الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(71) - (1300) - بَابُ الْجُذَامِ
(172)
- 3486 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ وَمُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ،
===
(71)
- (1300) - (باب الجذام)
(172)
- 3486 - (1)(حدثنا أبو بكر) ابن أبي شيبة (ومجاهد بن موسى) الخوارزمي وهو الختلي - بضم المعجمة وتشديد المثناة المفتوحة - أبو علي نزيل بغداد، ثقة، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م عم).
(ومحمد بن خلف) بن عمار أبو نضر (العسقلاني)، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ستين ومئتين (260 هـ). يروي عنه:(س ق).
(قالوا: حدثنا يونس بن محمد) بن مسلم البغدادي أبو محمد المؤدب، ثقة ثبت، من صغار التاسعة، مات سنة سبع ومئتين (207 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا مفضل بن فضالة) ابن أبي أمية أبو مالك البصري، أخو مبارك، ضعيف، من السابعة. يروي عنه:(دت ق)، قال في "التحفة": كذا في "التقريب"، وقال في "تهذيب التهذيب" في ترجمته: روى عن: أبيه، وحبيب بن الشهيد، وغيرهما، وعنه: يونس بن محمد المؤدب وغيره، قال الدوري عن ابن معين: ليس بذاك، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، له في السنن حديث واحد عن حبيب عن ابن المنكدر عن جابر:(أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد مجذوم فوضعها معه في القصعة. . .) الحديث، فهو مختلف فيه.
عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِر، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِ رَجُلٍ مَجْذُومٍ فَأَدْخَلَهَا مَعَهُ فِي الْقَصْعَةِ
===
(عن حبيب بن الشهيد) الأزدي أَبِي محمد البصري، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ)، وهو ابن ست وستين سنة. يروي عنه:(ع).
(عن محمد بن المنكدر) بن عبد الله بن الهدير - مصغرًا - التيمي المدني، ثقة فاضل، من الثالثة، مات سنة ثلاثين ومئة (130 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن جابر بن عبد الله) الأنصاري الخزرجي المدني رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه مختلفًا فيه؛ وهو مفضل بن فضالة.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد رجل مجذوم) قال الأردبيلي: المجذوم الذي وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عمر رضي الله تعالى عنه يده في القصعة وأكل معه. . هو معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي. انتهى من "العون".
(فأدخلها) أي: أدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يد المجذوم (معه) أي: مع يده (في القصعة) ليأكل معه؛ والقصعة - بفتح القاف وسكون المهملة -: إناء الأكل معروف، يجمع على قصاع، وفي رواية الترمذي:(فأدخله معه)، وفي رواية أبي داوود:(فوضعها معه)، وتذكير الضمير في قوله:(أدخله معه) في رواية الترمذي بتأويله بالعضو، وفي إدخال يده معه في القصعة غاية التوكل من جهتين؛ أحدهما: الأخذ بيده، وثانيهما: الأكل
ثُمَّ قَالَ: "كُلْ ثِقَةً بِالله، وَتَوَكُّلًا عَلَى اللهِ".
===
معه، وأخرج الطحاوي عن أبي ذر:(كل مع صاحب البلاء؛ تواضعًا لربك وإيمانًا).
(ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم للمجذوم: (كل) معي يا مجذوم (ثقة بالله) - بكسر المثلثة - مصدر بمعنى الوثوق؛ كالعدة والوعد، وهو مفعول مطلق منصوب بعامل محذوف وجوبًا؛ تقديره: أي: كل معي أثق بالله وثوقًا في حفظه إياي من مرضك؛ أي: اعتمادًا عليه وتفويضًا للأمر إليه (وتوكلًا على الله).
والجملتان حالان من ضمير (معي) ثانيتهما مؤكدة للأولى؛ أي: كل معي، حالة كوني واثقًا بالله متوكلًا عليه في حفظه إياي من مرضك هذا، ويحتمل كونهما مستأنفتين، ويحتمل أنهما من كلام الراوي؛ أي: قال ذلك ثقة بالله وتوكلًا عليه.
قال السندي: الجذام: داء كالبرص يتسبب منه تساقط اللحم والأعضاء، قيل: الظاهر أن قوله: "ثقة بالله" من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال الأردبيلي: قال البيهقي: أخذه صلى الله عليه وسلم بيد المجذوم ووضعها في القصعة وأكله معه. . في حق من يكون حاله الصبر على المكروه، وترك الاختيار في موارد القضاء، وقوله صلى الله عليه وسلم:(فر من المجذوم؛ كما تفر من الأسد)، وأمره صلى الله عليه وسلم في مجذوم بني ثقيف بالرجوع. . في حق من يخاف على نفسه العجز عن احتمال المكروه والصبر عليه، فيحترز بما هو جائز في الشرع من أنواع الاحترازات. انتهى.
قال النووي: قال القاضي: قد اختلفت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم
(173)
- 3487 - (2) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
===
في قصة المجذوم: فثبت عنه الحديثان المذكوران؛ يعني: حديث: "فر من المجذوم"، وحديث:"المجذوم في وفد ثقيف".
وروي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل مع المجذوم، وقال له:"كل ثقة بالله وتوكلًا عليه".
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان لنا مولىً مجذوم، فكان يأكل في صحافي، ويشرب في أقداحي، وينام على فراشي.
قال: وقد ذهب عمر وغيره من السلف إلى الأكل معه، ورأوا أن الأمر باجتنابه منسوخ، والصحيح الذي قاله الأكثرون، ويتعين المصير إليه. . أنه لا نسخ، بل يجب الجمع بين الحديثين، وحمل الأمر باجتنابه والفرار منه على الاستحباب والاحتياط لا على الوجوب.
وأما الأكل معه. . ففعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لبيان الجواز. انتهى ما قاله النووي. انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الطب، باب في الطيرة، والترمذي في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الأكل مع المجذوم.
ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ لما تقدم آنفًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث جابر بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(173)
- 3487 - (2)(حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني مولاهم الدمشقي، لقبه دحيم - مصغرًا - ثقة حافظ متقن، من العاشرة،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ جَمِيعًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْن،
===
مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه: (خ دس ق).
(حدثنا عبد الله بن نافع) بن أبي نافع الصائغ المخزومي مولاهم أبو محمد المدني، ثقة صحيح الكتاب في حفظه لين، من كبار العاشرة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(م عم). روى عن ابن أبي الزناد، ويروي عنه دحيم.
(عن) عبد الرحمن (بن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان المدني مولى قريش، صدوق تغير حفظه لمَّا قَدِم بَغدادَ، وكان فقيهًا، من السابعة، مات سنة أربع وسبعين ومئة (174 هـ). يروي عنه:(م عم).
(ح وحدثنا علي) بن محمد (بن أبي الخَصِيب) اسمه الوَشَّاءُ القرشيُّ الكوفي، صدوق ربما أخطأ، من العاشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(ق).
(حدثنا وكيع، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند) الفزاري مولاهم أبي بكر المدني، صدوق ربما وهم، من السادسة، مات سنة بضع وأربعين ومئة (143 هـ). يروي عنه:(ع).
(جميعًا) أي: كل من ابن أبي الزناد وعبد الله بن سعيد رويا (عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان) بن عفان الأموي المدني، وهو أخو عبد الله بن الحسن بن الحسن لأمه، صدوق، من السابعة، قتل سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(ق).
(عن أمه فاطمة بنت الحسين) بن علي بن أبي طالب الهاشمية المدنية،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمَجْذُومِينَ".
(174)
- 3488 - (3) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
===
زوج الحسن بن الحسن بن علي، ثقة، من الرابعة، ماتت بعد المئة وقد أسَنَّتْ. يروي عنها:(د ت ق).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذان السندان من سداسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تُدِيمُوا) أي: لا تُكثروا (النظرَ إلى المجذومين) وإنما نهى عن كثرة النظر إليهم؛ لأنه إِذا دَاوم وأَكْثَر النظَر إلى المجذوم. . حَقَّرَهُ ورأَى لنفسه فضلًا عليه، وتَأَذَّى به المنظُور إليه، وأَنْكَر قَلْبهُ.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في "زيادات المسند"، والبيهقي في "الكبرى"، وأبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده"، وأحمد في "المسند"، والطيالسي في "مسنده"، والطبري في "تهذيب الآثار"، وغيرهم.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث جابر بحديث شريد بن سويد الثقفي رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(174)
- 3488 - (3)(حدثنا عمرو بن رافع) بن الفرات القزويني البجلي أبو حُجْرٍ - بضم المهملة وسكون الجيم - ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة سبع وثلاثين ومئتين (237 هـ). يروي عنه:(ق).
(حدثنا هشيم) - مصغرًا - ابن بشير - بوزن عظيم - ابن القاسم بن دينار.
عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ الشَّرِيدِ يُقَالُ لَهُ: عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ارْجِعْ؛ فَقَدْ بَايَعْنَاكَ".
===
السلمي أبو معاوية الواسطي، ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، من السابعة، مات سنة ثلاث وثمانين ومئة (183 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن يعلى بن عطاء) العامري، ويقال: الليثي الطائفي، ثقة، من الرابعة، مات سنة عشرين ومئة (120 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(م عم).
(عن رجل من آل الشريد) بن سويد الثقفي (يقال له) أي: لذلك الرجل: (عمرو) بن شريد - بفتح المعجمة - ابن سويد الثقفي أبو الوليد الطائفي، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(خ م د س ق).
قال العجلي: حجازي تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(عن أبيه) شريد - بوزن طويل - ابن سويد - مصغرًا - الثقفي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، شهد بيعة الرضوان، قيل: كان اسمه مالكًا. يروي عنه: (م د س ق).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) شريد بن سويد: (كان في وفد ثقيف) أي: في الجماعة الوافدين منهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم لمبايعته على الإسلام (رجل مجذوم) أي: مبتلىً بالجذام فأراد أن يبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده بلا واسطة (فـ) لما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أراده من مبايعته. . (أرسل إليه) أي: إلى ذلك المجذوم (النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ارجع) إلى منزلك ولا تتعب نفسك (فـ) إنا (قد بايعناك) بالكلام.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
قال السندي: قوله: "ارجع؛ فقد بايعناك" قيل: رده خوفًا على أصحابه؛ لئلا يروا لأنفسهم فضلًا عليه، فيدخلهم العجب، أو خوفًا عليه؛ لئلا يحزن المجذوم لرؤية الناس فيقل صبره على البلاء، وقيل: لأن الجذام يتعدى عادة، وقيل: لئلا يظن أحد العدوى إن حصل له جذام، والله أعلم. انتهى.
قوله: "فارجع" أي: إلى مكانك فاجلس فيه ولا تتحرك عنه؛ يعني: أنه صلى الله عليه وسلم بايعه بلا مصافحة، وهذا القول منه صلى الله عليه وسلم؛ لحفظ الضعفاء، وأما الأقوياء. . فلا يبالون بالاختلاط معه، ومن أجل هذا الحديث قال العلماء: إن المجذوم يمنع من المساجد ومن الاختلاط بالناس، وهل يثبت لزوجته خيار في فسخ نكاحه؟ فيه خلاف، وقد أثبت مالك والشافعي الخيار، بخلاف الحنفية، والتفصيل في كتب الفروع.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب السلام، باب اجتناب المجذوم ونحوه، والنسائي في كتاب البيعة، باب بيعة من به عاهة، وأحمد في "المسند".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم