المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(47) - (1276) - باب الحجامة - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢٠

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الأشربة

- ‌(1) - (1230) - بَابٌ: الْخَمْرُ مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ

- ‌(2) - (1231) - بَابٌ: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا .. لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ

- ‌(3) - (1232) - بَابُ مُدْمِنِ الْخَمْرِ

- ‌(4) - (1233) - بَابٌ: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ .. لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ

- ‌(5) - (1234) - بَابُ مَا يَكُونُ مِنْهُ الْخَمْرُ

- ‌(6) - (1235) - بَابُ لُعِنَتِ الْخَمْرُ عَلَى عَشَرَةِ أَوْجُهٍ

- ‌(7) - (1236) - بَابُ التِّجَارَةِ فِي الْخَمْرِ

- ‌تتمة

- ‌(8) - (1237) - بَابُ الْخَمْرِ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا

- ‌تتمة

- ‌(9) - (1238) - بَابٌ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ

- ‌ملحقة

- ‌(10) - (1239) - بَابٌ: مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ .. فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ

- ‌(11) - (1240) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْخَلِيطَيْنِ

- ‌(12) - (1241) - بَابُ صِفَةِ النَّبِيذِ وَشُرْبِهِ

- ‌(13) - (1242) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَبِيذِ الْأَوْعِيَةِ

- ‌(14) - (1243) - بَابُ مَا رُخِّصَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ

- ‌(15) - (1244) - بَابُ نَبِيذِ الْجَرِّ

- ‌(16) - (1245) - بَابُ تَخْمِيرِ الْإِنَاءِ

- ‌(17) - (1246) - بَابُ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ

- ‌(18) - (1247) - بَابُ الشُّرْبِ بِثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ

- ‌(19) - (1248) - بَابُ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ

- ‌(20) - (1249) - بَابُ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ

- ‌(21) - (1250) - بَابُ الشُّرْبِ قَائِمًا

- ‌تتمة

- ‌(22) - (1251) - بَابُ إِذَا شَرِبَ .. أَعْطَى الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ

- ‌(23) - (1252) - بَابُ التَّنَفُّسِ فِي الْإِنَاءِ

- ‌(24) - (1253) - بَابُ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ

- ‌(25) - (1254) - بَابُ الشُّرْبِ بِالْأَكُفِّ وَالْكَرْعِ

- ‌(26) - (1255) - بَابٌ: سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا

- ‌(27) - (1256) - بَابُ الشُّرْبِ فِي الزُّجَاجِ

- ‌كتاب الطب

- ‌(28) - (1257) - بَابٌ: مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً .. إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً

- ‌(29) - (1258) - بَابُ الْمَرِيضِ يَشْتَهِي الشَيْءَ

- ‌(30) - (1259) - بَابُ الْحِمْيَةِ

- ‌تتمة

- ‌(31) - (1260) - بَابٌ: لَا تُكْرِهُوا الْمَرِيضَ عَلَى الطَّعَامِ

- ‌(32) - (1261) - بَابُ التَّلْبِينَةِ

- ‌(33) - (1262) - بَابُ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ

- ‌(34) - (1263) - بَابُ الْعَسَلِ

- ‌(35) - (1264) - بَابُ الْكَمْأَةِ وَالْعَجْوَةِ

- ‌(36) - (1265) - بَابُ السَّنَى وَالسَّنُّوتِ

- ‌(37) - (1266) - بَابٌ: الصَّلَاةُ شِفَاءٌ

- ‌تتمة

- ‌(38) - (1267) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ

- ‌(39) - (1268) - بَابُ دَوَاءِ الْمَشْيِ

- ‌(40) - (1269) - بَابُ دَوَاءِ الْعُذْرَةِ وَالنَّهْيِ عَنِ الغَمْزِ

- ‌(41) - (1270) - بَابُ دَوَاءِ عِرْقِ النَّسَا

- ‌(42) - (1271) - بَابُ دَوَاءِ الْجِرَاحَةِ

- ‌(43) - (1272) - بَابُ مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ

- ‌(44) - (1273) - بَابُ دَوَاءِ ذَاتِ الْجَنْبِ

- ‌(45) - (1274) - بَابُ الْحُمَّى

- ‌(46) - (1275) - بَابٌ: الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ

- ‌(47) - (1276) - بَابُ الْحِجَامَةِ

- ‌(48) - (1277) - بَابُ مَوْضِعِ الْحِجَامَةِ

- ‌(49) - (1278) - بَابٌ: فِي أَيِ الْأَيَامِ يَحْتَجِمُ

- ‌(50) - (1279) - بَابُ الْكَيِّ

- ‌ملحقة

- ‌(51) - (1280) - بَابُ مَنِ اكْتَوَى

- ‌(52) - (1281) - بَابُ الْكُحْلِ بِالْإِثْمِدِ

- ‌(53) - (1282) - بَابُ مَنِ اكْتَحَلَ وِتْرًا

- ‌(54) - (1283) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُتَدَاوَي بِالْخَمْرِ

- ‌تنبيه

- ‌(55) - (1284) - بَابُ الاسْتِشْفَاءِ بِالْقُرْآنِ

- ‌(56) - (1285) - بَابُ الْحِنَّاءِ

- ‌(57) - (1286) - بَابُ أَبْوَالِ الْإِبِلِ

- ‌(58) - (1287) - بَابُ الذُّبَابِ يَقَعُ فِي الْإِنَاءِ

- ‌(59) - (1288) - بَابُ الْعَيْنِ

- ‌(60) - (1289) - بَابُ مَنِ اسْتَرْقَى مِنَ الْعَيْنِ

- ‌(61) - (1290) - بَابُ مَا رُخِّصَ فِيهِ مِنَ الرُّقَى

- ‌(62) - (1291) - بَابُ رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ

- ‌(63) - (1292) - بَابُ مَا عَوَّذَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَا عُوِّذَ بِهِ

- ‌(64) - (1293) - بَابُ مَا يُعَوَّذُ بِهِ مِنَ الْحُمَّى

- ‌(65) - (1294) - بَابُ النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ

- ‌(66) - (1295) - بَابُ تَعْلِيقِ التَّمَائِمِ

- ‌(67) - (1296) - بَابُ النُّشْرَةِ

- ‌(68) - (1297) - بَابُ الاسْتِشْفَاءِ بِالْقُرْآنِ

- ‌(69) - (1298) - بَابُ قَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ

- ‌(70) - (1299) - بَابُ مَنْ كَانَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ

- ‌(71) - (1300) - بَابُ الْجُذَامِ

- ‌(72) - (1301) - بَابُ السِّحْرِ

- ‌(73) - (1302) - بَابُ الْفَزَعِ وَالْأَرَقِ وَمَا يُتَعَوَّذُ مِنْهُ

الفصل: ‌(47) - (1276) - باب الحجامة

(47) - (1276) - بَابُ الْحِجَامَةِ

(106)

- 3420 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،

===

(47)

- (1276) - (باب الحجامة)

والحجامة: المعالجة والمداواة بالمحجم؛ والمحجم - بكسر الميم وفتح الجيم مع سكون الحاء - هو الآلة التي يمص بها الدم ويجمع بها في موضع الحجامة. انتهى "سنوسي".

وفي "المنجد": المحجم: آلة الحجم؛ وهي شيء كالكأس يفرغ من الهواء ويوضع على الجلد، فيحدث فيه تهيجًا، ويجذب الدم أو المادة بقوة. انتهى منه.

(106)

- 3420 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أسود بن عامر) الشامي نزيل بغداد، يكنى أبا عبد الرحمن، ويلقب شاذان، ثقة، من التاسعة، مات في أول سنة ثمان ومئتين (208 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا حماد بن سلمة) بن دينار البصري أبو سلمة، ثقة عابد أثبت الناس في ثابت وتغير حفظه بأخرة، من كبار الثامنة، مات سنة سبع وستين ومئة (167 هـ). يروي عنه:(م عم).

(عن محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(ع). وفي "التهذيب": الجمهور وثقوه.

(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ المدني، ثقة،

ص: 288

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنْ كَانَ فِي شَيءٍ مِمَّا تَدَاوَوْنَ بِهِ خَيْرٌ .. فَالْحِجَامَةُ".

===

من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن كان في شيء مما تداوون) وتعالجون (به) أيًّا كان (خير) أي: شفاء .. (فالحجامة) أنفع وأسرع إلى تحصيل الشفاء؛ أي: فيكون ذلك الخير والشفاء في شرطة الحجامة؛ أي: في استفراغ الدم الفاسد من الجسد بالحجامة؛ أي: فالحجامة فيها خير.

قال السندي: فالتعليق بهذا الشرط ليس للشك، بل للتحقيق، والتحقيق: أن وجود الخير في شيء من الأدوية .. فمن المحقق الذي لا يمكن فيه الشك؛ فالتعليق به يوجب تحقق المعلق به بلا ريب. انتهى.

كأن يقال: في أحد من العالم: خيرك إن كان .. ففيك، ونحو ذلك.

وهذا الحديث أخرجه الشيخان في "صحيحيهما": من حديث عاصم بن عمر بن قتادة عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله يقول: "إن كان في شيء من أدويتكم خير .. فهي شرطة معجم، أو شربة من عسل، أو لذعة نار، وما أحب أن أكتوي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الطب، باب الحجامة.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

ص: 289

(107)

- 3421 - (2) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

===

ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(107)

- 3421 - (2)(حدثنا نصر بن علي) بن نصر بن علي بن صهبان (الجهضمي) البصري، ثقة ثبت، طلب للقضاء فامتنع، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع)

(حدثنا زياد بن الربيع) اليحمدي - بضم التحتانية وسكون المهملة وكسر الميم - أبو خداش - بكسر المعجمة آخره معجمة - البصري، ثقة، من الثامنة، مات سنة خمس وثمانين ومئة (185 هـ). يروي عنه:(خ ت ق).

(حدثنا عباد بن منصور) الناجي - بالنون والجيم - أبو سلمة البصري القاضي بها، صدوق رمي بالقدر وكان يدلس وتغير بأخرة، من السادسة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئة (152 هـ). يروي عنه:(عم).

وقال أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان: قال جدي: عباد هو ثقة، وقال أبو أحمد بن عدي: وعباد معروف بهذا الحديث، ولا يرويه غيره، ونقل ابن الجوزي عن ابن معين أنه وثقه، وقال ابن حبان: لا يحتج بحديثه إلا فيما وافقه فيه الثقات، وقال النسائي: لا بأس به، وقال تارة: ليس بالقوي؛ وبالجملة: فهو مختلف فيه لا يرد حديثه. انتهى "تهذيب".

(عن عكرمة) البربري أبي عبد الله الهاشمي مولاهم المكي، ثقة عالم بالتفسير والعلم، من الثالثة. يروي عنه:(ع).

(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

ص: 290

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِمَلَأً مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا كُلُّهُمْ يَقُولُ لِي: عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ بِالْحِجَامَةِ".

(108)

- 3422 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ،

===

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عباد بن منصور، وهو مختلف فيه.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما مررت) ولا جاوزت (ليلة أسري بي) من مكة إلي بيت المقدس، ثم عرج بي من بيت المقدس إلي فوق سبع سماوات (بملأ) أي: ما جاوزت ملأ وجماعة (من الملائكة) الكرام (إلا كلهم يقول لي: عليك) أي: الزم (يا محمد بالحجامة) أي: الزم لزومًا مؤكدًا إخراج الدم الفاسد من جسدك؛ فإنه خير وعافية لك.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الطب، باب ما جاء في الحجامة، والحاكم في "المستدرك" في كتاب الطب، باب الحجم خير ما تداويتم به، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والطيالسي في "مسنده"، وابن أبي شيبة، وأحمد في "مسنده".

ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث آخر لابن عباس رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(108)

- 3422 - (3)(حدثنا أبو بشر) البصري (بكر بن خلف) ختن المقرئ، صدوق، من العاشرة، مات بعد سنة أربعين ومئتين. يروي عنه:(د ق).

ص: 291

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الْعَبْدُ الْحَجَّامُ؛ يُذْهَبُ بِالدَّم، وَيُخِفُّ الصلْبَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ".

===

(حدثنا عبد الأعلى) بن عبد الأعلى البصري السامي - بالمهملة - ثقة، من الثامنة، مات سنة تسع وثمانين ومئة (189 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا عباد بن منصور) الناجي البصري قاضيها، صدوق، من السادسة، مر آنفًا في السند قبله.

(عن عكرمة، عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لما مر آنفًا من أن فيه عباد بن منصور، وهو مختلف فيه، وثقه بعضهم، وضعفه بعض آخر.

(قال) ابن عباس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم العبد الحجام) أي: كثير الحجم (يذهب) - بضم أوله - من أذهب الرباعي؛ أي: يخرج (بالدم) الفاسد من جسده (ويخف) من الإخفاف (الصلب) أي: يجعل صلبه وظهره خفيفًا نشيطًا؛ بسبب إخراج الدم الفاسد الذي يورث الكسل والضعف (ويجلو البصر) أي: يزيد لبصره نورًا؛ بسبب إخراج الدم.

وفي رواية الترمذي: (ويجلو عن البصر) القذى والرمص.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الطب، باب في الحجامة.

ودرجته: أنه حسن؛ لما مر آنفًا، وغرضه: الاسشهاد به أيضًا.

ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي هريرة بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، فقال:

ص: 292

(109)

- 3423 - (4) حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِمَلَأٍ إِلَّا قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ؛ مُرْ أُمَّتَكَ بِالْحِجَامَةِ".

===

(109)

- 3423 - (4)(حدثنا جبارة) بضم الجيم وفتح الموحدة المخففة (ابن المغلس) - بضم الميم وكسر اللام المشددة على صيغة اسم الفاعل - الحماني - بكسر المهملة وتشديد الميم - أبو محمد الكوفي، ضعيف، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ). يروي عنه:(ق).

(حدثنا كثير بن سليم) - مصغرًا - الضبي المدائني، ضعيف، من الخامسة. يروي عنه:(ق).

(سمعت أنس بن مالك) الأنصاري الخزرجي البصري رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من ثلاثياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه جبارة بن المغلس، وهو متفق على ضعفه، ومثله شيخه كثير بن مسلم.

(يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما مررت) وجاوزت (ليلة أسري بي) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى (بملأ) أي: بجماعة من الملائكة الكرام .. (إلا قالوا) لي؛ أي: إلا قال لي أولئك الملأ: (يا محمد؛ مر أمتك بالحجامة) لأنها نافعة لهم، مزيلة عنهم بأغلب الأدواء.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن بما قبله وإن كان سنده ضعيفًا، وغرضه: الاستشهاد به، فالحديث: ضعيف السند، حسن المتن؛ لما مر فيهما.

ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث أبي هريرة بحديث جابر رضي الله تعالى عنهما، فقال:

ص: 293

(110)

- 3424 - (5) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْحِجَامَة، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَا طَيْبَةَ أَنْ يَحْجُمَهَا وَقَالَ: "حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ

===

(110)

- 3424 - (5)(حدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي مولاهم (المصري) ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(م ق).

(أخبرنا الليث بن سعد) بن عبد الرحمن الفهمي المصري عالمها، ثقة ثبت، قرين مالك، من السابعة، مات سنة خمس وسبعين ومئة (175 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي الزبير) المكي محمد بن مسلم الأسدي مولاهم، صدوق، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من رباعياته؛ لأنه من مسند جابر، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: طلبت منه الإذن لها (في الحجامة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا طيبة) غلامًا للأنصار، غلام محيصة بن مسعود، اسمه نافع، وقيل: دينار، وقيل: ميسرة (أن يحجمها) أي: أن يحجم أم سلمة، فحجمها أبو طيبة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم (وقال) أبو الزبير:(حسبت أنه) أي: أن جابرًا (قال) كما في رواية مسلم بإثبات (قال) هنا (كان) أبو طيبة

ص: 294

أَخَاهَا مِنَ الرَّضَاعَة، أَوْ غُلَامًا لَمْ يَحْتَلِمْ".

===

(أخاها) أي: أخا أم سلمة (من الرضاعة أو (قال جابر: كان أبو طيبة (غلامًا لم يحتلم) أي: لم يبلغ من البلوغ، أو لم يحصل له بلوغ الاحتلام، والشك من أبي الزبير فيما قال له جابر.

قال القرطبي: واستئذان أم سلمة النبي صلى الله عليه وسلم دليل على أن المرأة لا ينبغي لها أن تفعل في نفسها شيئًا من التداوي أو ما يشبهه إلا بإذن زوجها؛ لإمكان أن يكون ذلك الشيء مانعًا له من حقه، أو منقصًا لغرضه منها، وإذا كانت لا تشرع في شيء من التطوعات التي يتقرب بها إلى الله تعالى إلا بإذن منه .. كان أحرى وأولى ألا تتعرض لغير القرب إلا بإذنه، اللهم إلا أن تدعو إلى ذلك ضرورة؛ من خوف موت، أو مرض شديد، فهذا لا يحتاج فيه إلى إذن؛ لأنه قد التحق بقسم الواجبات المتعينة، وأيضًا فإن الحجامة وما يتنزل منزلتها مما يحتاج فيه إلي محاولة الغير .. فلا بد فيه من استئذان الزوج؛ لنظره فيمن يصلح، وفيما يحل من ذلك، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا طيبة أن يحجمها؛ لِمَا علم بينهما من السبب المبيح؛ كما قال الراوي؛ حيث إنه كان أخاها من الرضاعة، أو غلامًا لم يحتلم، ولا شك في أن مراعاة هذا هي الواجبة متى وجد ذلك، فإن لم يوجد من يكون كذلك ودعت الضرورة إلي معالجة الكبير الأجنبي .. جاز؛ دفعًا لأعظم الضررين؛ ترجيحًا لأخف الممنوعين.

وفي هذا الحديث من الفقه ما يدل على أن ذا المحرم يجوز أن يطلع من ذات محرمه على بعض ما يحرم على الأجنبي، وكذلك الصبي؛ فإن الحجامة غالبًا إنما تكون من بدن المرأة فيما لا يجوز لأجنبي أن يطلع عليه؛ كالقفا والرأس والساقين. انتهى من "المفهم".

ص: 295

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب السلام، باب لكل داء دواء عن أم سلمة، وأبو داوود في كتاب اللباس، باب العبد ينظر إلى شعر مولاته.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: خمسة أحاديث:

الأول منها للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 296