المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(25) - (1254) - باب الشرب بالأكف والكرع - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢٠

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الأشربة

- ‌(1) - (1230) - بَابٌ: الْخَمْرُ مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ

- ‌(2) - (1231) - بَابٌ: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا .. لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ

- ‌(3) - (1232) - بَابُ مُدْمِنِ الْخَمْرِ

- ‌(4) - (1233) - بَابٌ: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ .. لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ

- ‌(5) - (1234) - بَابُ مَا يَكُونُ مِنْهُ الْخَمْرُ

- ‌(6) - (1235) - بَابُ لُعِنَتِ الْخَمْرُ عَلَى عَشَرَةِ أَوْجُهٍ

- ‌(7) - (1236) - بَابُ التِّجَارَةِ فِي الْخَمْرِ

- ‌تتمة

- ‌(8) - (1237) - بَابُ الْخَمْرِ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا

- ‌تتمة

- ‌(9) - (1238) - بَابٌ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ

- ‌ملحقة

- ‌(10) - (1239) - بَابٌ: مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ .. فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ

- ‌(11) - (1240) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْخَلِيطَيْنِ

- ‌(12) - (1241) - بَابُ صِفَةِ النَّبِيذِ وَشُرْبِهِ

- ‌(13) - (1242) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَبِيذِ الْأَوْعِيَةِ

- ‌(14) - (1243) - بَابُ مَا رُخِّصَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ

- ‌(15) - (1244) - بَابُ نَبِيذِ الْجَرِّ

- ‌(16) - (1245) - بَابُ تَخْمِيرِ الْإِنَاءِ

- ‌(17) - (1246) - بَابُ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ

- ‌(18) - (1247) - بَابُ الشُّرْبِ بِثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ

- ‌(19) - (1248) - بَابُ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ

- ‌(20) - (1249) - بَابُ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ

- ‌(21) - (1250) - بَابُ الشُّرْبِ قَائِمًا

- ‌تتمة

- ‌(22) - (1251) - بَابُ إِذَا شَرِبَ .. أَعْطَى الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ

- ‌(23) - (1252) - بَابُ التَّنَفُّسِ فِي الْإِنَاءِ

- ‌(24) - (1253) - بَابُ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ

- ‌(25) - (1254) - بَابُ الشُّرْبِ بِالْأَكُفِّ وَالْكَرْعِ

- ‌(26) - (1255) - بَابٌ: سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا

- ‌(27) - (1256) - بَابُ الشُّرْبِ فِي الزُّجَاجِ

- ‌كتاب الطب

- ‌(28) - (1257) - بَابٌ: مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً .. إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً

- ‌(29) - (1258) - بَابُ الْمَرِيضِ يَشْتَهِي الشَيْءَ

- ‌(30) - (1259) - بَابُ الْحِمْيَةِ

- ‌تتمة

- ‌(31) - (1260) - بَابٌ: لَا تُكْرِهُوا الْمَرِيضَ عَلَى الطَّعَامِ

- ‌(32) - (1261) - بَابُ التَّلْبِينَةِ

- ‌(33) - (1262) - بَابُ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ

- ‌(34) - (1263) - بَابُ الْعَسَلِ

- ‌(35) - (1264) - بَابُ الْكَمْأَةِ وَالْعَجْوَةِ

- ‌(36) - (1265) - بَابُ السَّنَى وَالسَّنُّوتِ

- ‌(37) - (1266) - بَابٌ: الصَّلَاةُ شِفَاءٌ

- ‌تتمة

- ‌(38) - (1267) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ

- ‌(39) - (1268) - بَابُ دَوَاءِ الْمَشْيِ

- ‌(40) - (1269) - بَابُ دَوَاءِ الْعُذْرَةِ وَالنَّهْيِ عَنِ الغَمْزِ

- ‌(41) - (1270) - بَابُ دَوَاءِ عِرْقِ النَّسَا

- ‌(42) - (1271) - بَابُ دَوَاءِ الْجِرَاحَةِ

- ‌(43) - (1272) - بَابُ مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ

- ‌(44) - (1273) - بَابُ دَوَاءِ ذَاتِ الْجَنْبِ

- ‌(45) - (1274) - بَابُ الْحُمَّى

- ‌(46) - (1275) - بَابٌ: الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ

- ‌(47) - (1276) - بَابُ الْحِجَامَةِ

- ‌(48) - (1277) - بَابُ مَوْضِعِ الْحِجَامَةِ

- ‌(49) - (1278) - بَابٌ: فِي أَيِ الْأَيَامِ يَحْتَجِمُ

- ‌(50) - (1279) - بَابُ الْكَيِّ

- ‌ملحقة

- ‌(51) - (1280) - بَابُ مَنِ اكْتَوَى

- ‌(52) - (1281) - بَابُ الْكُحْلِ بِالْإِثْمِدِ

- ‌(53) - (1282) - بَابُ مَنِ اكْتَحَلَ وِتْرًا

- ‌(54) - (1283) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُتَدَاوَي بِالْخَمْرِ

- ‌تنبيه

- ‌(55) - (1284) - بَابُ الاسْتِشْفَاءِ بِالْقُرْآنِ

- ‌(56) - (1285) - بَابُ الْحِنَّاءِ

- ‌(57) - (1286) - بَابُ أَبْوَالِ الْإِبِلِ

- ‌(58) - (1287) - بَابُ الذُّبَابِ يَقَعُ فِي الْإِنَاءِ

- ‌(59) - (1288) - بَابُ الْعَيْنِ

- ‌(60) - (1289) - بَابُ مَنِ اسْتَرْقَى مِنَ الْعَيْنِ

- ‌(61) - (1290) - بَابُ مَا رُخِّصَ فِيهِ مِنَ الرُّقَى

- ‌(62) - (1291) - بَابُ رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ

- ‌(63) - (1292) - بَابُ مَا عَوَّذَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَا عُوِّذَ بِهِ

- ‌(64) - (1293) - بَابُ مَا يُعَوَّذُ بِهِ مِنَ الْحُمَّى

- ‌(65) - (1294) - بَابُ النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ

- ‌(66) - (1295) - بَابُ تَعْلِيقِ التَّمَائِمِ

- ‌(67) - (1296) - بَابُ النُّشْرَةِ

- ‌(68) - (1297) - بَابُ الاسْتِشْفَاءِ بِالْقُرْآنِ

- ‌(69) - (1298) - بَابُ قَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ

- ‌(70) - (1299) - بَابُ مَنْ كَانَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ

- ‌(71) - (1300) - بَابُ الْجُذَامِ

- ‌(72) - (1301) - بَابُ السِّحْرِ

- ‌(73) - (1302) - بَابُ الْفَزَعِ وَالْأَرَقِ وَمَا يُتَعَوَّذُ مِنْهُ

الفصل: ‌(25) - (1254) - باب الشرب بالأكف والكرع

(25) - (1254) - بَابُ الشُّرْبِ بِالْأَكُفِّ وَالْكَرْعِ

(61)

- 3375 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ،

===

(25)

- (1254) - (باب الشرب بالأكف والكرع)

(61)

- 3375 - (1)(حدثنا محمد بن المصفى) بن بهلول (الحمصي) القرشي، صدوق له أوهام، وكان يدلس، من العاشرة، مات سنة ست وأربعين ومئتين (246 هـ). يروي عنه:(د س ق).

(حدثنا بقية) بن الوليد بن صائد بن كعب الكلاعي الحمصي، كثير التدليس عن الضعفاء، من الثامنة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ).

يروي عنه: (م عم)، وقالوا: بقية ثقة إذا حدث عن "الثقات"، وضعيف إذا حدث عن الضعفاء والمجهولين، وهنا حدث عن الضعفاء، فهو ضعيف.

(عن مسلم بن عبد الله) عن زياد البكائي عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده في النهي عن الكرع وغير ذلك، ذكره ابن حبان في "الضعفاء" المجروحين، ضعيف مجهول لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح، فهو من مشايخ بقية، من العاشرة. يروي عنه:(ق).

(عن زياد بن عبد الله) الأنصاري عن عاصم بن محمد، مجهول، من السابعة. يروي عنه:(ق).

(عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر) بن الخطاب العمري المدني، ثقة، من السابعة. يروي عنه:(ع).

ص: 157

عَنْ أَبِيه، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَشْرَبَ عَلَى بُطُونِنَا؛ وَهُوَ الْكَرْعُ، وَنَهَانَا أَنْ نَغْتَرِفَ بِالْيَدِ الْوَاحِدَة، وَقَالَ: "لَا يَلَغْ أَحَدُكُمْ كَمَا يَلَغُ الْكَلْبُ، وَلَا يَشْرَبْ بِالْيَدِ الْوَاحِدَةِ كَمَا يَشْرَبُ الْقَوْمُ الَّذِينَ

===

(عن أبيه) محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب المدني، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(ع).

روى محمد بن زيد (عن جده) عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما.

فهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن فيه بقية بن الوليد وشيخه مسلم بن عبد الله، وشيخ شيخه زياد بن عبد الله، فكلهم من الضعفاء المجروحين.

(قال) عبد الله بن عمر: (نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشرب) الماء منبطحين (على) الأرض، منكبين منضمين عليهاب (بطوننا؛ وهو) أي: الشرب على تلك الهيئة هو المسمى بـ (الكرع) قال السندي: الكرع: تناول الماء الراكد من موضعه بفيه؛ كالأنعام.

(ونهانا) رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا: (أن نَغْترِفَ) ونأخذَ الماء من موضعه (باليد الواحدة) عند الحاجة إلى استعماله في الشرب وغيره.

(وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا: (لا يَلَغْ أحدُكم) الماءَ ولا يشربه بطرف لسانه (كما يَلَغُ الكلب) الماء ويشربه بطرف لسانه؛ من وَلَغَ الكلب الإناء، يلَغ - بالفتح فيهما - ولوغًا؛ إذا شرب ما فيه بأطراف لسانه.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا: (ولا يشرب) أحدكم ما أراد شربه من المشروب (باليد الواحدة) أي: بالكف الواحد (كما يشرب القوم الذين

ص: 158

سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ، وَلَا يَشْرَبْ بِاللَّيْلِ مِنْ إِنَاءٍ حَتَّى يُحَرِّكَهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ إِنَاءً مُخَمَّرًا، وَمَنْ شَرِبَ بِيَدِهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِنَاءٍ يُرِيدُ التَّوَاضُعَ .. كَتَبَ اللهُ لَهُ بعَدَدِ أَصَابِعِهِ حَسَنَاتٍ، وَهُوَ إِنَاءُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليهما السلام إِذْ طَرَحَ الْقَدَحَ فَقَالَ: أُفٍّ هَذَا مَعَ الدُّنْيَا".

===

سخط الله) وغضب (عليهم) باليد الواحدة متكبرًا من المتكبرين والجبارين واليهود والنصارى؛ أي: لا يشرب شربًا كشربهم، والظاهر أنهم اليهود، وقال الدميري: إنهم القردة.

وقال أيضًا: (ولا يشرب) أحدكم الماء (بالليل) أي: فيه (من إناء) لا غطاء عليه (حتى يحركه) أي: حتى يحرك ذلك الإناء، ليعلم هل دخل فيه شيء من الهوام أم لا؟ (إلا أن يكون) ذلك الإناء (إناءً مخمرًا) أي: مغطىً مستورًا بغطاء، فيشرب حينئذٍ ما فيه بلا تحريك؛ لتيقن عدم دخول شيء فيه.

(ومن شرب بيده) الواحدة (وهو) أي: والحال أنه (يقدر على) الشرب بـ (إناء) لوجدانه عنده، حالة كونه (يريد) ويقصد بشربه باليد (التواضع) والتذلل لنعمة الله والشكر عليها باستعمال يده فيها .. (كتب الله له) أي: لذلك المتواضع في صحيفة حسناته (بعدد أصابعه) التي شرب بها من خمس أو عشر (حسنات، وهو) أي: الشرب باليد (إناء عيسى ابن مريم) الذي يشرب به الماء (عليهما) أي على عيسى وأمه (السلام) والأمان (إذ طرح) ورمى عيسى (القدح) والكأس الذي كان معه، وشرب بيده تواضعًا لله تعالى، والقدح - بفتحتين -: كأس الشرب.

(فقال) عيسى: (أفٍّ) - بالكسر والتنوين - أي: أتضجر من الشرب بـ (هذا) الكأس (مع) ضجري من حياة (الدنيا) وشهواتها وزخارفها.

ص: 159

(62)

- 3376 - (2) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ،

===

قوله: "إذ طرح القدح" والقدح - بفتحتين -: ما يشرب به الماء يجمع على أقداح.

قوله: "أفٍّ" - بكسر الفاء المشددة - فيه لغات؛ كما هي مبسوطة في محلها؛ وهو اسم فعل مضارع بمعنى: أتضجر الشرب بهذا القدح، مع تضجري من الحياة الدنيا وتقلبها على أهلها؛ لأنه كان من الزهاد.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وقال الدميري: هذا حديث منكر انفرد به المصنف، ودرجته: أنه ضعيف (3)(347)؛ لضعف سنده، ولا شاهد ولا متابع له، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.

* * *

ثم استدل المؤلف على الترجمة بحديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(62)

- 3376 - (2)(حدثنا أحمد بن منصور) بن سَيَّار - بالتحتانية - البغدادي الرمادي (أبو بكر) ثقة حافظ طعن فيه أبو داوود؛ لمذهبه في الوقف في القرآن، من الحادية عشرة، مات سنة خمس وستين ومئتين (265 هـ). يروي عنه:(ق).

(حدثنا يونس بن محمد) بن مسلم البغدادي أبو محمد المؤدب، ثقة ثبت، من صغار التاسعة، مات سنة سبع ومئتين (207 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا فليح بن سليمان) بن أبي المغيرة الخزاعي أو الأسلمي أبو يحيى المدني، ويقال: فليح لقب، واسمه عبد الملك، صدوق كثير الخطأ، من

ص: 160

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يُحَوِّلُ الْمَاءَ فِي حَائِطِه، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنْ كَانَ عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ فِي شَنٍّ .. فَاسْقِنَا وَإِلَّا .. كَرَعْنَا"،

===

السابعة، مات سنة ثمان وستين ومئة (168 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن سعيد بن الحارث) بن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري المدني، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(ع).

(عن جابر بن عبد الله) الأنصاري الخزرجي رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) جابر: (دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من الأنصار) قيل: هو أبو الهيثم بن النبهان الأنصاري، وفي "البخاري" زيادة:(ومعه) صلى الله عليه وسلم (صاحب له) هو أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.

قال جابر: (وهو) أي: ذلك الرجل الأنصاري (يُحوِّلُ الماءَ في حائطه) أي: في بستانه؛ أي: ينقله من عمق البئر إلى ظاهرها، أو يُجري الماء من جانب إلى جانب من بستانه؛ ليعم أشجاره بالسقي.

قال جابر: (فقال له) أي: لذلك الرجل الأنصاري (رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كان عندك) أيها الرجل (ماء بات) هذه الليلة؛ كما في "البخاري"(في شن) - بفتح الشين المعجمة والنون المشددة -: قربة خلقة، وإنما قيدها بالخلقة؛ لأنها أشد تبريدًا من الجديدة. انتهى "سندي"، وفي رواية البخاري:(في شنة) بتاء التأنيث، وجواب الشرط (فاسقنا) منها.

(وإلا) أي: وإن لم يكن عندك ماء بات في شن .. (كرعنا) - بفتح الراء وتكسر - أي: شربنا من غير إناء ولا كف، بل بالفم.

ص: 161

قَالَ: عِنْدِي مَاءٌ بَاتَ فِي شَنٍّ، فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْنَا مَعَهُ إِلَى الْعَرِيش، فَحَلَبَ لَهُ شَاةً عَلَى مَاءٍ بَاتَ فِي شَنٍّ فَشَرِبَ، ثُمَّ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ بِصَاحِبِهِ الَّذِي مَعَهُ.

===

قال جابر: (قال) الرجل الأنصاري للنبي صلى الله عليه وسلم: نعم (عندي ماء بات في شن) يا رسول الله، قال جابر:(فانطلق) - بفتح اللام - أي: ذهب الرجل الأنصاري (وانطلقنا) أي: ذهبنا معاشر الثلاثة أنا والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق (معه) أي: مع الرجل الأنصاري (إلى العريش) المسقف من البستان بالأغصان، وأكثر ما يكون في الكروم، قال السندي: والعريش: كل ما يستظل به.

قال جابر (فحلب) الرجل الأنصاري (له) صلى الله عليه وسلم، أي: لأجل شربه (شاة) له؛ أي: حلب لبنها (على ماء بات في شن فشرب) النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك الماء (ثم) بعدما حلب للنبي صلى الله عليه وسلم وشرب (فعل) ذلك الرجل الأنصاري (مثل ذلك) أي: مثل ما فعل للنبي صلى الله عليه وسلم من حلب شاة على ماء بات في شن (بصاحبه) صلى الله عليه وسلم (الذي) جاء (معه) صلى الله عليه وسلم إلى الأنصاري صاحب الحائط، وشرب ذلك الصاحب وهو أبو بكر الصديق؛ كما شرب النبي صلى الله عليه وسلم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأشربة، باب شوب اللبن بالماء، وأبو داوود في كتاب الأشربة، باب في الكرع.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

ص: 162

(63)

- 3377 - (3) حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَرْنَا عَلَى بِرْكَةٍ فَجَعَلْنَا نَكْرَعُ فِيهَا، فَقَالَ

===

ثم استأنس المؤلف ثانيًا للترجمة بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(63)

- 3377 - (3)(حدثنا واصل بن عبد الأعلى) بن هلال الأسدي أبو القاسم الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م عم).

(حدثنا) محمد (بن فضيل) بن غزوان الضبي مولاهم الكوفي، صدوق عارف، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن ليث) بن أبي سليم - مصغرًا - اسمه أيمن بن زنيم - مصغرًا - صدوق اختلط فترك، من السادسة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(م عم).

(عن سعيد بن عامر) مجهول، من الرابعة. يروي عنه:(ق).

(عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه ليث بن أبي سليم، وهو مخلط متروك، وشيخه سعيد بن عامر، وهو مجهول.

(قال) ابن عمر: (مررنا) وجاوزنا معاشر الصحابة (على بركة) - بكسر الموحدة وسكون الرَّاءِ -: مجتمع الماء؛ كالحوض، والجمع البرك؛ كقربة وقرب، قيل: سميت بذلك؛ لإقامة الماء فيها، وكل شيء ثبت وأقام .. فقد برك؛ والبركة - بفتحات -: النماء والزيادة (فجعلنا) أي: شرعنا معاشر الصحابة (نكرع فيها) لشدة العطش بنا؛ أي: نشرب منها الماء بفمنا؛ كالأنعام (فقال)

ص: 163

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَكْرَعُوا، وَلكِنِ اغْسِلُوا أَيْدِيَكُمْ ثُمَّ اشْرَبُوا فِيهَا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ إِنَاءٌ أَطْيَبَ مِنَ الْيَدِ".

===

لنا (رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكرعوا) ولا تشربوا منها بأفواهكم؛ لأنه شرب البهيمة (ولكن اغسلوا أيديكم) أي: أكفكم (ثم) بعد غسلها اغترفوا الماء من البركة بها، ثم (اشربوا) الماء المجموع (فيها) أي: في أكفكم (فإنه) أي: فإن الشأن والحال (ليس إناء) ووعاء (أطيب) وأنظف (من اليد) أي: من الكف في شرب الماء.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف (4)(348)؛ لضعف سنده؛ كما مر آنفًا، ولعدم المشاركة فيه؛ لأنه ليس له شاهد ولا متابع.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:

الأول والثالث للاستئناس، والثاني للاستدلال.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 164