الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
قولها: (وصنعت شعيرًا) أي: نفسه أو ماءه أو دقيقه (وسلقًا) - بكسر فسكون -: نبت يطبخ ويؤكل كالخس والهندبا والملوخيا، والمعنى: فطبختهما له صلى الله عليه وسلم فجئته بهما.
قوله: "فأصب" أمر من الإصابة، أي: أدرك من هذا الطبيخ فكله؛ لأنه أصلح لبطنك.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث؛ أبو داوود في كتاب الطب، باب في الحمية، والترمذي في كتاب الطب، باب في الحمية بنحوه، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
تتمة
قوله: (عن أم المنذر الأنصارية) قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": أم المنذر الأنصارية إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم، صلت معه القبلتين، وهي التي دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي في قصة الدوالي والسلق والشعير، روى عنها: يعقوب بن أبي يعقوب المدني، قال الطبراني: اسمها سلمى بنت قيس، وقال الترمذي: هي أم المنذر بنت قيس بن عمرو بن عبيد بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وقيل: هي سلمى بنت قيس، أخت سليط من بني مازن بن النجار. انتهى، انتهى من "تحفة الأحوذي".
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أم المنذر بحديث صهيب الرومي رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(73)
- 3387 - (2) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّاب، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَك، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ صَيْفِيٍّ مِنْ وَلَدِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ جَدِّهِ صُهَيْبٍ
===
(73)
- 3387 - (2)(حدثنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب) العمي - بمهملة وتشديد الميم - البصري الصيرفي، ثقة، من الحادية عشرة. يروي عنه:(ق).
قال: (حدثنا موسى بن إسماعيل) المنقري - بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف - أبو سلمة التبوذكي - بفتح المثناة وضم الموحدة وسكون الواو وفتح المعجمة - مشهور بكنيته وباسمه، ثقة ثبت، من صغار التاسعة، ولا الْتِفَات إلى قول ابن خِراش: تكلَّم الناس فيه، مات سنة ثلاث وعشرين ومئتين (223 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا) عبد الله (بن المبارك) المروزي مولى بني حنظلة، ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد جمعت فيه خصال الخير، من الثامنة، مات سنة إحدى وثمانين ومئة (181 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبد الحميد) بن زياد أو زيد (بن صيفي) بن صهيب الرومي، وهو بمعنى قوله:(من ولد صهيب) وربما نسب عبد الحميد إلى جده صيفي؛ كما في "المصنف"، لين الحديث، من الثامنة. يروي عنه:(ق)؛ أي: روى عبد الحميد بن صيفي:
(عن أبيه) صيفي بن صهيب الرومي، وصيفي هذا في الحقيقة هو جد عبد الحميد؛ لأنه عبد الحميد بن زياد بن صيفي؛ أي: عن أبيه صيفي بن صهيب بن سنان، مقبول، من الثالثة. يروي عنه:(ق).
(عن جده صهيب) بن سنان الرومي أبي يحيى أصله من اليمن، ويقال: كان
قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ يَدَيْهِ خُبْزٌ وَتَمْرٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ادْنُ فَكُلْ"، فَأَخَذْتُ آكُلُ مِنَ التَّمْر، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"تَأْكُلُ تَمْرًا وَبِكَ رَمَدٌ؟ ! "، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّي أَمْضُغُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
===
اسمه عبد الملك وصهيب لقبه، الصحابي الشهير سابق الروم رضي الله تعالى عنه، مات بالمدينة سنة ثمان وثلاثين (38 هـ) في خلافة علي، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عبد الحميد بن صيفي، وهو لين الحديث.
(قال) صهيب بن سنان: (قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم و) الحال (بين يديه) صلى الله عليه وسلم (خبز وتمر، فقال) لي (النبي صلى الله عليه وسلم: ادن) واقرب إلي؛ أمر من دنا يدنو؛ من باب دعا (فكل) معي هذا الطعام، قال صهيب:(فـ) دنوت وقربت إليه و (أخذت) أي: شرعت (آكل من التمر) دون الخبز (فقال) لي (النبي صلى الله عليه وسلم: ) أ (تأكل تمرًا وبك رمد؟ ! ) أي: وجع العين؛ لأن أكل التمر يضر الأرمد ويزيد وجع عينه، وهذا موضع الترجمة.
* * *
(قال) صهيب: (فقلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني أمضغ) وآكل التمر (من ناحية أخرى) وفي الجانب الآخر من الفم، لا في الجانب الذي فيه رمد (فتبسم) أي: ضحك بي (رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحكًا بلا صوت؛ بإظهار لثاته.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أم المنذر بنت قيس المذكور قبله، رواه أبو داوود والترمذي وابن ماجه، وأخرجه الحاكم في "المستدرك"، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فدرجته: أنه صحيح بما قبله وإن كان سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم