الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(64) - (1293) - بَابُ مَا يُعَوَّذُ بِهِ مِنَ الْحُمَّى
(156)
- 3470 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْأَشْهَلِيُّ، عَنْ دَاوُودَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ
===
(64)
- (1293) - (باب ما يعوذ به من الحمى)
(156)
- 3470 - (1)(حدثنا محمد بن بشار) العبدي البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا أبو عامر) العقدي - بفتح المهملة والقاف - عبد الملك بن عمرو القيسي، ثقة، من التاسعة، مات سنة أربع أو خمس ومئتين. يروي عنه:(ع).
(حدثنا إبراهيم) بن إسماعيل الأنصاري (الأشهلي) مولاهم المدني، ضعيف، من السابعة، مات سنة خمس وستين ومئة (165 هـ). يروي عنه:(ت س). وفي "التهذيب": ضعفه الجمهور، ووثقه ابن معين، وضعف الترمذي هذا الحديث يروي عنه:(ت ق).
(عن داوود بن حصين) الأموي مولاهم أبي سليمان المدني، ثقة، إلا في عكرمة، ورمي برأي الخوارج، من السادسة، مات سنة خمس وثلاثين ومئة (135 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عكرمة) البربري الهاشمي مولاهم المكي، ثقة عالم بالتفسير، من الثالثة، مات سنة أربع ومئة، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
فهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه إبراهيم الأشهلي، وثقه أحمد، وضعفه الجمهور، وفيه داوود بن الحصن، فهو منكر فيما رواه عن عكرمة.
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَلِّمُهُمْ مِنَ الْحُمَّى وَمِنَ الْأَوْجَاعِ كُلِّهَا أَنْ يَقُولُوا: "بِاسْمِ اللهِ الْكَبِير، أَعُوذُ بِاللهِ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ"،
===
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم) أي: يعلم الناس العوذة والعلاج والرقية (من الحمى) والسخو نة (و) العلاج (من الأوجاع) والآلام الحادثة في البدن (كلها) - بالكسر - توكيد للأوجاع؛ كالصداع والزكام والرمد ووجع الأذن والأنف، وأمرهم (أن يقولوا) في علاجها: أتبرك (باسم الله الكبير) أي: العظيم المنزه عن كل النقائص المتصف بكل الكمالات (أعوذ) وأتحصن (بالله العظيم) أي: الشديد البطش على من خالفه (من شر) وضرر (عرق نعار) - بفتح النون وتشديد العين المهملة على وزن فعال - أي: متدفق الدم مضطربه؛ لشدة حرارة الحمى.
وفي "النهاية": نعر العرق بالدم؛ إذا ارتفع وعلا، وجرح نعار؛ أي: متفجر الدم، ونعور؛ إذا صوت دمه عند خروجه؛ واليعَّار - بالياء وتشديد العين - قال القاضي في "شرح الترمذي": النَعَّار - بفتح النون وتشديد العين -: هو الذي يرتفع دمه ويزيد فيحدث فيه الحر؛ واليعار: المضطرب من عكة الحمى وحرارتها، فهي الخلط فيه. وفي "النسخة الهندية":(يُعَارُّ) - بضم الياء وفتح العين وضم الراء المشددة - من العرارة؛ وهي الشدة وسوء الخلق، ومنه: إذا استعر عليكم شيء من النعم؛ أي: نَدَّ وَاسْتَعْصَى.
وأما (يَعَّار) - بفتح الياء والعين المشددة - .. فلم نجد له في كتب اللغة معنىً يناسب هذا المقام.
وقوله: (ومن شر حر النار) معطوف على: (شر عرق نعار).
قَالَ أَبُو عَامِرٍ: أَنَا أُخَالِفُ النَّاسَ فِي هَذَا أَقُولُ: يَعَّارٍ.
(156)
- 3470 - (م) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الْأَشْهَلِيُّ،
===
(قال أبو عامر) العقدي راوي الحديث: (أنا أخالف الناس في) بعض ألفاظ (هذا) الحديث؛ لأني (أقول: يَعَّارِ) - بالياء والعين المشددة وكسر الراء - بدل قولهم: (نعار) بالنون المفتوحة وتشديد العين وكسر الراء في آخره.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الطب، باب رقم (26)، الحديث رقم (2575).
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وإبراهيم يضعف، وداوود بن حصين منكر فيما روى عن عكرمة، ثقة في غيره.
ودرجته: أنه ضعيف (13)(357)؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(156)
- 3475 - (م)(حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني (الدمشقي) لقبه دحيم مصغرًا.
(حدثنا) محمد بن إسماعيل بن مسلم (بن أبي فديك) - مصغرًا - الديلي مولاهم المدني، اسمه دينار، صدوق، من صغار الثامنة، مات سنة مئتين (200 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(أخبرني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة) الأنصاري (الأشهلي) مولاهم المدني، ضعيف، من السابعة، ووثقه ابن معين؛ كما مر آنفًا، مات سنة خمس
عَنْ دَاوُودَ بْنِ الْحُصَيْن، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ، وَقَالَ:"مِنْ شَرِّ عِرْقٍ يَعَّارٍ".
(157)
- 3471 - (2) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ،
===
وستين ومئة (165 هـ). يروي عنه: (ت ق)، وفي "التقريب":(ت س).
(عن داوود بن الحصن) الأموي، ثقة إلا في عكرمة، من السادسة، مات سنة خمس وثلاثين ومئة (135 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عكرمة) الهاشمي مولاهم، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع ومئة، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف (13)(357)(م)؛ كالسند الذي قبله، وغرضه: بيان متابعة ابن أبي فديك لأبي عامر العقدي.
وساق ابن أبي فديك (نحوه) أي: نحو حديث أبي عامر (و) لكن (قال) ابن أبي فديك في رواية: (من شر عرق يعار)، وقد تقدم تفسيره.
* * *
ثم استدل المؤلف على الترجمة بحديث عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه، فقال:
(157)
- 3471 - (2)(حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي) القرشي مولاهم أبو حفص، صدوق، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ). يروي عنه:(د س ق). وثقه أبو داوود، ومسلمة وابن حبان، والنسائي.
حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عُمَيْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ
===
(حدثنا أبي) عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي مولاهم أبو عمرو الحمصي، ثقة عابد، من التاسعة، مات سنة تسع ومئتين (209 هـ). يروي عنه:(د س ق).
(عن) عبد الرحمن بن ثابت (بن ثوبان) العنسي - بالنون - الدمشقي الزاهد، صدوق يخطئ ورمي بالقدر وتغير بأخرة، من السابعة، مات سنة خمس وستين ومئة (165 هـ)، وهو ابن سبعين. يروي عنه:(عم)، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو مختلف فيه.
(عن عمير) - مصغرًا - ابن هانئ العنسي - بسكون النون ومهملتين - أبي الوليد الدمشقي الداراني، ثقة، من كبار الرابعة، قتل سنة سبع وعشرين ومئة (127 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(أنه سمع جنادة بن أبي أمية) - بضم الجيم ثم نون - أبي عبد الله الأزدي الشامي، يقال: اسم أبيه كبير، مختلف في صحبته، فقال العجفي: تابعي ثقة، والحق أنهما اثنان؛ صحابي وتابعي، متفقان في الاسم وكنية الأب، وقد بينت ذلك في كتابي في الصحابة، ورواية جنادة الأزدي عن النبي صلى الله عليه وسلم في "سنن النسائي"، ورواية جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت في الكتب الستة. يروي عنه:(ع).
(قال) جنادة: (سمعت عبادة بن الصامت) بن قيس الأنصاري الخزرجي أبا الوليد المدني أحد النقباء البدري المشهور رضي الله تعالى عنه، مات بالرملة سنة أربع وثلاثين (34 هـ)، وقيل: عاش إن خلافة معاوية. يروي عنه: (ع).
يَقُولُ: أَتَى جِبْرَائِيلُ عليه السلام النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُوعَكُ فَقَالَ: "بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ حَسَدِ حَاسِدٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ اللهُ يَشْفِيكَ".
===
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عبد الرحمن بن ثوبان، وهو مختلف فيه.
أي: قال جنادة: سمعت عبادة بن الصامت، حالة كونه (يقول: أتى) وجاء (جبرائيل) الأمين عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو) أي: والحال أنه صلى الله عليه وسلم (يوعك) - بالبناء للمجهول - من وعك الثلاثي، يقال: وعكته الحمى؛ إذا أخذته السخونة؛ فهو موعوك؛ أي: محموم (فقال) له جبريل: (باسم الله أرقيك) أي: أعالجك بالقراءة عليك (من كل شيء) ومرض (يؤذيك) أي: يوصل الأذى والضرر (من حَسَدِ حاسدٍ) لك.
وقوله: (ومن كل) إصابة (عين) عائن .. متعلق بقوله: (الله يَشْفِيك) ويبرئك ويعافيك؛ أو معطوف على الجار والمجرور قبله على كونه بيانًا لكل شيء.
وقوله: "باسم الله أرقيك" الاسم هنا: يراد به المسمى؛ وهو الذات العلمية، فكأنه قال: بذات الله وقدرته؛ نظير قوله تعالى؛ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (1) أي: سبح ربك، فالاسم مقحم، ولفظة الاسم في أصله عبارة عن الكلمة الدالة على المسمى، والمسمى هو مدلولها، غير أنه قد يتوسع فيوضع الاسم موضع المسمى توسعًا.
وقوله: "من حسد حاسد" دليل: على أن الحسد يؤثر؛ أي: يتسبب في المحسود ضررًا يقع به؛ إما في جسمه بمرض أو في ماله، وما يختص به؛
(1) سورة الأعلى: (1).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
كولده بضرر، وذلك بإذن الله تعالى ومشيئته؛ كما قد أجرى عادته، وحقق إرادته، فربط الأسباب بالمسببات، وأجرى بذلك العادات، ثم أمرنا بدفع ذلك بالالتجاء إليه والدعاء له، وأحالنا على الاستعانة بالعوذ والرقى. انتهى من "المفهم".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث عبادة أيضًا، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" عن زيد بن الحباب عن عبد الرحمن بن ثوبان بإسناده ومتنه، ورواه عبد بن حميد عن أبي بكر بن أبي شيبة، وابن حبان في "موارد الظمآن"، والبغوي في "شرح السنة"، والطحاوي في "مشكل الآثار".
فدرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ لما مر آنفًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب ثلاثة أحاديث:
الأول للاستئناس، والثاني للمتابعة، والأخير للاستدلال.
والله سبحانه وتعالى أعلم