الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(2) - (1231) - بَابٌ: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا .. لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ
(3)
- 3317 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا .. لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا أَنْ يَتُوبَ".
===
(2)
- (1231) - (باب: من شرب الخمر في الدنيا .. لم يشربها في الآخرة)
(3)
- 3317 - (1)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي، ثقة حافظ، من التاسعة، مات سنة تسع وتسعين ومئة (199 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عببد الله بن عمر) بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري المدني، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن نافع، عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من شرب الخمر) والمسكر، قال السندي: أي: داوم على شربها؛ كما يدل عليه سائر الروايات، لكن الظاهر أن الدوام فيها محمول على عدم التوبة منها، فلا حاجة إلى هذا التأويل، (في الدنيا .. لم يشربها في الآخرة) جواب (من) الشرطية؛ عقوبة له على شربها في الدنيا؛ لأن من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه؛ كوارث قتل مورثه استعجالًا لإرثه لم يرثه (إلا أن يتوب) منها بشروط التوبة الثلاثة،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
قيل: عدم شربها في الآخرة كناية عن عدم دخول الجنة؛ لأن من دخلها يشربها منها، فيؤول الحديث بالمُستحِلّ، أو أنه لا يشتهيه وإن عفي عنه ودخلها؛ لأنه استعجل ما أخر الله له، والله أعلم.
قال الزرقاني في "شرح الموطأ": قال ابن العربي: ظاهر الحديث أنه لا يشربها في الجنة؛ وذلك لأنه استعجل ما أمر بتأخيره، ووعد به، فحرمه عند ميقاته؛ كالوارث إذا قتل مورثه؛ فإنه يحرم ميراثه؛ لاستعجاله. انتهى.
قال في "المبارق": قيل: جعل محرومًا في الواقع بأن ينسى شهوتها، أو بألا يشتهيها وإن ذكرها؛ لأن ما يشتهى من النعم حاصلة لأهل الجنة؛ بدلالة قوله تعالى:{وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ} (1)، وهذا نقص عظيم لحرمانه من أشرف نعم الجنة. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأشربة، باب قوله تعالى:{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ} (2)، ومسلم في كتاب الأشربة، باب عقوبة من شرب الخمر ولم يتب منها بمنعه إياها في الآخرة، والترمذي في كتاب الأشربة، باب ما جاء في شارب الخمر، وقال أبو عيسى: حديث ابن عُمَر حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب الأشربة، باب توبة شارب الخمر.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
(1) سورة فصلت: (31).
(2)
سورة المائدة: (90).
(4)
- 3318 - (2) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ أَنَّ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُسَيْنٍ حَدَّثَهُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا
===
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عمر بحديث أبي هريرة رضي الله عنهم، فقال:
(4)
- 3318 - (2)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا يحيى بن حمزة) بن واقد الحضرمي أبو عبد الرحمن الدمشقي القاضي، ثقة رمي بالقدر، من الثامنة، مات سنة ثلاث وثمانين ومئة (183 هـ). يروي عنه:(ع).
قال يحيى: (حدثني زيد بن واقد) القرشي الدمشقي، ثقة، من السادسة. يروي عنه:(خ د س ق).
(أن خالد بن عبد الله بن حسين) الأموي مولاهم الدمشقي، وقد ينسب لجده حسين، مقبول، من الثالثة. يروي عنه:(د س ق).
(حدثه) أي: حدث زيد بن واقد (قال) خالد بن عبد الله: (حدثني أبو هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من شرب الخمر في الدنيا) أي: داوم على شربها؛ كما يدل عليه سائر الروايات، لكن الظاهر أن الدوام فيها محمول على عدم التوبة منها، فلا حاجة إلى هذا التأويل. انتهى "سندي".
لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ".
===
(لم يشربها في الآخرة) قيل: هذا كناية عن عدم دخول الجنة؛ لأن من يدخل الجنة .. يشرب الخمر في الآخرة، وقال ابن العربي: شارب الخمر لا يخلو من أن يتوب منها، أو يموت بالتوبة، فإن تاب .. فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإن لم يتب .. فالذي عند أهل السنة أن أمره إلى الله؛ إن شاء .. عاقبه، وإن شاء .. عفا عنه؛ فإن عاقبه .. لم يكن مخلدًا في النار أبدًا، بل لا بد له من الخروج من النار بما معه من التوحيد ومن دخول الجنة، فإن دخل الجنة .. فذهب بعض الصحابة وأهل السنة أنه لا يشرب الخمر في الجنة؛ لأنه استعجل ما أمر بتأخيره ووعد به فحُرِمَه عند ميقاته، وهو موضع الإشكال، وعندي: الأمر كذلك. انتهى منه.
قلت: وهذا كما يقال: من استعجل الشيء قبل أوانه .. عوقب بحرمانه.
ومحل الإشكال: هو أنه كيف يكون كذلك مع قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ} (1).
والجواب: أنه يجوز أن الله تعالى يصرف شهوته منها في الآخرة، بل تفاوُتُ المراتب في الجنة لا يجتمع مع قوله تعالى {فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ} إلا بهذا، وعلى هذا لا حاجة إلى تأويل هذا الحديث على معنى: أنه لا يدخل الجنة مع السابقين الأولين.
قلت: وهذا لا يصح؛ لجواز أن يغفر له ابتداء، فيدخل مع السابقين، فالوجه أن يقال إذا احتيج إلى التأويل: إنه لا يستحق الدخول مع السابقين.
(1) سورة فصلت: (31).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
ثم قال السيوطي: وعندي فيه تأويل آخر؛ وهو أنه قد يكون إشارة إلى ما ذكره العلماء أن من أسباب سوء الخاتمة - والعياذ بالله تعالى - إدمان الخمر.
قلت: الوجه: هو أن يصرف شهوته منها؛ فقد جاء مثله في لبس الحرير. انتهى "سندي".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث ابن عمر المذكور قبله رواه مسلم وغيره.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن عمر.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم