الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(65) - (1294) - بَابُ النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ
(158)
- 3472 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
===
(65)
- (1294) - (باب النفث في الرقية)
(158)
- 3472 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن ميمون الرقي) العطار، ثقة، من العاشرة، مات سنة ست وأربعين ومئتين (246 هـ). يروي عنه:(س ق).
(وسهل بن أبي سهل) زنجلة بن أبي الصغدي الرازي أبو عمرو الخياط الأشتر الحافظ، صدوق، من العاشرة، مات في حدود الأربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(ق).
(قالوا) أي: قال كل من الثلاثة: (حدثنا وكيع) بن الجراح، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن مالك بن أنس) بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي أبي عبد الله المدني الفقيه إمام دار الهجرة، رأس المتقنين وكبير المتثبتين حتى قال البخاري: أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن) محمد بن مسلم بن شهاب (الزهري) المدني، ثقة إمام الأئمة، من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).
عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْفِثُ فِي الرُّقْيَةِ.
(159)
- 3473 - (2) حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى
===
(عن عروة) بن الزبير، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين (94 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث) وينفخ على المريض (في الرقية) أي: في معالجة المريض بالقراءة عليه بعد كل مرة، وفي "النهاية": النفث بالفم، وهو شبيه بالنفخ، وهو أقل وأخف من التفل؛ لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق.
وفي "الإرشاد": النفث - بفتح النون وسكون الفاء بعدها مثلثة - وهو كالنفخ وأقل من التفل، معه ريق قليل أو بلا ريق. انتهى منه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث عائشة الأول بحديث آخر لها رضي الله تعالى عنها، فقال:
(159)
- 3473 - (2)(حدثنا سهل بن أبي سهل) زنجلة بن أبي الصغدي الرازي الحافظ العطار، صدوق، من العاشرة، مات في حدود الأربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(ق).
(قال) سهل: (حدثنا معن بن عيسى) بن يحيى الأشجعي مولاهم أبو يحيى
ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا بشْرُ بْنُ عُمَرَ قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَى. . يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفِثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ. . كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ؛ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا.
===
المدني القزاز، ثقة ثبت، قال أبو حاتم: هو أثبت أصحاب مالك، من كبار العاشرة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).
(ح وحدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ جليل، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا بشر بن عمر) بن الحكم الزهراني - بفتح الزاي - الأزدي أبو محمد البصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة سبع، وقيل: تسع ومئتين (209 هـ). يروي عنه: (ع).
(قالا) أي: قال كل من معن بن عيسى وبشر بن عمر: (حدثنا مالك) بن أنس إمام دار الهجرة.
(عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذان السندان من سداسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات أثبات.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان) دائمًا (إذا اشتكى) ومرض. . (يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث) أي: ينفخ نفخًا لطيفًا على جسده (فلما اشتد وجعه) أي: مرضه الذي مات فيه. . (كنت) أنا (أقرأ عليه وأمسح بيده؛ رجاء بركتها).
قوله: (وأمسح عليه) أي: على جسده بعد قرائتي عليه (بيده) الشريفة (رجاء بركتها) وخيراتها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وفيه: إذا مرض الإنسان. . فعليه أن يتعوذ بالمعوذات على نفسه وينفث ويمسح بيده على ما وصلت إليه يده من جسده، ولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.
قوله: (يقرأ على نفسه بالمعوذات) - بكسر الواو المشددة - هي سورة الفلق وسورة الناس، وجمع إما باعتبار أن أقل الجمع اثنان، أو باعتبار أن المراد بهما الكلمات التي يقع التعوذ بها من السورتين.
ويحتمل أن المراد بالمعوذات هاتان السورتان مع سورة الإخلاص، ويؤيده: ما أخرجه البخاري في فضائل القرآن: (كان إذا أوى إلى فراشه. . جمع كفيه، ثم نفث فيهما، ثم يقرأ: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس) وقال القرطبي: والمراد بالمعوذات: قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ونحو قوله:(رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون). انتهى من "المفهم".
وفي الحديث: استحباب النفث في الرقية، وقد أجمعوا على جوازه، واستحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
وإنما رقى بالمعوذات؛ لأنها جامعات للاستعاذة من كل المكروهات جملةً وتفصيلًا؛ ففيها الاستعاذة من شر ما خلق، فيدخل فيه كل شيء، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر السواحر، ومن شر الحاسدين، ومن شر الوسواس الخناس. انتهى "نووي".
قال القسطلاني: والرقية بالمعوذات هو المطلب الروحاني، وإذا كان على لسان الأبرار. . حصل به الشفاء.
قال القاضي عياض: فائدة النفث التبرك بتلك الرطوبة أو الهواء الذي يمسه
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
الذكر؛ كما يتبرك بغسالة ما يكتب من القرآن والذكر. انتهى من "الإرشاد".
وقوله: (وينفث) من بابي نصر وضرب؛ أي: ينفخ على جسده نفخًا لطيفًا بلا ريق.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب المعوذات، وفي كتاب المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، ومسلم في كتاب السلام، باب رقية المريض بالمعوذات والنفث، وأبو داوود في كتاب الطب، باب كيف الرقى.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم