الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(60) - (1289) - بَابُ مَنِ اسْتَرْقَى مِنَ الْعَيْنِ
(140)
- 3454 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّ بَنِي جَعْفَرٍ تُصِيبُهُمُ الْعَيْنُ
===
(60)
- (1289) - (باب من استرقى من العين)
(140)
- 3454 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار) الجمحي المكي، ثقة، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عروة بن عامر) المكي مختلف في صُحبته، له حديث في الطيرة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. يروي عنه:(عم).
(عن عبيد) مصغرًا (ابن رفاعة) بن رافع الأنصاري (الزرقي) ويقال فيه: عبيد الله، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ووثقه العجلي. يروي عنه:(عم).
(قال) عبيد بن رفاعة: (قالت أسماء) بنت عميس - بالتصغير - الخثعمية صحابية تزوجها جعفر بن أبي طالب، ثم أبو بكر ثم علي، وولدت لكل منهم، وهي أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين لأمها، ماتت بعد علي رضي الله تعالى عنها. يروي عنها:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات أثبات.
أي: قالت أسماء لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؛ إن بني جعفر) بن أبي طالب ابن عمكم الذين ولدتهم له (تصيبهم العين) أي: عين
فَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ قَالَ: "نَعَمْ؛ فَلَوْ كَانَ شَيءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ .. سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ".
===
العائن؛ أي: تصيبهم بسرعة؛ أي: تؤثر فيهم بسرعة؛ لكمال حسنهم الصوري والمعنوي.
والعين: نظر باستحسان مشوب بحسد من خبيث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر، قاله الحافظ.
أَ (فأسترقي) بتقدير همزة الاستفهام؛ كما في رواية الترمذي؛ أي: أأتركهم على حالهم أم أطلب (لهم) من يرقيهم أو أنا أعالجهم بالقراءة عليهم؟ فـ (قال) لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم) ارقيهم بنفسك أو اطلبي لهم من يرقيهم بالقراءة.
والفاء في قوله: (فلو كان شيء) تعليل للجواب؛ ومعناه: نعم، اسْتَرْقِيهم عن العين؛ فإنها أولي وأحرى بأن تسترقى.
لو كان شيء (سابق القدر) أي: غالبه في السبق .. لـ (سبقته العين) أي: لغلبته العين في المسابقة.
قال الطيبي: المعنى: إن فرض شيء له قوة وتأثير عظيم سبق القدر .. لكان ذلك الشيء عينًا، والعين لا يسبق القدر، فكيف بغيرها؟ ! انتهى.
ومذهب أهل السنة: أن العين يفسد ويهلك عند نظر العائن بفعل الله تعالى، أجرى العادة بأن يخلق الضرر عند مقابلة هذا الشخص العائن لشخص آخر. انتهى من "تحفة الأحوذي".
والحديثُ دليلٌ على جواز الرقية من كل الآفات؛ من الأمراض والجراح والقروح والحمة والعين والنملة وغير ذلك إذا كان الرقى بما يفهم ولم يكن فيه شرك ولا شيء ممنوع، وأفضل ذلك وأنفعه ما كان بأسماء الله تعالى وكلامه وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى من "الكوكب".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
قال السندي: قوله: (فأسترقي لهم؟ ) في "النهاية": الرقية: العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة؛ كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات (سابق القدر) - بالتحريك - أي: لو أمكن أن يسبق شيء القدر في إفناء شيء وإعدامه وإزالته قبل أوانه المقدر له .. (لسبقته) أي: لسبقت القدر (العين) لكنها لا تسبق القدر؛ فإنه تعالى قدر المقادير قبل الخلق.
قال السندي: وفي الكلام اختصار لظهوره؛ والمقصود: بيان قوة ضرر العين وشدته؛ بحيث أنه لو كان هناك شيء آخر على خلاف مقتضى القدر .. لكان ذلك الشيء هو العين. انتهى منه.
قال الحافظ: جرى الحديث مجرى المبالغة في إثبات العين، لا أنه يمكن أن يرد القدر شيء؛ إذ القدر عبارة عن سابق علم الله تعالى، وهو لا راد لأمره.
وحاصله: لو فرض أن شيئًا له قوة؛ بحيث يسبق القدر .. لكان العين، لكنها لا تسبق، فكيف غيرها؟ ! انتهى.
قال النووي: فيه إثبات القدر وهو حق بالنصوص وإجماع أهل السنة؛ ومعناه: أن الأشياء كلها بقدر الله تعالى، ولا تقع إلا على حسب ما قدرها الله تعالى وسبق بها علمه، فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى، وفيه صحة أمر العين وأنها قوية الضرر. انتهى، انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الطب، باب ما جاء في الرقية من العين، قال أبو عيسى: وفي الباب عن عمران بن حصين وبريدة، وهذا الحديث: حسن صحيح.
(141)
- 3455 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ،
===
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث أسماء بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(141)
- 3455 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا سعيد بن سليمان) الضبي أبو عثمان الواسطي نزيل بغداد البزاز، لقبه سعدويه، ثقة حافظ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وعشرين ومئتين (225 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عباد) بن العوام بن عمر الكلابي مولاهم أبي سهل الواسطي، ثقة، من الثامنة، مات سنة خمس وثمانين ومئة (185 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن) سعيد بن إياس (الجريري) - مصغرًا - أبي مسعود البصري، ثقة، من الخامسة، اختلط قبل موته بثلاث سنين، مات سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي نضرة) المنذر بن مالك بن قطعة - بضم القاف وفتح المهملة - العبدي العَوَقي - بفتح المهملة والواو ثم قاف - البصري مشهور بكنيته، ثقة، من الثالثة، مات سنة ثمان أو تسع ومئة (109 هـ). يروي عنه:(م عم).
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الْجَانِّ ثُمَّ أَعْيُنِ الْإِنْسِ؛ فَلَمَّا نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ .. أَخَذَهُمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ.
(142)
- 3456 - (3) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ،
===
(عن أبي سعيد) الخدري سعد بن مالك المدني رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو سعيد: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ) ويتحصن بالله (من) شر (عين الجان، ثم) يتعوذ من شر (أعين الإنس) أي: كان يقول: أعوذ بالله من عين الجان ومن عين الإنسان (فلما نزلت المعوذتان) أي: (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) .. (أخذهما) أي: أخذ بهاتين السورتين؛ أي: تعوذ بهما (وترك ما سوى ذلك) أي: ترك التعوذ بما سوى السورتين مما كان يتعوذ به من الكلام غير القرآن؛ لما تضمنتاه من الاستعاذة من كل مكروه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الطب، باب ما جاء في الرقية بالمعوذتين، وقال: هذا حديث حسن غريب، والنسائي في كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من عين الجان.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أسماء بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(142)
- 3456 - (3)(حدثنا علي) بن محمد (بن أبي الخصيب) - بفتح المعجمة وكسر المهملة - القرشي الكوفي، وقد ينسب إلى جده، واسم
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ وَمِسْعَرٍ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَائِشَةَ
===
أبي الخصيب زياد بن عبد الرحمن القيسي البصري، مقبول، من الرابعة. يروي عنه:(د)، وعلي بن أبي الخصيب صدوق، من العاشرة ربما أخطأ، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(ق)، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(حدثنا وكيع) بن الجراح الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن سفيان) بن سعيد الثوري ثقة، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).
(ومسعر) بن كدام بن ظهير الهلالي أبي سلمة الكوفي، ثقة ثبت فاضل، من السابعة، مات سنة ثلاث أو خمس وخمسين ومئة (155 هـ). يروي عنه:(ع).
كلاهما رويا (عن معبد بن خالد) بن مرين - مصغرًا - ابن حارثة الجدلي - بجيم وقال مهملة مفتوحتين - من جديلة قيس القيسي الكوفي القاضي، وثقه ابن معين وابن عدي والعجلي، قال ابن حبان: كان يصلي الغداة والعشاء بوضوء واحد، وقال في "التقريب": ثقة، من الثالثة، مات سنة ثماني عشرة ومئة (118 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبد الله بن شداد) بن الهاد الليثي أبي الوليد المدني، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره العجلي من كبار التابعين الثقات، وكان معدودًا من الفقهاء، مات بالكوفة مقتولًا سنة إحدى وثمانين (81 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهَا أَنْ تَسْتَرْقِيَ مِنَ الْعَيْنِ.
===
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تسترقي) وتعالج الناس بالقراءة (من) إصابة (العين) لهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الطب، باب رقية العين، ومسلم في كتاب السلام، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة، وأحمد في "مسنده".
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم