المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(40) - (1269) - باب دواء العذرة والنهي عن الغمز - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢٠

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الأشربة

- ‌(1) - (1230) - بَابٌ: الْخَمْرُ مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ

- ‌(2) - (1231) - بَابٌ: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا .. لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ

- ‌(3) - (1232) - بَابُ مُدْمِنِ الْخَمْرِ

- ‌(4) - (1233) - بَابٌ: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ .. لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ

- ‌(5) - (1234) - بَابُ مَا يَكُونُ مِنْهُ الْخَمْرُ

- ‌(6) - (1235) - بَابُ لُعِنَتِ الْخَمْرُ عَلَى عَشَرَةِ أَوْجُهٍ

- ‌(7) - (1236) - بَابُ التِّجَارَةِ فِي الْخَمْرِ

- ‌تتمة

- ‌(8) - (1237) - بَابُ الْخَمْرِ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا

- ‌تتمة

- ‌(9) - (1238) - بَابٌ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ

- ‌ملحقة

- ‌(10) - (1239) - بَابٌ: مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ .. فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ

- ‌(11) - (1240) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْخَلِيطَيْنِ

- ‌(12) - (1241) - بَابُ صِفَةِ النَّبِيذِ وَشُرْبِهِ

- ‌(13) - (1242) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَبِيذِ الْأَوْعِيَةِ

- ‌(14) - (1243) - بَابُ مَا رُخِّصَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ

- ‌(15) - (1244) - بَابُ نَبِيذِ الْجَرِّ

- ‌(16) - (1245) - بَابُ تَخْمِيرِ الْإِنَاءِ

- ‌(17) - (1246) - بَابُ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ

- ‌(18) - (1247) - بَابُ الشُّرْبِ بِثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ

- ‌(19) - (1248) - بَابُ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ

- ‌(20) - (1249) - بَابُ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ

- ‌(21) - (1250) - بَابُ الشُّرْبِ قَائِمًا

- ‌تتمة

- ‌(22) - (1251) - بَابُ إِذَا شَرِبَ .. أَعْطَى الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ

- ‌(23) - (1252) - بَابُ التَّنَفُّسِ فِي الْإِنَاءِ

- ‌(24) - (1253) - بَابُ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ

- ‌(25) - (1254) - بَابُ الشُّرْبِ بِالْأَكُفِّ وَالْكَرْعِ

- ‌(26) - (1255) - بَابٌ: سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا

- ‌(27) - (1256) - بَابُ الشُّرْبِ فِي الزُّجَاجِ

- ‌كتاب الطب

- ‌(28) - (1257) - بَابٌ: مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً .. إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً

- ‌(29) - (1258) - بَابُ الْمَرِيضِ يَشْتَهِي الشَيْءَ

- ‌(30) - (1259) - بَابُ الْحِمْيَةِ

- ‌تتمة

- ‌(31) - (1260) - بَابٌ: لَا تُكْرِهُوا الْمَرِيضَ عَلَى الطَّعَامِ

- ‌(32) - (1261) - بَابُ التَّلْبِينَةِ

- ‌(33) - (1262) - بَابُ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ

- ‌(34) - (1263) - بَابُ الْعَسَلِ

- ‌(35) - (1264) - بَابُ الْكَمْأَةِ وَالْعَجْوَةِ

- ‌(36) - (1265) - بَابُ السَّنَى وَالسَّنُّوتِ

- ‌(37) - (1266) - بَابٌ: الصَّلَاةُ شِفَاءٌ

- ‌تتمة

- ‌(38) - (1267) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ

- ‌(39) - (1268) - بَابُ دَوَاءِ الْمَشْيِ

- ‌(40) - (1269) - بَابُ دَوَاءِ الْعُذْرَةِ وَالنَّهْيِ عَنِ الغَمْزِ

- ‌(41) - (1270) - بَابُ دَوَاءِ عِرْقِ النَّسَا

- ‌(42) - (1271) - بَابُ دَوَاءِ الْجِرَاحَةِ

- ‌(43) - (1272) - بَابُ مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ

- ‌(44) - (1273) - بَابُ دَوَاءِ ذَاتِ الْجَنْبِ

- ‌(45) - (1274) - بَابُ الْحُمَّى

- ‌(46) - (1275) - بَابٌ: الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ

- ‌(47) - (1276) - بَابُ الْحِجَامَةِ

- ‌(48) - (1277) - بَابُ مَوْضِعِ الْحِجَامَةِ

- ‌(49) - (1278) - بَابٌ: فِي أَيِ الْأَيَامِ يَحْتَجِمُ

- ‌(50) - (1279) - بَابُ الْكَيِّ

- ‌ملحقة

- ‌(51) - (1280) - بَابُ مَنِ اكْتَوَى

- ‌(52) - (1281) - بَابُ الْكُحْلِ بِالْإِثْمِدِ

- ‌(53) - (1282) - بَابُ مَنِ اكْتَحَلَ وِتْرًا

- ‌(54) - (1283) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُتَدَاوَي بِالْخَمْرِ

- ‌تنبيه

- ‌(55) - (1284) - بَابُ الاسْتِشْفَاءِ بِالْقُرْآنِ

- ‌(56) - (1285) - بَابُ الْحِنَّاءِ

- ‌(57) - (1286) - بَابُ أَبْوَالِ الْإِبِلِ

- ‌(58) - (1287) - بَابُ الذُّبَابِ يَقَعُ فِي الْإِنَاءِ

- ‌(59) - (1288) - بَابُ الْعَيْنِ

- ‌(60) - (1289) - بَابُ مَنِ اسْتَرْقَى مِنَ الْعَيْنِ

- ‌(61) - (1290) - بَابُ مَا رُخِّصَ فِيهِ مِنَ الرُّقَى

- ‌(62) - (1291) - بَابُ رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ

- ‌(63) - (1292) - بَابُ مَا عَوَّذَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَا عُوِّذَ بِهِ

- ‌(64) - (1293) - بَابُ مَا يُعَوَّذُ بِهِ مِنَ الْحُمَّى

- ‌(65) - (1294) - بَابُ النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ

- ‌(66) - (1295) - بَابُ تَعْلِيقِ التَّمَائِمِ

- ‌(67) - (1296) - بَابُ النُّشْرَةِ

- ‌(68) - (1297) - بَابُ الاسْتِشْفَاءِ بِالْقُرْآنِ

- ‌(69) - (1298) - بَابُ قَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ

- ‌(70) - (1299) - بَابُ مَنْ كَانَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ

- ‌(71) - (1300) - بَابُ الْجُذَامِ

- ‌(72) - (1301) - بَابُ السِّحْرِ

- ‌(73) - (1302) - بَابُ الْفَزَعِ وَالْأَرَقِ وَمَا يُتَعَوَّذُ مِنْهُ

الفصل: ‌(40) - (1269) - باب دواء العذرة والنهي عن الغمز

(40) - (1269) - بَابُ دَوَاءِ الْعُذْرَةِ وَالنَّهْيِ عَنِ الغَمْزِ

(92)

- 3406 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ: دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

===

(40)

- (1269) - (باب دواء العذرة والنهي عن الغمز)

(92)

- 3406 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).

(قالا: حدثنا سفيان بن عيينة) ثقةٌ ثبت حجة، من الثامنة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن الزهري) محمد بن مسلم ابن شهاب المدني، ثقةٌ متقن، من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).

(عن عبيد الله بن عبد الله) بن عتبة بن مسعود الهذلي المدني، ثقةٌ، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين، وقيل: سنة ثمان وتسعين، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن أم قيس) أمية (بنت محصن) - بكسر الميم وفتح الصاد - الأسدية، أسلمت قديمًا، وهاجرت إلى المدينة وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أخت عكاشة بن محصن رضي الله تعالى عنهما؛ كما في رواية مسلم. يروي عنها:(ع).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قالت) أم قيس: (دخلت بابن لي) صغير (على النبي صلى الله عليه

ص: 247

وَسَلَّمَ وَقَدْ أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَة، فَقَالَ: "عَلَامَ تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ بهَذَا الْعِلَاقِ؟ ! عَلَيْكُمْ

===

وسلم و"الحال أني (قد أعلقت) وغمزت وعصرت (عليه) أي: على حلقه (من العذرة) أي: لأجل إزالة العذرة عنه.

قوله: (قد أعلقت عليه) أي: أزلت عنه العلوق؛ وهي الآفة والداهية؛ والإعلاق: إزالة عذرة الصبي.

قولها: (من العذرة) أي: من أجل عذرته؛ وهو وجع يحصل في حلق الصبي، يقال: عذرت المرأة الغلام؛ إذا كانت له عذرة؛ أي: غمزته بإصبعها وعصرته لإزالتها عنه.

قال القسطلاني: العذرة - بضم العين وسكون المعجمة -: وجع الحلق، ويسمى: سقوط اللهاة - بفتح اللام - وهي اللحمة التي في أقصى الحلق. انتهي، وهكذا فسره الحافظ أيضًا في "الفتح"(15/ 168)، وفسره ابن الأثير في "النهاية" بقوله:(وهي وجع الحلق يهيج من الدم)، وقال الذهبي في كتابه "الطب النبوي": العذرة: وجع الحلق.

وقيل: العذرة: دم يهيج في حلق الإنسان وتتأذى منه اللحمتان اللتان تسميهما الأطباء: (اللوزتين) في أعلى الحلق على فم الحلقوم، والنساء تسميها ببنات الأذن، يعالجنها بالأصابع؛ لترتفع إلى مكانها. انتهى مختصرًا من "الكواكب".

(فقال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (علام)(على) حرف جر و (ما) استفهامية أي: لأجل ما (تدغرن) وتغمزن أيها النساء (أولادكن) أي: حلوق أولادكن؛ والدغر: غمز الحلق بالإصبع وعصرها؛ ليخرج منه الدم الفاسد؛ لما فيه من إضرارهم بالآلام.

(بهذا العلاق) - بكسر العين - أي: بهذا الغمز المؤلم لهم (عليكم)

ص: 248

بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ؛ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ؛ يُسْعَطُ بِهِ مِنَ الْعُذْرَة، وَيُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ".

===

ولفظ مسلم: (عليكن) يا معشر النساء؛ أي: الزمن يا معشر النساء في معالجة أولادكن من العذرة (بهذا العود الهندي) أي: باستعمال هذا العود في معالجتهم (فإن فيه) أي: فإن في هذا العود الهندي (سبعة أشفية) أي: سبعة أدوية لأمراض سبعة، وفي لفظ مسلم زيادة لفظة:(منها) أي: من تلك الأمراض السبعة (يسعط به) أي: يصب بهذا العود في الأنف (من العذرة) أي: لأجل العلاج من العذرة (و) منها أن (يلد به) أي: يصب بهذا العود في أحد جانبي الفم للعلاج (من ذات الجنب) أي: من مرض يسمى ذات الجنب.

والمعنى: أي: استعملن هذا العود في العلاج من العذرة، ولا تؤلمن أولادكن بغمز حلوقهم.

قوله: "ويلد من ذات الجنب" أي: يسقاه المريض في أحد شقي فمه، وهو إشارة إلى طريقة سقي المريض دواءه عندما لا يتمكن من الجلوس أو من تناوله بيده، أو عندما يثير ذلك ألمًا شديدًا لديه؛ وذلك بصب الدواء شيئًا فشيئًا في جانب فمه؛ ليتمكن من بلع المقدار المطلوب من غير شرق به؛ أي: استعملن فيه هذا العود الهندي؛ وهو خشب يؤتى به من بلاد الهند طيب الرائحة قابض فيه مراراة يسيرة وقشره كأنه جلد موشىً، ويصلح إذا مضغ أو تمضمض بطَبخِهِ؛ لطيب النكهة، وإذا شرب منه قدر مثقال .. نفع من لزوجة المعدة وضعفها وسكن لهيبها، وإذا شرب بالماء .. نفع من وجع الكبد ووجع الجنب وقرحة الأمعاء. انتهى "عيني" باختصار.

قوله: "ويلد به من ذات الجنب": وهو التهاب غلاف الرئة، فيعرض منه سعال وحمى ونخس في الجنب يزداد عند التنفس. انتهى "منجد".

ص: 249

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قال القسطلاني: قوله: "منها الجنب" أي: قرحة صاحبة الجنب؛ ومعناه باليونانية: ورم الجنب من داخله، وهو من الأمراض الخطرة؛ لأنه يحدث بين القلب والكبد، وهو من سيئ الأسقام، وينقسم إلى قسمين: حقيقي، وغير حقيقي.

فالأول: ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن الأضلاع، ويعرض منه خمسة أشياء: الحمى، والسعال، والوجع الناخس، وضيق النفس، والنبض المنشاري؛ والنبض - بسكون الباء وفتحها -: حركة القلب والعروق في الحيوان، وتكون سريعةً وبطيئةً. انتهى "منجد".

والثاني: ألم يعرض في نواحي الجنب عن رياح غليظة مؤذية تحتقن بين الصفافات، فتحدث وجعًا من ذات الجنب الحقيقي، والعلاج المذكور في هذا الحديث إنما هو لهذا القسم الثاني؛ لأن العود الهندي هو الذي يدواى به الريح الغليظ.

قال المسيحي: العود حار يابس قابض يحبس البطن، ويقوي الأعضاء الباطنة، ويطرد الريح، ويفتح السدد، ويذهب فضل الرطوبة، قال: ويجوز أن ينفع من ذات الجنب الحقيقي إذا كانت ناشئة عن مادة بلغمية، ولا سيما في وقت العلة.

وخص ذات الجنب بالذكر دون البواقي؛ لأنه أصعبها؛ لأنه قلما يسلم منه من ابتلي به. انتهى منه.

قال القرطبي: قوله: "فإن فيه سبعة أشفية" بين منها في الحديث اثنين فقط، وسكت عن الخمسة، وقد ذكر الأطباء في كتبهم أن فيه من الأشفية أكثر مما في هذا الحديث.

ص: 250

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قال المازري: رأيت في كتبهم - يعني: الأطباء - أنه يدر البول والطمث، وينفع من السموم، ويحرك شهوة الجماع، ويقتل الدود وحب القرع إذا شرب بالعسل، ويذهب بالكلف إذا طلي عليه، وينفع من ضعف الكبد والمعدة وبردهما، ومن حمى الورد والربع، وينفع من النافض لطوخًا بالزيت قبل نفض الحمى، ولمن به فالج واسترخاء، وهو صنفان: بحري وهندي؛ والبحري: هو القسط الأبيض، يؤتى به من بلاد المغرب، ونص بعضهم على أن البحري أفضل من الهندي، وهو أقلّ حرارةً منه.

قال إسحاق بن عمران: هما حَارَّانِ يابسانِ في الدرجة الثالثة، والهندي أشد حرًّا في الجزء الثالث، وقال ابن سينا: القسط حار في الثالثة، يابس في الثانية.

فإن قيل: فإذا كان في العود الهندي هذه الأدوية الكثيرة .. فما وجه تخصيص منافعه بسبع مع أنَّها أكثر من ذلك، ولأي شيء لَمْ يفصلها؟

فالجواب عن الأول بعد تسليم أن لأسماء الأعداد مفهوم مخالفة: أن هذه السبع المنافع هي التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي وتحققها، وغيرها من المنافع علمت بالتجربة، فتَعرَّضَ لِمَا عَلمه بالوحيِ دون غيره.

وعن الثاني: أنه إنما فصل منها ما دعت إليه الحاجة، وسكت عن غيره؛ لأنه لَمْ يبعث لبيان تفاصيل الطب ولا لتعليم صفته، وإنما تكلم بما تكلم به منه، ليرشد إلى الأخذ فيه والعمل به، وأن في الوجود عقاقير وأدوية ينتفع بها، وعَيَّن منها ما دعت حاجتهم إليها في ذلك الوقت وبحسب أولئك الأشخاص، والله تعالى أعلم. انتهى منه.

ص: 251

(92)

- 3406 - (م) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَنْبَأَنَا يُونُسُ،

===

قوله: "يسعط به من العذرة" أي: يدق دقًا ناعمًا ثم يسعط به، وهل يسعط به منفردًا أو مع غيره؛ يسأل عن ذلك أهل الخبرة والتجربة، ولا بد من النفع؛ إذ لا يقول صلى الله عليه وسلم إلَّا حقًّا. انتهى "أبي".

قال في "المرقاة": بأن يؤخذ ماؤه فيسعط به؛ لأنه يصل إلى العذرة فيقبضها؛ فإنه حار ويابس. انتهى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الطب، باب اللدود وباب العذرة، ومسلم في كتاب السلام، باب التداوي بالعود الهندي، وأبو داوود في كتاب الطب، باب في العلاقة.

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أم قيس رضي الله تعالى عنها، فقال:

(92)

- 3406 - (م)(حدثنا) أبو الطاهر (أحمد بن عمرو بن السرح المصري) ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ). يروي عنه:(م د س ق).

(حدثنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم المصري، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).

(أنبأنا يونس) بن يزيد الأموي مولاهم الأيلي، ثقةٌ، من السابعة، مات سنة تسع وخمسين ومئة على الصحيح، وقيل: سنة ستين ومئة. يروي عنه: (ع).

ص: 252

عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِه، قَالَ يُونُسُ: أَعْلَقْتُ؛ يَعْنِي: غَمَزْتُ.

===

(عن) محمد بن مسلم (ابن شهاب) الزهري المدني، ثقةٌ حجة، من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).

(عن عبيد الله) بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي المدني، ثقةٌ ثبت، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين، وقيل: سنة ثمان وتسعين، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن أم قيس) أمية (بنت محصن) رضي الله تعالى عنها (عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات، غرضه: بيان متابعة يونس لسفيان بن عيينة.

وساق يونس (بنحوه) أي: بنحو حديث سفيان بن عيينة؛ أي: قريبه لفظًا ومعنىً.

ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلَّا حديث أم قيس مع متابعته.

قال عبد الله بن وهب: (قال) لنا شيخنا (يونس) بن يزيد: قولها: وقد (أعلقت) عليه من العذرة (يعني) أم قيس بقولها: أعلقت: (غمزت) ومرخت على حلقه إزالة للورم عنه.

قال السندي في تفسير هذا الحديث: قوله: (أعلقت) الإعلاق: معالجة عذرة الصبي؛ وهو وجع في حلقة وورم تدفعه أمه بإصبعها، وحقيقة (أعلقت عنه): أزالت العلوق عنه؛ وهي الداهية.

(تدغرن) الدغر: غمز الحلق بالإصبع؛ وذلك أن الصبي تأخذه العذرة،

ص: 253

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وهي وجع يهيج في الحلق من الدم، فتدخل المرأة فيه إصبعها، فترفع ذلك الموضع وتكبسه.

(أشفية) جمع شفاء؛ والشفاء: الدواء؛ تسميةً للسبب باسم المسبب.

(يسعط) السعوط: الدواء يصسب في الأنف، وأسعطه الدواء: أدخله في أنفه.

(يلد) اللدود من الأدوية: ما يسقاه المريض في أحد شقي الفم؛ ولديدا الفم: جانباه.

(ذات الجنب) في "النهاية": هي الدبيلة والدمل الكبيرة التي تظهر في باطن الجنب، وتنفجر إلى الداخل، وقلما يسلم صاحبها، وذو الجنب الذي يشتكي جنبه بسبب الدبيلة، إلَّا أن ذو للمذكر، وذات للمؤنث، وصارت ذات الجنب علمًا لها، وإن كان في الأصل صفة مضافة.

ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلَّا حديثين:

* * *

الأول للاستدلال، والثاني للمتابعة.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 254