الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(34) - (1263) - بَابُ الْعَسَلِ
(80)
- 3394 - (1) حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
===
(34)
- (1263) - (باب العسل)
(80)
- 3394 - (1)(حدثنا محمود بن خداش) - بكسر المعجمة ثم مهملة خفيفة آخره معجمة - الطالقاني نزيل بغداد، صدوق، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ)، وله تسعون سنة. يروي عنه:(ت ق).
(حدثنا سعيد بن زكريا القرشي) المدائني، صدوق لم يكن بالحافظ، من التاسعة. يروي عنه:(ت ق).
(حدثنا الزبير بن سعيد) بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب (الهاشمي) المدني نزيل المدائن، لين الحديث، من السابعة، مات بعد الخمسين ومئة. يروي عنه:(د ت ق).
(عن عبد الحميد بن سالم) أبي سالم مولى عمرو بن الزبير، مجهول، من الرابعة. يروي عنه:(ق)، روى عن أبي هريرة، ويروي عنه: الزبير بن سعيد الهاشمي.
قال البخاري في "التاريخ الكبير": لا نعرف له سماعًا من أبي هريرة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، روى له ابن ماجه حديثًا واحدًا في ترجمة سعيد بن زكريا، فهو مختلف فيه. انتهى من "التهذيب".
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَعِقَ الْعَسَلَ ثَلَاثَ غَدَوَاتٍ كُلَّ شَهْرٍ .. لَمْ يُصِبْهُ عَظِيمٌ مِنَ الْبَلَاءِ".
(81)
- 3395 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرِ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ،
===
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأنه منقطع؛ لعدم سماع عبد الحميد من أبي هريرة، ولأن عبد الحميد بن سالم ضعفه الجمهور؛ لأنه مجهول، وإن وثقه ابن حبان.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لعق) من باب سمع؛ أي: لحس بلسانه، قال السندي: لعق الشيء؛ إذا لحسه وتناوله بلسانه أو بإصبعه، يقال: لعقه يلعقه لعقةً؛ واللعقة - بالضم -: ما يأخذه الإنسان في اللقمة.
فاللعقة بمعنى اللقمة فهما متساويان لفظًا ومعنىَ؛ أي: من لقم (العسل ثلاث غدوات) أي: صباحات على الريق؛ أي: لقم فيها مرة واحدة (كل شهر لم يصبه عظيم) أي: شديد (من البلاء) والمرض.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف (6)(350)؛ لضعف سنده ومتنه بالانقطاع، بل ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات"، وغرضه: الاستئناس به.
* * *
ثم استدل المؤلف على الترجمة بحديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(81)
- 3395 - (2)(حدثنا أبو بشر بكر بن خلف) البصري ختن المقرئ، صدوق، من العاشرة، مات بعد سنة أربعين ومئتين. يروي عنه:(د ق).
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ، عَنِ الْحَسَن، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَسَل فَقَسَمَ بَيْنَنَا لُعْقَةً لُعْقَةً، فَأَخَذْتُ لُعْقَتِي ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَزْدَادُ أُخْرَى؟ قَالَ: "نَعَمْ".
===
(حدثنا عمر بن سهل) بن مروان المازني التميمي البصري سكن مكة، صدوق يخطئ، من التاسعة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا أبو حمزة العطار) إسحاق بن الربيع البصري الأبلي - بضم الهمزة والموحدة وتشديد اللام - صدوق تكلم فيه للقدر، من السابعة. يروي عنه:(ق).
(عن الحسن) بن أبي الحسن البصري، واسم أبيه يسار - بالتحتانية والمهملة - الأنصاري مولاهم، ثقة فقيه فاضل، من الطبقة الثالثة، مات سنة عشر ومئة (110 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن جابر بن عبد الله) الأنصاري المدني رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عمر بن سهل، وهو مختلف فيه.
(قال) جابر: (أهدي) بالبناء للمفعول (للنبي صلى الله عليه وسلم عسل) أي: أهداه له بعض المسلمين، ولم أر من ذكر اسم المهدي له (فقسم) النبي صلى الله عليه وسلم ذلك العسل (بيننا) معاشر الحاضرين (لعقة لعقة) لكل من الحاضرين.
قال السندي: اللعقة - بالضم -: ما تأخذه بالملعقة أو بإصبعك.
قال جابر: (فأخذت لعقتي، ثم قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؛ أزداد أخرى) أي: أطلب أن تزيد لي لعقة أخرى، فـ (قال) لي:(نعم) أزيدك لعقة أخرى إن شاء الله تعالى، فزادني لعقة أخرى.
(82)
- 3396 - (3) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَاب، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَص،
===
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث جابر بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(82)
- 3396 - (3)(حدثنا علي بن سلمة) بن عقبة القرشي اللبقي - بفتح اللام والموحدة ثم قاف - النيسابوري، صدوق، من كبار الحادية عشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ)، يقال: إن البخاري روى عنه. يروي عنه: (خ ق).
(حدثنا زيد بن الحباب) - بضم المهملة وبموحدتين - أبو الحسين العكلي - بضم المهملة وسكون الكاف - أصله من خراسان، وكان بالكوفة، صدوق يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا سفيان) بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، ثقة إمام، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي، ثقة، من الثالثة، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن أبي الأحوص) عوف بن مالك بن نضلة - بفتح النون وسكون الضاد المعجمة - الجشمي الكوفي مشهور بكنيته، ثقة، من الثالثة، قتل قبل المئة في ولاية الحجاج على العراق. يروي عنه:(م عم).
عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَيْنِ: الْعَسَل، وَالْقُرْآنِ".
===
(عن عبد الله) بن مسعود رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات؛ وهو مرفوع أيضًا.
والقاعدة: أنه إذا اختلف في رفع الحديث ووقفه .. فالمرجح قول من رفع؛ لما عنده من زيادة العلم، فعبد الله بن مسعود رفع هنا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(قال) ابن مسعود: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم) أي: الزموا أيها المؤمنون التداوي والمعالجة (بالشفاءين: العسل، والقرآن) سميا بالشفاءين؛ لوصف الله تعالى كلًّا منهما بالشفاء؛ فإنه عز وجل قال في العسل: {ايَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} (1)، وقال في القرآن:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (2).
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه الحاكم في "المستدرك" من طريق محمد بن إسحاق عن علي بن سلمة به، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، فالحديث روي مرفوعًا وموقوفًا على عبد الله، فالرفع مقدم على الوقف؛ كما مر آنفًا، وله شاهد من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، رواه مالك في "الموطأ".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح متنًا وسندًا، وله شاهد من القرآن
(1) سورة النحل: (69).
(2)
سورة الإسراء: (82).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
أيضًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث جابر بن عبد الله.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستئناس، والثاني للاستدلال، والثالث للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم