (1245) - بَابُ تَخْمِيرِ الْإِنَاءِ

- ‌(17) - (1246) - بَابُ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ

- ‌(18) - (1247) - بَابُ الشُّرْبِ بِثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ

- ‌(19) - (1248) - بَابُ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ

- ‌(20) - (1249) - بَابُ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ

- ‌(21) - (1250) - بَابُ الشُّرْبِ قَائِمًا

- ‌تتمة

- ‌(22) - (1251) - بَابُ إِذَا شَرِبَ .. أَعْطَى الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ

- ‌(23) - (1252) - بَابُ التَّنَفُّسِ فِي الْإِنَاءِ

- ‌(24) - (1253) - بَابُ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ

- ‌(25) - (1254) - بَابُ الشُّرْبِ بِالْأَكُفِّ وَالْكَرْعِ

- ‌(26) - (1255) - بَابٌ: سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا

- ‌(27) - (1256) - بَابُ الشُّرْبِ فِي الزُّجَاجِ

- ‌كتاب الطب

- ‌(28) - (1257) - بَابٌ: مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً .. إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً

- ‌(29) - (1258) - بَابُ الْمَرِيضِ يَشْتَهِي الشَيْءَ

- ‌(30) - (1259) - بَابُ الْحِمْيَةِ

- ‌تتمة

- ‌(31) - (1260) - بَابٌ: لَا تُكْرِهُوا الْمَرِيضَ عَلَى الطَّعَامِ

- ‌(32) - (1261) - بَابُ التَّلْبِينَةِ

- ‌(33) - (1262) - بَابُ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ

- ‌(34) - (1263) - بَابُ الْعَسَلِ

- ‌(35) - (1264) - بَابُ الْكَمْأَةِ وَالْعَجْوَةِ

- ‌(36) - (1265) - بَابُ السَّنَى وَالسَّنُّوتِ

- ‌(37) - (1266) - بَابٌ: الصَّلَاةُ شِفَاءٌ

- ‌تتمة

- ‌(38) - (1267) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ

- ‌(39) - (1268) - بَابُ دَوَاءِ الْمَشْيِ

- ‌(40) - (1269) - بَابُ دَوَاءِ الْعُذْرَةِ وَالنَّهْيِ عَنِ الغَمْزِ

- ‌(41) - (1270) - بَابُ دَوَاءِ عِرْقِ النَّسَا

- ‌(42) - (1271) - بَابُ دَوَاءِ الْجِرَاحَةِ

- ‌(43) - (1272) - بَابُ مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ

- ‌(44) - (1273) - بَابُ دَوَاءِ ذَاتِ الْجَنْبِ

- ‌(45) - (1274) - بَابُ الْحُمَّى

- ‌(46) - (1275) - بَابٌ: الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ

- ‌(47) - (1276) - بَابُ الْحِجَامَةِ

- ‌(48) - (1277) - بَابُ مَوْضِعِ الْحِجَامَةِ

- ‌(49) - (1278) - بَابٌ: فِي أَيِ الْأَيَامِ يَحْتَجِمُ

- ‌(50) - (1279) - بَابُ الْكَيِّ

- ‌ملحقة

- ‌(51) - (1280) - بَابُ مَنِ اكْتَوَى

- ‌(52) - (1281) - بَابُ الْكُحْلِ بِالْإِثْمِدِ

- ‌(53) - (1282) - بَابُ مَنِ اكْتَحَلَ وِتْرًا

- ‌(54) - (1283) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُتَدَاوَي بِالْخَمْرِ

- ‌تنبيه

- ‌(55) - (1284) - بَابُ الاسْتِشْفَاءِ بِالْقُرْآنِ

- ‌(56) - (1285) - بَابُ الْحِنَّاءِ

- ‌(57) - (1286) - بَابُ أَبْوَالِ الْإِبِلِ

- ‌(58) - (1287) - بَابُ الذُّبَابِ يَقَعُ فِي الْإِنَاءِ

- ‌(59) - (1288) - بَابُ الْعَيْنِ

- ‌(60) - (1289) - بَابُ مَنِ اسْتَرْقَى مِنَ الْعَيْنِ

- ‌(61) - (1290) - بَابُ مَا رُخِّصَ فِيهِ مِنَ الرُّقَى

- ‌(62) - (1291) - بَابُ رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ

- ‌(63) - (1292) - بَابُ مَا عَوَّذَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَا عُوِّذَ بِهِ

- ‌(64) - (1293) - بَابُ مَا يُعَوَّذُ بِهِ مِنَ الْحُمَّى

- ‌(65) - (1294) - بَابُ النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ

- ‌(66) - (1295) - بَابُ تَعْلِيقِ التَّمَائِمِ

- ‌(67) - (1296) - بَابُ النُّشْرَةِ

- ‌(68) - (1297) - بَابُ الاسْتِشْفَاءِ بِالْقُرْآنِ

- ‌(69) - (1298) - بَابُ قَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ

- ‌(70) - (1299) - بَابُ مَنْ كَانَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ

- ‌(71) - (1300) - بَابُ الْجُذَامِ

- ‌(72) - (1301) - بَابُ السِّحْرِ

- ‌(73) - (1302) - بَابُ الْفَزَعِ وَالْأَرَقِ وَمَا يُتَعَوَّذُ مِنْهُ

الفصل: ‌(33) - (1262) - باب الحبة السوداء

(33) - (1262) - بَابُ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ

(77)

- 3391 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيَّانِ قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

===

(33)

- (1262) - (باب الحبة السوداء)

(77)

- 3391 - (1)(حدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي المصري، ثقة، من العاشرة. يروي عنه:(م ق)، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ).

(ومحمد بن الحارث) بن راشد بن طارق الأموي المصري المؤذن، يقال له: صدْرَةُ، صدوقٌ يُغْرِبُ، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ). يروي عنه:(ق).

(المصريان) كلاهما (قالا: حدثنا الليث بن سعد) بن عبد الرحمن الفهمي، ثقة ثبت حجة عالم مصر وفقيهها، قرين مالك، من السابعة، مات سنة خمس وسبعين ومئة (175 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عقيل) - مصغرًا - ابن خالد بن عقيل - مكبرًا - الأيلي - بفتح الهمزة بعدها تحتانية ساكنة ثم لام - أبي خالد الأموي مولاهم، ثقة ثبت، سكن المدينة ثم الشام ثم مصر، من السادسة، مات سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن) محمد بن مسلم (ابن شهاب) الزهري المدني، ثقة إمام من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).

(أخبرني أبو سلمة) عبد الله (بن عبد الرحمن) بن عوف الزهري

ص: 202

وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاء مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ"، وَالسَّامُ: الْمَوْتُ، وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ: الشُّونِيزُ.

===

المدني، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).

(وسعيد بن المسيب) بن حزن المخزومي المدني، ثقة حجة، من الثانية، من كبار التابعين، مات بعد التسعين. يروي عنه:(ع).

(أن أبا هريرة) رضي الله تعالى عنه (أخبرهما).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(أنه) أي: أن أبا هريرة (سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن في الحبة السوداء شفاء) أي: عافية وتحصنًا (من كل داء) أي: من كل مرض؛ من الرطوبة والبلغم؛ وذلك لأنه حار يابس، فينفع في الأمراض التي تقابله. انتهى من بعض الهوامش، وفي "العيني": هو الكمون الأسود، ويسمى: الكمون الهندي.

ومن منافعه أنه يجلو ويشفي من الزكام إذا قلي واشتم، ويقتل الدود إذا أكل على الريق، وإذا شرب منه مثقال .. نفع من البهر - الدفع - وضيق النفس، ويحدر الطمث المحتبس. انتهى باختصار.

(إلا السام) أي: إلا الداء الذي يكون عنه الموت في علم الله تعالى، وفي رواية البخاري: قال ابن شهاب في تفسير السام والحبة: (والسام) - بتخفيف الميم - (الموت، والحبة السوداء: الشونيز) - بفتح الشين المعجمة وحكي ضمها - ويقال له: الشينيز أيضًا، وهو اسمها الفارسي، ويقال: إن أصله: (شش هينز) وهو الكمون الأسود، أو الخردل، أو ثمرة البطم - بضم الموحدة وسكون

ص: 203

(78)

- 3392 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ،

===

المهملة -: الحبة الصفراء، والعرب تسمي الأصفر أسود، وفي "العيني": هو الخضراء، والعرب تسمي الأخضر أسود، والأسود أخضر. انتهى.

قلت: وهذا التفسير الذي فسروا به الحبة السوداء كله غير مطابق، ولعله تفسير ممن لم يرها ولم يعرفها، والتفسير المطابق لحقيقتها: هي الحلبة السوداء نزرعها في فصل الخريف مع الحلبة المعروفة، ولها رائحة طيبة، ومنافعها لا تحصى؛ كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك.

واسمها في اللغة الأرمية الشرقية: (حبسودا) وفي الغربية منها: (أسمودي) وهي في الحبشة تزرع كثيرًا كل سنة، وهي من النجم الذي لا ساق له.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الطب، باب الحبة السوداء، ومسلم في كتاب السلام، باب التداوي بالحبة السوداء، والترمذي في كتاب الطب، باب ما جاء في الحبة السوداء، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في "الكبرى".

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(78)

- 3392 - (2)(حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف) الباهلي البصري الجوباري - بجيم مضمومة وواو ساكنة ثم موحدة - صدوق، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(م د ت ق).

ص: 204

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ؛ فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ".

===

(حدثنا أبو عاصم) النبيل الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الثيباني البصري، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(عن عثمان بن عبد الملك) المكي المؤذن، لقبه مستقيم، لين الحديث، من الخامسة. يروي عنه:(ق). قال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو مختلف فيه.

(قال) عثمان: (سمعت سالم بن عبد الله) بن عمر بن الخطاب، ثقة فقيه، من الثالثة، مات في آخر سنة ست ومئة (106 هـ). يروي عنه:(ع).

حالة كونه (يحدث عن أبيه) عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عثمان بن عبد الملك، وهو مختلف فيه.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال): أيها الناس (عليكم) أي: الزموا التداوي (بهذه) البقلة (الحبة السوداء؛ فإن فيها) أي: في هذه الحبة (شفاء) أي: عافية (من كل داء) ومرض (إلا السام) أي: إلا المرض الذي علم الله فيه الموت به.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة المذكور قبله.

ص: 205

(79)

- 3393 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله، أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ

===

فدرجته: أنه صحيح بما قبله وإن كان سنده حسنًا؛ لما تقدم آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(79)

- 3393 - (3)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).

(حدثنا عبيد الله) بن موسى بن أبي المختار باذام العبسي الكوفي أبو محمد، ثقة كان يتشيع، من التاسعة، قال أبو حاتم: كان أثبت الناس في إسرائيل، مات سنة ثلاث عشرة ومئتين (213 هـ). يروي عنه:(ع).

(أنبأنا إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني السبيعي أبو يوسف الكوفي، ثقة، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).

(عن منصور) بن المعتمر بن عبد الله السلمي أبي عتاب - بمثناة فوقانية مشددة - الكوفي، ثقة ثبت وكان لا يدلس، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن خالد بن سعد) مولى أبي مسعود الأنصاري البدري الكوفي، ثقة، من الثانية. يروي عنه:(خ س ق)، قال يحيى بن معين: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات".

ص: 206

قَالَ: خَرَجْنَا وَمَعَنَا غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ فَمَرِضَ فِي الطَّرِيق، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَعَادَهُ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ وَقَالَ لَنَا: عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاء، فَخُذُوا مِنْهَا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا فَاسْحَقُوهَا ثُمَّ اقْطُرُوهَا فِي أَنْفِهِ بِقَطَرَاتِ زَيْتٍ فِي هَذَا الْجَانِبِ وَفِي هَذَا الْجَانِبِ؛

===

(قال) خالد: (خرجنا) معاشر الرفقة من الكوفة إلى المدينة (ومعنا غالب بن أبجر) - بفتح الهمزة وسكون الموحدة وفتح الجيم بعدها راء - غير منصرف، الصحابي رضي الله تعالى عنه (فمرض) غالب (في الطريق، فقدمنا المدينة وهو) أي: والحال أن غالبًا (مريض، فعاده) أي: فعاد غالبًا من مرضه (ابن أبي عتيق) عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وأبو عتيق كنية أبيه محمد.

قال خالد بن سعد: (وقال لنا) معاشر الرفقة ابن أبي عتيق عبد الله بن محمد الزائر للمريض: (عليكم) أي: الزموا أيها الرفقة تداوي هذا المريض (بهذه الحبة السوداء، فخذوا منها) والفاء فاء الفصيحة واقعة في جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفتم ما قلت لكم وأردتم بيان كيفية المداواة بها .. فأقول لكم: خذوا (خمسًا) منها، أي: من حباتها (أو سبعًا) أو تسعًا منها مثلًا، مع رعاية الأوتار (فاسحقوها) أي: فدقوا تلك الحُبَيْبَاتِ المأخوذة (ثم اقطروها) أي: صبوها (في أنفه) أي: في أنف المريض مخلوطةً (بقطرات زيت) من الزيتون أولًا (في هذا الجانب) اليمين (و) ثانيًا (في هذا الجانب) اليسار.

وقد ذكر الأطباء في علاج الزكام العارض معه عطاس كثير أنه تقلى الحبة السوداء، ثم تدق حتى تصير دقيقًا ناعمًا، ثم تنقع وتبل في زيت، ثم يقطر منها في الأنف ثلاث قطرات، في كل أنف، فلعل غالب بن أبجر كان مزكومًا، فلذا

ص: 207

فَإِنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُمْ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاء مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا أَنْ يَكُونَ السَّامُ"، قُلْتُ: وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: الْمَوْتُ.

===

وصفه ابن أبي عتيق له، ثم استدل ابن أبي عتيق على ما وصفه لغالب بقوله:(فإن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها (حدثتهم) أي: حدثت للناس الحاضرين عندها، وفي رواية البخاري:(حدثتني) بالإفراد.

فهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(أنها) أي: أن عائشة (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذه الحبة السوداء شفاء) أي: دواء (من كل داء) أي: من كل مرض ومزيلة له بإذن الله تعالى؛ أي: من كل داء يحدث من الرطوبة والبرودة (إلا أن يكون) ويقدر من ذلك الداء (السام) أي: الموت فحينئذٍ لا شفاء لذلك المريض ولا دواء، أما الأمراض الحارة اليابسة؛ كالرمد .. فلا تنفع فيها.

قال خالد بن سعد الراوي عن ابن أبي عتيق عن عائشة: (قلت) لابن أبي عتيق: (وما السام؟ ) أي: وما حقيقة السام؟

(قال) لي عبد الله بن محمد بن أبي عتيق في جواب سؤالي: السام هو (الموت) قال في "الفتح": لم أعرف السائل ولا القائل، وأظن السائل أنه خالد بن سعد، والمجيب أنه ابن أبي عتيق الراوي عن عائشة.

فقد تحصل مما ذكر في هذا السند أن منصور بن المعتمر عن خالد بن سعد الكوفي مولى أبي مسعود البدري الأنصاري - من الثالثة - عن عبد الله بن محمد أبي عتيق بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أبو بكر هو المعروف بابن أبي عتيق، وعبد الله بن محمد أبي عتيق هذا صدوق فيه مِزَاح - من الثالثة - هو الذي روى عن عائشة رضي الله تعالى عنها، يروي عنه:(خ م س ق)، وأما

ص: 208

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

المريض في هذه القصة .. فهو غالب بن أبجر - بموحدة وجيم - على وزن أحمد، ويقال له: ابن ذِيخٍ - بكسر الذال المعجمة بعدها تحتانية ثم معجمة - ويقال له: ابن ذَرِيخ المزني الصحابي رضي الله تعالى عنه، له حديث واحد، نزل الكوفة. يروي عنه:(د) ليس له حديث في الكتب الخمسة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الطب، باب الحبة السوداء.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.

وقد قال أئمة الطب؛ كابن البَيطَارِ: إن طبع الحبة السوداء حار يابس، وهي مذهبة للنفخ نافعة من حمى الربع والبلغم، مفتحة للسدد والريح، مجففة لِبلَّةِ المعدة، وإذا دقت وعجنت بالعسل وشربت بالماء الحار .. أذابت الحصى وأدرت البول والطمث، وفيها جلاء وتقطيع، وإذا نقع منها سبع حبات في لبن امرأة وسعط به صاحب اليرقان .. أفادت، وإذا شرب منها وزن مثقال بماء .. أفاد من ضيق النفس، والضماد بها ينفع من الصداع البارد.

وقال ابن أبي حمزة: تكلم ناس في هذا الحديث وخَصُّوا عمومه وردُّوهُ إلى قول أهلِ الطب والتجربة، ولا خلاف في غلط ذلك؛ لأنا إذا صدقنا أهل الطب ومدار علمهم غالبًا إنما هو على التجربة التي بناؤها على ظن غالب .. فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم. انتهى.

وقال في "الكواكب": يحتمل إرادة العموم؛ بأن يكون شفاء للجميع، لكن بشرط تركيبه مع غيره ولا محذور فيه، بل يجب إرادة العموم؛ فهو أمر ممكن،

ص: 209

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وقد أخبر الصادق عنه، واللفظ عام؛ بدليل الاستثناء، فيجب القول به، وحينئذٍ فينفع من جميع الأدواء. انتهى من "الإرشاد".

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:

الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 210