الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(3) - (1232) - بَابُ مُدْمِنِ الْخَمْرِ
(5)
- 3319 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مُدْمِنُ الْخَمْرِ
===
(3)
- (1232) - (باب مدمن الخمر)
(5)
- 3319 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).
(قالا) أي: قال أبو بكر ومحمد بن الصباح: (حدثنا محمد بن سليمان) بن عبد الله الكوفي أبو علي (ابن الأصبهاني) صدوق يخطئ، من الثامنة، مات سنة إحدى وثمانين ومئة (181 هـ). يروي عنه:(ت س ق).
(عن سهيل) بن أبي صالح السمان، صدوق، من السادسة، مات في خلافة المنصور. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) أبي صالح ذكوان السمان، ثقة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه محمد بن سليمان، وهو مختلف فيه، ضعفه النسائي، وقال في "التقريب": صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدمن الخمر) من الإدمان؛ وهو الدوام على الشيء والملازمة له؛ وهو الذي يلازمها ويواظب على
كَعَابِدِ وَثَنٍ".
===
شربها (كعابد وثن) أي: من حيث إن الله تعالى جمع شارب الخمر مع عابد الوثن في قوله تعالى {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ
…
} الآية (1).
وأيضًا: هما سواء في عدم قبول الصلاة؛ لأن الكافر لو صلى .. لم تقبل صلاته، وكذلك المواظب على شرب الخمر.
وقيل: إن المراد بالمدمن: المواظب على شربها مع استحلالها، وهذا كافر بشربها؛ كما أن الكافر كافر بعبادتها؛ لاستهانتهما بمحارم الشرع، ولكن ورد هذا الحديث مورد الزجر والتهديد؛ لأن عابد الوثن مخلد في النار، وشارب الخمر بلا استحلال لا يخلد فيها، ويرجى له العفو بفضل الله تعالى في الآخرة؛ لأنه من أصحاب الكبائر لا من أهل الشرك.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أبي موسى رواه النسائي في "الصغرى"، ورواه أحمد في "المسند"، وابن حبان في "صحيحه" من حديث ابن عباس، ورواه البزار في "مسنده" من حديث عبد الله بن عمرو وابن أبي شيبة في "مصنفه" وابن عدي في "الكامل"، وكثرة الشواهد ترفعه إلى درجة الصحة.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(1) سورة المائدة: (90).
(6)
- 3320 - (2) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء،
===
(6)
- 3320 - (2)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق خطيب مقرئ، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا سليمان بن عتبة) بن ثور بن يزيد بن الأخنس أبو الربيع الداراني، صدوق له غرائب، من السابعة. يروي عنه:(ق). انتهى "ت"، أبو الربيع السلمي، ويقال له: الغساني، وقال دحيم: هو ثقة ليس به بأس، وقال أبو زرعة عن أبي مسهر: ثقة، قلت: إنه يسند أحاديث عن أبي الدرداء، قال: يسيرة، ولم يذكر له عيب إلا لصوقه بالسلطان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فقال: مات سنة خمس وثمانين ومئة (185 هـ)، له عند ابن ماجه حديث واحد في مدمن الخمر.
(حدثني يونس بن ميسرة بن حلبس) - بمهملتين في طرفيه وموحدة، على وزن جعفر - وقد ينسب لجده، ثقة عابد معمر، من الثالثة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه:(د ت ق).
(عن أبي إدريس) الخولاني عائذ الله بن عبد الله، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وسمع من كبار الصحابة، ومات سنة ثمانين (80 هـ)، قال سعيد بن عبد العزيز: كان عالم أهل الشام بعد أبي الدرداء. يروي عنه: (ع).
(عن أبي الدرداء) عويمر بن زيد بن قيس الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات في أواخر خلافة عثمان، وقيل: عاش بعد ذلك. يروي عنه: (ع).
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مُدْمِنُ خَمْرٍ".
===
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه سليمان بن عتبة، وهو مختلف فيه.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة مدمن خمر) إن استحل، أو إلا أن يتوب، أو مع السابقين؛ كما بسطنا الكلام فيه آنفًا.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث أبي الدرداء أيضًا بزيادة فيه، ورواه البيهقي من طريق أم الدرداء عن أبي الدرداء به، ورواه أحمد بن منيع، حدثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا سليمان بن عتبة بلفظ:(لا يدخل الجنة عاق، ولا منان، ولا مكذب بالقدر، ولا مدمن خمر)، وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري رواه أحمد في "مسنده"، ورواه ابن حبان في "صحيحه" أيضًا، والبزار في "مسنده" من حديث عبد الله بن عمر، والطبراني في "المعجم الكبير"، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد".
فدرجته: أنه صحيح؛ لكثرة شواهده ومتابعيه وإن كان سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم